السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحكومة والحركة الشعبية تغامران تحت غطاء سلام مملؤ بمخاطر. بقلم نور الدين عبد القادر نقارة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/6/2005 2:00 ص

ما زالت طبيعة السودان السياسية تعانى من تغيرات مستمرة فاتفاقية نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية وقرارات مجلس الامن الدولى الخاص بمحاكمة مجرمى الحرب فى دارفور بالاضافة الى اجتماعات الحكومة والحركة الشعبية مع التجمع فى القاهرة بشان التوصل الى انفاق.
وكل هزه الاحداث لها صدمات بعيدة المدىوايضا ظهرت عوامل جديده على الساحه السودانيه كالصداقات والاحلاف الجديده (الامه والمؤتمر الشعبى) ولقد تغير الوضع السياسى الطبيعى اى الجغرافيا السياسيه تغيرا كاملا وكما اضيفت لهذه التغيرات بما يسمى بعمليه صياغه الدستور التى تقوم بها الحكومه والحركه الشعبيه والساحه مليئه بالتطورات وهنالك اخرى منتظره ولا مفر من الانتظار بعض الوقت لنرى ما اذا كانت التطورات المنتظره (المفاجأت) ستكون سياسيه بحته او انها ستطوق بمواجهه عسكريه بين القوى المعارضه و الشراكه الشموليه القادمه مع استمرار الذين يواجهون الحكومه الان عسكريا (الحركات المسلحة
وعلى العموم لا زالت الاوضاع لم تتبلور فى الوقت الحالى حتى نستطيع التكهن بما سيكون عليه المنظر العام لسودان ولا شك ان اتفاقيه السلام بين الحكومه والحركه الشعبيه خلقت امالا عظيمه للسلام للبعض فى السودان وخارجها غير انها فى نفس الوقت وبدون تهكم دمرت تطلعات القوى الوطنيه وامالهم فى سلام عادل وشامل وان هذه الاتفاقيه غيرت داخليا المعايير المتعارف عليها فى الاتفاقيات كما غيرتها من ناحيه الوضع السياسى السودانى ولابد من وضع معايير جديده وبديله وكما انها لابد من ايجاد الصيغه التى ترضى جميع الاطراف فى هذه العمليه ,وقد تؤدى هذه العمليه الناقصه اصلا الى حرب جديده بالاضافه الى استمرار الحركات المسلحه فى الغرب والشرق فى عملياتها العسكريه بل التصعيد فيها ,ولا احد يبغى اطاله الازمه السودانيه ولا احد يحب اراقه الدماء وان رفض تدعيم الاتفاقيه او عدم الاعتراف بها لم يكن لرغبه فى تأييد استمرار نزاع السودان .
فجميع مجهودات القوى المختلفه التى سبقت نيفاشا واخواتها كانت كلها موجهه نحو ادراك السلام ومازالت ملتزمه تمام الاتزام نحو هذا الهدف غير انها اى القوى الغير معترفه بالاتفاقيه مقتنعه بأن السلام لا يمكن ان يكون من حل غير عادل او غير مقام على القواعد المقبوله ,كما ان السلام لايمكن ان يدوم لو ان الذى قبله فقط هو طرفين دون سائر الاطراف الاخرى ودون سائر الشعب لان الشعب فى النهايه هو الذى يستفيد او يعانى من ماهيه اتفاقيه السلام ان ما عارضته هو(السلام بأى ثمن) .
وتتقدم هذه الاحداث التى شاهدها السودان مؤخرا ,فبينما اقزعت الحكومه الحرب فى دارفور بعد ان لقنتها حركتى تحرير السودان والعدل والمساواه دروسا لا تنساها حتى ولو عادت من لاهاى تراجعت قليلا من اوهامها التى تصور لها ان الحسم هو قوه السلاح فجلست فى ابشي وانجامينا وابوجا لاكنها اخفقت بسبب مباشر منها وكانت النتائج واضحه (فلنرى الجوله القادمه) .
فالسلام بين الحكومه والحركه الشعبيه لا يقدم الاساس المتين للسلام العادل والشامل والدائم مهما تغامر فى فعل ذلك بل على النقيض من ذلك فقط ولد وسيبقى هشا حتى يموت ولذلك لابد من اجراء تعديلات جوهرية واعادت صياغتها بحيث يستوعب كل الاطراف .
حقيقه ان ادراك الحكومه والحركه الشعبيه وفهمها للسلام عجيب ,فالحكومه تقر فعل اى شئ تعتبره ضروريا فى استمرارها فى السلطه والحركه الشعبيه عملت ايضا لتضمين اكبر قدر من التمثيل فى السلطه والحصول على اكبر قدر من الثروه ,ولا شك ان السلام هام جدا غير ان الفهم للسلام الذى تحتضنه الحكومه والحركه الشعبيه فريد من نوعه حقا ان القوتين اقتسمتا السلطه والثروه وتقومان على صياغه دستور دون مشاركه الاخرين فى حين ان الغرب مشتعل والشرق كذلك لانهم ايضا يريدون نصيبهم من نفس الثروه والسلطه ويريدون المشاركه فى وضع القرار السياسى للبلاد عموما من المحتمل اذا لم ينته اختفاء الاساليب والمنهجيه المتبعه لحل الازمه السودانيه الخاسرون الحقيقيون فى هده هم الشعب السودانى لانهم سيستمرون فى المعاناه .
وكل هذه الازمات نتجت بفعل التخبط السياسى وسوء اداره الازمات وازمه ضمائر فى بعض الساسه وهذه كلها تهدد الشعب ويحطم شعوره بالانتماء للوطن .فاذا اردنا السلام الحقيقى يجب وضع مراه السلام امام الجميع ليرى كل واحد فيها نفسه لضمان حقوقه المشروعه فأذا ادركنا هذا النوع من السلام عندئذ يستطيع الجيل القادم فى هذه البلد التى ضاعت فيها اجيال ينعم باستقرار وحياه مثمره .




نور الدين عبد القادر نقارة

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved