بلغة الأرقام والحسابات والإحصاءات الدقيقة..........وليس بأوهام المنافقين......
كم يساوي سعر مواطن السوداني في سوق الأسهم في( عهد الإنقاذ)؟!
بلا شك يبدو هذا السؤال غريبا ولكن سرعان ما يصبح شيئا عاديا إذا وضعنا في نصب أعيننا المولود الجديد الذي سمى بالسودان الجديد والذي يفترض ان يبنى علي أسس وقواعد جديدة ومتينة.
في عهد هذا المولود الجديد يجب ان نسترشد بالأرقام والحسابات والإحصاءات الدقيقة بدلا من ممارسة التزوير ونسج الأوهام في أفواه الناس واستعانة بالدجل والشعوذة لفك طلاسم الغامضة والمعضلات الصعبة بما في ذلك سعر المواطن السوداني في الأسواق العالمية يجب يعرف المواطن قيمته في السوق المحلي وفي سوق البورصات العالمية وكم يساوي سعره بالعملة المحلية الباهتة وكم يقدر ثمنه مقابل الدولار الأمريكي.
عندما كنا في الوطن ونحن صغار نعلم جيدا بان الإنسان في حد ذاته كنز وقيمة لا تقدر بكنوز الكون وما فيها ولم يخطر في بالنا ان يأتي يوما ويكون لبني آدم وزن معين وقيمة نقدية محددة في الأسواق العالمية وفق تقلبات الأسعار وقوانين العرض والطلب ولكن يبدو أننا وللأسف الشديد فأدركنا أخيرا وبعض فوات الأوان هذه الحقيقة التي لا تقبل الجدال أو حتى أدنى شك في صحتها لان اقل وقفة للريبة أو الشك يعتبر ضربا من ضروب السذاجة والتخلف التي يصب في مصلحة استعادة عقارب الساعة إلى الخلف حيث نقطة الصفر الوهمية التي انخدعنا فيها اكثر من مرة وتقدر هذه المسافة الزمنية بنصف قرن وعلي وجه التحديد والتي انخدعنا فيها وتوهمنا بان الإنسان في جوهره كنز لا يقدر بثمن وكان ذلك وهم وكذبة كبرى بكل تأكيد.
وبإمكاننا نحن معشر القوم الذين فروا بجلودهم من ارض الوطن تفيدكم بالأرقام والحسابات الدقيقة ونبرهن لكم أيها الأهل والأحباب ومن منطلق صلة قرابتنا بكم وحبنا إليكم بان المواطن السوداني في الخارج والداخل ثمنه لا يساوي شيئا بل اصبح رخيصا مهينا حزينا باهت اللون مثل الجنيه السوداني الباهت الحزين .
يا أهلي ومن خلال تجارب حياة الغربة المريرة التي عيشنها طيلة عقد من الزمن وهي مدة معقولة جدا لفرز الحقيقة من الوهم ومن الشعارات البراقة والأوهام الرومانسية التي كنا نتشدق بها عقودا من الزمن ولم نجني من وراءها شيئا إلا الندم والحسرة وخاصة بعد ان فاتنا الأمم والزمن لسنين ضوئية من التقدم والازدهار في كافة المجالات والمسارات الحيوية التي كنا نحلم بها . إذن من خلال تجارب هذه الشعوب ومن خلال تجاربنا الخاصة نستطيع ان نقول بان لكل مواطن يمكن تحديد وزنه وسعره في السوق العالمي . لقد اكتشفنا وتقينا تماما ليس بمحض الصدفة ولكن عن تجربة حقيقية عيشنها في كنفها والتمسناها بأم أعييننا والتي مفادها ان قيمة الإنسان هنا وهناك تقاس وتقدر وفق معايير ومقاييس هيبة وطنه وقوته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومدى ثقله وزنه بين الأمم والشعوب.
بقدر قوته الاقتصادية يقاس ويقدر هيبته وعزته وكرامته وبنفس المقدار يقاس ويقدر قيمة المواطن الذي فر من وطنه إلى بلدان أخرى فهناك بتأكيد إما ان يكون المواطن عزيزا مكرما أو ان يهان ويحتقر ويداس عزته وكرامته بالجزم وهنا يمكن المعادلة الصعبة التي يدفعنا نحو التساؤلات الحرجة التي تقضي مراجعة كل الأرقام والحسابات التي بنيت علي أسس وهمية وخاطئة.
في هذا الصدد دعونا نتساءل عن سعر مواطن الأمريكي في السوق يا ترى كم يساوي سعره بتأكيد نحن لسنا في حاجة لمعرفة سعره ولكن نستطيع ان نقول بأنه ملك وسلطان أينما حل فهو ملك وسلطان في بلاد الملوك والسلاطين فهو يعامل مثل الملوك في دول الخليج وهكذا علي سطح القمر والمريخ وفوق الأرض وتحت الشمس ولكن لماذا؟ السبب بسيط جدا لانه مواطن أمريكي بصرف النظر عما إذا ابيضا أو اسودا كسيحا أم سليما فهو ملك أينما حل فهنئا لك... يا ابن الوز.. يا ملك الملوك... ويا سلطان السلاطين .وماذا عن المواطنين الذين فروا بجلودهم من الدول الحقيرة, دول التي تمارس الدجل والشعوذة لتخدير شعوبهم في وقت الأزمات والمجاعات والكوارث الطبيعية, بلدان التي لا تجيد لغة الأرقام والحسابات والإحصاءات الدقيقة التي تمهد لهم الطريق نحو آفاق التقدم والازدهار وينقذهم من الأزمات والديون والانكساريات المتتالية المتوارثة عبر القرون والأجيال .
مواطني هذه البلدان الحقيرة فهم يعاملون معاملة الحقراء أينما ذهبوا وفروا فهم يباعون في الأسواق بثمن بخس ويبصق في وجوههم كالحيوانات والحشرات في المداخل والمخارج, في المطارات والفنادق وهكذا إلى يوم القيامة يحتقرون من قبل إخوانهم البشر وعياذ بالله العظيم القدير.
استرشادا واهتداء بهذه الحقائق المرة والمؤلمة يجب ان يقدر سعر مواطن السوداني في الداخل والخارج ليعرف وزنه وسعره حتى لا يصبح تافها حقيرا مطاردا حزينا إلى يوم القيامة وعياذا بالله من الشطان الرجيم ومن البشر الذين يحتقرون البشر .
فالتحيا دول الأرقام والحسابات والإحصاءات الدقيقة الصحيحة الشفافة, وليحيا الصدق والإخلاص والأمانة ويعيش البشر حياة كريمة وشريفة في ظل الاستقرار والسلام والأمن.
مبارك إبراهيم/