السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إين الأخيار من أبناء دارفور، وتباً للأوغاد بقلم بريمة محمد أدم-واشنطن دى سى، الولايات المتحدة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/20/2005 11:02 م

إين الأخيار من أبناء دارفور، وتباً للأوغاد
بريمة محمد أدم
[email protected]


بسم الله الرحمن الرحيم

في قرية أبوسفيفة، شمال شرق كادقلى، علي مسافة 45 ميلاَ، نأتى كرعاة في فترة الصيف ونستقر ببهائمنا في شرق القرية مسافة 15 دقيقة علي الأقدام، لكى نسقى ونرعى بطحاء أبوسفيقة التى تعتبر أرض خصبة تنتج كثير من الفواكهة والحمضيات والخضروات والغلات الزراعية وقصب السكر، فالمنطقة برمتها غابات سافنا غنية متشابكة الأغصان وتتخللها أعشاب السافنا الغنية التى تعلو الفرد طولاً وتربتها القراديدية حول أماكن السكن والطينية اللذبة حول القرية كمناطق صالحة للزراعة المطرية. ففى تلك القرية جاء المهاجرون من أهل دارفور في أوائل السبعينيات وبدأوا يستقرون في الجانب الشرقى من القرية، فكانت القطاطى قليلة وبدأت تزداد عاماً بعد عاماً حتى أصبحت قريتهم تضاحى بقية القرية، فالقرية لا تزداد بمواليدها فحسب بل بالقادمين الجدد الذين يوفدون كل عام ويستقرون ليصروا في وقت وجيز من أهالى البلدة. والحق يقال ليس بهؤلاء القوم عيب، فهم أناس يحسنون الجيرة ويعزون من يزورهم ويمتازون بحسن العشيرة. وبتداخلنا معهم اليومى في الأسواق والمزارع وأهمها الجروف الخضراء التى أنشؤوها حتى صارت قريتنا جنة من جنات الله في الأرض بفعل نشطاهم الدؤوب، قد عرفنا الكثير من عاداتهم وتقاليدهم وموروثاتهم. وأهم ما يذكرنى بهم الشيخ عبدالكريم (الفكى أم جعيرين) وفي بعض الأحيان (الفكى قنيطير). الفكى أم جعيرين كغير الشيوخ الأخرين من أهل الغرب الذين يقبعون داخل قطاطيهم وإذا إردتهم للخيرة أو الحجبات تذهب إليهم في أماكنهم، الفكى أم جعيرين يحمل كتبه وألواحه ويأتى ليعلمنا أمور الدين تحت الشجرة في الفرقان. الفكى ليس جميل في المنظر، فأسنانه مهشمة بطريقة غير مرتبه، سن هنا وسن هناك وأخرى مكسورة من منتصفها وتبدو ملابسة دوماً دمورية ومتسخة، أصلع الرأس وقصير القامه، مع حمرة مشوبه بزرقة في لونه وتغضب حاد في جبينه وتبدو عيونه كالكوريين منها إلي السودانيين، فهو (يبصبصها) بصيصاً لكى يرى، فهو كالدرويش تماماً. مع كل هيئته التى لا توحى عن ما بجوف الرجل، إلا أن الرجل قامة سامقة من قامات العلم وجبل صنديد في علوم الدين. وقد ترى مكانته تتكشف أينما ذهب، يستقبله القوم بهفاوة غامرة وترى تلك الهفاوة حتى بين الشيوخ من بنى جلدته الذين يلبسون الهندام الجميل ويلتزمون بالأبهات الشيوخية، فهم يقدرونه تقديراً جماً وهو يبدو لا يأبه بهم أيضاً علي طريقة دروشته. وفي ذات يوم وبعض الأهل في حضرة شيخ أم جعيرين، جاء رجل يبدو عليه بمعرفة بالعلم، فأستوقف شيخ أم جعيرين ساءلاً له أى علم تعرف، فوقف الشيخ أم جعيرين وأمسك بيد الرجل، ثم قال له (وأى علم تعرف يا وليد مريه فاسد، فاليوم أتلو لك من سورة النساء (التى يشرح فيها شيخ أم جعيرين) حتى نهاية الكتاب ونحن وقوف حتى تشرق الشمس لن تجد ما أخطأ فيه)، وكلمة وليد مريه فاسد هى نبذه تعنى يأبن أمراة فاسد الخلق، فما كان من الرجل إلا أن قبل يد ورأس الفكى وأستجداه الحضور حتى بعد ذلك رضى ثم جلس الشيخ أم جعيرين. وفي غمرة الحرب الأهلية كانت قرية أهل الفكى أم جعيرين هادئة تنعم برغد العيش، علماً أن التمرد أباد بقية أهلنا في القرية شر أبادة وحرق متاجرههم وصوامع غلالهم ونهب ثروتهم ومواشيهم وترك جثثهم إشلاءاً وسط الحطام والحرائق. فحملت قلمى ودفترى والذى ليس به قصة تعجب غير أخبار الموت والخراب أقصد قرية أهلنا من ناس الغرب لأوثق الحقائق للتأريخ لماذا أهلنا ماتوا وهم خرجوا سالمين؟ وقبل أن أدخل القرية لقيت أمرأه، فسألتها، ياحاجة زهرة نحن أهل، نموت ونحيا معاً ما الذى يجعلنا نموت وأنتم تحيون؟ هل ذلك أنكم متواطعون ضدنا؟ فماذا أجابت المرأة، فو الذى لا إله إلا هو لو حرقت قريتنا لصببت الخمر في إبريق الفكى عبدالكريم أم جعيرين. هل الفكى أم جعيرين حقيقة محصن القرية من شرور الأنس والجن من المتمردين؟ شيئ يعلمه الخالق، أدخلتنى المرأة في حيرة من أمرى ما بين التصديق بكرامات أولياء الله الصالحين والذين أحسب أن شيخ عبدالكريم أم جعيرين واحداً منهم وهم كثر في تلك القرية الصغيرة، وما بين العمل المقصود من التمرد بضرب القبائل العربية دون سواها من القبائل الأفريقية. لم أتراجع ولكن قل حماسى بصورة ملحوظة أمام التحدى الذى أثاره سؤال المرأة وتثاقلت قدماى وأنا أتقدم صوب القرية أقصد الشيخ عبدالكريم حتى رأيت قطيته من بين القطاطى، وقفت طويلاً لا أدرى لماذا ثم عدت إلي السوق الخرب ولا أدرى لماذا عدت. ما أردت أن أقوله أن هؤلاء هم أهل دارفور الأبرار الذين ينسبون كل شيئ لله بصورة إيمانية فطرية لا يدانيها شك في الله. فمن أين أتى هؤلاء الأوغاد الذى يلهجون بالفسق والرزيلة من أجل الكسب الدينوى الرخيص، وكما قيل أن النار تلد الرماد، فهؤلاء القوم كالأستاذة سارة عيسى، مبارك إبراهيم، الدكتور عبدالماجد محمود عبدالماجد، عبدالرازق أبراهيم أدم، مصطفى أبكر أبوالجاز، هم وأمثالهم، هم الرماد من أهل دارفور البررة، هم أهل الفسق والنفاق وسوء الأخلاق والرزائل وهم الذين يريدون أن تشيع الفاحشة بين الناس حتى يبدوا لكل قارئ أن دارفور تخلو من خلاوى القرأن وأهل العلم والصلاح، فالسياسية قذرة ومن أنتهجها فهو قذر إلا ما رحم ربى، كما قيل في أهل الشعر في قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاون* ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون مالا يفعلون* إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وأنتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون*) صدق الله العظيم. هكذا أيها الأوغاد وليتم وجوهكم شطر الدنيا الفانية وتركتم إرث أجدادكم الذى أصبح يفاخر به الأغراب مثلى، فما تربت أيديكم بإذن الله.
ولعل في بحثى عن الأخيار من أهل دارفور، أذكركم ببعض تراثهم الذي عرفنا عنه عن طريق الصدفه، ففى إحد قرانا جوار خور أبوحبل، تسمى قرية البقلتى، جوار منطقة الدبيبات، أيضاً يسكن أهل دارفور مع أهلنا في قرية واحدة، وفي تلك القرية يوجد شيخ جليل يسمى الفكى حسين، طيب الله ثراه، فالرجل مورّد في العلم (وكلمة مورّد تعنى ليس حافظ للقرآن فحسب بل واصل في العلوم الدينية الأخرى)، ومن غير علم الجميع بمرض الشيخ، توفى الشيخ ليلاً إثر نوبة قلبية حادة إنتابته، وفي الصباح أصبحت القرية صامته كأن لم يمت عالمها الجليل، ليس هناك من يبكيه البته، وما أن وصل الخبر إلي قريتنا المجاورة حتى ناحت النساء والرجال، وتوجهت قريتنا ونساءها يصبن الرماد على رؤوسهن حزناً علي الفقد الجلل. فأستقبلهم أهل الشيخ علي أبواب القرية، يقولون لا بكاء للشيخ، فسكتن من البكاء ولم يعرفن السبب لماذا لا يبكون الفقد العظيم. وفي المساء سألت عمى المرحوم حاج عثمان لماذا لا يرثون الشيخ الجليل، فقال عمى هى عادتهم، قلت ماهى عادتهم، ومن عوائدنا في السودان البكاء في العزاء وقد شهدتهم بأم عينى ينوحون كما تنوح الأبقار طلباً للملح في فترة بداية الخريف في جنوب كردفان، فقال عمى إذا مات وضيعهم بكوه وإذا مات عالمهم إحتسبوه يعلمون أنه إلي جنات الخلد بإذن الله، فقلت لعمى ذلك فهم مقلوب بالنسبة لنا، إذا مات سفيهنا بالكاد تجد إمرأة تبكيه وإذا مات عظيمنا لم يفضل إلا أن نقلب عاليها سافلها، فوالله هذه من القيم الأسلامية الرفعية التى يجب أن تنتشر في جميع بقاع السودان وليس بين أهل دارفور فقط، هؤلاء هم الأخيار البررة من أهل دارفور، أين هم من الأوغاد الذين يتاجرون بأعراض أخواتهم طلباً للرزق الحرام والتجارة السياسية الرخيصة. هل هذا أبنكى يادارفور الذى يجاهر بألفاظ اللواط حتى ينشرها بين الناس، هل هذا أبنكى يادارفور الذى يتحدث عن شبق الشماليات وديوثة الشمالى وفحولة الغرابى حتى يعم الفساد، هل هذه إبنتكى يادرافور التى تتشدق أن فلان آكل ذكور الرجال من أبناء القبائل العربية، ولكن المثل يقول النار تلد الرماد.
لقد بدأت الرؤية الحقة تتشكل فأصحاب التجارة البائرة لن يربحوا بعد اليوم بأذن الله، وقد عرفتم من هم الأن نفاخى الكير، الذين إما أن يحرقون ثيابكم أو تشتمون منهم رائحة نتنة في الأنترنت، فكلما نفحوكم بسمومهم وبروائحهم النتنة سوف أرشقكم بمسك الأخيار من أهل دارفور، أعلموا أن الحق لم يكن حقاً إلا لأن هناك باطلاَ يبطله، فما بين نتانة الأشرار ومسك الأخيارمن أهل دارفور سوف يعرف الحق من الباطل. وليعلم الأوغاد، إن الأخيار أولى بدارفور منكم، بدليل حينما قال سيدنا نوح يا ربى أن أبنى من أهلى، قال الرب أنه ليس من أهلك، وحينما أدعى اليهود ولاية سيدنا إبراهيم، ورد أن الذين أولى بأبراهيم هذا النبى والذين أمنوا. فقد جاء القرآن الكريم برابطة جديدة هى رابطة الدين بدل رابطة الدم التى تدعونها، فأخيار دارفور وعامة المسلمين من بعدهم أولى بأهل دارفور من الأوغاد والنماريد (جمع نمرود) الذين يهيمون في الأرض يبتغون الفساد، يروجون الرزيلة والوقاحة الأخلاقية بين الناس، فليهب الأخيار لنصرة أهلهم من فساد الأوغاد، حتى تنتصر قضية دارفور العادلة بالحق.

ودمتم

بريمة محمد أدم
واشنطن دى سى، الولايات المتحدة
21 يونيو2005

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved