السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دور نيجريا الأقليمى والدولى وظلاله علي الوضع السودانى بقلم بريمة محمد أدم/ واشنطن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/19/2005 10:29 م

دور نيجريا الأقليمى والدولى وظلاله علي الوضع السودانى

بريمة محمد أدم/ واشنطن
[email protected]


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الدراسة ضمن دارسات تعدها لجان متخصصة في الكونجرس الأمريكى بواسطة وزارة الدفاع الأمريكية عن دول العالم تحت ما يسمى بالمواقف الدولية كمحاولة لفهم طبيعة الدولة المعنية والمكونات الأساسية التى تؤثر في إتجاهاتها السياسية المستقبلية. ونريد أن ينظر السودانى إلي نيجيريا من خلال الرؤية الأمريكية، هل تلك الرؤية تتطابق مع رؤيتنا السودانية، أم أن رؤيتنا ناقصة أم نريد إعادة صياغة رؤيتنا علي أسس جديدة من خلال فهم نيجريا بواسطة المصادر المتوفرة، ما نريد أن نصل إلية تخطى الرؤية الأولية الأنطباعية والنظر إلي نيجريا من خلال أدوارها الأفريقية. ويجب علي القارئ ملاحظة الأتى:
الدور النيجيرى في دعم حركات التحرر علي أمتداد أفريقيا.
الدور النيجيرى في التدخل في فض النزاعات الأفريقية
الدور النيجيرى عندما تكون الدول المتنازعة تجمع دولة أفريقية وأخرى أفريقية عربية.
الدور النيجيرى في مجمله من ناحية النجاح أو الفشل في حل النزاعات الأفريقية .
دور نيجيريا دبلوماسياً في قضايا القارة الأفريقية.

فهيا إلي الدارسة:

تعتبر نيجريا ناطقاً ومتحدثاً أساسياً في قضايا الأمن الأفريقى، سواء كان في النزاعات الأهلية، الأقليمية، التدخلات الأجنبية أو محاربة الأستعمار في القارة السمراء. ساعدت نجيريا قيام منظمة الوحدة الأفريقية ودعمت إستعمال الدبلوماسية لحل النزعات الأفريقية. في عام 1980م قام الرئيس النجيرى أبوسانجو والرئيس المالى الكولونيل موسى تراوريه بالتدخل في قضية الصحراء الغربية بالأنابة عن منظمة الوحدة الأفريقية وقد سميت الوساطة بلجنة الرجال الحكماء. وقد إعترضت اللجنة علي تشدد المغرب في قضية الصحراء الغربية، مما جعل نجيريا تنسحب من لجنة الحكماء ولم تقف عند ذلك الحد بل إعترفت بالصحراء الغربية في وجه التصلب المغربى عام 1984م. وقد قامت نيجريا ممثلة في شخص الرئيس أبوسانجو بأتهام تنزانيا بقيامها بسابقة خطيرة في القارة الأفريقية في دعم الأنقلاب الذى أطاح بالرئيس عيدى أمين في يوغندا مما تسبب في النزاع بين تنزانيا ويوغندا. ومع أن نيجريا تعارض التدخل الأجنبى في الشأن الأفريقى، لكنها أيدت زائير في رغبتها بالأستعانة بقوات خاصة فرنسية وبلجيكية لحل أزمة أقليم شابا الزائيرى عام 1987م. كما دعم الرئيس أبوسانجو مساعى القوات السوفيتية والكوبية الشيوعية للتدخل في أنجولا لدعم الأستقلال الأنجولى ولكنه تحفظ أن لا تتخطى تلك القوات فترة بقاءها (تلك القوات هى التى تم إنزالها لاحقاً في أقليم أوغادين المتنازع عليه بين أثيوبيا والصومال مما أدى إلي هذيمة القوات الصومالية وخسارتها 3 ألاف جندى لصالح الحبشة الشيوعية).
شاركت نيجريا بنشاط ملحوظ في منظمة الوحدة الأفريقية السابقة وقد دعمت فكرة تكوين قوات تدخل أفريقية سريعة مبنية علي طراز الأمم المتحدة لتحل النزاعات الدولية الأفريقية، كما دعمت فكرة تكوين قيادة عليا للجيوش الأفريقية تدافع عن أفريقيا ضد التدخلات الأجنبية أو ضد قوات التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا. ففى عام 1972 م تقدمت نيجريا بأقتراح تكوين القوات الأفريقية المشتركة لدول منظمة الوحدة الأفريقية كما أقترحت أن تكون تلك الجيوش متمركزة في دولة مستقلة تجاور المستعمرات البرتغالية في أفريقيا حتى تحمى حركات التحرر ضد الأستعمار وتحمى الدول المضيفة لحركات التحرر. وفي عام 1981م أستضافت نيجريا القمة الضارئة لدول المواجهة الجنوب أفريقية ودعت كل الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية لمد يد العون العاجل لأنجولا وخاصة الدعم العسكرى حتى تصعد نضالها ضد قوات جنوب أفريقيا العنصرية.
لم تنجح فكرة تكوين قيادة مشتركة عليا للجيوش الأفريقية، لكن بعض الدول الأفريقية دعمت فكرة تكوين جيوش ذات صلاحيات محددوة تدافع ضد التهديدات الإمبريالية ولكن ليس لصد النزاعات داخل الدول الأفريقية أو ضد التمرد داخل الدول الأفريقية بأعتبارها قضايا تخص الدول المعنية، في المقابل دعمت دول أفريقية أخرى فكرة جيش أفريقى ضد التدخل الخارجى ويساهم في فض النزاعات ويمنع أو يخمد الأنقلابات ويكون في مواجهة القوات الجنوب أفريقية العنصرية.
مع أن أفريقيا عامة ونيجريا خاصة لم تستطع تكوين جيس أفريقى موحد، كحلف الناتو، إلا أن ذلك أدى إلي معاهدات دفاع مشترك، أقليمية أو ثنائية جيدة. ومن تلك المعاهدات، فقد ساعدت نيجريا في معاهدة تكوين جيش الأيكو-واس في عام 1975م والذى يتكون من 15 دولة غرب أفريقية، ثم إنضمت جزر الرأس الأخضر فى عام 1977م لتصبح هناك 17 دولة أفريقية في المعاهدة. وفي عام 1981م صادقت 13 دولة أفريقية من دول الأيكو-واس علي معاهدة الدفاع المشترك لفض النزاعات بين دول الأيكو-واس وتكوين قوات ردع مشتركة.
يعتبر تأريخ جيوش الأيكو-واس تأريخ متضارب في الدفاع عن الدول الأعضاء، بالذات تدخله في حل النزاع الليبيرى عام 1990م، حيث نجحت الوحدة التى تشرف علي وقف إطلاق النار بقيادة نيجريا، ولكن نتيجة لضعف البنى العسكرية للمجموعة نجد نيجريا وحدها هى التى تمتلك القوة العسكرية، المعدات، الخبرة اللازمة والمصادر اللوجستيه مما جعل الأمر ينحو نحو الهيمنة النجيرية في شأن المجموعة وقد أدى ذلك إلي عقد أتفاقات ثنائية بين دول الأيكو-واس من خلف ظهر نيجريا كمحاولة لأحتواء الدور النيجري المتنامى. ففى عام 1986م تدخلت نيجريا وغينيا ثنائياً في التوسط بين سيراليون وليبيريا عندما أغلقت ليبيريا حدودها نتيجة للمحاولة الأنقلابية التى تدعمها سيراليون داخل ليبيريا. (الهيمنة النيجرية إستغلتها نيجريا إستغلالاً سيئاً) ففي عام 1990م توسطت نيجريا في حل قضية ليبيريا عن طريق قوات الأيكو-واس ولكنها في الوقت نفسة كانت تدعم الفصيل الليبيرى الذى يقف في صف الرئيس صمويل دو (هذه الحادثة موثقة دولياً ويجب أخذها في الأعتبار في الحالة السودانية).
ومع كل ذلك أستطاعت نيجريا أن تجعل من الأيكو-واس جهاز فاعل في مكافحة النفايات السامة، التهريب، ومحاربة المخدرات وغيرها. ومن أهم الأحداث التى جذبت إنتباه نيجريا هى عندما قامت السفينة الأيطالية 1980م بتفريغ شحنة النفايات السامة في ميناء كوكو بولاية بندل النيجيرية. وفي عام 1989م طردت نيجريا السفينة اليونانية خارج حدود مياهها الأقليمية عندما أثيرت حادثة وجود لحوم تحمل إشعاعات ذرية نيجية لأنفجار مفاعل شنرنوبل الروسى. ذلك يعنى نجاح نيجريا في تحريك الأيكو-واس ضد إلقاء النفايات في أراضيها وجعلته جريمة أمنية وبهذا تعتبر نيجريا مؤسسة جهاز مراقبة النفايات وهى تدعم بقوة فكرة جهاز لمكافحة التهريب.
يعتبر التوسط النيجيري بين تشاد وليبيا من أكبر الأدوار النيجيرية في الثمانينيات، حيث أنزلت نيجريا قوة قوامها 850 جندى لحفظ الأمن في العاصمة أنجمينا كما يعتبر مؤتمر كانو بين تشاد وليبيا ذو أهمية بالغة في لعب نيجريا دور ريادياً بعد ذلك. تعتبر قمة لاغوس عام 1980 لتوحيد الفصائل التشادية دور بارز لنيجريا. ولكن في مجمل محاولة التوسط بين تشاد وليبيا فشلت نيجريا في إقناع القوات الليبية بالأنسحاب من تشاد مما أضطر القوات الفرنسية المضادة بالأنسحاب (وقد يمكن تفسير الحدث برغبة نيجريا الخفية في التخلص من الأستعمار وحل القضية التشادية تحت السقف الأفريقى). ولكن لم تصمت فرنسا أمام الوجود الليبى في تشاد الفرنسية تأريخياً، فقد قامت فرنسا بحث نيجريا والدول الفرانكوفونية لتأسيس جيش قوات منظمة الوحدة الأفريقية وبالفعل قامت ست دول في عام 1981م تشمل نيجريا، السنغال، غينيا، توجو، زائير، بنين بتكوين جيش من 6 ألاف تحت القيادة النيجرية (أنظر أنصياع نيجريا للرغبة الفرنسية في مواجهة ليبيا). ولكن نيجة للصعوبات الأقتصادية لم تسطع إلا ثلاثة دول هى نيجريا، السنغال وزائير من أرسال قوات لتشاد، كما تكفلت نيجريا بالدعم اللوجستى، الشحن الجوى وأرسال ثلاثة واحدات عسكرية من أصل خمسة وحدات إنزلت في تشاد، مما أدى إلي فشل البعثة العسكرية. وعدم مقدرة منظمة الوحدة الأفريقية للعب دور فاعل تقوده نيجريا في تشاد، تأخر قوات الحماية، الأعداد المتواضع ومحدودية أدوارها جعل قوات حسين هبرى تدخل العاصمة التشادية منتصرة، مما أدى بدوره إلي إسقاط الحكومة النيجرية، ومع ذلك الفشل لم تتوقف نيجريا من بحث القضية التشادية بما في ذلك التوسط بين تشاد وليبيا. وكذلك فشلت نيجريا في الحالة الليبيرية، فإن مجموعة الوسطاء السبعة فشلت في التوصل إلي حل النزاع الثلاثى -بين المقاومة الليبيرية، والحكومة والحرب الأضافية التى نشبت في سيراليون نتيجة لمحاولة المقاومة لقطع خطوط الأمداد في سيراليون.
ومع أن أغلب المشاركات النيجرية كانت في الأطار الثنائى، إلا أن دور نيجريا في قوات متعددة الجنسيات لا تضاحيه أى أدوار أفريقية أخرى في حفظ الأمن الدولى.

إنتهت الدراسة.

وهنا نطرح بعض الأسئلة: لماذا فشلت نيجريا في النزاعات التى توسطت فيها؟ ما هى الدوافع الحقيقة وارء الدور النيجيرى المتنامى في القارة؟ ما هى الرؤية التى خرج بها القارئ من توسط نيجريا في الصحراء الغربية وتشاد وسماحها للقوات الشيوعية في أنجولا لتخوض الحرب في أثيوبيا ضد الصومال؟ والقارئ يستطيع أسنتباط الكثير من هذا المقال تجاه الشأن السودانى. ففي المقال القادم سوف نخوض في التركيب الأثنى النيجيرى وتعقيداته وظلاله علي الوضع السودانى، وفي المقال الأخير سوف نخوض في كيفية معالجة نيجريا لحروبها الأهلية ودلالاته علي الوضع السودانى.


بريمة محمد أدم
واشنطن دى سى، الولايات المتحدة
17 يونيو2005

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved