السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

برآءة محمد طه وتلفيقات الشيخ عبد الحي يوسف ضد صحيفة الوفاق بقلم علي محمد علي-الخرطوم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/24/2005 7:33 ص

برآءة محمد طه وتلفيقات الشيخ عبد الحي يوسف ضد صحيفة الوفاق
منذ بدايات دراستي الثانوية كُنتُ اعتقد أن الجماعات السلفية هي أكثر الجماعات تمسكاً بحقيقة الدين ، وان الآخرين صَعُبَ عليهم الطريق فتركوه يبحثون عن السهولة واليسر واختاروا اختياراتهم المتعددة وكنتُ واحداً منهم ، ثم أدركتُ بعد الدراسة والسياحة والتجربة في الفقه والتاريخ والعلوم الإسلامية والفكر الإسلامي والإنساني والسفر بين البلدان، أن معظم هذه الجماعات( مسطحة) تهتم بالقشور دون الجوهر وبالألفاظ دون المعاني، ويعتبرون عادات الجاهليين حسنة (النقاب) وعادات الإسلاميين سيئة ( تعظيم مولد الرسول صلي الله عليه وسلم)، ولذلك أهملوا دراسة التاريخ والفقه والسيرة وتنزيل ذلك علي الواقع، وحاولوا مراجعة القران والحديث والسنة النبوية علي ضوء فهم وتصور قاصر للغة مرهون للبيئة والعادات البالية والغرائز الإنسانية المتشددة.
المعروف أن النقاب لم يكن يوما من الدين بل كان من عادات العرب الجاهليين ولم يتحدث الإسلام عن النقاب ولكنه نبه النساء أن يطفن في الحج سافرات الوجوه ويجتمع في الحج في هذا الزمان أكثر من مليونين من المسلمين والمسلمات في مكان واحد سنوياً، لقد اعتبر هؤلاء النقاب من الدين وشددوا علي ذلك وراجعهم الشيخ محمد الغزالي عليه الرحمة في كتابه (السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث)- منع نشره في العربية السعودية- وأورد احد عشر دليلا علي أن النقاب ليس من الدين بل من عادات الجاهليين، وسماهم بعلماء البدو، لقد كنت وما ذلت علي يقين غير عنصري بان سلوك أهل السودان الحالي هو الأقرب لسلوك الصحابة الأوائل في تحركهم وعلاقاتهم واجتماعياتهم وفي تدينهم ومعاملاتهم ، وعلاقة تدينهم بالمرأة والطفل والشيخ الكبير، ووصلت النساء في السودان شأوا بعيدا في تقلد المناصب فهي وزيرة وعضوة في البرلمان وطبيبة ومهندسة وقاضية- أكثر عدد للنساء القضاء أو القاضيات في العلم الإسلامي في السودان- وغير ذلك من المهن والحرف، وتملك السيارة وتقودها،ومعظم النساء محتشمات في اللباس ثوبا أو جلبابا أو غير ذلك، ومعظم نساء السودان في بلادهن أو بلاد المهجر في حالة واحدة من الحشمة والوقار والزى، بخلاف أخريات يخلعن لباسهن الوطني أو الديني بمجرد أن توشك الطائرة علي الهبوط في المطارات المتمدنة.
دار كل ذلك في ذهني وأنا أراقب التعبئة التي تمت في محاكمة الأخ الزميل الصحفي محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق السودانية بمبررات واهية وبدون تمحيص دقيق ودون متابعة جيدة، يتفق المسلمون في السودان علي تعظيم الرسول صلي الله عليه وسلم صاحب الرسالة الخاتمة، ومحمد طه الذي نعرفه يبالغ في ذلك فمعروف حبه وولائه لآل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم، ولحسابات بعضها سياسي وبعضها شخصي حاول هؤلاء القشريين دمغه بتهمة لم يرتكبها، وهو أكثر الناس بعدا عنها.
والرواية الحقيقية لهذه القصة تقول أبان الاحتفال بمولد الرسول الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم حاولت جريدة الوفاق المساهمة في هذه المناسبة بالقدر الذي يليق بها وعندما دبجت صحف الخميس صفحتها الأولي بالاخبار السياسية والاقتصادية ظهرت صحيفة الوفاق في صفحتها الأولي تمجد هذه المناسبة بكلمة ضافية كتبها الزميل محمد طه، وبعد ذلك الصباح من يوم الأربعاء خرج محمد طه من الجريدة في بعض شئونه وترك باقي العمل للمحررين وعندما اكتملت الصحيفة تبقت مساحة كان يمكن ملئها بإعلان مربح أو مقال سياسي ولكن قدر الأخ ( خالد)أن لابد من تغطية هذه المساحة بحدث يتناسب مع افتتاحيتها والمناسبة فأدار مؤشر البحث في الانترنت فظهر عنوان لطيف لمقال بعنوان( مولد الهدي) فظن أن قد وجد ضالته وما يصبو إليه وبدون تمحيص دقيق وقرأة جيدة نزل المقال بعنوانه الجميل في جريدة الوفاق ولم يكن يدري أن احدهم قد وضع له السم في الدسم وخرجت الجريدة بشكلها الذي خرجت به صباح الخميس وعرَّضها لما توالي عليها من ملاحقة،وعندما عاد محمد طه صباح اليوم التالي بدأ بمراجعة جريدته في يومها السابق فوجد المقال وقرأه وهاله ما وجد داخل المقال من قذف وسب وتناقضات فكتب ثلاثة ردود نزلت تباعا في أعداد الجمعة والسبت والأحد، وما ذال هؤلاء القشريين في نومهم وثباتهم العميق،ثم التقط بعض الحاقدين عدد الخميس وذهب به إلي بعض شيوخه ( المدققين!!!) دون باقي الأعداد التي فيها الردود وقد يكون اطلع عليها ولكنه سكت عن قول الحق، وحدثت التعبئة بعد أسبوع من نزول المقال في الجريدة في الجمعة التالية، وحدث ما حدث بعد ذلك من تداعيات المحكمة.
أمر القاضي بإحضار الصحفي خالد ليشهد في المحكمة فأقسم بالله أن لا علاقة لمحمد طه بالأمر، فطلبوا قسما مغلظا وعندما سألهم القاضي عن القسم المغلظ!!، والرجل قد اقسم بالله ويده علي المصحف قالوا أن يتوضأ ويقسم القسم السابق ويضيف عليه أن يمسخه أو يسخطه الله خنزيرا ، فتوضأ خالد واقسم كما يحبون فوقع في أيديهم ووجدوا أن لا قضية لهم ضد محمد طه، واستمرت المناكفات والمشاكسات وشهادات الشهود وخرجت القضية بما خرجت به من حكم يشرف القضاء السوداني مع عتابنا بان الحكم علي جريد الوفاق فيه تعسف شديد وتأثر بالتعبئة السياسية فحجب الجريدة ثلاثة اشهر عن قراها مع الغرامة ثمانية مليون جنيه ليس بالأمر القليل، لقد اجتهد الأخ خالد وفي نيته تعظيم المناسبة وهو صادق في ذلك وللمجتهد أجران إن هو أخطا ولكنهم يصرون علي تجريم الجريدة، ومهما يكن نقول للأستاذ محمد طه ألف حمدا لله علي السلامة, والتحية للشعب السوداني الذي أدرك الحقيقة وحدد موقفه من هؤلاء القوم.
علي محمد علي


للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved