مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

بين المصافحة واللقاء الإستثنائي شمعون بيريز والصادق المهدي.. بمدريد!! بقلم ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/13 7:21ص

بين المصافحة واللقاء الإستثنائي

شمعون بيريز والصادق المهدي.. بمدريد!!

تقرير: ضياء الدين بلال


[email protected]

من هو الزعيم الذي اطلقت عليه صحيفة «ايديعوت احرونوت» الاسرائيلية صفة الزعيم الروحي للسودان.. وقالت انه عقد لقاء استثنائياً بشمعون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي بمدريد في افتتاح القمة المنعقدة هنالك عن الارهاب.. «الزعيم» وضعته الصحيفة ضمن قائمة من اللقاءات عقدها بيريز مع مجموعة من الزعماء العرب.. الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة ورئيس موريتانيا احمد ولد طايع وشقيق الملك المغربي؟!!.

ü زعيم أم مسؤول؟!

ولأن الصحف العربية التي تناقلت الخبر وصفت «الزعيم» بأنه مسؤول سوداني.. فاتصلت «الرأي العام» بالاستاذ عبد الباسط سبدرات وزير الاعلام المكلف مستفسرة عن مشاركة مسؤولين سودانيين في قمة مدريد لمكافحة الارهاب.. سبدرات نفى ذلك وقال ان الدعوة في الاساس لم توجه للحكومة السودانية.. وعندما كانت الصحف قد نشرت صورة للسيد الصادق المهدي ضمن المشاركين في المؤتمر.. واحرنوت وصفت الزعيم بأنه «الزعيم الروحي للسودان».. كانت كل الاحتمالات تشير باصبع واحد الى ان الزعيم المقصود هو السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة وامام الانصار.. وان صفة «مسؤول» التي اوردتها الصحف العربية لم تنتظر ان يضاف اليها صفة «سابق» .. «الرأي العام» اتصلت بمكتب السيد الصادق فجاء الرد من السيدة رباح الصادق.. بأنهم ومن ام درمان اتصلوا بالامام في مدريد مستفسرين عن «الخبر».. وافادهم بأن كل ما حدث انه في اثناء فترة الراحة توجه نحوه شمعون بيريز ماداً يده للمصافحة.. وتقول رباح «كل ما فعله الامام انه لم يمنع يده عن مصافحة بيريز ولم يحدث اكثر من ذلك»..!!.

ü عابرة

اذن هي مصافحة عابرة لا تتعدى تلاقي اليدين فقط.. ولم تدعم بالابتسام او عبارات المجاملة ولم ترق للقاء استثنائي كما وصفته «يديعوت احرونوت».. ولكن «احرونوت» وشقيقاتها الاسرائيليات تخصصن في نشر اخبار عن لقاءات وصفقات تتم في السر بين مسؤولين عرب واسرائيليين.. سرعان ما تجد تلك الاخبار تكذيبات مغلظة في الصحف العربية.. فمن قبل نشرت صحيفة اسرائيلية خبراً مفاده ان مسؤولين اسرائيليين التقوا بمسؤولين ليبيين في احدى الدول الاوربية لمناقشة العلاقات بين البلدين ونفت ليبيا ذلك بشدة.. ولكن الخبر اردف بخبر آخر وهو ان نائباً بالكنيست الاسرائيلي ويدعى افرايم سينه التقى بنجل الرئيس الليبي معمر القذافي..!!.

ü إمرأة سيئة السمعة

ويبدو من خلال كثرة الاخبار التي توردها الصحف الاسرائيلية عن هذه اللقاءات التي هي دوماً قابلة للنفي.. تريد الصحف من خلالها ان تشكل انطباعاً في الاوساط العربية بألا مفر من التطبيع مع اسرائيل عبر اقامة السفارات او المكاتب التجارية ومكاتب الاتصالات.. او عبر المصافحات وتبادل الابتسامات.. فأيادي شمعون بيريز التي فاجأت الصادق المهدي وهي تمتد نحوه في احد الفنادق الاسبانية تتحول على الصحف الاسرائيلية الى لقاء استثنائي تحيطه بسرية «كاشفة» غرضها الاظهار لا الستر.. فمن السهولة معرفة الزعيم الروحي للسودانيين الذي حضر اجتماعات مدريد.. ولكن الصحيفة ارادت ان توحي بأن ما تم يقع في دائرة الاسرار.. فاسرائيل هنا اشبه بامرأة سيئة السمعة تريد غسل اسمها عندما يقترن باسماء آخرين ليس من شاكلتها او انها تريد بخبث الاساءة اليهم عبر هذا الاقتران..!!.

ü يد شمعون

هل كانت استجابة الصادق المهدي ليد شمعون بيريز الممدودة نحوه، هي رد الفعل الطبيعي او رد الفعل الدبلوماسي المطلوب.. ام كان على المهدي ان يدس يده في جيبه ويصرف بصره بعيداً كأنه لايرى شمعون ويده؟!!.

قد تختلف الاجابات على هذا السؤال.. ولكن كثيرين قد يقولون ألم تصافح ايادي شمعون من قبل ايادي ياسر عرفات وصائب عريقات وابو مازن.. لماذا يكون الصادق المهدي ملكياً اكثر من الملك.. ويرفض حتى المصافحة.. في وقت تطالب فيه السلطة الفلسطينية الاسرائيليين بالجلوس معها للوصول لاتفاقات نهائية.. واسرائيل تتثاقل في الرد..!!.

ü مصافحة فقط أم ... ؟!!

وقد يرى آخرون احتمال الا يكون الامر قد اقتصر على المصافحة فقط على حد ما ذكر مكتب الامام بام درمان.. وان الصادق المهدي ليس من المستبعد انه قرر القيام بخطوة او قفزة سريعة ومفاجئة.. بأن يدخل على المجتمع الامريكي والاوروبي عبر بوابة اسرائيل.. في وقت بدت اغلب الابواب موصدة امامه في الداخل والخارج.. وتحسباً من ان تسبقه قوى شمالية اخرى لهذه الخطوة خاصة الحكومة السودانية.. التي تبدو مترددة في تكييف موقفها النهائي من قضية التطبيع.. ففي الوقت الذي يرهن فيه وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل امر التطبيع بموقف الجامعة العربية.. يغلق ابراهيم احمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطني الباب تماماً امام هذا الاحتمال.. فقد يرى اولئك ان الصادق المهدي ادرك وبحسه السياسي ان التطبيع مع اسرائيل اصبح قضية وقت ليس إلا بعد تقدم مسارات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتزام الاطراف الفلسطينية بالهدنة.. فاراد المهدي ان يخطف المبادرة على الاقل في اوساط القوى الاسلامية العربية في السودان التي تبدو في مجملها شديدة الحساسية تجاه هذا الامر..!!.

ü اسرائيل دائماً

هذه وتلك قد تكون قراءات قابلة للاعتراض والاحتجاج عليها او للقبول والتأييد واسنادها بمزيد من الشواهد.. ولكن ما يمكن ملاحظته انه في الفترة الاخيرة كثر الحديث عن احتمال تطبيع السودان علاقته مع اسرائيل.. وكان مرد ذلك الى أمرين!.

الاول: حرص الحكومة على تأكيد اعتدالها وانها لم تعد تحمل تلك الجينات المعادية للغرب عموماً ولامريكا على وجه الخصوص.. وان هذا المسعى قد ينتهي الى القبول بالتعامل مع اسرائيل اذا كان ذلك يعني رضاء امريكا.

الثاني: ان دخول الحركة الشعبية للحكم كشريك اساسي قد يعدل في معايير السياسة الخارجية.. ويجعل خيار التطبيع خياراً غير مستبعد.. البروفيسور ابراهيم احمد عمر رد على هذا الاحتمال بالقول «وصول قرنق للقصر الجمهوري لن يؤثر على موقف السودان من اسرائيل.. باعتبار أن الحركة ستكون ملزمة بالسياسات القومية المتفق عليها»..!!.

وقبل فترة وبمنتجع نيفاشا كنت قد سألت الدكتور منصور خالد عن احتمال تطبيع العلاقة مع اسرائيل بعد السلام رد قائلاً «من الممكن عقد علاقة تصالحية مع اسرائيل.. فمصر لها علاقة مع اسرائيل.. واسرائيل لها علاقة بالمغرب والاردن وقطر كذلك»..!!.

ü عدائية وتصالحية

منصور خالد يفرق بين العلاقات ذات الطابع العدائي والتآمري مع اسرائيل ضد الدول العربية والعلاقات التصالحية التي تحقق مصالح مشتركة دون مساس بمصالح الآخرين!! اذن ومن خلال تصريحات ابراهيم احمد عمر وتصريحات منصور خالد.. فان ملف التطبيع مع اسرائيل قد يكون من ضمن ملفات الفترة القادمة الساخنة.. فاسرائيل تقيم علاقات مع «45» دولة افريقية من مجموع «53» دولة.. «11» دولة منها بدرجة سفير مقيم وسفارة و «32» دولة بتمثيل غير مقيم.. دولة واحدة عبر مكتب رعاية مصالح.. ودولة اخرى عبر مكتب اتصال.. كما ان في افريقيا «8» دول فقط ليس لها علاقة مع اسرائيل وهي «ليبيا والسودان والصومال والجزائر وتشاد ومالي وغينيا وجيبوتي».. ومن تسع دول مجاورة للسودان هنالك سبع دول لها علاقة باسرائيل.. وكانت صحيفة جيروز اليم بوست الاسرائيلية قد ذكرت ان زعيم المجموعات اليهودية في امريكا زار الخرطوم ودارفور ضمن وفد امريكي للوقوف على الاوضاع هنالك.. وقد اوردت مصادر صحفية عديدة ان الحكومة الاسرائيلية صادقت بالاجماع في فبراير من العام الماضي على اقتراح مقدم من وزير الداخلية باستجلاب طائفة اليهود الفلاشا من اثيوبيا الى اسرائيل.. وهي محاولة لاكمال سلسلة رحلات كانت قد تمت في بداية الثمانينات من القرن الماضي بتمهيد ومساعدات مقدرة من قبل حكومة الرئيس جعفر نميري قبل الاطاحة بها.. وتقديم قياداتها لمحاكمات شهيرة عرفت بمحاكمات الفلاشا..!!.

ü الهم السوداني

لقاء الصادق المهدي بشمعون بيريز طبقاً لصحيفة «ايديعوت».. او مصافحته فقط كما فسرت رباح الصادق.. فانه سيعيد وضع قضية التطبيع مع اسرائيل على واجهة الهم السوداني.. الذي لا يزال كل صباح يستقبل مزيداً من الاسئلة المحرجة التي يصعب الامساك باجاباتها

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved