مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

صراع التيارات فى الحزب الاتحادى الديمقراطى / احمد الطيب المكابرابى / قوات الفتح

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/23 4:59ص

صراع التيارات داخل الحزب الاتحادى الديمقراطى

احمد الطيب المكابرابى*
[email protected]

ظل صراع التيارات داخل الحزب الاتحادى الديمقراطى هو الهاجس الذي يقض مضاجع ليالي الحزب الطويلة.. مؤتمر المرجعيات ظنه بعض (الحالمين)، هو نهاية المطاف لتلك الصراعات ولكن وكما كنا نتوقع يعود الصراع من جديد وهو اشد ضراوة.. جسد الحزب الذي لم تندمل جروحه في يوم من الأيام تنزف وتظل كما هي عصية على الطب والتطبيب.

خلاف الرأي الذي أشار إليه الشقيق "عادل سيد احمد عبد الهادي" محاولا (التخفيف)، من حدة المعركة مع الشقيق المثير للجدل "صلاح احمد إدريس" لم يكن الأول ولن يكون الأخير هكذا قرانا دفاتر الحزب ولكن يبقى الأرباب هو الأرباب ذلك المبدع بطريقته الخاصة وبأسلوبه الغير تقليدي ويظل "عادل سيد احمد" متخندقا في قلعة صموده ودفء خاص يغمر به صقيع منافي المناضلين، لن يشكك احد في انتماءهم ولا يستطيع احد ان يشكك في صدق مبادراته.

والدعوة التي تقدم بها "عادل سيد احمد" في مقاله لفتح حوار بين تيارات الحزب المختلفة ومثقفيه هي التي تعنينا وهى دعوة جديرة بالاحترام لإدارة حوار موضوعي وهادف تكون محصلته لملمة تيارات حزب الوسط العريض حتى يكون لنا حزب في ارض الحقيقة بعد ان كنا نتنسمه من عبق التاريخ ونطالعه بين صدور الرجال وهم يحملونه (كالأمنيات الطيبات)، وخصوصا بعد إجماع المراقبين والقراءة الصادقة للتاريخ ان خلاص هذا الوطن وحلحلة أزماته التاريخية مرتبطة بحل أزمة هذا الحزب (الوطن).

مشاكل هذا الحزب ظلت تلازمه منذ ميلاده، قد يكون الهدف (المقدس)، الذي من اجله تلاقت الأحزاب الاتحادية مكونة الوطني الاتحادي كأول تخلق جعلها تسمو على تلك (الصغائر) حينها لإنجاز التحرير وتحقيق الاستقلال ووضع اللبنات الأولى للدولة السودانية الحديثة وبعد طرد المستعمر وتشكيل أول حكومة وطنية وبعد ان تم إنجاز هذا الهدف (المقدس) طفحت تلك (الصغائر) إلى السطح بقوة لمراجعة برنامج الحد الأدنى الذي تلاقت من اجله الأحزاب الاتحادية لتصبح (كبائر) السمو فوقها من المحرمات فكان انقسام الحزب إلى الشعب الديمقراطي، والوطني الاتحادي وهو خلاف كما يبدو في ظاهره بان له جذوره في الفكر وهو جزء من جدلية (المثقف والطائفة) ويتجلى ذلك بوضوح في هتاف (لا قداسة مع السياسة) و(الكهنوت مصيرو الموت) وكان له إسقاطاته السالبة على مستقبل العلاقة بين الأحزاب الاتحادية والتي مازال يعانى منها حزب الحركة الوطنية وتمثلت تلك الافرازات في شكل مجموعتين.

المجموعة الأولى:

ترى ان الطريقة يجب ان تكون بعيدة عن السياسة حتى لا يصيبها من قذارتها ودنسها شيْ وأصبحت هذه المجموعة متحصنة في زواياها وخلاويها وان لم يكن في مقدورها الانقطاع نهائيا عن الممارسة السياسية مما افقدها القدرة على التطور والمرونة في التعامل مع الفعل السياسي فأصبحت عبْ على مشروع التوحد.

المجموعة الثانية: أصبحت تعانى من علة مزمنة (عقدة الطائفة)، وتتجلى أعراض ذلك المرض بوضوح في مجموعات (الإصلاح والتجديد، القوى الحديثة) وغيرها من المسميات التي يبذل فيها جهد (للتبرؤ) من الطائفة والنموذج الموجود ألان على صعيد المشهد الحزبي متمثل في مجموعة "الحاج مضوي محمد احمد" وعند تشريحه تتبين تلك الأعراض "فالحاج مضوي" من القيادات القديمة داخل الحزب الاتحادي وقد عاش فترة الخلاف بين جناحي الحزب الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي بكل انفعالاتها وقد اكتنزت تلك الانفعالات في مؤخرة رأسه ولم يستطع منها فكاكا وظل في حالة (تجاوب) دائم مع هتاف (لا قداسة)، وكانت كلما تحين له الفرصة يعبر عن (أشواقه) الدفينة للخروج من عباءة الطائفة كما فعل (أساتذته) الأجلاء وظهر ذلك جليا في خروجه عن الحزب 86 وخروجه المتقطع خلال فترة النظام الحالي إلى ان ختم حياته السياسية أو (كاد) وهو خارج عن الحزب متناغما مع ما يؤمن به وان (خانه) في بعض الأحيان التي كان( يصرح) فيها عن حالات التوحد (المفترى عليها) وناصره في ذلك مجموعة من الشباب لعدة أسباب ولكن بالتأكيد ليس من بينها (مقدراته وتقدير نضاله)، وهم من اللذين يريدون ان يصنفوا أنفسهم مثقفين بابتعادهم عن (الرجعية والطائفية)، في (قشرية) يحسدوا عليها، وهؤلاء الشباب لم يسلموا من شبهة الاستخدام طوعا أو كرها كعقبة كأداء أمام مشروع التوحد.

والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل ما تتابع فصوله على مسرح الحزب من خروج متكرر وانفلات دائم (في أحسن الأحوال) هو نتاج لعدم التوافق الفكري فقط أم هنالك أسباب أخرى ؟

هذه حقيقة ولكن عدم وجود منهج تنظيمي واضح يتوافق مع نفسية جماهير الحزب وكمها ويستصحب معه تلك (العقد) الخلقية في بناء الجسم ساعدت أيضا في استمرار تلك الفوضى التي تضرب باطنابها داخل دهاليز الحزب وهى التي جعلت طيب الذكر "الشريف حسين" يتحدث دائماً عن (الحركة الاتحادية) وليس عن الحزب الاتحادي لان الحزب بشكله المؤسس والمنضبط وبتعريفه السياسي لا يمكن ان ينطبق على الحزب الاتحادي.

فنرى ان المخرج قد يكون في تعميم تجربة الحركة الوطنية الثورية (الفتح) فبالإضافة إلى رصيدها النضالي والسياسي تعتبر (منقذاً) في مسالة الضبط التنظيمي وخصوصاً أنها مولود شرعي للحركة الاتحادية بكل (علاتها المزمنة) وبالتالي فهي مؤهلة لحل تلك الإشكالات وان كانت سوف تواجه بالرفض من البعض ولكن العلاج الناجع في بعض الأحيان يستدعى تحمل آلام البتر فما عاد تبرير (مدارس الحزب و تباينها) يطرب احد، ولا مقولة ان الخلاف دليل عافية يأتي بمفعول السحر لتخدير جيل جديد يعرف معنى المؤسسة ويرى أمامه (أشتاتا) يسمون أنفسهم حزباً.

وختاماً.. عذراً أستاذنا" شيلاب" فأنت توصينا ان نفرق مابين (نقد الذات) و (جلد الذات) فنحن لم نخن الوصية، ولكن الوطن تنتهك عذريته ويستباح، وهو في انتظار فارسه (الغائب). فهذه مساهمة في (منبر الحوار الاتحادي) لتشريح العلل التي يعانى منها الجسد الاتحادي ووضع الوصفة الطبية التي فيها الشفاء لو آمنا بان لكل داء دواء إلا (السأم)..

أحمد الطيب المكابرابى

الحركة الوطنية الثورية (الفتح)


للمزيد من االمقالات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved