ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
تعليقا علي استراتيجية البعث السوداني السياسيه بقلم حعفر عبد الله ابراهيم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/28/2005 10:48 ص
تعليقا علي استراتيجية البعث السوداني السياسيه حعفر عبد الله ابراهيم
اطلعت في النت علي ورقه بعنوان (نحو اعادة النظر في استراتيجية المعارضه ) المنشورة في الايام للاستاذ محمد علي جادين تمثل تصور حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني حول هذا الموضوع الهام ولي مداخله ارجو ان تسهم في اثراء النقاش حوله. ثبتت الورقه اقرار كل الاطراف بمحدودية فاعليه التجمع قائد قوي المعارضه .ذلك بسبب تدهور وزن القوي الحديثه في المجتمع السوداني كما عزت ذلك التدهور الي -أ ترييف المدن -ب ذوبان الطبقه الوسطي -ج غلبه الكم علي الكيف في نظام الانقاذ التعليمي . ومع اتفاقي مع مجمل ما اوردته الورقه في هذا الصدد اود ان اعلق بالاتي : من اسباب تدهور القوي الحديثه الاستهداف المنظم من دول البترودولار للسودان منذ ايام حكم النميري بغرض محو الاستناره وتهميش دور المثقف واظن الانقاذ ليست الا الوليد الشرعي لتلك السياسات. ضعف قوي المعارضه يرجع ايضا لعنصر ذاتي متعلق بعدم فاعلية قيادة التجمع وجمودها. فالملاحظ ان عمل قيادة الخارج كان دوما متقدما علي اداء قيادة الداخل بدل ان يكون رافدا له الامر الذي ادي الي ضمور دورعمل الداخل وتقوقع القياده وعدم قدرتها علي اي تحرك او الاستفاده من مردود عمل الخارج في تصورها لاستراتيجبة المرحله المقبله ركزت الورقه علي اصلاح التعليم بحسبانه المحور الاساسي لهذه الاستراتيجيه ومن ثم بررت دخول التجمع ضمن حكومة الوحده الوطنيه. وفي هذا الصدد نعلق ايضا بالاتي : ان اصلاح النظام التعليمي امر مقبول ومطلوب غير انه لا يشكل في اعتقادي المحور المفصلي في استنهاض القوي الحديثه واشاعة اجواء الاستناره في اوساط المجتمع. بل اري انه كان وما زال علي التجمع الاستفاده من القفزه في الكم التعليمي التي احدثتها الانقاذ والاطلاع بدور سد النقص في الكيف من خلال عمل دؤوب ونشط. اذا وجدنا من يقرأ فعلينا ان نقدم له الماده الثقافيه التي تعينه علي توسيع مداركه.الامر الذي عجزت عنه قيادة التجمع فلم نسمع باي ندوات في المعاهد والجامعات رغما عن تراخي القبضه الامنيه للنظام مؤخرا.ان عهد التنوير في اوربا عم وانتشر رغم القبضه الحديده للكنيسه علي نظام التعليم ورغما عن تخلف وتواضع اليات النشر والاتصال مقارنة بنظيراتها الان. كذلك ما سمي بعهد النهضه العربيه لم يضطلع به نظار المدارس بل الكتاب والمثقفين والذين منهم من لم يحظ بتعليم نظامي في المدارس. لقد لمست شخصيا الرغبه لدي شبابنا في الاطلاع بل لاحظت اندهاش كوادر الجبهه الاسلاميه عندما يطلعون علي كتب التراث الاسلامي ويقفون علي زيف الاطروحات التي تقدم لهم علي انها صحيح الدين. انني اري ضرورة ان يستفيد التجمع الوطني المعارض من المناخ العالمي المؤيد للاستناره وحقوق الانسان في اشاعة اجواء التنوير في البلاد وذلك بالاستعانه بمنظمات المجتمع الدولي لتمويل اليات الاستناره استلهاما لتجاربنا ( الابروفيين وغيرهم كما نوهت الورقه). الاليات المراد تمويلها تتلخص في انشاء عدة صحف قوميه واقليميه تبث الوعي وتنشر الثقافه المضاده لثقافة تغبيش المفاهيم - انشاء مكتبات عامه في اكبر عدد من مدن البلاد واحياء ما كان موجودا منها واندثر -اقامة منظومه من اندية الشباب الثقافيه الاجتماعيه تطرح فيها المحاضرات والندوات -اعادة طبع كتب عصر النهضه العربيه (طه حسين-احمد امين-الكواكبي-العقاد..الخ)وكذلك كتب التراث الاسلامي وبيعها باسعار زهيده وتشجبع الشباب علي تكوين مكتباتهم.ويمكن الاستفاده من التجربه المصريه في مشروع القراءه للجميع -انشاء قناه فضائيه او التعاون مع احدي القنوات لتساهم في بث الوعي وطرح رؤي واسترتيجيات التجمع. حث الحركه الشعبيه بقيادة قرنق لتحويل جزء من المساعدات الدوليه التي تصلها لتمويل هذه الانشطه والاتفاق معها علي تولي منسوبيها في الحكومه الجديده الوزارات ذات الصله بهذه الانشطه في حال فشل التجمع في دخول تلك الحكومه.هذا بالطبع اذا كانت الحركه جاده في شعار اقامة سودان جديد. تجدر الاشاره لعدم الاكتراث للطرح الذي سينادي بالنأي عن لمجتمع الدولي خوفا من الصاق تهمة العماله وما الي ذلك من اشاعات بل ومقاومتها. في الختام لقادة البعث السوداني ودي وتقديري لجهدهم ومثابرتهم رغم الظروف المحبطه .وارجو ان يفي جهد المقل هذا بما وددت ان يوفي في تحريك النقاش لا ان يكون القول الفصل فقدراتي قطعا دون ذلك.
