السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/21/2005 1:52 م

الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى "الترابى - البشير
بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان
الحلقة السادسة : اسباب نجاح انقلاب الجبهة الاسلامية

نقلا عن :كتاب الاخوان والعسكر
تاليف الكاتب المصرى: حيدر طه
عرض : كوات وول وول
الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى
كل المشروع يحصل على اسباب نجاحه الاولية من التخطيط السليم والتدبير اللازم والقدرة على التنفيذ ،ثم تتضاعف اسباب نجاحه اذا صادف ان خدمه حظ بحدث او واقعة لم تكن فى الاصل متوقعة او محسوبة.
ومشروع انقلاب الجبهة الاسلامية كان محظوظا ومخدوما دون قصد المدبرين ، اذ ان هناك عاملان لعبا دورا اساسيان فى وضع الخطة موضع التنفيذ بسهولة ويسر.
العامل الاول: ان قيادة العامة للقوات المسلحة كانت عرضةللتاثيرات السياسية الناتجة عن الاضطرابات والقلق السائد فى الساحة، فبعد ان هدات عواصف المذكرة التى رفعها الجيش لحكومة الصادق المهدى بدات بعض قيادات الجيش تنظر للمذكرة كانها عمل استهدف حزب الامة وزعامته مما يحتاج بعدها الى كثير من عمليات الترميم،فراحت هذه القيادات فى محاولة لرد اعتبار قيادة حزب الامة فى تنظيم لقاءات بضباط القوات المسلحة فى افرع المختلفة بهدف اجراء تنوير عادى.
وقدم الفريق مهدى بابو نمر رئيس هيئة الاركان تنويرا للضباط فى منطقة الخرطوم،وفيه شن هجوما عنيفا على ما وصفهم بالمغامرين فى الجيش. وفى نهاية التنوير تقدم عدد من الضباط باسئلة للفريق بابو نمر تتضمن هجوما حادا على الحكومة وفى المقابل اخذ الفريق بابو نمر يتصدى لهذا الهجوم ويقف مدافعا عن الحكومة.
كان التنوير الذى قدمه بابو نمر مخالفا للتنوير الذى اعدته ادارة الاستخبارات العسكرية، والذى من المفترض ان يعمم لكل الاسلحة والفروع وقد ارتفعت سخونة التنوير لحظة بعد لحظة، واسواء لحظة جاءت عندما وجه الفريق بابو نمر حديثه قائلا للضباط : ليس بينكم رجل واحد يستطيع ان يقلب هذا الكاب ، ناهيك عن قلب السلطة ... مستشهدا بتلك القولة الشهيرة التى قالها جعفر نميرى للضباط فى يناير 1982.
وبهذه الحالة تهيا الجيش تماما للتغيير ، فقد اخذت اعداد كبيرة من الضباط تطالب القيادة باهمية التغيير فى تلك المرحلة تحت ضغط تلك الحالة.
العامل الثانى : ان القيادة العامة التى كانت مسئولة عن اعداد المذكرة ورفعها الى القيادة السياسيةفى البلاد كانت متاثرة بالمناخ السياسي الذى افرزته المذكرة، وبالضغوط الناجمة عن الحاح عدد من الضباط بضرورة التغيير والاستيلاء على السلطة بدلا من الارتهان لمناورات الاحزاب حول قضية السلام ومسالة الحرب.
وكانت القيادة العامة تبذل كل جهدها لكبح جماح هولاء الضباط وتراقب بعين تحركات من هنا وهناك ، وتراقب بالعن الاخرى الوضع السياسى. وكانت فى كل الاحوال تحاول ان تضبط ايقاع الحركة داخل الجيش ، وفى نفس الوقت تحاول ان تحث القيادة السياسية على السير فى الطريق السلام.
ولان القيادة العامة معنية بكل هذه التطورات فانها وضعت فى احتمالها تدهور الاوضاع السياسية التى من الممكن ان تفرض عليها التدخل لاستلام السلطة فى اية مرحلة، ولذلك رات ان تكون الخطة جاهزة لاستلام السلطة.
وقد تولى الفريق عبدالرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الاركان عمليات مع مجموعتين من الضباط ، الاولى مشهود لها بالخبرات العسكرية والكفاءة ، والثانية بالاضافة لخبراتها العسكرية مشهود لافرادها بالانشغال بالادب والفن .
كلفت المجموعة الاولى بوضع خطة كاملة ومنفصلة لعملية الاستيلاء على السلطة واسلوب الحكم فى المراحل الاولى ، والمجموعة الثانية كلفت بوضع البيان الاول والبيانات التى تليها فى الاهمية... وكانت هذه الخطة فى حوزة القائد العام الفريق فتحى احمد على، كقائد لكل جيش ورمز له .
وكان بالضرورى ان يتعرف مدير مكتب القائد العام العقيد سيد الحسينى على هذه الخطة بحكم عمله ، وبحكم الامانة والثقة التى اولاها له القائد العام ، ولم يحفظ العقيد سيد الحسينى حق هذه الامانة ولا راعى تلك الثقة كضابط امين على اسرار مكتب القائد العام، فنقل كل اوراق الخطة العسكرية لاستلام السلطة للجبهة الاسلامية.
لم يدخل فعل العقيد سيد الحسينى فى اطار العمل الوطنى او الاصرار على حماية الشرعية ، والا كان قد سلم كل الاوراق الى رئيس مجلس راس الدولة كقائد اعلى للقوات المسلحة او الى رئيس مجلس الامن الوطنى، ولكنه لم يفعل وفضل عليهما الجبهة الاسلامية ...لماذا؟.
هل استطاع جهاز الجبهة الاسلامية اختراق مكتب القائد العام منذ ان تولى الفريق فتحى احمد منصب القائد العام والافرع فى اكتوبر 1988م؟.
هل قام العقيد سيد الحسينى بتسليم اوراق الخطة فقط لقيادة الجبهة الاسلامية ام قام بدور اخر ، مثلا فى الاتصال بالمناطق والافرع صبيحة 30 يونيو كان الانقلاب هو انقلاب القيادة العامة.
كانت هنالك حقيقة واحدة فى تلك الخطةوهى انه كان هناك قبولا واسعا وسط الجيش لانقلاب تقوده القيادة العامة اذا تدهور الوضع اكثر من ذلك.
اما لماذا القيادة العامة...؟
ربما لانها ادت دورها كاملا فى تنبيه القيادة السياسية فى البلاد بالمخاطر السياسية والامنية التى تحيط بالبلاد عبر مذكرة 20 فبراير التى اجمعت عليها الاغلبية الغالبة من الضباط من مختلف الرتب.
اما لماذا لم تشرع القيادة العامة بخطتها لاستلام السلطة..؟ ربما كان الجواب المحتمل انها كانت تشترط لذلك تدهور الاوضاع السياسية ، حيث كانت تراقب خطوات عقد الاجتماع المزمع فى اديس ابابا فى 4 يوليو 1989 وما سيسفر عنه من نتائج ، الا ان تانى القيادة العامة لم يمنع ضابطين كبيرين هما اللواء ابراهيم سليمان واللواء حسان عبدالرحمن ان يطلبا بعد اسابيع ممن رفع مذكرة الجيش مقابلة بعض اعضاء القيادة العامة للاستوثاق من انهم لايفكرون فى تنفيذ انقلاب ، فقد طلب هذان الضابطان من الفريق عبدالرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الاركان للعمليات ان يؤدى امامهما اليمين الغموس الذى يغمس صاحبه فى نار جهنم اذا اخل باليمين وحنث بالوعد.
وبالفعل، وفى جو اخوى مضمخ بالود والثقة ، بعيدا عن اجواء الرسميات ادى الفريق عبالرحمن سعيد هذا اليمين الغموس دون ان يفكر فى الامر من زاويا اخرى من نوايا خبيثة، فالضابطان الكبيران اصدقاء فاثر انه يبرهما بالصدق...ويرضيهما بالقسم .
فهل كانا صادقين حينما لجا الى حيلة اليمين الغموس ليبعدا تفكير الفريق عبدالرحمن سعيد عن انهما متورطان فى مشروع انقلاب تعد له الجبهة الاسلامية منذ ما بعد المذكرة..؟.
انها حيلة تعيد قصة معاوية داهية العرب حينما رفع انصاره القران على اسنة الرماح يطالبون بالتحكيم ، فقال فيهم سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه، كلمة حق اريد بها باطل.
هذان العاملان( التنويرات العسكرية - وسرية الخطة التغيير) خدما الجبهةالاسلامية فى ان تضع خطتها موضع التنفيذ دون ادنى صعوبة ...وبلا اى عراقيل. ربما كان ذلك مايسميه الناس (الحظ).نواصل فى الحلقة القادمة
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved