مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

هل ينقذ الصادق المهدي الاسلام والعروبة من براثن العلمنة والافرقة؟؟_ الجزء الثاني -sara_issa

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/29/2005 6:55 ص

لقد كتبت في السابق أن السيد الصادق المهدي لا يؤمن بتداول منصب الامين العام بين أعضاء الحزب ، فحزب الامة أصبح شديد الشبه بالاحزاب المصرية والتي تسيطر زعاماتها علي الشئون الحزبية من المهد الي اللحد ، وكانت كل التقلبات السياسية في السودان تنزل بردا وسلاما علي السيد الصادق المهدي وذلك بالاضافة الي مقدرته علي التأقلم مع الظروف السياسية ، فأول مناورة سياسية قام بها السيد الصادق كانت ضد عمه الامام الهادي المهدي قبيل انقلاب النميري ، وأسس بعدها ما يعرف بحزب الامة جناح الصادق المهدي ، وحدث بعدها انقلاب النميري ومن خلفه الشيوعيين ، وكان الامام الهادي رجلا واضحا ورجل مواقف لا يقبل المهادنة ، وكان محبوبا من أتباعه الانصار وبالذات من أبناء غرب والذين كان يكن لهم المودة والاحترام ، وكان الامام الهادي يشكل خطرا علي تنظيم الاخوان والصادق المهدي في وقت واحد ، فالهادي المهدي صاحب فكر أفرزه الواقع السوداني من غير الحاجة الي كتيبات الاخوان الصفراء والوافدة الي بلادنا من قاهرة المعز ، والامام الهادي المهدي كان يمثل الشخصية الانصارية المفعمة بروح الشهادة والتضحية من أجل المبادئ الغالية ، ولذلك لعب الاخوان المسلمين علي هذا الوتر ونقلوا معركتهم مع الشيوعيين الي الجزيرة أبا ،مارس الاخوان المسلمون ضغطا هائلا علي الامام المهدي من أجل خوض المعركة مستغلين كراهيته للفكر الشيوعي ، وكانت نتيجة هذه المعركة محسومة سلفا ، فانهزم أنصار الامام الهادي أمام قصف الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ، وأستشهد في تلك المعركة خمس وعشرون الفا من الانصار ، وتم اغتيال الامام الهادي المهدي قرب الحدود الاثيوبية ، وانتهت حركة الامام الهادي بموته ، ولكن هذه النتيجة كانت ايجابية بالنسبة للصادق المهدي ، فقد خلصه النميري من عدو تصعب مقارعته ، وصفا الجو السياسي للصادق المهدي ولا ننسي أنه كان بعيدا كل البعد كما عودنا عن ساحة الوغي ، واستفاد الاخوان من الفراغ الذي خلفه موت الامام الهادي والذي كان سوف ينازعهم في ملكية المشروع الاسلامي ، ونجح الاخوان في استدراج الامام المهدي الي مقصلة الشيوعيين وقطفوا ثمار غيابه عن الساحة السياسية ، ولم يفقد الاخوان في هذه المعركة الغير متكافئة سوي عدد ضئيل من قيادات الصف الثالث ، فدكتور الترابي والصادق عبد الله عبد الماجد ومهدي ابراهيم لا زالوا أحياء ويكتبون مذكرات حياتهم المديدة في كل يوم ،وحاول بعدها كل من الاخوان وحزب الامة العودة الي حكم السودان عن طريق الغزو الخارجي ، فكانت عملية المرتزقة عام 1976 ، وليبيا التي كانت في حالة خلاف مع نظام النميري قامت بدفع اجور المرتزقة والذين كانوا تحت قيادة العقيد محمد نور سعد ، وللعلم أن نظام العقيد القذافي كان يكره الاخوان والتنظيمات الدينية عموما ، وليبيا كانت تعدم الاخوان في حرم الجامعات وتطلق عليهم لقب الكلاب الضالة ، ويعتبر دعم ليبيا لحركة 1976 والتي كان من ورائها الاخوان وحزب الامة احدي تناقضات العقيد القذافي ، ولعله أراد من ذلك اسقاط نظام النميري بأي ثمن حتي ولو تطلب الامر التحالف مع الشيطان ،فشلت حركة 1976 ليس لأن النظام كان قويا ومتيقظا ولكن فشلت لأنهم كانوا يقتلون كل من يعترضهم من غير روية ، فمات الكثير من الابرياء بسبب هذه الغزوة كما يطلق عليها الاخوان ، ونجت كل رموز النظام المايوي من القتل والاغتيال ، كانت ردة فعل الجيش السوداني قوية عندما تسبب الغزاة في مقتل العديد من المجندين الجدد ، وتنصل العقيد الليبي من العملية الفاشلة ، وتحمل الصادق المهدي مسؤولية الغزو ، ولم تتم محاسبة النظام الليبي علي دماء السودانين التي سفكت من غير ذنب ، فالدم السوداني دائما مسترخص بالنسبة للقذافي ، وهو تحت الضغط دفع للولايات المتحدة 4 مليار دولار نقدا كتعويض عن حياة 242 راكب أمريكي ، واعتبرت الولايات المتحدة أن هذا المبلغ دفعة تحت الحساب وان علي النظام الليبي أن يعترف بالجرم الذي ارتكبه وان يعتذر في نفس الوقت ، فأدت ليبيا المطلوب وزادت عليه أن ارسلت أجهزة الطرد المركزي الي الولايات المتحدة ، وهذه الاغراءات فتحت شهية كل من فرنسا وألمانيا فطالبتا أن يدفع للضحايا الفرنسيين نفس المبلغ الذي دفع للأمريكان ’ فانصاع العقيد العروبي ودفع من مال الشعب الليبي ثمن كل الاخطاء التي ارتكبها ، ولكن العقيد الليبي لم يدفع لسودانيين ثمن الارواح التي أزهقها بفضل دعمه لغزوة يوليو 1976 م ، والعقيد الليبي هو أول من حرض د.جون قرنق علي حمل السلاح ضد نظام النميري ، واعترف القذافي بدعمه لقرنق خلال احتفال رسمي اقامته له حكومة المشير البشير ، والقذافي لا زال دس أنفه في الشأن السوداني وكان دائما يزكي نار الصراع بين الاطراف السودانية المتنازعة ، واستغربت كيف أن العقيد يرفض محاكمة قادة مليشيا الجنجويد في الخارج وهو الذي أرسل المفرحي وبفريحة عملاء المخابرات الليبية أحياء للمحاكمة في لاهاي بسبب تورطهما في كارثة لوكربي ، ولنترك الان علاقة الصادق المهدي بالنظام ليبي جانبا فهي علاقة معقدة وغير واضحة للكثير من الناس ولكنها مبنية علي الانتهازية المتبادلة ، واندلعت شرارة انتفاضة رجب ابريل 1985 ، وتمكنت الجموع الثائرة من اسقاط نظام النميري ، ولم تحدث تفجيرات أو مواجهة مسلحة مع رموز النظام ، ووقفت القوات المسلحة الي جانب الشعب ولم تقوم باعادة النميري الي سدة الحكم كما حدث في عامي 1970 و1976 م ، وتم تغيير النظام بشكل سلمي ولم تجري حوادث سلب ونهب للدور الحكومية كما تعودنا أن نري اليوم ، ولكن أزمة السودان بدأت بعد هذه الانتفاضة ، وقفز الي قيادة الانتفاضة أشخاص ثبت في الاخير انتمائهم للجبهة الاسلامية القومية ، فعبد الرحمن سوار الدهب هو الذي وفر غرفة الدعايا لانقلاب العميد عمر البشير ، حيث تم تصوير البيان رقم واحد في مكتبه المحصن باسم منظمة الدعوة ، ود.حسين ابو صالح وزير خارجية النظام منذ أيامه الاولي أعترف بأنه عضو في تنظيم الاخوان المسلمين منذ الخمسينيات ، ود.الجزولي دفع الله تحدث في اول مؤتمر عقده الانقلابيين عن عدم ملاءمة النظام الديمقراطي للحالة السودانية ، وبعدها جاءت حكومة الصادق المهدي لتمهد الطريق أمام الجبهة الاسلامية ، وكانت الصادق متعجلا من أجل استلام الوزارة ، ورفض فكرة المؤتمر الوطني الجامع الذي كان يدعو اليه جون قرنق ، وفضل الصادق المهدي اجراء الانتخابات وتكوين الحكومة ثم النظر في قضية الجنوب لاحقا ، وتم استنباط قانون جديد للانتخاب يكرس النخبوية داخل المجتمع السوداني ، وهو ما عرف بدوائر الخريجين ، ونحن نعرف أن العمل السياسي في السودان لا يتطلب الشهادة الجامعية ، بل أن بعض خريجي هذه الجامعات مثل د.الترابي والصادق المهدي كانوا بمثابة الكارثة علي الدولة السودانية كما أن خريجي الجبهة الاسلامية لم يكونوا مثالا للوطنية حيث تآمروا مثل غيرهم مع العسكر والغوا الديمقراطية وكونوا الثروات الشخصية من مال الشعب السوداني، بل أن نخبة الجبهة الاسلامية المثقفة اذا جاز التعبير خربت حتي ما بناه المستعمر الانجليزي ، فعملية الاحلال التي تمت داخل الخدمة المدنية رمت بالكثيرين في الشارع ، وتتم احلال عناصر موالية مكان عناصر ذات كفاءة ولكن مشكوك في ولائها لنظام ، وتم الغاء مجانية التعليم ودعم السلع الاساسية والدواء ، كما تم بيع أجهزة الدولة الخدمية مثل الكهرباء والاتصالات وقامت مكانها شركات جديدة استحدتث نظام ( الدفع المقدم ) من أجل تقديم خدماتها للمواطنين ، اليس هولاء هم الخريجيون الذين كانت تتباهي بهم الجبهة الاسلامية ، أنظروا الي ما قاموا به من خراب أودع السودان في عالم الفقر ، ولعلنا نذكر انجازات البروفيسور محمد علي جنيف الذي قام بتصفية مشروع الجزيرة ، هذا البروفيسور العالم استبدل غلة القطن الغالية الثمن بالقمح الذي تمنحه الدول بالمجان ، فتم تدمير المحالج ومصانع النسيج في وقت واحد ، ولعلكم تذكرون قصة حفر ترغتي الرهد وكنانة والمبالغ الطائلة التي صرفت علي حملتها الاعلامية ، يا تري لماذا توقف هذا المشروع الطموح والذي جعله اعلام النظام أشبه بحفر قناة السويس ، ولقد سألت أحد الذين اشرفوا علي هذا المشروع فقال لي أن هذا المشروع أشبه بمن يريد أن يمد قمة كلمنجارو بالمياه وذلك من استحالته ، ود.التيجاني حسن الامين الصيدلاني المعقد ، أذكره وهو يقف أمام الطلاب ويقول لهم ( انا أفضل من تخصص في مجال الصيدلة في جنوب خط الاستواء )) ، ولقد أعجبني عندما رد عليه مازحا (( والله انتا لو عملت النعجة دوللي لقلت أنا ربكم الاعلي )) ، وبروفيسور اخر ابراهيم أحمد عمر الذي درس بكلية العلوم ثم عاد والتحق بكلية الاداب ، هذا الرجل ايضا ابتكر ثورة التعليم العالي ، وزعم أنه يريد توسعة الجامعات وهذه غاية نبيلة ولكن لماذا اشترط علي الجميع الانخراط في الدفاع الشعبي قبل ولوج هذه الجامعات ولماذا غسيل الادمغة يتم في المعسكرات واقناع الطلاب بالاستشهاد في سبيل أهداف الجبهة الاسلامية ، ولا ننسي أن هولاء الطلاب لا يمكن لهم أن يستخرجوا شهاداتهم الجامعية ما ينخرطوا في الخدمة الوطنية ، كانت الجبهة الاسلامية في حاجة الي جيش من الاصوليين ولذلك عمدت الي فتح هذا العدد الهائل من الجامعات لتخرج دبابين يعطون حياتهم رخيصة للجبهة الاسلامية ، كل هذا الدمار سببه أكذوبة الخريجين ، واخر ما قاموا به هو تجزئة السودان والعمل علي اثارة النعرات القبلية والجهوية بين افراد المجتمع للسوداني ، ، ونحن في السودان كثيرا ما نقول (( القلم ما بزيل بلم )) كدلالة أن الشهادة الجامعية لا تعني اطلاقا التفاني في خدمة الوطن ، فعبد القادر ود حبوبة والشيخ أبو جنزير ماتا في سبيل الوطن من غير أن يدرسا في جامعة غربية تعلمهما حب الوطن ، وبابكر البدري رائد تعليم المرأة السودانية لم يكن من نخبة الخريجين ولكنه قدم للسودان ما لم يقدمه جيل كامل من الخريجين ، وافق الصادق المهدي علي القانون الانتخابي لعام 1986 ، ووافق ايضا علي انشاء دوائر الخريجين أملا أن تصعد له بعض الذين ضاقت بهم دوائر حزب الامة ، ولكن النتيجة خالفت التوقعات وسقط نواب حزب الامة في دوائر الخريجين وفازت بها الجبهة الاسلامية ، واصبحت الجبهة الاسلامية تدعي انها تمثل كل مثقفي السودان بحكم فوزها في دوائر الخريجين ونست أنها وسط شعب لا يعرف ثلثاه القراءة والكتابة ، ونال الصادق المهدي ما يصبو اليه ووصل الي سدة الوزارة ، وانشغل الصادق المهدي في بداية حكمه بالشأن الحزبي داخل اسرة المهدي وترك الحبل علي الغارب وكانت النتيجة انقلاب العميد البشير الذي تم بكل سهولة ويسر ، واستطاعت الجبهة الاسلامية أن ترث حزب الامة في الحكم كما انها ورثت بعض نوابه ، وذلك بعد أن أغرتهم بالمناصب ، ففي حكومة واحدة في عهد الانقاذ يمكن أن تجد عبد الله محمد أحمد وعبد القادر عبد اللطيف ومحمد الامين البصير وذلك غير الرجرجة والدهماء من أتباع حزب الامة والذين كانت تجمعهم مع الحزب المصالح الشخصية فقط ، وصمد عدد قليل في وجه عصا وجزرة النظام ، فمنهم المرحوم د.عمر نور الدائم والامير عبد الرحمن نقد الله وعبد الرسول النور ، وكل هولاء لا ينتمون لعائلة المهدي ولكنه كانوا من انصار المهدي المخلصين الذين لا تغريهم الدنيا ولا يرهبهم بطش النظام ، وكانت ثالثة الاثافي انشقاق مبارك الفاضل من حزب الامة وانضمامه الي مشاركة حزب السلطة في الحكومة ، ومبارك الفاضل هو رجل اللحظة الذي يمل طول الانتظار وعاش حياته مثل مهراجات الهند ، فهو سيد في الحزب وسيد في الوزارة ، ثار علي ابن عمه ووصفه بضيق الافق وعدم الديناميكية التي أخرت عمل الحزب ، وجمع مبارك المهدي عددا من اتباعه وانضم بهم الي حكومة البشير ، ولم يفوت نظام البشير هذه الفرصة فأكل مبارك الفاضل ورماه مضغة في قارعة الطريق ، كان يمكن لمبارك الفاضل أن يمارس نشاط حزبه من غير أن يدخل في السلطة ولكنه كان غاويا للسلطة أكثر من اصلاح جسد حزب الامة ، وهذا يدل أن الانتهازية وصلت الي أعلي درجة في الحزب ، فمبارك الفاضل علي اساس انه من ال المهدي كان يتخطي الصفوف ، وهو لم يكن في حاجة الي منصب مساعد رئيس الجمهورية وذلك لأن المشير البشير لا يحتاج الي مساعدين لأنه هو نفسه مساعد للامير عثمان طه في حكم بلاد السودان ، ومن المضحك ان الذين قدموا مع مبارك الفاضل وانسلخوا معه من حزب الامة رفضوا مغادرة مركب الانقاذ ، فعبد الله مسار والزهاوي ابراهيم مالك وصفا مبارك الفاضل بالمارق وصاحب الهوي ، هذا هو حزب الامة تحت قيادة الصادق المهدي كما قال سيدنا عمر بن الخطاب مثل السفينة التي اراد أحد ركابها أن يحفر في مكانه ، فاذا امسك الناس بيده سلم وسلموا واذا تركوه فمصيرهم الغرق فمن يا تري يمسك بيد الصادق المهدي قبل أن يغرق ويغرق معه الجميع ؟؟

sara_issa_1hotmail.com



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved