مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الخرطوم تنتظر بلهفة عودة الانيانيا!! بقلم يوهانس موسى فوك-Nairobi - kenya

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/25/2005 2:03 ص

الخرطوم تنتظر بلهفة عودة الانيانيا!!

يوهانس موسى فوك

لعل الامر برمته اشبة بالمعجزة، لا احد يستطيع قبل العشرون من يوليو 2002، ان يتحدث عن "دخول قرنق الى الخرطوم" ولا حتى ان يتخيلوه، لان نزعتنا الفورية فى الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكذلك لدى الاحزاب السياسية السودانية الاخرى بما فيهم المواطن السودانى البسيط، هى طرد الحكومة الحالية (ثورة الانقاذ) عن سدة الحكم باى وسيلة ان كان واقامة سلطة سياسية بديلة لها، ومن المفارقات، ان المشاعر قد تبدلت، وصدق قول رئيس الوزراء البريطانى الاسبق الذى قال:" فى السياسة، ليس هناك صداقة دائمة ولا عداواه دائمة، بل هناك مصلحة دائمة" ... فكانت مشاهد 5 ديسمبر 2004 اكثر تعبيرا عن المعجزة السياسية التى حدثت فى السودان... فقد تغيرت كل شىء، حيث فاجاءتنا المزيع فى "قناه الجزيرة" بالنبا قائلا: ( ...ومعنا من الخرطوم ياسر عرمان ـ المتحدث الرسمى باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان...) فتفرقعنا جميعا من الضحك...وهتفنا باصوات مرتفعة " اس فى الوايييى"... فى الواقع لم نكن نصدق ذلك...لان العقل لا يستوعب تلك التغيرات الصاعقة بالسرعة المتوقعة، ولكننا نعرف بالحدس ان تلك هى ثمار النضال.

ولكن! هنالك "عودة ثانية" للانيانيا ليس اقل اثارة عن الزيارة الاولى لمخضرمى الجيش الشعبي لتحرير السودان، فالدكتور/ جون قرنق دي مبيور نفسه فى طريقه الى الخرطوم عجلاً ام عاجلا، تلك العودة تنتظرها الخرطوم بشفقة ولهفة، لعلها" البصمة الاخيرة "ً فى الاتفاق لاعلان سريانها، وقد يندهش البعض ويتساءل البعض الاخر عن سبب تاجيل تلك الحدث التاريخى من توقيت الى توقيت اخر غير مسمى، ولكن الواقع، ان القضايا، والترتيبات الغير مجدولة اصلاً، هى التى طرات وحالت دون عودة الدكتور جون قرنق دي مبيور الى الخرطوم فى التوقيت المتوقع بعد توقيع الاتفاقية النهاائية، فضلا عن الراى الصريح للحركة الشعبية والمتعلق بالدستور الانتقالى، حيث لا يمكن لاى احد اعضاء الحركة الشعبية ان يؤدى القسم فى ظل دستور اسلامى، وتلك ستصعب الاجابة على السؤال : " متى بالتحديد سيصل الدكتور قرنق الى الخرطوم؟؟.

كما هو الحال لوفد الحركة الشعبية لتحرير السودان المتوقع وصوله فى غضون الايام المقبلة الى الخرطوم، بقيادة الرفيق نيال دينق نيال الذى بدا اعضاءه فى التوافد الى "نيو سايد" للتحضير منذ امس، ومن ثم الانطلاق الى الخرطوم فى 28 مارس2005، ولكن الحقيقة، ان كل شىء هذه الايام بلا توقيت مؤكد...فان الحركة الشعبية قد تعرضت للضغوط، وازدحمت برامجها، وحاصرتها اشد الحصار، فاجتماعها الكبير على سبيل المثال(مؤتمر الحركة) لم تنعقد حتى الان، حيث تاجل مرتين الى اجل غير مسمى، كما يجرى على قدم وساق التحضير للحوار الجنوبى ـ الجنوبى، الذى سيبدا مؤتمره فى 28 مارس 2005 ، وهناك مؤتمر اخر فى جبال النوبة يقال ان فعالياته قد استهل، ولكننا نعلم انه سيبدا فى اوائل ابريل. كما يوافق هذه الاحداث مهمات اخرى ذات اهمية اكثر للحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان الى عاصمة افريقية كبيرة، من المتوقع ان يؤديها قيادات بارزة، ورد اسماء بعضهم فى كشوف الوفد المتجهة الى الخرطوم...هى حصار فعلا، حيث هناك "مهمة وراءه مهمة" واحيانا اخرى "مهمة فوق مهمة اخرى" ...كل هذه المهمات احياناً تقع على عاتق شخص واحد!

المهم! اسمحوا لى مرة ثانية ان اقودكم الى الخرطوم، حيث من المتوقع ان ينتشر اعضاء وفد الحركة الشعبية بعد وصولهم، الى الاقاليم السودانية الاخرى، وسيقود الاستاذ/ جيمس وانى ايقا الوفد المتجه من الخرطوم الى جوبا، كما سيقود القائد كوال مانيانق وفد اخر الى ملكال، والحال مع القائد دينق الور كول الذى سيتولى مسؤلية الوفد المتجهة الى ابيي، وسيكون على راس وفد جبال النوبة القائد عبدالعزيز الحلو، والقائد مالك عقار عن وفد جنوب النيل الازرق (الدمازين)، وسيكون على راس الوفد المتجهة الى واو القائد دانيال اويت اكوت، بينما يراس الدكتور واثق خضر وفد الشمالية، كما هو القائد ياسر سعيد عرمان على راس وفد الخرطوم(العاصمة)، وبما ان الوفد يتالف من 100 رفقاء فان 70 منهم سيبقون فى المناطق الموفدون اليها بينما سيعود الثلاثين الى مناطق الحركة الشعبية... بعد ذلك ستتجهة الانظار من جديد الى "نيو سايد" كما لو اننا داخل "كنيسة كاثوليكية" فى انتظار اجراس اعلان القداس الالهى، فالمطران جون قرنق دي مبيور سيشعل قريبا شمعة القداس السياسى فى السودان، ايزانا ببداية المرحلة الانتقالية من الاتفاقية، لاعادة الثقة الى النفوس، واشعار الناس من جديد بان السلام قد نحقق بالفعل.

وما اراه بقلبى، وليس رؤية العين، ان الشعب السودانى قاطبة، متناغمة تماما مع التقدم الذى يتم تحقيقه فى السودان ، وكون الشماليون والجنوبيين يلتقون حول الحركة الشعبية لتحرير السودان ،هى فى حد ذاته تطوراً مهماً وذات دلالات إيجابية فى تاريخ امة قسمتها الجهويات والا يدولوجيات ، لم يبقى للحركة الشعبية الا ان يسخر هذا "الروح الجديد" لصالح الوحدة الوطنية وتكييفه مع مشروعها الوطنى الا وهو بناء السودان الجديد!

ومن السخف القول : ان كل الطرق تؤدى الى الحركة الشعبية لتحرير السودان هذه الايام " لان الحكومة والاحزاب السياسية الاخرى تحصلت على نصيبها مما يجرى الان، فعلى سبيل المثال :لا احد يتحدث عن تغيير النظام بعد توقيع الاتفاقية النهائية- وفى راي الشخصى: الانتخابات الرئاسية قد أجريت خلال فترة المفاوضات وان النتائج قد افرزت يوم 9 يناير 2005، حيث فاز المؤتمر الوطنى بنصيب الاسد، يليه الحركة الشعبية لتحرير السودان، اما الاحزاب السياسية الاخرى فقد حصدت الحرية السياسية التى ماكانوا يحلمون به لو لا هذه الاتفاقية ، واتفق كذلك ما راى الشخصى القائل : ان بعض الاحزاب السياسية مهددة بالانقراض من بينهم احزاب كبيرة فى السابق ، لان السودان بدأ فى النهوض ، وهنا يستحضرنى عبارة قاله احد ابناء جنوب النيل الازرق فى الاحتفال الزى نظمه شباب السودان الجديد فى الخرطوم حينما شبه السودان الحالى "بالبطانية" قائلاً : (الناس إستيقظوا فى برد قارص ، والبطانية واحدة ، فإما ان ياخذنا ، جميعاً ،او نقسمه لشالات) . وهذا حقيقة مهمة لان الاحزاب السياسية الكبيرة مثل الامة والاتحادى بدا يفقد كل منهما ثقله فى مناطق نفوزه بسبب الطفرة التى حدثت فى الاونة الاخيرة ، فغرب السودان على سبيل الحصر الذين كانوا يؤلون حزب الامة الولاء المطلق، اعتقد قد غيروا ولاءهم الان، ووضعوا ثقتهم فى الحركتى الدارفوريتين ( حركة تحرير السودان ـ وحركة العدل والمساواة ) لاسباب يعرفها الجميع . اما شرق السودان، فإن التغير الذى طرا فيه ليست بحاجة الى تفسير دقيق، فضلا عن جنوب السودان المنتعش هذه الايام، فإذا كانت تلك يحدث مع احزاب كبيرة مثل الامة والاتحاد الديموقراطى، فكيف سيكون حال مع الاحزاب الصغيرة كحزب البعث السودانى والحزب القومى العربى على سبيل المثال وليس الحصر.

ومن يعلم ؟ لعل الامر برمته كذلك مجرد مجاملات، ان يتشابك ايادى الاظلال، والاجسام الحقيقية فى حرب مستمرة ، ولكن مهما يكن فالاستقرار لم يظل طريقه الى السودان، وخير برهان على ذلك عودة الانيانيا الى الخرطوم مددجين لا باسلحة ثقيلة، بل برسالة السلام والتسامح والمحبة... فيا ترى سياقبلهم الطرف الاخر بالمثل؟؟؟

Phone:00254 724865605

Nairobi - kenya


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved