السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة بقلم آدم محمد إسماعيل الهلباوى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/8/2005 10:37 م

منبر دارفور للحوار والتعايش السلمي
إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) صدق الله العظيم .
تعليق قارئ
إن اختيار الله ليوم الجمعة لنجتمع فيه لفضل عظيم لايعدله أى فضل آخر .. لنكون فى هذا اليوم العظيم مستودعا لنوره ، وموضعا لتلقى فيضه .. فإذا أضعنا هذا الفضل بالتعتيم على مشاكل المسلمين فى خطبة الجمعة ، فسوف تزيد ظلمة الضمائر والنفوس إظلاما وإعتاما ، ولانستحق كمسلمين حمل أمانة العقيدة .. أو حتى حمل صفة الإسلام والمسلمين .

وخطبة الجمعة فى رأيى ليست مجرد كلام منثور أو سجع وجناس محفوظ ، وإنما هى بالدرجة الأولى توجيه للمسلمين لما فيه مصلحتهم ومصلحة الإسلام ، ولما فيه عصمة أنفسهم ومالهم وعرضهم وعقلهم ودينهم والتكفل بتحقيق الأمن لهم .. ولذلك يجب على الخطيب بجانب تفقهه فى أمور الدين أن يكون عالما بما يدور حوله فى مجتمعه ووطنه وبأحوال المسلمين فى كل مكان ، وأن يكون فى مقدمة الثائرين على القهر والجهل والتخلف .. ليكون مؤثرا فى مستمعيه وجديرا بحمل أمانة العقيدة والإمامة ..

ويسعدنى هنا أن أذكر مثالا جيدا لخطبة جمعة ألقاها فى أحد مساجد القاهرة الدكتور صفوت حجازى ، استأذنت صاحبها فى نشرها هنا ، وهى عن الأرض الغالية فى دارفور وأهلها الطيبين من باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين والعاقبة للمتقين ، وإليكم نصها :
الخطبة :

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله.. وبعد،،

قليل منا من قرأ تاريخنا ووعى هذا التاريخ، ونحن للأسف الشديد أمة لا تقرأ تاريخها، وإذا قرأنا هذا التاريخ فإننا ننساه ونتعامل معه علي أنه ماض، والمهم أن ننظر للحاضر والمستقبل.
أيها الأحباب.. التاريخ هو مجدنا ومجد آباءنا، التاريخ هو حاضرنا ومستقبلنا، وكما روى الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما أنه قال: كان أبي سعد بن أبي وقاص يأخذ بأيدينا أنا وإخوتي، يوقفنا علي مشاهد رسول الله (أي مواقع الغزوات) وآثار رسول الله، ويروي لنا ما شهد من الماضي، ويقول لنا: تعلموا تاريخكم، وتعلموا سيرة نبيكم، فإنها مجدكم ومجد آبائكم. أما نحن فللأسف الشديد ضاع منا هذا التاريخ.

وأظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة، بل إن معظمنا ذهب إليها وسار في طرقاتها. ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمي في زمن النبي صلي الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح.. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلي الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائتي عام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلي فيه النبي وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار.

أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلي مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور. وإذا كنا في مصر نفخر ونشرف أننا كنا نرسل كسوة الكعبة، وكان لنا في مكة التكية المصرية، فإن دارفور لها مثل هذا الفخر وهذا الشرف.

هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر)، والذي لا تعرفونه عنها أن أعلي نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض "دفتي المصحف". وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه "رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف.

وأصل المشكلة هناك أن دارفور يسكنها قبائل من أصول عربية تعمل بالزراعة، وقبائل من أصول إفريقية تعمل بالرعي. وكما هو الحال في صحراوات العالم أجمع.. يحدث النزاع بين الزراع والرعاة علي المرعى والكلأ، وتتناوش القبائل بعضها مع بعض في نزاع قبلي بسيط، تستطيع أي حكومة أن تقضي عليه، غير أن هذا لم يحدث في السودان، بل تطور الأمر لما تسمعونه وتشاهدونه الآن.. لماذا كل هذا؟!!

لأن السودان هي سلة الغذاء في إفريقيا، لأن السودان هي أغني وأخصب أراضي العالم في الزراعة، لأن السودان اُكتشف فيها مؤخراً كميات هائلة من البترول، ومثلها من اليورانيوم في شمال دارفور، فلو استقر السودان المسلم لحل الأمن والرخاء والسخاء بالمنطقة كلها، ولأصبحت السودان ملجأ وملاذاً للمسلمين والعرب أجمعين، ولهذا لم يرد أعداء الإسلام لهذه المنطقة أن تنعم بالاستقرار، ولا أن تعتمد علي نفسها، فماذا يفعلون؟ يشعلون النزاعات في أنحاء البلاد ليصلوا بالأمر إلي تقسيم هذه الأرض إلي أربع دويلات.. دولة في الغرب (تسمي دارفور) ودولة في الشرق، ودولة في الجنوب ودولة في الشمال (في جنوب مصر). لقد نفذوا خطتهم هذه فعلاً في الجنوب، ودبّ النزاع بين الشمال والجنوب، وأقروا أن حق تقرير المصير بانفصال أهل الجنوب سينفذ بعد خمس سنوات من الآن. وبعد أن تم لهم ما أرادوه في الجنوب، التفتوا إلي الغرب وأشعلوا فيه نار الفتنة والخلاف، سعياً وراء حق تقرير المصير هناك أيضاً، وؤأكد لكم أن النزاع سيصل إلي الشرق عن قريب، وسيكون حق تقرير المصير هو الحل أيضاً، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله.

وأذكر لكم قصة الجنوب.. إن نسبة المسلمين في جنوب السودان حوالي 16%، ونسبة النصارى 17%، أي أن الفارق 1% فقط، والباقي من السكان وثنيون. فأي تقرير مصير هذا الذي ينادون به؟ السر في هذا يا إخوتي في الله.. أنهم يأملون في نجاح حركات التنصير في ضم 5% من السكان إلي النصرانية خلال الخمس سنوات القادمة، وعلي هذا سترتفع نسبتهم إلي 23%، وهم في سبيلهم هذا يعتمدون علي قعود المسلمين عن الدعوة لدينهم وزيادة أعدادهم في الجنوب.
أعرفتم الآن يا إخوتي لماذا يذهب كارتر رئيس مجلس الكنائس العالمي إلي الجنوب دائماً؟ للإشراف علي تنفيذ هذا المخطط.

أما في دارفور.. فلم يعتمدوا هناك علي التنصير، ولكن علي مجموعة من ضعاف النفوس من محبي الزعامة والرئاسة الذين يتطلعون إلي كراسي الحكم والسلطان، فربّوهم في ديارهم، وعلموهم في معاهدهم وجامعاتهم، فإذا عادوا إلي بلادهم نادوا بالتحرر والانفصال، وأصبحوا قادة لحركات التمرد، واستغلوا الفقر والجوع والخلاف بين قبائل المسلمين علي الكلأ والمرعى، وصوروه للعالم علي أنه صراع سياسي. وبدأت المعونة والطعام والكساء تصل إلي دارفور.. أتدرون أن 13 وزيراً من وزراء أوروبا وأمريكا ذهبوا إلي دارفور في الثلاثة شهور الأخيرة فقط؟.. وأن آخر زوار دارفور وزير الخارجية الأمريكي؟.. وما دارفور هذه لتتحرك لها وزارة الخارجية الأمريكية؟.. في حين لم تتحرك جامعة الدول العربية، ولا منظمة المؤتمر الإسلامي.. ولو أن كل مسلم من المليار مسلم تبرع بجنيه مصري واحد.. لأصبحت السودان جنة من جنات الأرض.. ولكن ما من تحرك ولا تفاعل ولا حتى شجب أو استنكار، بل تقاعسٌ وصمتٌ رهيبٌ.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولم تتحرك (علي حد علمي) إلا الحكومة المصرية جزاها الله خيراً.. ففتحت الحدود مع السودان من غير تأشيرة دخول ولا خروج منذ حوالي 15 يوماً، في بادرة طيبة وعظيمة. وهنا يأتي دورنا نحن.. فما المانع أيها المسلم أن تذهب إلي دارفور أو إلي الجنوب وتقيم مصنعاً أو مشروعاً؟.. ما المانع أيها الطبيب أن تذهب وتقيم هناك بين أهل البلاد تعالج مرضاهم؟.. إن هذا هو ما يفعله المبشرون بدعواتهم وأفكارهم علي ما فيها من خلل وقصور، فلماذا لا تفعل أنت مثلهم وأنت صاحب خير الرسالات وأسمى الدعوات؟.. لماذا تثاقلت إلي الأرض؟.. أرضيت بالحياة الدنيا من الآخرة؟.. أرضيت بهذا الهوان؟..

أيها الشباب الذي يسألنا صباح مساء أن يذهب إلي العراق طلباً للشهادة.. أيها الشباب الذي يعلّق المسئولية في أعناق الحكومات أنها أغلقت أبواب الجهاد في وجوههم.. اسمعوا مني: لا تذهبوا للعراق لتموتوا شهداء هناك.. واذهبوا للدعوة وموتوا في جنوب السودان وفي دارفور.
أيها الشباب الذي يسألنا هل يجوز العمل في العراق المحتل؟.. اذهبوا واعملوا في جنوب وغرب السودان ولو بقروش قليلة، وكونوا مبشرين بالإسلام.
أيها الشباب.. لا يكن شغلكم الشاغل الحياة الرغدة والمال الوفير وأحضان نسائكم، إن المبشر بالنصرانية يترك أوروبا وأمريكا والحضارة بأسرها، ويحمل جواز سفره وما يملك من المال ويأتي إلي ديارنا للتبشير فيها.. لماذا لا تفعل أنت ذلك؟.. أأنت أقل منه؟.. أأنت أضعف منه؟.. بل أنت أقوى بدينك وإيمانك.

ولقد تحرك اتحاد الأطباء العرب وأقام في دار الحكمة هنا في القاهرة في شارع القصر العيني لجنة لمساعدة السودان وتلقي المساعدات منكم يا أخوتي في الله.. ولن يتطلب الأمر منكم أكثر من مشوار إلي هناك لتعرفوا كيف تساهموا في حل مشاكل المسلمين هناك.

وأنبه.. إن السودان ومصر أرضاً واحدة.. وشعباً واحداً.. إن جاع أحدهما جاع الآخر.
تلكم يا إخوتي هي المشكلة في السودان الحبيب. وتلكم هي قصة دارفور، الأرض الغالية، صاحبة أعلي نسبة من حملة كتاب الله عز وجل، التي تبلغ نسبة المسلمين فيها 99%، أرض كانت في يوم من الأيام سلطنة إسلامية، لها سلطان عظيم اسمه علي بن دينار، يكسو الكعبة...

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين.. اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بشر فاشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، وأدر الدائرة عليه. اللهم أقم فينا دولتك، وارفع لواءك، وحكم فينا شريعتك.. إنك ولي ذلك والقادر عليه. وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم . إنتهت
تعليق :
نقلناها لتعم الفائدة والله من وراء القصد .. اللهم أنت نور السماوات والأرض نور قلبى بالعلم واليقين والإيمان .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى





للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved