السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى البشير بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان الحلقة السابعة : البشير يدخل القيادة العامة وينفذ الانقلاب بسهولة نقلا عن : كتاب الاخوان والعسكر تاليف الكاتب المصرى : حيدر طه عرض : كوات وول وول

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/25/2005 10:06 م

الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى البشير بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان
الحلقة السابعة : البشير يدخل القيادة العامة وينفذ الانقلاب بسهولة
نقلا عن : كتاب الاخوان والعسكر
تاليف الكاتب المصرى : حيدر طه
عرض : كوات وول وول
الغرض: فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

فى 29 يونيو 1989 كان السباق بين المشروعين السلام والانقلاب على اشده ويمر باللحظات الحاسمة ، ومعلوم ان اللحظات التى تسبق حلول الموعد تكون مسرحا للترقب ، للتوجس ، التوثب ،والتزاحم والتنافس والتدافع0
وتزاحم الاحداث فى تلك الاونة كان مثيرا ، ففى صباح ذلك اليوم اجتمع رئيس الوزراء الصادق المهدى باعضاء لجنة السلام الوزارية ، وبحثوا الترتيبات الجوهرية لدفع مسيرة السلام، وقرروا ان يوجه الصادق المهدى دعوة لاجتماع استثنائى لمجلس الوزراء صباح الجمعة 30يونيو1989 لكى يقرر المجلس فى كل التوصيات والمقترحات المقدمة امام الحكومة ،حتى تستطيع ان تحمل اللجنة الوزارية اوراقا مكتملة فى الاجتماع المقرر عقده فى 4 يوليو 1989 وهو الاجتماع التمهيدى الذى يعبد الطريق امام المؤتمر الدستورى بعد شهرين ونصف الشهر0
وفى نفس الوقت تقريبا من نفس اليوم كان نائب الامين العام للجبهة القومية الاسلامية الاستاذ على عثمان محمد طه يزور القيادة العامة للالتقاء بنائب مدير الاستخبارات العسكرية تحت دعوى طلب التصديق له بالسفر الى الاقاليم الجنوبية 0
وفى نفس الوقت كان العميد عمر حسن احمد البشير موجودا فى القيادة العامة بدعوى انه جاء لانهاء اجراءات سفره الى القاهرة للالتحاق بدورة عسكرية فى اكاديمية ناصر ، فقد كان العميد عمر قد وصل الى الخرطوم قبل ثلاثة ايام حسب روايته لمجلة الوطن العربى قادما من غرب النوير فى جنوب السودان0
وفى نفس الوقت من ذلك اليوم كانت تقف سيارة مدنية بلوحة تحمل رقم خ ش 5757 امام سفارة دولة عربية ، حيث ذكر تقرير احد ضباط جهاز امن السودان ( القسم الخارجى ) ان جهاز الامن كان يراقب السفارة منذ فترة طويلة وانه رفع تقريرا بان العميد حقوقى احمد محمود صاحب السيارة يتردد لهذه السفارة، وانه فى ذلك اليوم ظل هناك الى ما بعد الساعة الثانية بعد الظهر، ثم عاد مرة اخرى فى مساء نفس اليوم0
ويرجح ان العميد احمد محمود قام اثناء الزيارتين للسفارة باطلاع عناصر مسئولة بان هناك تحركا وسط الضباط هم من الوطنيين الذين يستهدفون التخلص من حكومة الصادق المهدى فقط وبناء علاقات متوازنة مع مختلف الدول العربية بعيدا عن المحاور0
كانت مهمة العميد احمد محمود تدخل فى اطار جس النبض والتطمين لجهات عربية محددة ظلت تراقب الاوضاع فى السودان بعطف وشفقه وبحذر خوفا من احتمال اغرائها وانزلاقها فى مستنقع التعقيدات السياسية فى السودان0
وفى نفس ذلك اليوم ، وفى ساعة مبكرة نسبيا سافر اللواء معاش عثمان عبدالله عضو المجلس العسكرى الانتقالى السابق والعميد الهادى بشرى مدير جهاز امن السودان الى المانيا الغربية، فى مهمة تتعلق بالبحث عن حلول جذرية الازمة التشادية التى ظلت ترمى بظلالها وتاثيراتها السلبية على كل السودان0
ومن المؤكد ان سفر العميد الهادى بشرى قد خلق فراغا امنيا فى تلك الساعة الحاسمة من المراحل الاخيرة فى السباق المائة يوم بين مشروعين واحد للسلام والاخر للانقلاب ، انطلقا فى منتصف مارس 1989، واحد هذين المشروعين لايعلم انه سباق محددة ساعة الوصول فيه فى حين ان الاخر كان يعلم ساعة الصفر لانه ببساطة حدد ساعة الوصول واستعد لها0
كان العميد الهادى بشرى هو الرجل الثانى فى جهاز امن السودان بعد مستشار الجهاز عبدالرحمن فرح،بالرغم من ان احد نواب رئيس الجهاز هو العميد ابراهيم نايل ايدام الذى كان مسئولا بالادارة فقط0
اما الرجل الثالث فى الجهاز فكان هو العقيد محمد السنوسى احمد المعروف وسط زملائه فى سلاح المهندسين بانه من اشد المتحمسين للجبهة الاسلامية بالرغم من ان الكثيرين كانوا يعتبرونه مواليا لحزب الامة0وبسفر العميد الهادى بشرى اصبح العقيد السنوسى فى تلك الليلة هو المتحكم الاول فى الجهاز0
فى تلك الليلة كان اركان الحكومة الوطنية المتحدة قد نفضوا عن كاهلهم هموم مناقشات الموازنة العامة بكل ما دار فيها من جدل وخلاف ، بعد تمت اجازتها كما تخففوا من هموم قضية السلام بعد ان اسقطوا متاعب البحث عن تدابير لاجتماع اديس ابابا حينما دعاء رئيس الوزراء الى عقد اجتماع استثنائى لمجلس الوزراء للاتفاق نهائيا على خطوات السلام المقبل0
كانت احزاب الحكومة منتعشة لما انجز ، مستسلمة لحالة استرخاء كامل بعد توتر دام سنوات بين شد وجذب، مطلقة الامل فى سماوات سلام ترفرف راياته على مدى النظر والخيال0
هذه المشاعر ترجمها الاحزاب فى تلك الليلة حينما توافدوا على حفل زواج عند الكوبانى بمدينةالرياض ارقى احياء الخرطوم،هذه الاسرية الثرية ترتبط بعلاقات قرابة ومصاهرة ببيت المهدى والهبانية ، فكان من الطبيعى ان تكون معظم قيادات حزب الامة فى ذلك الحفل الساهر الذى امتد الى ما بعد الفجر 0
ولم تكن قيادات حزب الامة وحدها هناك، اذ ان بعض قيادات الجبهة الاسلامية كانت بين الحضور0
وفى الساعة الثانية صباحا من يوم الجمعة 30 يونيو بداء تنفيذ الانقلاب، ويحكى العميد عمر البشير قائد الانقلاب لمجلة الوطن العربى قصة ليلة التنفيذ قائلا:( ليلة الخميس تركت سيارتى خارج المنزل وكل لحظة كان ياتى احد الجيران ليطرق باب منزلنا ويسالنى لماذا تركت سيارتك الخارج ؟0 ثم كانت المشكلة الثانية وهى كيف اظل مستيقظا حتى الساعة الثانية الا ربعا من فجر الجمعة وهو موعد وصولى الى القيادة العامة للقوات المسلحة فى الخرطوم000وخرجت فى الساعة الواحدة ونصف فجرا وادرت محرك سيارتى، وفجاءة جاءت سيارة تاكسى اخرى من الاتجاه الاخر ووقفت00وهنا احسست بان مهمتنا قد كشفت وان سيارات التاكسى هذه تابعة للاستخبارات العسكرية وهى جاءت لتراقبنى )00
واستطرد العميد عمر البشير حكاية تلك الليلة قائلا00 وبعد قليل تحركت سيارات التاكسى بسرعة وجاءت الثانية باتجاهى ببطءملفت، وتحركت انا وكانت المفاجاءة ان تتبعنى احدى السيارتين وكانت تمشى بنفس سرعتى وعلى مسافة ثابتة منى، الى ان وصلت الى القيادة العامة حيث كان احد الزملاء فى انتظارى اما بوابة القيادة العامة ليؤمن دخولى الى مبانى القيادة العامة000 وفعلا كان منتظرا ، ودخلت الى القيادة العامة وذهبت الى جناح القوات الخاصة التابعة للقوات المحمولة جوا ومن هناك بدانا فى ادارة عملية التنفيذ0
وكان تنفيذ الانقلاب سهلا اذ كانت عناصر الجبهة الاسلامية فى تلك الساعة هى القيادات فى معظم المواقع العسكرية والامنية 0ففى تلك الليلة كان العقيد كمال مختار ضابط عظيم القيادة العامة وهو الضابط المسئول فى غياب عن تصريف للشئون الادارية فى وفى صلاحياته انه يتخذ مايراه من قرارات بشرط تبليغ القيادة ، فهو يملك تحريك قوات وتغيير كلمة سر الليل فى تلك اللحظة0
وكلمة سر الليل يتم تحضيرها اساسا بواسطة الاستخبارات العسكرية فى العاصمة لمدة شهر كامل ، وتبلغ للوحدات اى تصرف للوحدات باللغة العسكرية عند كل اول شهر، وتحفظ عند قائد الوحدة شخصيا فى خزانته ثم يبداء صرفها يوم بيوم الساعة الخامسة مسا قبل استلام الدوريات مواقعها 0
وهناك احتمال تغييرها فى اى لحظة، وتقع مسئولية هذا التغيير على عاتق فرع العمليات الحربية فى ظروف معينة مثلا اذا شعر فرع العمليات ان هناك تحركا عسكريا 0
وقد تم تغيير كلمة سر الليل فى الساعة الثانية صباحا حيث اصبحت كلمة سر الانقلاب هى ( الوطن الغالى)0
وفى نفس تلك الليل كان العميد محمد عثمان محمد سعيد ضابط نوبتجى بفرع التعاون بالقيادة العامة ، وتحت قيادتهما كمال ومحمد عثمان استطاع الضباط المكلفين فى عملية الانقلاب الدخول الى مبانى القيادة العامة لتلقى الاوامر من قيادة الانقلاب0
وفى نفس تلك الليلة كان العقيد بابكر طيفور ضابط عظيم قيادة منطقة الخرطوم العسكرية وهى خارج مبانى القيادة العامة ، حيث كان فى يده مختلف وسائل الاتصالات وفى يده غرفة عمليات منطقة الخرطوم ،مركز ربط المناطق العسكرية المختلفة فى العاصمة ، وفى يده تحريك اية قوة عسكرية لاية جهة فى الخرطوم0
وفى نفس تلك الساعة الثانية صباحا بدات اثنتا عشر دبابة التحرك من حامية الشجرة ( المدرعات ) جنوب الخرطوم فى اتجاه الكبارى الرئيسية ومطار الخرطوم ، وقد كان الرائد ابراهيم شمس الدين هو المكلف بقيادة الدبابات التى كان من المفترض ان تخرج فى مهمة روتينية لمنطقة (فتاشا) حيث يقام محطة تدريب المدرعات0
وتحرك الدبابات من الحامية الى اى منطقة اخرى عادة مايتم ليلا بعد ان يتم تحرير تصريح كتابى من فرع العمليات الحربية ، وفى هذا التصريح الكتابى يخطر قائد منطقة الخرطوم العسكرية وقائد الشرطة العسكرية الذى يقوم بتوجيه امر لوحدته بتنظيم حركة مرور للدبابات وحمايتها 0
وبعد اقل من خمس ساعات كانت العاصمة تحت سيطرة الانقلابين، حيث استطاعوا احتلال الكبارى الرئيسية والمداخل للمدن الثلاث ، واستطاعوا اعتقال معظم قيادات الاحزاب والنقابات واعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ، فقد بدات عملية الاعتقالات منذ الساعة الثانية صباحا ، فمثلا تم اعتقال محمد ابراهيم نقد حوالى الثالثة صباحا فى تم اعتقال حسن الترابى حوالى الخامسة صباحا 0
فقد ترك عملية اعتقال السياسين والعسكريين والنقابيين الى مجموعات النظيم الخاص ، وهى خمسة عشر مجموعة على راس كل مجموعة اثنين من العسكريين الضباط اما بقية اعضاء المجموعة فهم من المدنيين الذين لبسوا زى الجيش السودانى حيث اصبحوا قوة مساندة للعسكريين خصوصا فى الحراسة والاعتقال ، وتامين المواقع الاستراتيجية والمتابعة0
وقد فشلت المجموعة المكلفة باعتقال السياسين فى العثور على الصادق المهدى فى منزله بودنوباوى، وبعد ان استطاع رئيس الوزراء الخروج من المنزل اثر معلومة تلقاها من ابناء حى ودنوباوى الذين شاهدوا الدبابات تحتل كبرى النيل الابيض وراوا عمليات تفتيش تجرى فى تلك الساعة حينما كانوا عائدين من الخرطوم الى امدرمان0
نواصل فى الحلقة القادمة
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved