السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

نحن نقاوم العنصرية‚‚ والفتنة صنعها الاستعلائيون بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/29/2005 9:15 ص

أبو بكر القاضي - نحن نقاوم العنصرية‚‚ والفتنة صنعها الاستعلائيون
أرجو ان استميح القارئ الخليجي عذرا حينما نتحدث عن التفرقة العنصرية في السودان لأن المسألة تبدو مضحكة بالنسبة له‚‚ خاصة عندما يعلم ان الاستعلائيين ينسبون انفسهم للعرب‚‚ نعم‚‚ والى قبيلة قريش‚‚ وتحديدا الى العباس بن عبدالمطلب‚‚ فالمسألة عنده ــ اي الخليجي ــ تبدو مضحكة لأن المسألة عندهم لا تعدو ان تكون حكاية «ابو سن يضحك على ابو سنين» او العكس‚ لأنهما على شاكلة بعض‚ في جنوب افريقيا التفرقة العنصرية كانت بين البيض والسود‚ وفي اميركا ايضا بين البيض والسود‚‚ اما في السودان فان التفرقة العنصرية هي بين «السود ضد السود»‚والتجربة العنصرية عند العرب قديما وحديثا‚ وعند الاوروبيين والاميركان تقول: «ان من امتزج دمه بذرة من اللون الاسود فهو اسود!»‚ وقد عالج د‚الباقر العفيف هذا الموضوع بشكل رائع في دراسته عن الهوية باللغة الانجليزية‚ وقد تفضل الراحل المقيم الخاتم عدلان بترجمتها للعربية‚ وتأكيدا لهذا المفهوم في الثقافة السودانية اقدم للقارئ هذا المقتطف من كتاب «علاقات الرق في المجتمع السوداني» للاستاذ محمد ابراهيم نقد ص60 حيث يقول: مارس شيوخ الصوفية علاقة التسري مع امائهم‚ وانجبت تلك العلاقة ابناء اصبح بعضهم‚ في حالات نادرة شيوخا‚ ويروي في هذا الصدد ان رباط ود غلام الله كان رجلا مجذوبا‚ خدعه الصواردة وزوجوه امة لهم وأوهموه انها حرة‚ وبعد ان انجبت له ابنه سليم اعترفوا له بأنها خادمة‚ فشكاهم للقاضي‚ فحكم بحرية ولده وألزمه قيمة امة‚ وعندما بلغ سليم اشده‚ طلب ابنة عمه ركاب‚ فأبته لانه عبد‚ لكنها عادت وقبلت به بعد ان ظهر صلاحه والتف حوله الناس‚ فولدت له اربعة عيال: زين‚ عبدالرازق‚ دهمش ومصباح‚ واصبح زين جد آل حبيب نسِّي‚ وعبدالرازق جد آل حسن ود بليل‚ ودهمش جد آل الرويداب‚ ومصباح جد ركابية العفاط‚وفي مثال آخر فان الشيخ النور ود الشيخ موسى أب قصة من أم كانت جارية أم ولد وقد كان عظيم القدر والشأن‚‚ كما انحدر الشيخ اسماعيل صاحب الربابة ود الشيخ مكي الدقلاش من أم تدعى خيرة السقرناوية من قبيلة السقارنح في منطقة جبال النوبة أهداها سلطان تقلى للشيخ مكي‚‚ انتهى حديث نقد‚اتخذ هذه المقدمة مدخلا لمحاورة الزملاء في مهنة القانون‚‚ والكتابة في ذات الوقت‚ واعني بهم الاستاذ احمد كمال الدين المقيم الآن بالمنامة بمملكة البحرين حيث يرقد الراحل المقيم الامير ابو قرجة‚‚ وقد كتب الاستاذ احمد كمال الدين مقالا مطولا بعنوان «في المسألة العنصرية» نشره بموقع «سودانايل» يوم 19/6/2005‚ لا أشك في انني من المعنيين بفحوى مقاله بشكل او بآخر وقد وضع الأخ الفاضل د‚اسامة مصطفى ابراهيم النقاط على الحروف وخصني بمقال بعنوان «ليس دفاعا عن الحكومة ولكن من اجل الوطن والمواطن السوداني الكريم نلتمس من الاستاذ ابو بكر القاضي الابتعاد عن اثارة الفتنة العنصرية»‚ نشره ايضا بموقع «سودانايل» بالشبكة الدولية بتاريخ 23/6/2005‚وسوف أعالج باذن الله محوري مقالي «العنصرية‚‚ ومقاومة العنصرية» وابدأ بطرح السؤال التالي: من هم العنصريون في السودان؟ وأبادر بالاجابة بالقول: انهم الاستعلائيون «بالباطل»‚‚ المستعربون‚‚ وصدق المثل الاستعماري القديم الذي يقول «التركي ولا المتتورك»‚ فالتقليد اكبر ضررا من الاصلي‚ وأكبر فتكا من الاصلي لأنه يتصرف برد فعل ومن منطلق عقدة نقص يكملها بالفتك والقهر ليشفي امراضه وعقده من محاولة يائسة لستر عورته المكشوفة بلونه وتقاطيع جسمه‚ وهي ملامح زنجية رغم «التنظيف» الذي جرى بالاختلاط بالدماء التركية والقبائل العربية الممزوجة بالبربر‚ القادمة من شمال غرب افريقيا عبر دارفور وشمال كردفان‚ وقد ازداد الامر تعقيدا عندما ارتبط ملف العنصرية في السودان بالثلاثي «العرق العربي واللغة العربية والدين الاسلامي»‚ فحل المستعربون الذين لم يقاوموا الاستعمارين التركي والانجليزي‚ ولم يشاركوا في الثورة المهدية بل تعاونوا مع الانجليز عام 1898‚ بشكل او بآخر للقضاء على هذه الثورة الوطنية‚ حل المستعربون محل الاستعمار الاجنبي‚ استخدم المستعربون سلام «التعريب والأسلمة» كأدوات ثقافية للتهميش الثقافي كأخطر انواع التهميش‚ ثم كأدوات للاقصاء من حق الآخرين في المشاركة في القسمة العادلة للسلطة والثروة‚ على صلة بهذا الموضوع يقول الاستاذ احمد كمال الدين: «ثم جاءت الطامة الكبرى عندما عمد بعض مستعربي الشمال (وكل اهل الشمال مستعربون) الى الربط ــ كما يقول الدكتور فرانسيس دينق ــ بين العرق العربي واللغة العربية والدين الاسلامي ليس ربط تواؤم او تآلف‚‚ بل ربط اشتراط واقصاء‚‚ ومهما قل التعبير الصريح عن ذلك فقد ظهر ضمنا في معظم صور التعبير الثقافي غير النصي‚ وفي كثير من الثقافات المقروءة والمسموعة‚‚ وكان ذلك من اكبر صور الظلم لدين الاسلام الذي هو للعالم كله بألوانه ولغاته وكناته وأعراقه‚‚ دينا عملاقا في روحه ورسالته‚‚ اغلب معتنقيه اليوم من غير العرب‚‚ لأنه واسع لا يمكن للعروبة ان تحتويه‚‚ بل لا يمكن للانسانية كلها ان تحتويه‚‚ بعد ان وسع الثقلين إنسا وجنا ولكن اكثر المستعربين لا يعلمون!!» انتهى‚ المقتطف من كلام الاستاذ احمد كمال الدين فمن انجازات الثورة المهدية ان الامام المهدي كان وفيا لمشروعه ولمناصريه حيث خلف من بعد «تورشين» الخليفة عبدالله التعايشي ولم يعط السلطة لأهله الاشراف‚‚ صحيح ان المهدية ــ في تقديري المتواضع ــ قد اخفقت حيال الجنوب‚ ولكنها زرعت بذرة السودان الجديد في الربط بين غرب السودان والوسط‚‚ هذا الوضع جعل ابناء غرب السودان وأبناء دارفور يشعرون بالانتماء للسودان خلال مدة الخمسين سنة الماضية ولم يطرحوا فكرة تقرير المصير إلا في أبوجا ــ يونيو 2005 من قبل حركة التحرير‚ اما حركة العدل والمساواة فلم يرد في ادبياتها شيء عن الانفصال وتقرير المصير رغم ان دارفور هي احدث المناطق انتماء لسودان وادي النيل (1916)‚ بل ان حركة العدل والمساواة قد امتدت شرقا في تلاحم قوي مع الجبهة الشرقية وفي نضال يستلهم تاريخ عثمان دقنة امير الشرق مع امراء الغرب في تاريخ الثورة المهدية‚ ان هذا العمل قد يزعج حكومة الخرطوم في المدى القصير‚ولكنه مفيد بل عمل وطني من الطراز الاول سيساهم في ربط الوحدة الوطنية ليس بين غرب وشرق السودان فحسب وانما سيمتد الى ربط الشعب الاريتري بشعب غرب السودان‚لسنا عنصريين ولكنا نقاوم الاقصاء الذي يتحدث عنه الاعزاء احمد كمال الدين ود‚فرانسيس دينق‚ هذا الاقصاء الذي يتخذ من الثلاثي: الاستعراب‚ واللغة العربية والدين الاسلامي ادوات لحرمان المهمشين من نصيبهم العادل في السلطة والثروة والتعبير عن ثقافاتهم المحلية وخصوصياتهم في وطن متنوع ومتعدد الثقافات والاعراق والاديان‚ اسوأ ما في هذا العمل هو ان النخبة النيلية تمارس الاقصاء عن طريق الاسلمة وبالتعريب بالوكالة عن مصر !! نقاوم الاستعلاء والإقصاء ولا نثير الفتنة أحيي الأخ الفاضل د‚اسامة مصطفى ابراهيم واشكره على مقاله المعتبر والجدير بالرد لأنه وبغض النظر عن التفاصيل التي سنتحدث عنها قد وصل الى الحل الصحيح وهو مرجعية الوطن والمواطنة‚ وردا على د‚اسامة أفيد بالآتي: أولا: يجب ان نعترف بأن السودان الآن في حالة تفتت‚ وقد سادت النزعات الجهوية والعنصرية وهذا الوضع هو نتاج لعمل تراكمي سببه فشل النخبة النيلية التي حكمت السودان خلال الخمسين سنة الماضية‚والتي فشلت في طرح مسألة «المواطنة» كأساس للحقوق‚ ومشروع المواطنة هو الذي نطلق عليه «مشروع السودانوية»‚ لقد انفقنا مدة خمسين سنة تحت المشروع الناصري العروبي‚والمشروع الاسلامي وقد اطلقنا عليهما اسما مركبا وهو «المشروع الاسلامو عروبي»‚ هذا المشروع الذي اثبت فشله تماما وهبط بناء الى هذا الدرك الاسفل من الانحطاط الذي نحن فيه الآن حيث اقام المجتمع الدولي الوصاية رسميا على السودان بموجب قرارات الشرعية الدولية‚حالة القبلية والعنصرية التي نحن فيها الآن هي نتاج لفشل المشروع «الاسلامو عروبي» القائم على اقصاء الآخرين في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق والغرب والشرق وتهميشهم ثقافيا وتنمويا‚ مما حدا بهم جميعا لرفع السلاح‚ حالة العنصرية هي نتاج لمشروع سلامو عروبي الذي مزق الاحزاب القومية‚ والنقابات القومية وكل شيء قومي على قاعدة «فرق تسد»‚ثانيا: حتى عهد الديمقراطية الثالثة (1985-1989) لم يكن الشارع السوداني يعرف ثقافة «جنسك شنو؟ وقبيلتك شنو؟» إلا في حالة طلب الزواج‚ العنصرية والقبلية اصبحت ثقافة دولة عندما ارادت النخبة النيلية الانقاذية ان تحتكر السلطة والثروة خاصة بعد تصدير البترول‚ باختصار عندما ارادت اقصاء شركائها من ابناء دارفور الكبرى وكردفان الكبرى‚النخبة النيلية هي التي زعمت انهم ــ اشراف من قبيلة قريش ــ واستخدمت كرباج الحجاج بن يوسف لقمع تطلعات المهمشين وكرست ثقافة الاستعلاء للاقصاء‚ ثالثا: يا أخي د‚اسامة‚‚ انا لست عنصريا‚وليست لديّ مصلحة في العنصرية‚‚ بل اطرح تيارا فكريا وطنيا «يقاوم» العنصرية‚ فانا ناشط في حركة العدل والمساواة السودانية‚ومعني بصورة خاصة بملف «تحالف المهمشين‚‚الطريق لسودان جديد»‚‚ بل معني بالتهميش على مستوى العالم من السودان حتى فنزويلا في أقاصي اميركا الجنوبية‚‚ ومعني بالعقلانية والليبرالية‚ وضد استغلال الدين الاسلامي لاقصاء الآخرين‚ باختصار‚اني اقاوم العنصرية‚ عند قيامي بهذه المهمة تعرضت لهجوم شخصي يخالف القانون وميثاق الشرف الصحفي حيث درج بعض الكتاب من ابناء النخبة النيلية الى الهمز واللمز والشتم‚ والاستعلاء العرقي‚ وردا على شتيمة التسول كتب مقال «النخبة النيلية واليتم الحضاري الاسلامي»‚ لقد توهم الكتاب المذكورون ان سكاتي وعدم مجاراتي لمهاتراتهم هو استكانة وضعف‚لهؤلاء الكتاب اقول ــ في معرض مقاومة العنصرية الاستعلائية ــ نحن ــ الفلان ــ شعب الدعوة‚ «ثلة من الآخرين»‚‚ لسنا بحاجة الى تلفيق وتزوير نسب قرشي‚ فهم الاولون‚ ونحن الآخرون وفضل الاولين والآخرين ثابت في سورة الواقعة‚فلينتسب الى قريش والى الاولين الذين لم يقدموا اسهاما في الحضارة الاسلامية‚ فالرموز التي يتغنى بها الفنان محمد وردي هي رموز «وطنية» وليست اسلامية‚«طهراقا» كان قبل الاسلام‚ و«مهيرية» وطنية عظيمة‚ولكنها «مغنية» ــ حكامة ــ فهي بمنظور الثقافة الاسلامية معيبة‚ وفي الفقه «من اشترى جارية فوجدها مغنية يجوز له فسح العقد بخيار العيب»‚ الملك نمر شخصية وطنية عظيمة ولكن بالمنظور الاسلامي القرشي قد قتل اسماعيل باشا المسلم‚ وقد كان ضيفا لدى الملك‚ قتله دون ان يعرض عليه الاسلام ودون استتابة اذا كان متؤلا‚ قتله بعد ان سقاه الخمر‚ثم تولى المسك يوم الزحف الدفترداري‚ باختصار الفخر الاسلامي الوحيد عند الفنان وردي هو «كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية»‚رابعا: يا أخي د‚اسامة‚‚ انا ادعو الى سودان جديد‚ والى تحالف المهمشين‚‚ وقد وظفت قلمي وحياتي من اجل المهمشين‚‚ لن اصمت بسبب التهديد بالتجريد من الهوية السودانية‚‚ فهذا تكفير سياسي‚‚ولا استجدي المواطنة السودانية من احد‚‚ ولا اثير الفتنة‚وللعلم‚‚ فان الاتهام بالفتنة هو شرف المقاومة‚‚ فقد حاكم الاستعمار زعماء المقامة تحت تهمة الفتنة (المادة 105) سيئة السمعة‚‚ لن اصمت على ازدراء الجلابي بائع البشر وتاجر الرقيق ان يستعلي على بائع الخرز‚‚ سأذهب للحديث عن الاحتفال بـ 9 يوليو 2005‚ أول خطوة لانتصار المهمشين‚‚ وان عادوا‚‚ عدنا للمقاومة‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved