السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل بدأت الثورة تأكل بنيها في دارفور؟! بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/26/2005 12:34 م

أبو بكر القاضي ــــ هل بدأت الثورة تأكل بنيها في دارفور؟!
بكل أسف بدأت الرائحة الكريهة للفتنة الداخلية بين ابناء دارفور تبرز الى السطح !! فقد بدأت الفتنة بالحرب بين حركتي التمرد في دارفور في نهاية شهر مايو المنصرم, ثم تحولت الى حرب داخل حركة التحرير نفسها !! ماذا يجري على الميدان في ولاية دارفور الكبرى؟ هذا ما سنحاول ان نعالجه في هذا المقال بطريقة المشي على الشوك, وذلك لأننا لا نريد ان نحاكم أحدا هنا, وأنا اقر وأعترف بأني لا امتلك المعلومات الكاملة بما في ذلك خلفيات الاحداث, خاصة وقد تبين لي بعد التحري ان تصرفات بعض القيادات تنطلق من خلفيات قبلية, ومنافسات داخلية وحسابات مرتبطة بأفخاذ القبائل, نعم,, لسنا هنا بصدد ادانة اشخاص أو حركات,, بقدر ما اننا بصدد مناقشة هذه القضية, مناقشة علمية,, فقضية دارفور هي قضية عالمية تجاوب معها العالم وحسمها العالم بقرارات الشرعية الدولية, وإذا انصرف العالم عن هذه القضية بسبب سوء تصرف أهلها فان شعب دارفور سيتعرض لمزيد من الابادة الجماعية,, بالموت جوعا وبالاوبئة ! القائد الميداني ــ الشهيد عبدالله دومي أول ضحايا الفتنة الداخلية !! في بداية شهر يونيو الجاري خيم الحزن والوجوم على المهتمين بملف دارفور هنا بالدوحة, وعلى ابناء دارفور بصورة خاصة عندما وصلت الاخبار من الميدان بأن عبدالله بن الفكي حسب الله دومي قد استشهد بالميدان ! ثم تعزز الخبر بالبيان الرسمي الصادر عن حركة جيش تحرير السودان شمال افريقيا في 5/6/2005 تنعي فيه الحركة, وعلى لسان رئيسها عبدالواحد محمد نور, وأمينها العام منى اركو مناوي وجميع القيادات العسكرية والسياسية شهيد الحركة عبدالله حسب الله دومي, مصدر حزننا العميق في الدوحة هو اننا تعرفنا على هذا القائد المتميز فكرا وأدبا ونضالا, وقد أبدع الاستاذ الصديق عبدالرحمن حسين دوسة حين وصف استشهاده بعبارة «ثوار دارفور يصلبون لوممبا من جديد» في مقاله المنشور بموقع «سودانايل» الذي نعى فيه صديق عمره عبدالله دومي, تقبل الله الشهيد عبدالله دومي وأنزله مع الصديقين والشهداء ــ آمين ــ , بيان حركة التحرير المنوه عنه حمل مسؤولية استشهاد عبدالله دومي للحكومة حيث جاء فيه «الذي استشهد بمنطقة مهاجرية يوم السبت بتاريخ 28/5/2005 بأيدي غادرة مأجورة تجسدت اعمالها في التطهير العرقي والابادة الجماعية والحرق والدمار الشامل,,الخ», لقد كان الشهيد عبدالله دومي ضحية للفتنة الداخلية التي تحركها اصابع الحكومة السودانية والمخابرات التشادية التي تخشى ان تتحول الثورة من دارفور الى تشاد المجاورة وتتشابك فيها القبائل كعادة كل المناطق الحدودية, كرد فعل لبيان حركة التحرير بثت الحكومة السودانية عبر الصحافة السودانية التي تراقبها الحكومة السودانية رقابة دقيقة خاصة الاخبار ذات الصبغة العسكرية والتي لها صلة بحركات التمرد, نشرت الصحف خبر الفتنة الداخلية بين حركتي التمرد في دارفور (التحرير والعدل), وعلى سبيل المثال تناولت جريدة «الرأي العام» يوم 6/6/2005 تدخل الرئيس الاريتري الشخصي اسياسي افورقي لاحتواء الصراع الدامي الذي نشب بين الحركتين المتمردتين في دارفور, وعندما فاحت رائحة الفتنة من خلال صحافة الخرطوم اصدر عبدالواحد محمد نور في اليوم التالي بيانا تاريخيا اعترف فيه بالفتنة بين الحركتين, وحمل المسؤولية للحكومة السودانية والحكومة التشادية, واعتذر فيه للعالم بأسلوب حضاري مهذب وقال فيما معناه ان السلاح يجب ان يوجه الى العدو (حكومة المركز) وليس الى صدور ابناء دارفور, بيان الاستاذ عبدالواحد رئيس حركة التحرير الشجاع اغنى حركة العدل والمساواة من اصدار بيان, على اعتبار ان نشر الغسيل لا يفيد إلا حكومة الخرطوم فضلا عن الآثار المدمرة لمثل هذه الفتنة وتأثيرها على مصداقية الثورة في دارفور بشكل عام, الفتنة المسلحة داخل حركة التحرير !! بتاريخ 16/6/2005 نشر موقع «سودانير أون لاين» خبرا مفاده انه في تطور جديد للخلافات داخل حركة التحرير التي يرأسها عبدالواحد محمد نور جرت عملية تصفية جسدية لعدد 35 من عناصر حركة التحرير, وذلك في اكثر من موقع وأشار الخبر تحديدا الى منطقتي دريات بولاية جنوب دارفور, ومناطق اخرى بجبل مرة, ونسب الخبر الى التجاني عبدالله قائد معسكر حركة تحرير السودان ان العملية نفذتها عناصر الطابور الخامس داخل حركة التحرير, وعن اسباب هذه التصفية يقول التجاني عبدالله ان الهدف منها احداث غلاغل وسط القوات, وأضاف ان هذه المجموعة ترفض قيادة عدد من القادة الميدانيين, كما افاد القائد التجاني عن اعتقال 17 من العناصر التي يعتقد انها شاركت في تنفيذ عمليات التصفية !! المستور,, في قضية دارفور !! لقد حبست قلمي لمدة اسبوعين عن تناول هذا الموضوع استنادا الى قاعدة أخف الضررين على اعتبار ان السكوت افضل من الكلام في هذا الموضوع وعلى اعتبار ان عدم تسليط الاضواء يمكن من الوصول الى تضميد الجراح بسرعة, إلا ان الكيل قد طفح,, وأصبح الاولى طرح الموضوع بمحاذيره اللازمة,, وذلك على النحو التالي: 1- أبدأ بعاطر الشكر والثناء للقيادتين في ليبيا واريتريا على حكمتهما ودورهما التاريخي في اجراء المصالحة بين حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور, فالاخبار التي تخرج من صحافة الخرطوم تصدر عن فلتر الرقابة الحكومية, لذلك لا تجد فيها اي اشارة للدور الليبي في اجراء المصالحة, وانما تجد فيها الاشارة لدور الرئيس اسياسي أفورقي, ليس من باب الامتنان والعرفان وانما في اطار الشماتة على طرفي التمرد والادانة للدور الاريتري, 2- الفتنة الداخلية هي نتاج لعمليات داخلية وخارجية, ولا يكفي في مثل هذا المقام ان نحيل المسؤولية كاملة الى العوامل الخارجية,, فقضية دارفور اكبر من الاطماع الشخصية لقيادات الحركات,, وأكبر من كراسي الحكومة التي تعرضها على بعض القيادات, وأكبر من دولارات الحكومة التي تشتري بها الافراد, فمن حكم عهد مايو «القاعدة لا تخون وإن خانت القيادة», قضية دارفور اكبر من تصفية الحسابات الشخصية القائمة على المنافسة بين ابناء افخاذ قبيلة واحدة, لا,, !,, لا,,! لم تنته المعركة,, حتى معركة السلاح لم تنته,, لأن السلاح يجب ان يدخر ليومه,, لأن مكاسب الثورة يجب ان يحميها سلاح الثورة, اما المعركة الحقيقية فلم تبدأ بعد,, وهي معركة الاعمار, واعادة التوطين ورفع التهميش الثقافي والسياسي والاقتصادي لدارفور الكبرى الواحدة المتحدة التي هي بحاجة لكافة طاقات ابنائها, وجهد الشعب السوداني كله والانسانية جمعاء, قضية شعب دارفور ليست غنيمة يقتتل حولها ابناء دارفور !! 3- حكومة الانقاذ التي فشلت في تحقيق شعاراتها «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع», نجحت في تدمير السودان, وتفتيت السودان فقد مزقت الحكومة السودانية كل عناصر الوحدة الوطنية بدءا بالاحزاب السياسية والنقابات, والقبائل وحركات التحرير في الجنوب والغرب وشرق السودان, بيان حركة التحرير بدارفور يحمل مسؤولية الفتنة لعناصر الطابور الخامس الموالية والعميلة لحكومة الخرطوم, وهي المستفيد الاول «وليس الأوحد» من تفتيت حركات التمرد بدارفور, كما حمل بيان حركة التحرير المسؤولية للحكومة التشادية بانجمينا التي تعمل ألف حساب لحركتي التمرد في دارفور وتخشى من نقل هذه التجربة الى تشاد, خاصة أن التداخل القبلي بين تشاد ودارفور يجعل الحكومة التشادية في موقف متطابق مع مصالح الحكومة السودانية من الحرص على تصفية حركات التمرد في دارفور, والقضاء على قياداتها, الحكومة التشادية تخشى بصورة خاصة من حركة العدل والمساواة باعتبارها اكثر تنظيما وانضباطا, وتمتلك كوادر مؤهلة منتشرة في كل انحاء العالم, ولها وجود قومي على مستوى السودان, وكوادرها القيادية منتخبة مؤسسيا وهي تمثل كل السودان اثنيا وجهويا, أما حركة التحرير فتظهر فيها الاثنية بشكل حاد لدرجة انا تشكل حركتين داخل حركة واحدة, تظهر الثنائية في القمة (عبدالواحد ــ من قبيلة الفور) ومنى اركو (زغاوة), فضلا عن ان هذه الحركة يقال انها مخترقة من قبل حزب الامة القومي الذي لا يريد ان يتحمل مسؤولية حرب اقليمية, وفي ذات الوقت لا يريد أن تقف كوادره من ابناء المنطقة متفرجة على الثورة والتحول الشامل لأوضاع دارفور الكبرى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, لذلك فان كوادر حزب الامة النشطة داخل حركة التحرير تروج لفكرة ان حركة التحرير «مؤقتة» ومرتبطة بالتحرير وتزول بتحقيقه وعلى الحركة ان تحل نفسها وافساح المجال لحزب الامة بكوادره القادرة على اعادة اعمار دارفور, وحكم المنطقة, 4- لا يشفع لحركات التحرير في دارفور ان الفتنة التي اصابتها الآن قد طالت من قبل صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الصدر الاول من الاسلام, أو ان الفتنة قد طالت انصار الامام المهدي بعد وفاته, كما طالت الفتنة قيادات الحزب الشيوعي عام 1971 بعد ان نجح انقلاب الحزب, كما طالت الفتنة عناصر حركة الجهاد الافغاني الذي هزم الاتحاد السوفياتي كما طالت الفتنة الحركة الاسلامية السودانية بعد (التمكين), هذه الفتن كلها لا تشفع لسبب بسيط هو ان الواجب يقتضي ان نتعلم من تجارب الغير, ونعلم ان الثورة تأكل بنيها, الحركة الشعبية بقيادة الدكتور قرنق هي اكثر الحركات التي تعرضت للمؤامرات والانقسامات التي رتبتها حكومة الخرطوم ونحن نطالب الحركة الشعبية بأن تنشر لنا تاريخها وتجاربها, فتاريخها هو تراث بشري تتعلم منه الشعوب وتجاربها ملك لنا جميعا, 5- اننا نطالب قيادات حركات التحرير في دارفور باشراك القواعد في حسم المنازعات الداخلية والاحتكام اليها في حسم المنازعات بين القيادات, فالقواعد هي البديل للاحتكام الى الرصاص, والاحتكام الى القواعد هو البديل للانقلابات العسكرية المزعومة داخل الحركات, 6- اننا ندعو الى حوار «دارفوري ــ دارفوري» أسوة بالحوار «الجنوبي ــ جنوبي», وأنا اعتقد ان الجهود المشتركة بين اريتريا وليبيا يمكن ان تهيئ أرضية مناسبة لجمع شمل القيادات بالقواعد في حركتي التحرير والعدل لبناء المؤسسات الداخلية لحركة التحرير بصورة خاصة, 7- اننا نحذر من اللعب بالنار, فالمقام ليس للوعظ فحسب ان ثورة المهمشين اكبر من ان تضيع هباء تحت اطماع القيادات, أو لتصفية حسابات وهموم صغيرة,, هذه ثورة كبيرة دفع ثمنها شعب دارفور من ماله وأرضه وعرضه, لا لهدر دماء وحرق وجهود المهمشين, فالتاريخ لا يرحم العقول الصغيرة صاحبة الهموم الصغيرة,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved