مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الهجوم على مواقف الحزب الاتحادي .. حملة فى غير محلها ،ويشتم منها رائحة الصفقة مع نظام الخرطوم . بقلم عادل سيداحمد عبدالهادى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/13 9:04ص

الهجوم على مواقف الحزب الاتحادي .. حملة فى غير محلها
ويشتم منها رائحة الصفقة مع نظام الخرطوم

عادل سيد أحمد عبدالهادى*

ظل الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى يعمل منطلقاً من إيمانه الثابت بحتمية الوصول إلى حل شامل يعالج جذور الأزمة السودانيه التى امتدت الى اكثر من نصف قرن من الزمان، ومن اجل تحقيق هذا الهدف وقف الحزب بقوة معارضا للانقاذ وسلك فى مسيرته النضالية متحالفا مع قوى التجمع الوطنى الديمقراطى كل الطرق المؤدية لتحقيق الهدف واستخدم كل الوسائل المتاحة لاقامة دولة السودان الجديد الموحد الديمقراطى، المبنية على قاعدة المواطنة بأعتبارها أساس الحقوق والواجبات فى الحياة العامة وعلى سيادة حكم القانون وكفالة الحريات للجماعات والأفراد، واحترام حقوق الإنسان، حتى يتسنى لجميع اهل السودان العيش الكريم فى استقرار ووئام وسلام دائم.

وانطلاقا من قناعته الراسخة بان الحلول الجزئية والثنائية ما عادت ذات جدوى فى معالجة الازمة الشاملة ، رفض الحزب الاتحادى الديمقراطى اى دعوة لاجراء حوار ثنائى مع سلطة الخرطوم ووقف بكبرياء فى مواجهة كل الضغوط التى مورست عليه ليجلس مع الانقاذ منفردا ليتحاور معها بمعزل عن بقية القوى السياسية السودانية خاصة تلك التى يربطه معها تحاف نضالى طويل فى اطار التجمع الوطنى الديمقراطى وكان الميرغنى واضحا ومحددا فى ان السلام الذى نريده هو السلام العادل الشامل الذى يعم كل ربوع السودان ويلقى بظلاله الوارفة على جيران السودان خاصة دولة ارتريا، واكدت قيادة الحزب الاتحادى الديمقراطى بذلك التزامها الكامل بكل مواثيق التجمع الوطنى الديمقراطى، وان موقفها تجاه الازمة السودانية هى ذات مواقف التجمع الوطنى ولا حياد عنها، ذلك الموقف الذى يرتكز على رفض اى اتفاق لايشمل كافة اهل السودان ولا يكون مصحوبا بالديمقراطية الحقيقية والحريات الكاملة وليس هوامش حريات تفك وتغلق حسب اهواء اجهزة السلطة الامنية ومزاج قادتها.

لست بصدد قراءة مسيرة النضال الوطنى التى خاضها حزبنا ضد النظام ، وقدم فيها ارتالا من الشهداء، كما اننى لست بصدد تقويم تلك الفترة بخيرها وشرها وما اذا كان اداؤنا فيها مشرفا ام غير مشرف،ولكن تذكرت هذه المواقف للحزب عندما هاتفنى من السودان قيادى اتحادى صديق منزعجا ومتسائلا بانفعال شديد على غير عاداته هذه المرة داهمنى بجملة من علامات الاستفهام الحائرة وامطرنى بسلسلة من الاسئلة الغاضبة قال لى متى سيتوقف هذا الهزل الذى يعيشه حزبنا بالداخل؟ لماذا صار الحزب مرمطة الى الدرجة التى بدا بعض اعضاء مكتبه السياسى يتحدثون عن تقارب مع الحكومة ويلوحون بتباعد محتمل مع التجمع ؟ لماذا يردد بعض قادة الحزب كالببغاء المزاعم الباطلة بادانة قيادة الحزب بحجة انها جمدت نشاط الحزب وفشلت فى توحيده واضعفت نشاطه؟ ؟ لماذا الهجوم على مواقف الحزب فى هذه الفترة بالذات؟ لماذا يترك المجال لجهاز الامن ليواصل مؤامراته لتدمير واضعاف الحزب؟؟ وطرح على اسئلة حول مستقبل الحزب وموقفه من المشاركة فى السلطة وموقفه من مبادرات الوحدة التى يقودها الملياردير صلاح ادريس ؟ وهل تعبر عن مؤسسة الحزب ام انها مبادرة شخصية ؟ .........الخ .كل ذلك وانا اسمع ولا استطيع ان اجد اجابات منطقية ومقنعة لاننى ازدت تجمدا من برودة الطقس حولى ومن صقيع الاسئلة المتنزلة على، ولكن قد تملكنى الفزع من قمة راسى الى اخمص قدمى ليس من هول ماسمعته فقط وانما لحالة ما طال حزبنا من فوضى تنظيمية ما كان لها ان تكون بعد مؤتمر المرجعيات الذى انعقد بالقاهرة وانتخب القيادة الحزبية واجاز الهياكل واللوائح التى تم التفريط فيها ولم نسمع بتطبيقها لحسم حالات الانفلات التى حدثنى عنها صديقى من الخرطوم والتى باتت تهدد بعودة الحزب الى المربع الاول وتنسف كل ما تم انجازه وتحقيقه عبر مؤتمر المرجعية ان لم نتدارك الامر باسرع ما يكون.

بعد هذه المحادثة بدات تمر بخاطرى صور لهوان بعض القيادات المحسوبة على الحزب الاتحادى وانا اتصفح بعض تصريحاتهم الصحفية المنبطحة وبعض اقوالهم المتهالكة المتهافتة والمنافقة طلبا للرضاء من الحكومة ولقد صدمت ان بين صفوفنا من يريدنا ان نفرط فى حقوقنا ونبيع مبادئنا ونخون قضيتنا وفجعت ان يكون فى عضوية حزب الحركة الوطنية من يدعونا الى الاستسلام لنظام الخرطوم لدرجة خلع كل ملابسنا وعجبت ان يكون بيننا من يشكك فى مواقف القيادة ويهاجمها فى مجالسه الخاصة لدرجة قيادة حملة يشتم منها رائحة صفقة كريهة ومقززة مع النظام ،ان هؤلاء يسعون الى تحقيق مصالح رخيصة ومع ذلك اقول لهم انها غير مضمونة واذا لم تصدقونى اسالوا من ساروا قبلكم فى درب التنازلات والانكسار الى اين انتهى بهم؟؟

وفى وسط هذه المعمعة رشح الى السطح ان مبادرة لوحدة الصف الاتحادى يقودها الاستاذ صلاح ادريس ليس بصفته عضوا فى المكتب السياسى انما بصفته الشخصية وهى فى نظر الكثيرين اهم واكبر من الاولى وليس فى الامر غرابة بالنسبة لى شخصيا لان الشيخ صلاح اصبح متخصصا فى طرح المبادرات وتجميع الخصوم الذين لا يستطيعون ان يتاخروا عن تلبية دعوته حتى لا تفوتهم مائدته العامرة يتحلقون حولها ياكلون ويتحدثون ويضحكون على انغام الموسيقى الرائعة والالحان الجميلة والاشعار المنتقاة، ووصل الى مسامعنا ان مبادرة الارباب لوحدة الاتحاديين تقوم على تفكيك الحزب وهدم بنيانه الذى تاسس بالجهد والعرق والدم لانها تطالب بان يكون ثمن الوحدة حل جميع اجهزة الحزب ولجانه ومؤسساته الداخلية والخارجية القائمة حاليا واختيار لجنة محايدة تمثل كل المجموعات تكلف بمهام الاعداد للمؤتمر العام بدءا من القواعد وانا اقترح ان يكون الشيخ صلاح رئيسا مؤقتا للحزب الى حين انعقاد المؤتمر العام الذى سيموله. وانا استغرب جدا لهذه الدعوة التى اطلقها الارباب وقالوا انه هدد بتقديم استقالته اذا وجد اى اعتراض من اى جهة تحول دون تحقيقها واتساءل ببراءة تامة لماذا لم يثرها فى المؤتمر وقد كان اكثرنا مشاركة فى اللجان وفى المداولات؟؟ ولماذا لم يثرها فى المكتب السياسى وهو عضو بارز فيه؟؟ولماذا الاصرار عليها الان وفى هذا التوقيت بالذات؟؟ ولماذا كانت بدايتها غامضة ومتعجلة؟ وهل هى حلا لمشكلة افراد ام معالجة لازمة حزب؟ اما كان من الممكن ان يتم تاجيل هذا التحرك بحيث تتم مناقشته والاتفاق عليه داخل الحزب اولا؟ الا يشكل هذا التحرك وبهذه الطريقة خطرا على مستقبل الوحدة التى يسعى الاستاذ صلاح لتحقيقها؟؟ يخطىء الارباب كثيرا اذا اعتقد ان الانتقال من مربع الاختلاف الى مربع الاتفاق فى العمل السياسى والحزبى هو مجرد عملية مصالحة اجتماعية وترضيات لمجموعة من الافراد كما هو الحال فى المجال الرياضى او المجال الفنى الذين تفوق فيهما الاستاذ صلاح،اتمنى ان لا تفوت على فطنته ان هذه العملية التى ورط نفسه فيها هى عملية شاقة ومعقدة لانها ترتبط بمواقف نضالية وبقضايا فكرية واخرى تنظيمية مختلف حولها .والسؤال الاخير هل نسى الارباب وهو يقود هذا التحرك قرار مؤتمر المرجعيات بشان هذه القضية عندما شدد المؤتمر فى قراراته على ضرورة ان يكون الباب مفتوحا للعودة الفردية لصفوف الحزب بالنسبة لكل الخارجين عن الحزب واشترط ان تكون عودة فردية وليست جماعية ،وان تكون مرتبطة بالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه كما قرر المؤتمر ان تكون عودة العضو مرتبطة باعترافه بمؤتمر المرجعيات واحترام المؤسسات المنبثقة عنه والقيادة التى انتخبها.اصابتنى الدهشة مرتين الاولى لماذا يصر الارباب على حل كل اجهزة الحزب حتى يعود اليه بعض الذين ابتعدوا عنه فى السابق بمحض رغبتهم وارادتهم؟؟ والثانية هى كيف سمح الارباب لنفسه ان يكون فوق المؤتمر العام ؟ ام انه يا ترى غير معترف بالمؤتمر ؟؟!!

اطرح هذه الاسئلة الحائرة على الاخ صلاح ادريس وأتمنى أن يتسع قلبه وعقله ، وان لا يضيق صدره بها، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، كما قال سلفنا الصالح، و قبل ان تستفسرنى عن دواعى مخاطبتك عبر الاعلام ، وحتى لا تتهمنى بالخروج على الضوابط والنظم المرعية للتخاطب،ابادر واوضح لك الاسباب وهى ببساطة شديدة تتعلق بطبيعة شخصيتكم وطريقة مخاطبتكم ، وقد تابعت لك اكثر من مرة وفى اكثر من صحيفة وعبر اكثر من موقع على شبكة الانترنت انك تتناول قضايا حزبية وتنظيمية وتتحدث عن معلومات خاصة بصلاتك وعلاقاتك مع قادة وزعماء، وروساء احزاب، ومشايخ طرق ، وتفشى اسرار تلك المجالس من منطلق ايمانك بالشفافية والمكاشفة والصراحة حسبما تبادر الى فهمى.

وبالتالي فانكم لا شك تقبلون ان تعاملوا بذات الطريقة التى تعاملون بها غيركم، اضف الى ذلك انى اريد ان اتناول حقا عاما وشانا حزبيا لا شانا شخصيا، ولذلك قصدت ان تكون رسالتى لك حقا لجميع الاتحاديين الديمقراطيين ، خاصة المناضلين المرابطين منهم فى داخل السودان واولئك الذين دفعهم الظلم وجار عليهم الزمن وتنكر لهم الحزب وطردهم الانتهازيون والوافدون الجدد وتعرضوا لضروب شتى من القهر والقمع على يد ازلام النظام فالتحق بعضهم بالعمل المسلح وحمل البندقية لخلاص الشعب واضطر بعضم الى الهجرة الى المنافى البعيدة بحثا عن لقمة العيش الكريم وطلبا للتاهيل وازديادا للمعرفة،وهم كالغيث حيثما وقع نفع، وهذه الاسئلة الحائرة رغم انها موجهة لك بحكم انك صاحب مبادرة( الوحدة) الا انها موجهة ايضا لكل الاتحاديين الديمقراطيين، لكي يختلفوا أو يتفقوا معها ،واتمنى ان تكون بداية لحوار حزبى على الاضواء الكاشفة،وفى الهواء الطلق.

*عضو المكتب السياسى للحزب الاتحادى الديمقراطى


الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved