مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الحملة القومية لدعم السلام بقلم آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/11 6:29ص

الحملة القومية لدعم السلام
الجمعة 11/3/2005م آدم خاطر
كشأن أغلبية أهل السودان ممن يحرصون على استدامة السلام واستقرار البلاد ، تراني أبدى قدرا كبيرا من الإشفاق والقلق على مسيرة السلام في بلادنا وهى قد كابدت حربا ضروسا في جنوبها عرفت بأطول وأضخم كارثة إنسانية شهدتها أفريقيا بمآلاتها التي شهدها و يشهدها العالم بأسره، وهى لا تكاد تجد السبيل للفكاك منها ومعالجة آثارها على هدى ما ضمنه اتفاق السلام الأخير من نيروبي في 9 يناير 2005 م إلا والإحن تتنزل والمصائب تتساقط لتبدد هذا الحلم قبل أن تنطلق صافرته لتأذن بتجسيد معانيه في مأساة جديدة بدارفور وانفلات يراد له أن يعصف بأمن الشرق . مفارقة غربية أن تتداعى الحروب إلى أطراف أخرى في البلاد يوم ميلاد السلام في الجنوب و يخطى من يظن أن بشريات السلام ودنو ميلاده تدعو وتحفز آخرين لإشعال حرب في اى بقعة من الوطن لأجل هذه الغاية أو تلكم المطالب لان بناء السلام قد أرسته الطلقات وعداد القتلى وهول الدمار طالما أفضى الحوار سلما إلى نهاية كهذي . قضايا التنمية المتوازنة والاختلالات القائمة في البناء الاقتصادي والهيكلي لأقاليم البلاد وتبعاتها هي بعض المعالجات التي كفلها السلام ولم يصار إلى تطبيقها بعد حتى يختبر السلام في النهضة والاعمار حتى يكون البديل ميلاد اتحاد المهمشين ستارا لفتن متجددة وحروبا تطال الغرب والشرق تجير لصالها حركات مسلحة وبنوة محكمة من بعض الجوار وكبريات الدول، كيف يكون التهميش مظلة تلتقي عندها الفتن والنعرات العرقية التي تقودها بعض بيوت في قبائل تدعى الغلبة و تمثيل السودان وتحريره وتحقيق العدل والمساواة وهى تفتقدها ، والبلاد ظلت تعانى الفقر بكاملها ردحا وقاربت أن تقطع بينها وبينه و لكن سرعان ما تعاود اليد الخارجية تآمرها وغدرها وهى التي غرست بذرته ورعته من هتنغين الألمانية ووضعت له البرامج والدعم بمختلف أنواعه و المواقيت والسقوف والإعلام ليعيق انطلاقة البلاد إلى رحاب السلام وخيراته المرجوة . كيف لهذا الخوار الذي يضرب بعنف في بنية كياناتنا السياسية وقادتها يقعدها في التصدي لحملات تفتيت البلاد وتضييع هويتها فتنساق معه دون تبصر أو اعتبار والموت والخراب قد عطل الجنوب ويراد له أن يكمل فناء الوطن بتقطيع أوصاله في دارفور والشرق فلا ينعم الجنوب بما أنجزه له الاتفاق ولا ينتظر الآخر ميلاد فجر جديد من وحى التطبيق لمقرراته . هذا الذي يمضى من تهديد للبلاد وسلامها هو مسئولية هذه الأحزاب وتنظيمات المجتمع وقواه الفاعلة خارج كيان الدولة كما هو مسئولية الدولة على قدم المساواة لا منجاة لأحد ، فمسئولية الوطن لا تتجزأ ولا إخفاق الآخرين يفترض أن تحمله الحكومة وحدها على عظم ما تقوم به من واجبات وما تجابهه من تحديات يصنعها خبراء الفتن والأعداء الكثر باختلاقهم للمعارك وافتعالهم الأزمات .
نحن بين يدي اتفاق عزيز مهره الشهداء والتضحيات الجسام ومعاناة امة انعكست في حياتها المعيشية وأمنها واستقرار أوضاعنا وجوارنا الاقليمى ، والناس قد استبشروا وما يزالوا يتوقون أن يحمل عنهم هذا الذي وُقع ما حل بهم من مسغبة وحرمان ويؤمن البلاد من محدقات قادمات، فأين تكمن مسئولية هذه الأطراف وهى ترى بعض المراد يتحقق وهى في اللامبالاة تتاجر بآلام شعبها ومعاناته بوقوفها هذه المواقف المخزية من إنجاز كهذا تسعى حثيثا غايتها أن تجد فيه المعايب والثغرات فتنال منه وهو جهد بشرى ونتاج سودانى لا عصمة له مكانه التصويب والمراجعة والاستدراك حتى يكتمل .اى حزب من أحزابنا الكبرى ذاك الذي فرح و بشر بهذا الذي تم وسارع لإقامة الندوات والتنويرات ليطلع قواعده على اى نحو بمغزى ودلالات السلام ويبصرهم بواجبهم تجاهه وما ينبغي عليهم عمله لأجل أن يستقر الاتفاق وينطلق . اغلبهم بفعالهم وتحركاتهم ونشاطهم يدورون في فلك المؤامرات والحزب حبيس مشاكله الداخلية وصراعات البيوت والزعامة خارج هموم الوطن ، أو مغلول اليد والإرادة ينتظر الإشارة والتوجيه وقد فاته بالأمس فضل المشاركة والإسهام المباشر في تحقيق الإنجاز ذاته والأمل أن لا يفقدوا في شرف المدافعة والذود عنه على نحو ما تعكسه توجهاتهم .صحيح أن السلام يولد حراكا مطلوبا يثرى ساحته ويقيم حصاده ويدعو لانفاذه واستكمال حلقاته ومساراته لتقال عثرة البلاد بكاملها ، ولكن هذا الذي يرى من احتشاد وتكدس لقوات لأكثر من 17 حزب وفصيل مسلح باسمرا تعمل على غير هدى السلام ومطلوباته بل تصادم منطقاته وتكدر مناخه ، فكيف لنا أن نضعه في خانة من يسعى للسلام أو يعمل لأجله ووفق مقتضايته أو يروج له وهم يكثرون الاستهداف والعمالة والخيانة للوطن بالاحتماء والاستنصار بالاجنبى وأجندته ولو كانت اريتريا وشعاراتهم تدعى التحرير والعدل والمساواة ! ويدهم غارقة في الحروب والدمار لاشقاء الوطن. هذا الوجود لمعارضتنا على الاراضى الاريترية بمكاتبها وقواتها واستعداداتها التي تجرى على الأرض لتنقض على السلام ، هو الآن وبواقع المعاملة التي تنتهجها اريتريا ومن خلفها باتجاههم فهم كالرهائن أو الأسرى لا إرادة لهم فيما يراد بهم وليس بمقدورهم الإسهام في دفع السلام وهى تمنعهم عن جولاته قسرا لم يستطع حتى مبعوث الأمين العام برونك أن يجد لهم مخرجا للتوجه لابوجا والقاهرة أو إقناع اسياس اريتريا برفع يده عن شاننا الداخلي وهو يرتكز إلى سند أمريكا وإسرائيل يعمل وفق خططهم ومراحلها وقادة المعارضة من اسمرا ينفذون .
ليس بالأفضل من هؤلاء شريك السلام نفسه الدكتور قرنق وهو يثاقل الخطى ويتعجل النتائج يريد أن يأخذ دون مشاركة في الحكم كل ايجابية تأتى دون أدنى جهد له أو لحركته في العبور بمركب السلام إلى الأمام ، كما يرغب أن تبعد عنه اى سلبية قد تعترض المسيرة لتكون صحيفتهم بيضاء من غير سوء وتصريحات كاستيلو قرنق وألقابه المتعددة التي ينشرها هذه الأيام تكرس هذه المعاني . فرئيس الحركة هو حاكم السودان كله بأجندة الجنوب ومن ورائها من المنظمات والدول والكنائس يرغب أن يكون الأخ الأكبر دون مراعاة لنصيبه الذي اقره الاتفاق وقبلته حركته ، وروح السلام تقول بأن يكون الشريك ولو صغر بما كفله الاتفاق وبامكانه أن يكون كبيرا بفعاله والتزامه تعهدات الاتفاق ونصوصه لا السعي للالتفاف ونقض عراه قبل أن يبدأ كما يحدث في قضيتي حقول البترول و إطلاق سراح الأسرى . هنالك حملات ابتزاز منظمة تقودها أطراف عديدة داخلية من واقع إخفاقاتها ومعاناتها الداخلية تهدف لنسف الاتفاق وتعريضه لمخاطر جمة بل تنتقص من أجوائه ، وتشكك في قدرة الدولة والقائمين على أمر السلام في النهوض به والوصول به إلى غاياته ، ليس لهم من مبررات أو أسس موضوعية بقدر ما هي مكايدات يائسة تأتى خدمة لأجندة الخارج ودوائره المنتشرة في أزمة دارفور ومحاولاتهم المستميتة لفتح جبهة الشرق ومنهجيتهم لتعطيل اتفاق الجنوب واقل من شهر يفصلنا ومؤتمر المانحين باوسلو، يراد بهذه الجهود الحانقة إفشال الحملة الوطنية التي تنطلق لتعزيز أجواء السلام وتثبيت ركائزه وكذلك إرباك المسارات الأخرى من أن تغادر هذه الحالة من الجمود والتصعيد على عكس ما يدعو السلام ورجاءات شعبنا وآماله .
هذه الوضعية التي عليها شأن السلام ومسيرته ومساراته تحتاج إلى حملة قومية فاعلة وتوعية وطنية كبيرة تستدرك هذه المخاطر وتأخذ بهذه التوجهات المناهضة له داخليا وإقليميا ودوليا ، هنالك دعوات صادقة تنادى بضرورة تكثيف المساعي والاتصالات الدولية والحملات الدبلوماسية والإعلامية والسياسية لحماية السلام وتسريع خطاه تمضى بها الحكومة ، ولكن الذي أراه يسبق ذلك أن الجبهة الداخلية وهى تستقبل مختلف الإشارات المثبطة بحاجة للتحصين وتوحيد صفها وحشد طاقتها لتامين صرح السلام لتكون له سياجا مانعا من هذا التدبير الذي يعد من اريتريا ومن مدن عالمية عديدة . جهود الدولة وعلى تنوعها وانتشارها مطلوب إليها أن لا تركن أو يفت من عضدها ويحد من نشاطها ، بل يجب أن تكثف وتتعاظم مبادراتها لتصمد بابتكار المزيد من الآليات وتحديث الوسائل حتى تفوت الفرصة عليهم وتشل من قدرتهم على اختراق الجدار الوطني وتمزيق صفه من وحى الفتن والشائعات التي تروج هنا وهناك . ينبغي أن لا نستهين بهذه المحاولات الكثيفة التي تتجدد تريد أن تقلل من الروح التي أشاعها السلام والثقة التي تنطلق بها الدولة في استكمال حلقاته وإتمام مراحله بذات العزيمة التي كانت وراء إنجازه، هذه الفترة التي عليها قطار السلام وعلى ما تعتريها من مصاعب وما تجابهها من تقاطعات وإشارات مربكة تبثها هذه الأطراف التي تعمل لأجل تقويض السلام وزعزعة الاستقرار ورد البلاد إلى المربع الأول بحاجة لتقديرات اكبر تعيد البشرى إلى النفوس وتطمئن أهل السودان جميعا على قرب فجر السلام على ما يحمله هؤلاء من أحقاد ودوافع شريرة لن يبلغوها بحول الله وقوته وإرادة تيار السلام الغالبة التي قادرة على دحرهم وهزيمة أهدافهم المقيتة لتحيا البلاد بميثاق السلام وتنطلق نحو مراميه العظام رغم أنوفهم والله المستعان ،،

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved