مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مع الطيب صالح.. مْن سقط سهواً؟ بقلم ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/1/2005 9:00 م


مع الطيب صالح.. مْن سقط سهواً؟
بقلم ضياء الدين بلال
[email protected]

امسك المقداف حبلاً يا ولد
كي يعيش النخل في طين البلد
لكي يعيش النخل حراً للأبد
كان المبدع سيف الجامعة يمسك بمهارة نادرة بذلك اللحن الحنين وعينيه مشدودتان بود وشوق نحو الطيب صالح.. جلس في المقاعد الأمامية بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي ياخذ جرعة من ماء ونفس من سجارةٍ ثم ينفثه ابتسامة نيلية تجعل لتلك الامسية طعما افتقدته مساءات الخرطوم التى أصبحت (لا تهب للمساء قصيدة ابدا ولا ترعى سنابل) كما يصفها صديقنا الشاعر القلق خالد حسن بشير.. في تلك الأمسية اشفقت على هذا الرجل السبعيني انى له بطاقة احتمال تتسع لتحمل هذا الدفق من المشاعرٍ، اطفال صغار يطلبون توقيعه وصبايا يردن تقبيل يده كأنه (الحنين) وقواعد من النساء يحضنه كطفل غرير00زغرودة تنطلق في صيوان عبد الكريم ميرغني يطرب لها الزين في قبرهٍ00 والطيب صالح وهو يصافح الحضور الكثيف بعينيه الدامعتين كان علي حال بدر شاكر السياب:
فقلبي لا يزال قرين شوق متى هفت القلوب الى قرين..
اذا الاشواق زرن عيون غيري..تزور العبرة الحرى عيوني..
حينما عاد الراوى الى وطنه بعد سبع سنوات في موسم الهجرة الى الشمال لاحظ برود مشاعر أهله نحوه فحاولوا ان يستروا ذلك بالمبالغة..ولكن عندماعاد الطيب صالح الى اهله كان كل شئ صادقاً وطازجاً لم تكن هنالك مشاعر معلبة ولا ترحاب مفتعل ..
عبد الكريم الكابلي غنى قصيدة ابو فراس الحمداني (معللتي بالوصل والموت دونه اذا مت ظمأن فلا نزل القطر) أجمل مافي عبد الكريم الكابلي انه يختار كلماته على اذآن سامعيه.. فرقة الهلاهوب التي شاركت في امسية تكريم الطيب صالح بمركز عبد الكريم ميرغني كانت فقراتها على مستوى الحدث وهى تختار تقليد اغاني العطبراوي وسيد خليفة وعثمان حسين التى تحمل مواضيع الاغتراب عن الوطن وتقع للطيب صالح في موضع جرح.. كم كانوا قساة الذين اعدوا ذلك الحفل... والقسوة هنا ان تلقى بمشاعرك الطاغية على مبدع شفيف رقيق الاحساس..كل شئ كان بعبدالكريم ميرغني يهزم (عصاة الدمع) ويشقق تماسكهم لقد كانوا يصافحون الطيب صالح كانهم يستجدونه البقاء معهم والا يذهب (لبلاد تموت من البرد حيتانها)
فى نهارذات اليوم كانت صالة (الراي العام) تستقبل كوكبة سودانية اعطت لهذا الوطن معنى ان يعيش وينتصر في زمن الهزائم والانكسارات واحتراق الاحلام..محمد الحسن احمدصاحب التحليل السياسي الرصين والتجربة الصحافية الناصعة البياض والشلوخ السودانية الصريحة الملامح ودكتور كمال ابو سن أحد الاولياء الصالحين في الجراحة العالمية والتعامل الانساني في زمن اصبح فيه الطب (امسك لي واقطع ليك) ويدار بلغة (الكاش يقلل النقاش)..وكان معهم الطيب صالح واخرين00كم كان الحديث ممتعا عن الصحافة والسلطة وهو ينطلق بطريقة السودانيين ويقفز من موضوع لآخر في حالة من التداعى الحر.. والطيب صالح يعيد الشوارد لمربطها عند ما يستهل حديثه بمزحة ويختمه (بالبسملة)..مستدركا وجود دكتور غازي صلاح الدين (الاصولي الوسيم) وسط الحضور.
مضى يوم قضيته منذ الصباح في انتظارالطيب صالح وهو يزور الراي العام وانهيته في الساعات الاولى من الصباح مع الطيب صالح بعبدالكريم ميرغني والهيلاهوب وعابدة الشيخ.. عندما رأيت عمار محمد ادم هناك كدت ان اذهب للطيب صالح لأهمس في أذنه بانٍ عمار محمد ادم شخصية (سقطت سهوا) من موسم (الهجرة للشمال) او من أعلى دومة ودحامد.. فعمار كالمنسي تماما شخص (فريد) او قل (غريب) ولكن بطريقته الخاصة!!

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved