مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

سلام الداخل وصيانته أولى من اى هرولة بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/18 9:17ص

سلام الداخل وصيانته أولى من اى هرولة
الجمعة 18/3/2005م آدم خاطر
لاشك أن البلاد قد أنجزت اتفاقا تاريخيا وطنيا من نيروبي في التاسع من يناير من هذا العام يضيف لبنة أساسية لقيم البناء الوطني الواعد وتؤسس لسلام شامل ، يعزز مسيرة استقلالها التي نالت الحرب من عبق معناها ودلالاته ، ويضع معايير ضابطة لإدارة البلاد مستقبلا وتوازن التنمية والنهضة فيها على هدى ما ضمنته المقررات فيما يلي قسمتي الثروة والسلطة ، وفضلا عن ذلك يحمى لحمة الجدار الوطني من التصدع الذي كاد أن يعرض امن البلاد واستقرارها برمته للضياع من وحى الفتن والنعرات العرقية والجهويات التي تتسنم جبهتي الغرب والشرق وتفت من وحدة الوطن وترابه بمطالب هي مطالب أهل السودان جميعا لا يحق لأحد أن يسبق بها ترويجا مبتسرا على نحو ما نرى في شعاراتهم الجوفاء التي لا تحمل أدنى مضمون ،تسعى هذه المجموعات لان تجيرها لمصالح ضيقة ونزوات شخصية بغيضة باسم هذا الطرف أو ذاك كما تفعل الحركات المسلحة التي تقوم على ستار ودعاوى التهميش ‘ الذي قضى رئيسه الخليل بفنائه وجودا من لحظة مولده في هتنغين الألمانية ابريل 2003م حيث لم تعقد له دورة ثانية إلى اليوم لان مهمته الأساسية كانت تتمثل في إشعال الحرب والدمار وإلحاق الخراب كما الحريق الذي تعيشه ولايات دارفور الكبرى ومحاولاتهم المستميتة في فتح جبهة الشرق ، ومن ثم تتقدم الواجهات الحقيقية لإكمال المهمة كما يرى الآن في حركة المنظمات الأجنبية ومواقف الأمم المتحدة وامينها العام ، وهى التي ظلت تواصل سند هذا الكيان الوهمي ( اتحاد المهمشين ) بدعمها اللامحدود من كبريات الدول والحكومات والمنظمات والكنائس في مخطط استعماري قديم متجدد يخطو بأهداف ومراحل أساسها تقويض السلم الوطني والتعايش الاجتماعي ونسيجه المتلاحم وإضعاف الدولة وابتزازها وصرفها بمشاغل وأجندة لا تنتهي طالما كانت المطامح الخارجية والعيون على السودان وخيراته حتى تركن الحكومة وتزعن أو تنهار أركان النظام وتخر قواعده جراء الحملات العدائية التآمرية المنظمة التي لا ينقطع سيلها ولا تأخذ باى متغيرات موجبة على المشهد السياسي والاقتصادي والتطور في بيئة الإنسان بمناطق الأزمات المصنوعة لجهة أوضاعه الأمنية والإنسانية . وبرغم عزة هذا الإنجاز في إيقاف الحرب ونزيف الدم والدمار في الجنوب والحياة فيه قد بدأت في العودة لطبيعتها والناس تنعم بأجواء السلام والاستقرار فيما تعكسه المشاهد والأخبار . ولكن شريك السلام الحركة الشعبية يبدو غير منفعلا بهذا الاتفاق ومقاصده في الإسراع بتنفيذ مقتضياته ، تراها تثاقل الخطى باتجاهه غير فرحة به ، وكأنها لم تكن لتصدق أن هذا الاتفاق كان يمكن له أن يكتب له النجاح ويجد طريقه إلى الوجود ، أو أن استحقاقات تجسيده وإنزاله إلى ارض الواقع تنسحب على الحكومة حصريا لانها منشغلة ومستغرقة ببناء السودان الجديد بزعمها خارج اطر الاتفاق وبروتوكولاته كما يلاحظ في فعالها وأنشطتها المريبة التي تصادم مطلوبات السلام وتعهداته .
الذي يتضح للمراقب أن تقديرات الحركة بها خطأ كبير، وان أولوياتها تعوذها الدقة أو أنها تتخبط بالإشارات التي تبعثها والتقاطعات التي تحدثها كشريك للحكومة في هذا الاتفاق ، وهى ليست معنية بإرسال وفدها لتهيئة الأوضاع للانتقال إلى رحاب الاتفاق ومواقيته وطرائقه ، وليست هي لتمكين لجنة الدستور الانتقالي من الانعقاد ومزاولة مهمتها بتسمية منسوبيها وبدأ المرحلة الانتقالية ، بل هي ليست مأخوذة بالأسرى وهى تمتن بقضيتهم و تتاجر بهم ولم يتم الإفراج عنهم بعد ، ولا هي بالتي يعنيها تهدئة جبهات الغرب والشرق وحمل المتمردين للعودة للمفاوضات . لكن اهتمامات الحركة وزعيمها منصبة في حشد اكبر قدر من العقود والشركات والعلاقات الدولية كما في نشاطها بألمانيا وبريطانيا وواشنطن ورحلة سلفاكير للصين . لا يهم أن يتعارض هذا مع حركة الدولة التي يؤسسها ويضبطها الاتفاق ، ولا يضيرها إن صادم ذلك التزامات الدولة القائمة أو صب ذلك لمصلحة الانفصال وهى تخطو ككيان منفصل وبانفراد انتقائي حتى في وفودها التي تجوب الخارج وهى لا تمثل الجنوب بشرائحه تغيب شريكها و تتنكب الطريق تبرم الاتفاقيات والمعاهدات خارج اطر التعاقدات الدولية والتفويض الذي لا يتم إلا باسم الدول والحكومات وتساجل علنا في أحقيتها بذلك وبنود الاتفاق ليس فيها ما يقول بأحقية الحركة الشعبية في شيء مما تفعل والاتفاق يقول بحكومة الجنوب وهى لم تكون بعد ، وليس من حق كاستيلو قرنق أو غيره من السماسرة باسم السلام أن يصادر اتفاقا وطنيا به صبغة إقليمية ودولية لشخصه لمصالح معلومة يأخذها هو أو نسيب زعيم الحركة ويطلب إلى الجميع أن ينساقوا لاتفاقاته وما يبرمه إلا توهما . بل الشاهد في أن خطى الحركات المسلحة في دارفور باتت في ذات الاتجاه حبيسة انتظار ما ستسفر عنه اجتماعات مجلس الأمن الدولي وعقوباته ومحاكمة مجرمي الحرب لا استئناف المفاوضات والخلوص إلى تسوية سياسية ، ولا هي من اطر الحل السلمي بمكان لان مصلحتها تقوم على إذكاء الصراعات والتعقيد والتصعيد لا البحث عن حلول ومخارج لما يعانيه إنسان دارفور .
بل الزعيم الميرغني هو الآخر منهمك في خطب ود اريتريا التي يباعد السلام بينه وبينها كلما تقدمت خطاه ، يسعى لإيجاد مخرج للعلاقة مع اريتريا ودول كبرى في منطقتنا سعت لذلك إلا إن الذي يحبس اريتريا عن التقارب مع الخرطوم معلوم ومفهوم إلا عند الميرغني ، فالأولى بزعيمنا حزبه الذي صار متعدد الواجهات ‘ وأولى به التجمع الوطني وهو يتجه صوب السلام وينتظر التوقيع النهائي ، و على أهمية العلاقة مع اريتريا إلا أنها ليست من الإلحاح والأهمية بمكان مقارنة إلى الاحتياجات العاجلة داخليا على المستوى القومي وتفاعلات الداخل ، فعليه أن يكثف نشاطه صوب الداخل يؤمن هذا الاتفاق الكبير ويصونه ويدفع بمسار القاهرة قدما ويطفىء لهيب نار الشرق ونعراته وفتنته التي يراد لها أن تحذو حذو دارفور وحركاتها وهو قادر على ذلك وله من الثقل ما يجعل إنجاز ذلك ميسورا . ليس بعيدا عن هذا حركة الإمام المهدي وهو قد استهوته نبؤءة الحاج وراق وفتن الشيوعية بمخطط اغتياله غير المستبعد من قبلهم ، و مصافحة شيمون بيريز الذي يعلم الإمام الحبيب قبلا وهو عضو مؤسس لهذا المنبر في أسبانيا أن هذا المحفل هو إحدى آليات النظام العالمي الجديد ووسائله لإشاعة التطبيع مع إسرائيل بدعم ورعاية اميركية وان مجرد وجوده إلى جانب اى وجود صهيوني في هذا المؤتمر هو درجة في التطبيع يعلمها الإمام الصادق واختار برؤيته هو أن يكون إلى جانبها في هذه المرحلة من مراحل التعاطي العربي إجمالا والسوداني الشمالي على وجه خاص من حيث الاتفاق والتطبيع الكامل مع إسرائيل أو رفضه كلية أو التعامل الجزئي معه كما تفعل بعض الدول والحكومات والحركات والتنظيمات والقيادات العربية فيما عرف بالهرولة في مرحلة من المراحل .
معلوم عن التوجهات السودانية الرسمية والسياسات المعاصرة في غالبها أنها ترمى لان تكون داخل السياق العربي لا تتصدر حملة العداء والمقاطعة لإسرائيل رغم الوجود الاسرائيلى في الجنوب والغرب وشرق إفريقيا وتغلغله وتدخله في شاننا الداخلي وأزماتنا ، ولا هي بالتي تسعى لان تسارع باتجاهها طالما بقيت مواقف إسرائيل على هذا الجنوح في التعاطي مع القضية الفلسطينية في التضييق والحصار والقتل والتدمير والعزل ، ولا تنال مواقف بلادنا من بعض المواقف العربية التي خطت باتجاه إسرائيل طالما جاء تقاربها نتاج ظروف ومسببات قبلتها هذه الدول وتعايشت معها وفقا لمصالحها وتقديراتها وأمنها القومي . وانطلاقا من هذه الأسس والوقت ما يزال باكرا في القطع باتجاه إسرائيل سودانيا فان مصافحة الإمام الصادق لزعيم اسرائيلى هو الذي خطط وسعى باتجاهه وأذاع الخبر من راديو إسرائيل واصفا الإمام بالزعيم الروحي للسودان كان يعلم وقع هذه الخطوة وإسقاطاتها على شخص الإمام والتيارات السودانية ، فهي ليست شأنا خاصا والإمام له تاريخه وطائفته ورمزيته في البنية السياسية السودانية ، ولا شخص في مقامه وأنا اقبل روايته في أن بيريز هو الذي قصده ووضعه في هذا الموقف كان بامكانه أن يترجل عن المصافحة بموقف آخر يبعده عن تفسيرات التطبيع والتقارب باتجاه إسرائيل وهو قادر على ذلك ، كان بامكانه أن يمتنع أو يرده أو يتجاوزه باى إيماءة تفيد بعدم رغبته فيها أو يطلب إلى مصافحه أن يرجئها ويكتفي بوجوده في محفل كهذا يجمع اليهود بالمسلمين لحين التزام دولته القرارات الدولية ورد الحق الفلسطيني كاملا . فالإمام لا تعوذه القدرة في فعل اى من ذلك وهو يدرى تبعاتها ولم يسارع إلى احاطة الراى العام الداخلي بهذه المناسبة إلا بعد أن إشاعتها إسرائيل، فهو ليس بحاجة إلى اى من تبعات هذه الخطوة أو نتائجها لجهة الربح والخسارة إلا أن يكون قد رمى للزخم من ورائها واني لأربا به من ذلك . والمصافحة والتعاطي المباشر مع الكيان الصهيوني قد سبقت به القيادات الجنوبية وتنظيماتها وتبعهم فيه الحركات المسلحة الوليدة في دارفور وعلى نهجها سارت حركات الشرق ومعظم التشكيلات المسلحة في اريتريا وقيل قد تقدمهم جميعا حزب الأمة في العام 1955 بواسطة القيادي فيه وقتها محمد عمر لأجل إيجاد الدعم والتهيؤ للانتخابات عقب الاستقلال وقد كشفت ذلك الخارجية البريطانية، ولو أن حدا من أركان الدولة الآن قد أقدم على ذلك سيكون بوقع الطامة عليها وعلى البلاد وحلفائها على حد سواء ، أو اى من قيادات الحركة الإسلامية بالسودان ستقام له الأرض ولن تقعد ، وتأسيسا على ذلك ولمكانة الإمام الصادق ووضعه بين كياناتنا وقادتنا، فان لم يكن يغنم الإمام الحبيب باى وجه بهذه المصافحة لزمه الاعتذار عنها علنا وهى فضيلة ولو جاءت على غير نيته أو بمبادرة منه إن لم يكن لأهل السودان فلتكن لطائفة الأنصار وأتباعه وهو يؤكد على بعد المسافة بيننا وإسرائيل حاليا . فسلام أهل السودان الذي أنجز عزيز وغال بعزة تضحياته وهو أولى بالدعم وحقيق بالمصافحة وقمين بالدعم والصيانة ليستدام ، والمشير البشير أولى بمصافحة الإمام المهدي من بيريز حتى تستقر البلاد وتنهض لان سلام الداخل يسبق اى سلام وتاريخ اليهود في الغدر والخيانة ونقض المواثيق وهدم اى سلام لم يمنعهم من السعي باتجاه الإمام وترويج مقصدهم من المصافحة وظلالها .

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved