السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ملامح الفترة الانتقاليةقراءة في نتائج انتخابات جامعة الخرطوم بقلم أبوذر على الأمين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/7/2005 2:39 م


ملامح الفترة الانتقالية
قراءة في نتائج انتخابات جامعة الخرطوم

بقلم : أبوذر على الأمين
تبدو قواعد الممارسة السياسية حسب افرازات نتائج انتخابات جامعة الخرطوم أنها لم تخضع لشروط وقواعد الاحجام والادوار كما هو الحال خارج الجامعة . إذ لم تُخضع قوى التحالف الفائزة رئاسة الاتحاد لمعايير الاوزان والاداور ضمن إطار الجامعة ، بل آلت رئاسة الاتحاد لطالب من الجنوب حكمت له الديمقراطية وأمنت قوى التحالف على نتائج تلك الديقراطية فأصبح رئيسا للاتحاد بما أنه نال أعلى الاصوات وثقة الطلاب فكان الأولى بقيادتهم .
هذا مشهد مقفود خارج الجامعة إذ تحكم مناورات الاحجام والاوزان القوى والساحة السياسية ، سواءً ضمن المعارضة ، أو بين المعارضة والشريكين(الحكومة - الحركة) الذين حصنا شراكتهما بعيدا عن ثقة الشعب وممثليه بتوزيع السلطة والثروة والقوة .
لكن التحالف الفائز بانتخابات جامعة الخرطوم أوضح بقوة أنهم حريصون على مضمون وروح اتفاقية السلام بأكثر من طرفيها ، وهم الممثلون للقوى خارج الشراكة بل أوضحوا أنهم أصدق في التعامل معها من طرفي الشراكة .
وجاءت أقوى الاشارت هنا لتوضح أن قوى الشمال لا تري قضاضة ولا تستشعر تبرما من قيادة الجنوبيين لكل أهل الشمال ، متجاوزة بذلك الترحيب والقبول باتفاق السلام لتحيله واقعا في أعرق معاقل التفاعل السياسي ، ولتعيد الجامعة الى المقدمة مجددا ... فمثلما قادت جامعة الخرطوم ثورة اكتوبر على خلفية قضية الجنوب تقفز الآن إلى المقدمة مبادرة ووفاءً وتجاوباً مع السلام متقدمةً الشريكين ، ومتجاوزة لقوى المعارضة التى هي جزء منها انتماءً ونشاطاً .
لقد استبقت انتخابات جامعة الخرطوم رسم الخارطة السياسية لمرحلة الانتقال ، لتوضح أنه لا توجد قوة سياسية ذات حجم وتأثير منفردة ضمن الفترة الانتقالية ويشمل ذلك حتى الشريكين (الحكومة والحركة).
ذلك لأن حركة تحرير السودان لم تتحول بعد إلى حزب سياسي له وجود وتمثيل وانتشار ونشاط يسمح بقراءة حجمه ، كما أن ممثليه ضمن الجامعة ال ANF فازوا ضمن 11 تنظيم . ولكن المدهش هنا أن الجامعة لم تخضع لحكم الشراكة ، فلم يتحالف ال ANF مع المؤتمر الوطني ، وهذا مؤشر ذو دلالات واعتبارات لن تغييب خلال مرحلة الانتقال وستأخذ أكثر في الظهور على الاقل بدافع الاختلاف الايديولوجي بين الشريكين هذا اذا غضضنا الطرف عن اختلاف الاولويات والمصالح وشكل وطبيعة العلاقات مع القوى السياسية الأخرى حسب الاشارات التى حملها التحالف الفائز بجامعة الخرطوم .
أما المؤتمر الوطني فقد أوضحت انتخابات جامعة الخرطوم أنه في تراجع مفجع إذ لم يستطيع حتى أن يرقى لمستوى المنافس ،ذلك أن الفرق بينه والتحالف الفائز في أعلى القائمة 2290 صوت و 2302 صوت في أدنى القائمة . علما بأن المؤتمر الوطني لم يخض الانتخابات منفردا بل ضمن تحالف ضم الاخوان المسلمين وانصار السنة (الهدية) .
وإذا تذكرنا أن التحالف الفائز نفسه خاض الانتخابات بقوة 11 تنظيم يتبين لنا أن الساحة السياسية وهي مقبلة على منعطف تاريخي بالغ الدقة لاوجود فيه ولا طرح قوى على كافة المستويات يحظى بعدم غالب .
يأتي ذلك في غياب قواعد ومرتكزات للممارسة السياسية ، وفي ظل عدم حرص بالغ بأهميتها طبقا لحساسية المرحلة . وهو أمر سيجعل الساحة السياسية ملك عضوض للشركين كما أنه ينذر بخطورة بالغة في حالة اختلاف أو احتكاك الشريكين ضمن ساحة لا تضمن الحد الأدنى لا للتفاعل ولا تتواضع على الثوابت ناهيك عن مشروعات التغيير وإعادة الهيكلة .
وتبقى أقوى اشارات نتائج انتخابات جامعة الخرطوم هي تراجع التيار الاسلامي جملة واحدة بكل تياراته . المؤتمر الوطني والشعبي والاخوان وانصار السنة بشقيهم عن الفعل والتأثير .
ذلك لأن التيار الاسلامي يمثل مجتمعا ( التحالف الاسلامي ، الاصلاح ، الاتجاه الاسلامي ) حسب نتائج جامعة الخرطوم 5303 صوت (هذا اذا أضفنا جملة اصوات الاتجاه الاسلامي -147- إلى قمة هذه الكتلة) وهو بذلك فقط يتفوق على التحالف الفائز ب 280 صوت ، وهو رقم لا يحمل مؤشرات ذات اعتبار خصوصا وأن هذا التيار هو الأكثر انقساما والأحد صراعا على المستوى السياسي والفكري والاخطر من ذلك على تصوراته للاسلام ذاته .
بل ان الساحة السودانية تشهد تراجع الاسلام السياسي (الذي يتبنى الاسلام التوحيدى الشامل لمناحي الحياة ) الذي عبرت عنه وقادته الحركة الاسلامية الممثلة في الاتجاه الاسلامي والجبهة القومية قبل الانقاذ ، لصالح الاسلام السلوكي الذي يهتم بحرب البدع واللاتزام السلوكي الشخصي بل لاهم له سوى ذلك . والذي تظهره نتائج انتخابات جامعة الخرطوم أن هذا التيار الاخير هو الغالب بل والممثل الأقوى وجودا وانتشارا للاسلام .
هذا التراجع تبرزه نتائج الانتخابات بوضح شديد اذ جاء انصار السنة (أبوزيد) في المرتبة الثالثه وحصل أعلى قائمتهم (الاصلاح) على 2428 صوت في مقابل 2728 صوت لأعلى قائمة التحالف الاسلامي الذي يضم المؤتمر الوطني وانصار السنة (الهدية) والاخوان المسلمين والفارق بينهما 300 صوت فقط ، مما يوضح أن انصار السنة (الهدية) هم أقوى أعمدة التحالف الاسلامي وبذلك يكون انصار السنة (الهدية - ابوزيد) هم التيار الأكبر حجما والأكثر انتشارا وسط الطلاب ، وأن المؤتمر الوطني حجمه يقارب أو يزيد عن حجم المؤتمر الشعبي (الاتجاة الاسلامي ) قليلا ، وأنهما الآن الاضعف وجودا وأثرا . يبقى السؤال هل ستشهد المرحلة الانتقالية غياب أقوى القوى السياسية السودانية في العقدين الاخيرين (الجبهةالاسلامية) ؟ ومن المرشح للصعود الخليفة والبديل الذي يملاء فراغا غابت عنه كل القوى السياسية التقليدية والحديثة ؟ هذا ما سنحاول استكشافه في مقال آخر .

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved