مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

مبـــــاراة الإنكســـار بقلم صلاح شكوكو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/26/2005 12:26 م

مبـــــاراة الإنكســـار

( صلاح شكوكو )

بهدوء وبعيدا عن الجو المتوتر الذي أعقب هزيمة الهلال .. تعالوا بنا نقرأ صفحات هذه المباراة بشيء من الواقعية والموضوعية والتعقل .. ذلك أن الهلال قد خسر مباراته بتونس وهو قاب قوسين أو أدنى من النصـــر .. وبعد تفوق إمتد حتى الربع ساعة الأخيرة من الشوط الرابع للمباراة .

وكان الهلال قد عزز موقفه بهدف مؤثر إخترق به حاجز الرهبة ليحسم أمره مع الترجي ويعيد موازين المباراة لصالحه بعد فترة طويلة من الصمود القوي .. حتى جاءت اللحظة الحرجة عندما طرد حكم اللقاء لاعب الهلال (( المتوتر )) علاء الدين جــــبريل .. هــــذا الطرد الذي كلف الهـــلال كثــــيرا .

في قمة هذا الصمود جاء قرار الطرد واللاعب يدرك تماما أنه معاقب ببطاقة صفراء كانت تستوجب عليه نوعا من الحذر الشخصي وعدم الإندفاع بل ضرورة اللعب في حدود الممكن .. لكنه بدلا عن ذلك ظل متوترا ومندفعا ومتهورا ( وكان يمكن أن يطرد قبل ذلك ) .. الأمر الذي كان يحتم على الجهاز الفني ضرورة تبديله حفاظا عليه وعلى بنيان الفريق .. خاصة وأن الجهاز الفني يدرك طبيعة هذا اللاعب وسرعة إستجابته للمؤثرات .

ولا نكاد نعلم سبب هذا الطرد إلا أن كان هناك الفاظا قد بدرت منه .. رغم أن قرينة الأحوال لا تدلل على ذلك .. كما لم نلحظ في إعادة الشريط أن اللاعب قد مس الكرة بيده ... و إن كان يحاول الحصول على الكرة ظنا منه أنها له .. فإن دور الحكم في هذا الجانب هو إصدار أمر لصالح الفريق الذي سيستفيد من اللعبة .. لكن قرار الطرد ربما يكون أمرا تعويضيا للخطأ الذي كان يستوجب الطرد من قبل .. لكن ما الذي منع الحكم من عقابه حال المخالفة ؟؟

صحيح أن الهلال وبعد قرار الطرد قد واصل هجومه وإستطاع أن يحرز هدفا ساهمت فيه عدة عوامل أهمها ديناميكية طمبل و تحركات قودوين .. لكنه لم يستطيع مواجهة التفوق العددي ولا الصمود أمام التكتيك الهجومي الذي لعب به الترجي خاصة في الربع ساعة الأخيرة من عمر المباراة ... وهذا جانب يسأل عنه الجهاز الفني للهلال الذي أخفق في قراءة مجريات اللعب .. حيث أخرج المدرب أكثر اللاعبين حركة وجهــــدا في المباراة ليشرك بدلا عنه لاعبـــا مازال يتحسس طريقــــه في المـــلاعب .

ومن يقرأ النهاية الدراماتيكية للقاء لن يستطيع إستيعاب حالة الإنكسار والإنهيار التي لازمت الهلال فجأة .. ليستباح مرمى الهلال بخمسة أهداف متتالية جعلت حارس الهلال ( الذي كان مرشحا لأن يكون نجما للقاء ) لأن يخرج من إطار النجومية ويشارك في دفع أحد اللاعبين خارج الملعب تحت تأثير الشد والتوتر الذي لازم اللاعبين .. رغم محاولات الكابتن هيثم مصطفى لتهدئة الخواطر والمحافظة على روح الإنضباط .

ومهما يكن الأمر فإن المباراة كشفت الى حد كبير عدم قدرة اللاعب السوداني على التعاطي بوعي مع المباريات الكبيرة التي تتطلب نوعا من الكياسة والصبر والجلد الى جانب عدم الإستجابة لإستفزازات الخصوم وخاصة الإيحاءات المثيرة التي تصدر من الخصوم .. ولقد شاهدت لاعبا من الترجي وهو يتوعد لاعبا بالهلال وهو يشير بيده الى عنقه الى مايشبه الذبح .

أما الجهاز الفني للهلال وبعد الإنذار الأول للاعب عـــلاء جبريل كان ينبغي أن يعمل على إستبداله بلاعب آخر ( رغم إدراكنا لضعف قائمة البدلاء ) لكنه بدلا عن ذلك لجأ لأسوأ الخيارات بل نستطيع أن نقول أنه زاد الطين بلة بإخراج أفضل اللاعبين وهو المهاجم النيجيري ( قودوين ) صاحب الجهد الوافر والذي كانت لتحركاته أكبر الأثر في زعزعة دفاع الترجي وعدم إتاحة الفرصة له للتقدم وتشكيل ضغط على الهلال .. في وقت كان فيه أكثر من لاعب في صفوف الهلال في حاجة للتغيير وفي مقدمتهم كابتن الفريق هيثم مصطفى الذي إستنفد كل طاقته وإكتفى بدور القيادة التوجيهية وتطييب الخواطر .

وكأن هذا التبديل والإحلال كان خير هدية من السماء لمدرب الترجي .. فقد تنفس الصعداء وأعاد تشكيل فريقه ليزداد ضغطا على جبهة الهلال .. خاصة وأن المباراة قد بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة .. وقد توقف الإمداد تماما عن اللاعب هيثم طمبل بإخراج اللاعب الذي كان يمده بالكرات والتمريرات المزعجة والتي كانت مانعا لخطـــوط الترجي للتقارب والضغط على الهلال .

ورغم كل ذلك لا نستطيع إتهام الحيدوسي بالتآمر على الهلال فالمدرب مهما كانت نيته فإنه يعمل جاهدا للنجاح والنصر .. ولا أعتقد أن إغراءات الدنيا كلها يمكن أن تجعله يكتب على نفسه الفشل بالتواطوء .. خاصة بعـــد النجاح الذي حققــه مع الهلال وقد حفـــر إسمه في الذاكرة الرياضيــة المحليــة والأفريقيـــــة .. وقياسا على الأداء فالهــــلال نجـــح فنيـــا لكنه خسر تكتيكيا .. رغم الضعف الواضح في عنصر اللياقة البدنية .

أما حكم المباراة فقد كان ( متربصا ) بالهلال الى أبعد حــد حيث مرر كثير من الأخطاء للترجي بينما عاقب الهلال على مثيلاتها .. ولم يتجاوز إلا اللعبة التى كان من المفروض أن يطرد فيها اللاعب علاء الدين ..

ولقطة أخرى تستحق التوقف وهي حينما أحرز الهلال هدفه اليتيم تدافع الجمهور السوداني القليل والبعض منهم يحمل أعلام السودان وكان بينهم شاب قد أجهش بالبكاء في مشهد تصالحي مع الوطنية .. التحية لكل الذين تكبدوا مشقة الذهاب الى هناك .. والتحية للهلال وهو قد حاول ما في وسعه ولكن لابد من قراءة متأنية للأحداث .

رغم نفي رئيس مجلس إدارة الهلال ما أشيع حول الصحبة الغير آمنة للجوقة الغنائية إلا أن مثل هذه الشائعات لا تطارد إلا من يطربون لمثلها .. والبعد عن مظان السؤ يحجب سؤ الظن .. والقرب الى السمو يستوجب الحياء .. والحياء شعبة من شعب الإيمان .

أحــــد أعضاء الجهاز الفني للهلال لوّح بمحاسبة المدرب ( الحيدوسي ) عبر المؤتمر الصحفي للهلال بينما أحجـــم عن ذلك عـــبر لقـــاء تلفـــزيوني .. ترى من الذي يملك أمــــر محاسبة المدرب ؟؟؟

من لم يحزن لهزيمة الهلال ومن لم يفرح لنصر المريخ فاليراجع رصيده من الوطنية ... وليوطن نفسة على السمو فـــوق رواسب العــــداء الواهي الذي ولـــدته بعض الأقــــلام التي تتاجر بالمواقف وتحاول أن تؤسس لأحزاب رياضية تحت شعارات قبلية ملونة ..


كلمات متقاطعة :-

المريخ إنتصر على الفريق المدغشقري بعدد وافر من الأهداف .. وكنت واثقا من هذا الإنتصار .. قياسا على مشاهدتي لمباراة مدغشقر ( مسجلة ) حيث كنت في حيرة من سهولة الأهداف التي ولجت شباك المريخ .

ورغم أن النتيجة المدغشقرية كانت قاسية على المريخ إلا أن مستوى الفريق المدغشقري لم يكن متفوقا على المريخ .. لكن الملفت للنظر أن الملعب المدغشقري كان مكتظا بالجماهير التي لم تصدق إتنصارها على المريخ .

تجربة رائعة أن تنتزع النصر من براثن فريق كان قد إنتصر عليك .. لآنك تلعب ضد أكثر من فريق .. الهزيمة .. الزمن .. عــدد الأهداف .. لذا فإن المهمة تصبح معقدة .. وتحتاج الى نوع من التكتيك وكثير من العزيمة والإصرار .

رغم إنتصار المريخ الرائع .. فإن المريخ مازال في حاجة ماسة لجهد كبير يعيد صياغة اللاعب السوداني ويجعلة قادرا على التعاطي مع المباريات الكبيرة بما تستحق .. ويعيد للمريخ تلك الروعة التي يحفل بها تاريخه البعيـــد والقريب .

سويعات تبقت على مباراة منتخبنا القومي .. ترى هل تبقت في دواخلنا بعض آمال نتوشح بها للنصر .. أم أننا مازلنا محبــــطين ونخشى أن نحبط أكثر ... خاصة وأننا لم نحسن العدة للقاء .. بل نسي الناس شيئا إسمه المنتخب بعد صراعات الهلال والمريخ .


--------------------------

ملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ

-------------------------


صـــلاح محمـــد عبــــــد الدائم
( شكوكو )
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved