السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لماذا استقال هذا الرجل ؟ بقلم الفريق / الزبير إبراهيم الزبير

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/22/2005 9:27 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا استقال هذا الرجل ؟

• معلوم أن التاريخ في خلال مسيرته الماضية يخلد دوماً المواقف العظيمة من الرجال العظماء ، ولا تأتي هذه المواقف من فراغ أو مصارف أو خبط عشواء ، من جانب آخر أن حركة الزمن لا تصادق إلا الذين تصطفيهم وتختارهم من بين الرجال الأقوياء هكذا شاءت الأقدار أن يوضع السيد اللواء الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين في محك تتجسد فيه معاني التضحية الغالية والقيم الرفيعة ، أما الذين يعرفون السيد الوزير لا يستغربون هذه الخطوة الشجاعة وأن قيادة وقوات الشرطة والتي خبرته وعاصرته نحو أكثر من عقد من الزمان كوزير للداخلية لتقف اليوم في منعطف الحق ، والحق يجب أن يصرح به فإن الرجل قد حمل الشرطة في حدقات عيونه وسخر كل طاقته ووقته في خدمتها فهي الآن في مفترق الطرق رغم قناعتنا الثابتة فدوام الحال من المحال ولكن لماذا الاستقالة الآن ؟ .
• ونحن نقول لقد استقال السيد الوزير لأن عمارة واحدة سقطت وحددت لجان التحقيق العدلية المسئولية على المقاول والمكتب الاستشاري لوزارة الداخلية وسوف تجرى العدالة مجراها . والمهم أن السيد الوزير ليس مقاولاً ولا مهندساً استشارياً وقد شهد عهده في خلال السنوات القليلة الماضية تشييد أكثر من ( مائة ) من ( العمائر ) الضخمة من أبرزها مجمع الشهيد المشير الزبير للجوازات وعمارات مستشفى الرباط ومستشفى ساهرون التخصصي وعمارات وقاعات بجامعة الرباط الوطني وعمارات لسكن كبار الضباط بالسوق الشعبي بالخرطوم وهلمجرا . نعم استقال السيد الوزير وترك كل تلك العمارات لتقف شاهداً على عظمة وضخامة الانجاز . وهي تقف صروحاً شامخة تعانق السماء في عزة وكبرياء ، يا ليتها تستطيع النطق ليس دفاعاً عن السيد الوزير ولكن لتسكت كل الأصوات وتدحض كافة الشائعات ، أليست هي أقوى دليل مادي لا يبصره إلا فاقد البصر والبصيرة . وهل سوف يأتي زمان لا يذكر هذه الأعمال والانجازات التي صارت كالاهرامات خالدة .
• واستقال السيد الوزير وأشهد صادقاً أنني عندما كنت في الخدمة وفي أحد أيام الأسبوع وأثناء جولته المعتادة لتفقد المواقع والأداء أن اطلعت لدي سكرتيرة على برنامج عمل السيد الوزير ليوم واحد . ولدهشتي وجدت أن المفكرة تحوي نحو عشرين بنداً بما فيها اجتماع مجلس الوزراء الراتب يوم الأحد من كل أسبوع . كيف لرجل واحد إنجاز حتى نصف هذه الأجندة إلا أن يكون في ديناميكية ونشاط السيد الوزير الذي لا يفتر ما شاء الله .
• استقال السيد الوزير فقد كان يتابع وبإصرار وفي الاجتماع الأسبوعي لهيئة القيادة برئاسة الشرطة . يتابع التكاليف والمهام بدقة وتفاصيل التفاصيل من موقع بسط الأمن الشامل في أقصى زقلونا إلى الوحدة بالحاج يوسف وهو الذي يقضي الليل إلا قليلا في المرور على أقسام ومواقع الشرطة في الخرطوم وأمدرمان وبحري ، فيما عرف بـ( برباط ليلة ) في سبيل الله ذلك البرنامج الطوعي الذي يعد من إنجازات الشرطة الشعبية ومن قمة نجاحاته أن شارك فيه السيد رئيس الجمهورية والسيد النائب الأول الأستاذ على عثمان محمد طه والسادة الوزراء وقادة الشرطة وقيادات الخدمة المدنية .
• استقال السيد الوزير وهو يحمل هموم أمن السودان وفي ذات الوقت ممثل السيد رئيس الجمهورية والمسئول عن ملف دارفور الأمني فنجده اليوم في غرب دارفور لحضور مؤتمر صلح قبلي ، وغداً في جنوب دارفور لتسليم وثيقة عهد وميثاق وتعايش سلمي بين القبائل وبعد غد في شمال دارفور لحضور اجتماع لجنة أمن الولاية . ولا يعود للخرطوم إلا وسمعنا في الأخبار أنه في دارفور وفي تلك الأيام العصيبة من العام الماضي صار له مكتب دائم بدارفور الكبرى . وقد تعب من معه من كثرة الترحال وهو في سفر مستمر في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار بدارفور لتعود لماضي أيامها النضرة ولياليها الحالمة بالأمن والسلام .
• استقال السيد الوزير وفي قلبه أسى وحزن عميقين ليس لمغادرة كرسي الوزارة لكن لأن في جعبته الكثير من الذي يحلم به ولم يحققه حتى الآن ، ولأن قلبه الكبير وسع كل شئ حتى مرارات الاشاعات وسهام الاتهامات والحمد لله لقد برأت لجنة التحقيق العدلية ساحته من تلك التهمة الجائرة ولله الفضل والمنة ، ولكن كل تلك الابتلاءات لم تهزم روحه الشفيفة ولم تنال من عزيمته القوية لأن الجندية علمته الوقوف أمام الشدائد بشجاعة وثورة الإنقاذ أخذ منها روح المثابرة والصمود الخرافي أمام المحن والأمور الجسام .
• نختم إذا قبلت استقالته - نسأل الله أن لا يحدث ذلك – لا يعني أنه أخلى الساحة وانسحب للظل فتلك ليست من شيمه وإنما ترك وزارة الداخلية وهو حزين ، وفي ذات الوقت أنه على استعداد أن يظل جندياً وفياً مخلصاً للوطن ولثورة الإنقاذ الوطني وهو رهن الإشارة لتلبية النداء .
• أخي السيد الوزير لا تحزن فإن الله معكم والانقاذ معكم وكل قوات الشرطة تنتظر وتقول ( ربنا يكذب الشينة ) .
والله الموفق والمستعان والسلام

الفريق / الزبير إبراهيم الزبير

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved