السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حركات التمرد الاقليمية وتفتيت وحدة النضال والوطن بقلم اسامة خلف الله مصطفى بروكلين/نيويورك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/5/2005 8:33 ص

حركات التمرد الاقليمية وتفتيت وحدة النضال والوطن

اسامة خلف الله مصطفى بروكلين/نيويورك
[email protected]

الناظر فى التاريخ السودانى يجد بأن هنالك نفير جماعى أو تلاحم وطنى فى كثير من ردود فعل المواطن السودانى تجاه الانظمة القسرية أو الاحتلالية. ,وإنك لتلاحظ وجود توحد فى الارادة والجهد فى عقلية المواطن السودانى حيال المتسلطيّن والمحتليّن.فلم تكن حركة اللواء الأبيض حركة جهوية أو إقليمية فى مطالبها على الرغم من أن أحد قادتها كان من قبيلة الدينكا(على عبد اللطيف).ولم تكن ثورة أكتوبر 1964 الا تلاحماً رائعاَ وتوحداَ فى رفض الحكم الوحدودى العسكرى اللاختيارى. فتوحدت الارادة الشعبية ولم نسمع بالحركات الاقليمية التى يصعب حصرها.
وتعرضت الارادة الشعبية السودانية لاختبار آخر حينما وهنت همم الوطنيين وانقض العسكر على سيادة الوطن فى مايو 1969. والحق يقال لم يتبنى أى فصيل سياسى مطالب إقليمية ضيقة ، فكانت إنتفاضة أبريل تعبير حقيقى عن إنتصار لوحدة الهدف والالتفاف حول الوطن كوحدة لا تقبل التجزيئة . فلم يكن لهوية وإنتماءت ثوار أكتوبر وأبريل أى دلالة خاصة، ولم تكن جهويتهم هى محور التركيز، لانهم كان يتحدثون بلغة واحدة يفهمها كل أبناء الوطن من غير ترجمة....ألأ وهى لغة السودان الوطن الواحد........فهل بقى فى الارض من يتحدث هذه اللغة التى كادت أن تندثر؟؟ .
ومما يدعو للغثيان ليس إنعدام لغة الوطن الواحد ووحدة أهداف أبنائه ولكن دعوة بعض حركات التمرد( ذات المنظور الاقليمى المحدود) الى تحرير السودان ثم الضلوع فى مهمة إظهار إقليم معين أو منطقة معينة بأنها متخلفة عن ركب التنمية. ثم سرعان ما تتلاشى شعارات تحرير السودان وتظهر الشعارات المطالبة بالحاق إقليم معين بركب التطور والتعمير. وتارة تتلاشى شعارات تحرير السودان وتحل محلها شعارات التعصب القبلى لمجموعة معينة ضد أبناء القبائل النيلية العربية . وتتخبط الحركات المسلحة أو غير المسلحة التى ترفع شعار تحرير السودان فى أطروحاتها الى أن تتبى شعارات الاضطهاد الدينى وينتهى بها المقام الى رفع شعارات الاقصاء الدينى.
ومن أكثر الامور حيرةً أن يُختتم مطاف الحركات المسلحة المنادية بتحرير السودان عند المطالبة بحق تحرير المصير والحكم الذاتى ولا عزاء للوطن. ولقد ساعد ما يسمى بالتجمع الوطنى الديمقراطى على إذكاء روح الانفصال بإعطائه حق تقريرالمصير لهذه الحركات ذات النزعات الانفصالية القبلية المستترة تحت شعار تحرير السودان. وهى عطية من لا يملك لمن لا يستحق. فاذا كان التجمع ضعيف الفهم للوطنية فيجب أن يعلم أن وحدة الوطن حق غير قابل للتفاوض أو التفريط وأن أى فصيل سياسى لا يٌؤمن على ذللك لا يحق له أن يرفع شعارات تحرير السودان أو أن يكون عضواً فى كيان يتحدث باسم الوطن وليس بأسم قبيلة الجعليين أو أبناء منطقة سواكن. ثم تستغل هذه الحركات الانفصالية الهوية التجمع بغرض إضفاء الشرعية وكسب المكانة السياسية ثم بعد ذلك تبداء مرحلة المساومة السياسية مع النظام القمعى وليذهب الوطن للجحيم........

والمسير للدهشة بأن هذه الحركات المدعية بتحرير السودان تجلس مع النظام الذى يئنُ الوطن من قبضتة الفولاذية لكى تتفاوض فى مطالب إقليمية محدودة متجاهلة بذلك شعارات تحرير السودان من الحكم الشمولىّ.وهذا النظام يقبل كل المساومات السياسية فى سبيل إطالة العمر الافتراضى. وهنالك من قبل بالمساومات المالية كما حدث فى طرابلس الاسبوع الماضى. وكلما زادت إقليمية هذه الحركات فى مطالبها كلما سهل على هذا النظام العسكرى على إحتوائها،وكلما أُحتُويت هذه الحركات من قبل النظام كلما ضاعت القضية الوطنية الاساسية.ويكفيك مثالاَ فى هذا الصدد بأن إحدى حركات التمرد فى الشرق تطالب بمناصب علياء لابناء قبيلة البجا فى موانى البحر الاحمر لان معظم أبناء البجة (كما تزعم الحركة) يعملون فى وظائف الشحن والتفريغ.
وهذه الحركات المتمردة الاقليمية تستفز الحس الوطنى وتختبر فيك مدى إيمانك بوحدة السودان وسمؤك عن العصبية القبلية. فحينما تقراء بياناَ موقعاَ من فصيل سياسي يتحدث عن الاضطهاد لابناء قبيلة معينة أو التخلف التنموى لمنطقة معينة يُصحى فيك ذلك البيان النعرة القبلية وتتسأل أين أبناء قبيلتى ؟ هل يمكننى أن أُنظمهم فى كيان سياسى جديد؟ أليس أبناء منطقتى وقبيلتى أشّدتخلفاً وإضطهاداً؟. وأنا هنا لا أتناسى الشُعس الغُبّر من أبناء دارفور اللذين يلتحفون العراء ويفترشون الرمال وأعينهم تفيض من الدمع من عمق المأساة، ولكن حذار أن تتسوق القضية فى إطار قبلى أو عرقى وحذار أن نبحث عن حلول ثنائية مع هذا النظام وحذار أن تخدعنا الحركات المسلحة فى هذا الاقليم بشعارات تحرير السودان التى باطنها الانفصال والمساس بوحدة الوطن وظاهرها الخلاص لكل الوطن من براثين النظام التسلطى.
وهنالك من إبتدع فكرة المركز والهامش بإعتبار أن منطقته هىالبقعة المهمشه الوحيدة فى السودان وما عداها ينعم فى جنات النعيم . والمركز هنا موطن الداء فقد لا يكتفى تحديدة بالسطة القمعية المركزية التى تسببت فى التهميش بل يتعداه ليشمل كل من هو خارج نطاق المجموعة العرقية أو المنطقة المهمشة. وهو فكرة تعبر عن الانانية وعدم المصداقية فى التحليل وهذا الداء قد يكون مصحوباً بهشاشية فى المفاهيم الوطنية والتمسك بوحدة ترابه. فيجب أولاَ أن نتفق على أن التهميش هو نزع سلطة الجماهير وحقها فى إختيار حكامها على أساس ديمقراطى ، والمركز هوالسلطة المغتصبة لحقوق المواطنين فى التنمية المتوازية وفى حق التعبير عن نفسها. وبهذا الفهم لنظرية المهمشين تتوحد إرادة الجماهير نحو هدف واحد كما توحدت عبر التاريخ ، فالعدو واحد.....والمعارضة شتىّ. والوطن واحد .....والقبلية والعنصرية شتىّ. والاخلاص للوطن واحد.....والارتزاق بقضاياه وآلامه شتىّ.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved