السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اتفاق القاهرة إضافة نوعية للسودان الجديد! بقلم محمد عوض - الدوحة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/23/2005 11:52 م

اتفاق القاهرة إضافة نوعية للسودان الجديد
محمد عوض - الدوحة
خطا السودان نحو مربع جديد في اطار تحقيق السلام والتحول الديمقراطي بعد اتفاق القاهرة الذي تم توقيعه بين الحكومة السودانية و«التجمع الوطني الديمقراطي» بزعامة محمد عثمان الميرغني‚
وأكثر ما يميز هذا الاتفاق انه اضاف قوة مؤثرة للمعادلة السياسية السودانية الجديدة مما يعطي دفعا لاتفاق السلام مع الجنوب والاسهام في اخراج الوضع من عنق الزجاجة وتجاوز مشهد التمزق والانهيار الذي رسمته احداث دارفور وأجندتها العنصرية التقسيمية‚
النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه اصاب كبد الحقيقة عندما قال ان اصالة السودانيين تظهر عند المصائب حيث تحضر الحكمة والتعقل لتجاوز المحن وهذا بالفعل ما يمثله هذا الاتفاق الذي تم بقوة الدفع الممثلة في الوعي بالمخاطر التي تحيط بالسودان ووحدته‚‚ فالحكومة والحق يقال بعد اتفاق نيروبي ضمنت قدرا من الاستقرار والأمان السياسي لم تجده منذ عام 1989 في مقابل طرف لم يعد يملك شيئا غير «هتيفة» وصل بهم حد العبث ملء حنجارهم بشعار غريب «لا اسلام دون عثمان» !
فالاتفاق تم تحت عنوان العزم الاكيد نحو الانتقال بالسودان الى مرحلة جديدة ورفع الرهق عن شعبه الطيب الصابر وهو عنوان ارى ان السلطة القائمة و«الحركة الشعبية» عازمان نحو تحقيقه وهو ما دفع الطرفين الى توقيع اتفاق القاهرة والذي تم من خلال جهد مشترك بين النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان طه والدكتور جون قرنق اللذين يعرفان قدر ومقدرة التجمع سياسيا وعسكريا‚
الواقع اتفاق القاهرة مثل اضافة نوعية للتحول الذي يحدث في السودان ومحاولة الانتقال من شمولية بغيضة الى رحاب الديمقراطية المحكومة بسلطة مركزية قوية وضوابط قانونية صارمة وهو نموذج لم يجرب في السودان المتأرجح منذ استقلاله بين دكتاتورية قبيحة وديمقراطية فوضوية ويحمد لمحمد عثمان الميرغني استيعابه لتحولات المرحلة ومتطلباتها ويحمد له احساسه وحسه الوطني ووعيه بمآلات البحث عن مكاسب حزبية او ذاتية في وطن يكاد ان يضيع‚
ولعل ما حدث منه يضيف لتاريخ «الحزب الاتحادي الديمقراطي» الذي تنازل عام 1955 عن الفكرة التي قام عليها وانحيازه لصالح الاستقلال من خلال تقديم المصالح الوطنية على الافكار الحزبية وفي تقديري ان هذا الحزب الذي عانى الانقسام والترهل في الفترة الماضية مؤهل لاستعادة دوره عبر هذا الاتفاق والاستفادة من الظروف التي ستحلقها المرحلة القادمة من حريات وتحول ديمقراطي لاعادة بنائه على أسس جديدة تراعي الظروف وتتماشى مع المتغيرات‚
وليت الميرغني الذي نعرف قدراته في قراءة الاوضاع السياسية يسخر قدرا يسيرا من امكاناته في ادارة المعارضة خلال السنوات الماضية واختياره خيارات سليمة في التعامل مع السلطة في تنظيم الحزب للقيام بدوره تجاه عملية التنمية والبناء وضبط التوازن في الساحة السياسية‚ وفي ظني ان الحزب الاتحادي لا بد ان يخرج من عباءة الطائفية والعودة الى فكرة الرعاية حتى يساعد في تأسيس مجتمع مدني قادر على التفاعل مع فتوحات العصر والتجاوب معها حتى يلحق السودان بالالفية الجديدة‚ وهو مشوار لن يتم ما دمنا نسمع «عاش ابو هاشم» وغيرها من الهتافات الخائبة في الشارع السياسي السوداني المطالب بتغيير لغة الحشد والاستفادة من طاقة اطلاق الهتافات والشعارات الكاذبة نحو البناء والتنمية والتعمير لبلد كان يمكن ان يكون الافضل في العالم الثالث إذ أبدلنا الله بقوم آخرين !


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved