مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

دارفور .. واقع الأ نكون أحرارا بقلم حامد حجر - بيروت

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/25/2005 2:02 ص

دارفور .. واقع الأ نكون أحرارا
.................................................................................................
بقلم حامد حجر - بيروت
[email protected]
[ 1 / 1 ]

بحروفٍ مشرقات وتجربةٍ خصيبة لوجودية بائسة ، أعود الي الحلول المقرُونة بالمعرفةِ العميقة

لدقائق الأشياء ، التي مرت كطيفٍ لكنها مازالت تحتوي كل مساحات الذاكرة ..

كُنا نذهب من أقصي أطراف العاصمة (الخُرطوم) الجنوبية الي طرفها في (الدروشاب) من أجل

فِكرةٍ نريدها أن تنبضُ بالحياة .. فِكرةٍ نريد أن تُخرجُنا من النواعير العتيقة ودوران السواقي الحزينة

كٌنا نتسابق ال .. (أبو رّجيلة) والباصات الصفر المارقة من ( ود دُورو) في وسط أمدرمان الي القُري

النائمة تحت خيام النسيان و التهميش هناك في دارفور ..

لأكمال حوارٍ كان يمشي وئيدا وبخطي عرجاء ..

قافلة دارفور كانت تنطلق كعادتها كل سنة ، من مدينة الشجرة صعوداً علي سطوح قطار الغرب

قطارٌ يوصفُ بالسلحفاة (أبون قدحَ) ليعود بنّا ثانية الي أسفل كُبري (المسلمية) لتكمل شرطة (الكّشَة)

مهامها في حشو صندليات القطار بالمغضوب عليهم من أبناء دارفور الذين تمت ألتقاطهم برسم

غربةِ سلطان .. لأن حياتهم لا تملك أن تقدم لهم كل المتغيرات !

يتكّور عدد من الطلاب علي (سطوح) القطار المحدودب ، بينما تستوحش الطالبات (كنبات) يتيمة

داخل الصندلية لتبدأ رحلة الشقاء ووعثائها بقدر تيمم شطر الأتجاه ، المكان ، و الناس ..

ومع أرتفاع صفير القطار وتزايد الدخان المنبعث يملأ الأفريقيون الأرجاء غناءً رخيماً تنسيهم

مرارات ما تجرعوه من شرطة (الكّشَة) من اهانات تتهمهم ، في هيئتهم الناقصةِ الخِلقة !

في وسط هذا البؤس الواجم ، يرتفع عقائرهم الي ما يشبه الأهازيج وطبول النقارة ، مستوحياً ..

رقصات القبائل علي هزّيم النحاس ، رمز الكرامةِ الفرحِ و السلطة !

من هناك تبدأ رحلتنا لتنفيذ (برنامج العمل الصيفي ! ) ..

برنامج يخنقها طموح الشعارات التي تسود ، مع تجرع مناخات القوالب الجاهزة ..

وأحتكار الحوار ، والتحدث بفجاجة عن الأخر ، وكلها خواء !

[ 2 / 2 ]

في محاولةِ لمعرفةِ الجُذور العميقة لحدوث تلك النتائج مع أن القطار يتجه غرباً ..

فلا غرو أن الواقع يجتر نفسه مفتقداً القليل من التراكم ، الذاكرة !

فالأمام (الروليت) كان وجهته المحطة القادمة ، لربما عديلة أو شارف ، لا أذكر !

لكن ما لا انساه هو عندما نهض ليعدل (جلبابه) قُبيل صفير القطار أيذانا بالتوقف ، مفسحاً ..

مطرح قدميه لراكبٍ أخر كان واقفاً بجواره ، بدأ متعبا من طول السفر والأهتزاز المتواصل ..

ودعه الجميع بلا إكتراث ، غادر متأبطاً سِفّر مسلماته ، التي ترسخت بفضل ماكينة الدعاية وجيشٍ من

الطبالين لإرغامه علي الصُعود الي مراقي الأيمان بأفول شمس (مايو) الحبيب !

فصراع الأقطاب بنفس الأدوات يفقدنا شخصيات مؤثرة ، كما في حال الشهيد بولاد !

الذي أختنقت ثورته عندما ضاقت به الأرض و الجوار التي لم تكتمل شروط ثورتها بعد ، فظلت

جزوتها مستعرة تحت الرماد ، ليتلقف رفاق الأمس القفاز ثانيةً بثورة المهمشين ..

عند الوصول الي وجهتنا ، الي المدن البائسة المفروشة بالرمال ، ليحرك دماملٌ من صراع

رؤي ( War’s visions ) ما زلنا نشهدُ تجلياتها التي أفرزت حركتي التحرير (SLM) و العدل

والمساوأة (JEM) كأرقي مسوغات أخلاقية لجهة رفض الظلم والتهميش مع تسارع دواليب القطار ..

رغم أرتفاع صّفير القطاروكثافة الدخان المُنبعث من جنباته الأ ان لا أحد يفكر بالقفز منه بنفس القدر

حتي اللحظة لا أحد يملك الشجاعة الكافية و الصراحة المتناهية للرجوع الي (كيفية؟) صّيرورة

(أُمتنا السودانية) مّن حدد الأُطر النهائية للتمثيل الثقافي ، السياسي و الأجتماعي ؟!

ومّن بني هذه المتاريس دون تغييرها خرط القتاد ؟

ومّن الذي يعيش وفق شروطه في الأقصاء وتهميش الأخر ؟

ليبقي سيد الدِفة وقناع التفاعل مع الخارج وينام علي تفكيره المتجذر في تربيته بفهم السيادة المُطلقة

بأسم الرّب و النبتُ الشريف !

دوما كان يفصح عن خرسنا ويمارس التناقض الفاضح لتقّييمنا ..

فمرة بأرض اللوح والقرأ~ن و الرجال ..

ثُم يرغي ( البشير) ثانية ، لينعتنا بالوكسُ في الدين ..

والخروج علي مّن هو نسلُ العترة المباركة ..

مُحّولاً اللوح الي صّولجان يرتكز عليه سُلطان (الغلبة) ..

في رحلةٍ غير موفقة الي قداسة مُتقّمصة !

تُوجب السمع والطاعة ..

[ 3/3]

ثُم كان اليوم السابع ..

نزلنا علي أرض المحطة نيالا (البحير) غرب الجبيل ، هذه الأرض ..

التي تفوح منها عبقُ التأريخ .. تأريخ كل السلاطين و (مثلوجياتها ) ..

تفقدنا أشياءنا الثمينة ، خاصة الشعارات المقدسة وألواح البوستر ..

المكتوبة علي مخّيلتنا لنترجمها الي واقعٍ بال.. (تنزيل) علي جُدر المنازل وجذوع الأشجار الدليّب ..

ولنخبئ الأقواس المغطاة بالمفردات المحيرة ، ونقول ..

لكل الوعي ، و اللأوعي السائد ( تنحي جانباً ، ودع الفُرصة لليتامي ) في مخيمات دارفور ..

وخيام اللُجوء ، أو حتي ال..(هلوكوست) ..

هم في حاجة الي قِرأءات غير مُرتكزة الي فهمٍ عميقٍ للذات ، وعلات هذا الذات ..

بيّن نقيضي الحرية و التهميش ، و الموت و الكِفّاح ..

نسهدُ طوال الليل علي إيقاع تناقضاتها المحمومة ..

ونكّدُ في العمل نهاراً جريا وراء لقمة عيشِها الصعبة ..

ولا يشرِد عن بالنا قيد أنّملة ، دارفور الشاعرة في تقوسها ، مستعرةٌ في ثورتها ..

جثُة الشهيدة الأستاذة إبتهال ..

وكل الجثث التي في العراء لشهدائنا الأبرار ..

تنتظر العناق بترابِ دارفور ..

في مواجهة الطاغية الذي يريدنا أن نصّدِق ( الرضوخ لواقع أن لا نكون أحراراً) ..

قد يكون وجهاً من وجوه ( حُرياتُنا المتعددة) ..

والألحان المُشيدة بالنار ، وزنود الثُوار و اللأم النساء ..

ثلاث أعوام حسوما لثورة دارفور المنتصّرة أبداً ..

كانت حُلما منذ أنطلاقِ قطار يوم الخميس ..

الي أرضٍ لا تملكه أمتياز شرطة ( الكّشة) ..

الي وطني التي تمور حاضرها للإنعتاقِ ..

..

حامد حجر [email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved