السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

التطفيف التربوي في الشهادة السودانية!! بقلم الاستاذ: ابو فاطمة امد اونور

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/6/2005 7:41 م


يجلس بعض طلاب الشهادة السودانية لما يسمى بامتحان اللغة العربية والتربية
والإسلامية الخاصة وتعتبر هاتين المادتين في غاية البساطة والسهولة كما وكيفا
مقارنة برديفاتها اللائي يمتحن فيهما اغلب الطلاب وهؤلاء الذين خصصت لهم مادتا
العربي والدين منهم الجنوبيون وابناء السودانيين الذي نشاوا خارج الوطن ولم
يتمكنوا من اللغة العربية بما فيه الكفاية وخاصة الذين كانوا في دول ناطقة
بغيرها مما يستعصي عليهم المنهج السوداني وبالتالي التربية الإسلامية المقررة
التي يصعب فهمها الا من خلال منهج اللغة العربية والموازية ، وان اغلب هؤلاء
الطلاب الذين تم استثناؤهم يجيدون اللغة الانجليزية الى درجة يتواضع معها مستوى
اللغة الانجليزية في الشهادة السودانية نتيجة احتكاكهم وترددهم الى بلاد العم
سام .. ولكن رغم ذلك يجلسون لنفس المنهج السوداني للغة الانجليزية ويحرزون فيه
الدرجات العالية باعتباره " رزقا ساقة الله اليهم دون قضاء ولا كفارة" وبالتالي
يضمن هؤلاء الطلاب تفوق شبه مطلق في ثلاث مواد اساسية من اصل سبع تشكل نسبة
المنافسة للجامعة وخاصة الكليات المرموقة مما يسهل لهم حوالي " 43%" من النسبة
الكلية ومهما كان يمكن اعتبار ما سلف فيه قدر كبير من العدل والانصاف والتوفيق
من قبل وزارة التربية في مراعاتها لهذه الحالات الخاصة حتى لا تهضم حقوقهم اذا
تم اقحامهم بين تروس عنت الزيود والاعراب المركب والصرف والبلاغة والفقه
والتفسير واسباب النزول الخ .. فهذه المواد مع دسامتها وقداستها ليس لها حق
اقتحام حرمة المنافسة الفنية والاكاديمية لتخصصات " امورنا الدنيوية" والتي نحن
ادري بها" والتمييز بين مكونات المجتمع السوداني في المنافسة للطب والهندسة
وكما ان فوضي الاختلاف الكبير في التخفيف والتركيز للجرعة المعلوماتية بين
المنهج الخاص والعام دليل عملي على عدم وجوب فرض عين منافستهما في الكليات
التي لا تليهما مع العلم ان اساتذة هذه الكليات لم يدخلوها بالعربي والدين
وانما هذه بدعة انقاذية ليس لها في الاولين سبيلا ، واما اذا كان هذا " قرار
منزه لا اجتهاد معه " فلا نملك الا ان ننبه وزارة التربية بان هنالك ايضا شرائح
واسعة جداً تعاني من اللغة العربية بالفطرة " عجم " رغم انهم لم يغتربوا الي
بلاد العم سام إلا انهم يعيشون غربة لغوية بالميلاد ومنهم ادروب الشرق وآدم
الغرب ومحمد صالح اقصي الشمال وكوكو النوبة وحقار النيل الازرق وغيرهم فهؤلاء
لا تربطهم بالعربية صلة رحم ولا ينتمون الي الشجرة العباسية وعهدم بها لايتعدي
المراسم المدرسية والرسمية وبيوتهم ما زالت تلهج بلغاتهم الاصلية فلماذا لا
تراعي وزارة التربية ظروفهم الاجتماعية والبيئية الخاصة بحيث يتم استيعابهم ضمن
مظلة منهج المؤلفة السنتهم لان العدل لا يتجزأ ومن الظلم الانتقاء والتطفيف
التربوي" لذلك نرى قياساً على ما سبق اما ادراج كل الرطانة في السودان تحت مظلة
العربي والدين الخاصين بنفس الكيفية التي اتبعت في توفيق اوضاع بعض ابناء
السودانيين العائدين من الخارج والخيار الثاني هو تحييد العربي والدين من
المنافسة الجامعية الا الكليات التي تليهما ،علماً بان اغلب سلفيي الاسلاميين
في دست الحكم الحالي دخلوا الجامعات بمنافسة خالية من الدين والعربي ولا احسبهم
يقولوا ان حصادهم الاكاديمي في الجامعة تأثر سلباً لغياب تلك المواد ، وكما
نذكر ان الاقحام غير المدروس للعربي والدين في مطلق المنافسات الجامعية لحوالي
ست عشرة سنة كان حصاده ذو مردود سلبي لاشتعال التمرد الثقافي والسياسي على
العروبية والاستعراب والاسلام السياسي بشكله الحالي وخاصة من الاطراف المهمشة
مما يؤكد ان هذه الفلسفة التربوية المتبعة ليست ذات بذرة سوية والا لما تسممت
ثمارها وعليه اذا استمرت الشهادة السودانية في سياسة التطفيف التربوي والشمولية
الثقافية فإنها ستفقد حصانتها القومية بانضمامها إلى اقطاعيات المقطورة
المركزية المتسارعة الي هاوية المجهول!.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved