مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

دونكيشوت الإنقاذي بقلم طارق علي يوسف- كوينز_نيو يورك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/22 3:36م

دونكيشوت الإنقاذي

لقد أطربنا الحاج وراق بمقاله الفذ المنشور بعنوان اتحاد طلبة بجريدة الصحافة بتاريخ السبت 12 مارس الجاري . وهو في واقع الأمر لم يكن مقالا مصوبا نحو الحقيقة فحسب ، بل سيفا اشهره عبر مسارب الضى ,فتوهج بالحق في وجه مسلسل تغيب الوعي .

كان تحليل الأخ وراق الرائع بمثابة تدخل مبضع الجراح الذي نفذ إلى الاعماق في تشريح شامل كشف مدي تغلغل الداء الذي أفضى إلى الوفاة الإكلينيكية .

و في واقع الأمر فان مهزلة تفجيرات سيدان النووية ،هي نتاج طبيعي للطريقة العشوائية التي تدار بها وزارة الخارجية ,حيث تم تدمير آليات أرسيت عبر سنوات من التجريب بغرض وضع كافة الصلاحيات في يد فرد واحد اخذ يدير الوزارة كضيعة خاصة .فكان لابد وان تتداعى الخرافة وينكشف المستور .

هذا الأسلوب الشمولي أكد ،كما حدث مؤخرا ،كيف يمكن للفرد أن يقود الدولة وقياداتها إلى معارك دونكشوتية تثير التهكم و السخرية .

تصور معي كيف دبجت سفارات الدول المعتمدة في السودان تقاريرها لعواصمها حول زوبعة التفجيرات النووية ؟؟

إن ما حدث هو مسؤولية تتحملها مباشرة قيادة الوزارة ،و لا يسال عنها أي من العاملين الدين لا حول ولا قوة لهم .وفي ذلك يستوي الجميع من أهل الخبرة والولاء .فقد صار الكل أشباحا فى حضرة سمو الدونكيشوت.

لقد تولت قيادة هذه الوزارة شخصيات تاريخية أدارتها بأسلوب عكس عبقرية هذا الشعب .منهم احمد خير المحامي و الزعيم محمد احمد المحجوب و الأديب جمال محمد احمد، وفرا نسس دينق و غيرهم من العمالقة الذين تركوا إرثا شامخا .فأين نحن من هؤلاء ألان ؟؟
وحتى في عهد الإنقاذ ، كانت هنالك أسماء مثل المرحوم علي احمد سحلول و الدكتور حسين ابو صالح و الأستاذ علي عثمان محمد طه الذين أداروا المؤسسة بحنكة في وقت واجهت فيه الإنقاذ عاتيات العواصف ،فلم تصدر عنهم مثل هذه الترهات .

إن الحديث عن إصلاحات أدت إلي انفراج في علاقات السودان الخارجية لا يجب آن ينسب إلى شخص واحد . ذلك تحول أتى نتاجا لتطورات داخلية و اخري خارجية .

فداخليا راجعت الإنقاذ سياستها العدائية تجاه دول الجوار و أوقفت حملاتها الهجائية المصوبة لدول الخليج .اما مصر فقد أدركت أن انقاد مصالحها لابد وان يتم عبر سياسة ارتباط مع النظام لتعديل توجهاته .اما في القرن الإفريقي فقد أدت الحرب الإثيوبية _الارترية إلى صياغة جديدة لموازنات المنطقة .لذلك كان الانفراج .نعم كان هناك جهد جماعي أحرى أن ينسب لمؤسسات و ليس لفرد .

ثم أين هو هذا الإصلاح و البلاد في طريقها لان تصبح تحت الوصاية الدولية ،وقياداتها مهددة بالسحب إلى المحاكم الدولية ؟

إن الإنجاز الحقيقي للإنقاذ يتمثل في توقيع اتفاق السلام الذي انهي الحرب الأهلية في البلاد ، فأين كان دور قائد الدبلوماسية من هذا الإنجاز ؟ بل أين هو دوره في القارة الإفريقية التي هي المجال الحيوي للسودان ؟

لقد احسن مفاوضي نيفاشا صنعا بمنح وزارة الخارجية للحركة الشعبية .وليغادر هذا الأخ اسفا ولكن غير مأسوفا عليه .
طارق علي يوسف
كوينز_نيو يورك

للمزيد من االمقالات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved