السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

نحو حوار واعى بعد أن هدأ الهياج اللاأخلاقى بقلم بريمة محمد أدم/ واشنطن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/19/2005 12:05 م

نحو حوار واعى بعد أن هدأ الهياج اللاأخلاقى

بريمة محمد أدم/ واشنطن
[email protected]


بسم الله الرحمن الرحيم

القراء الكرام، لكن التحية في كل مكان. أريد هنا إلغاء بعض الضوء على ما دار من حوار بيننا، مجموعة من أبناء الهامش في مواضيع عدة علي صفحات مقالات وأراء حرة في جريدة سودانيز أون لاين الغراء، وما كنت أود أن يصل بنا الحوار إلي نقطة الأنغلاق والأفلاس الفكرى التى وصل إليها المتحاورين معى، وهنا ثلاثة مرتكزات أبنى عليها أفكارى في الحوار:
قضية دارفور ليس قضية أقليمية تخص أبناء دارفور وحدهم، بل قضية كل سودانى علي أمتداد السودان شماله وجنوبه وشرقه غربه.
قضية الأخلاق قضية حساسة يجب أبعادها من المعترك السياسى.
ما يخص شخصى ليس لدى إنتماء سياسى لأى جهة فأرجو أن لا يفهم إننى معى أو ضد الحكومة أو الحركات النضالية، فإنتمائى الوحيد للشعب السودانى بكل ربوعه ومنها أقليم دارفور الجريح.
فإذا ما قُرِأت مقالاتى التى أكتبها عن دارفور مقرونه بهذا الفهم تجدها تدافع عن دارفور وشعبه بتجرد بعيداً عن المزايدة السياسية الزائفة، وأقر في قرارة نفسى وتحت ظروف الحرب أن هناك ممارسات لا أخلاقية، ولكن أختلف مع المتحاورين في كيفية تناول القضية ومعالجتها والمتاجرة السياسية الرخيصة بها. إن ما نمر به من أزمات سياسية أو إجتماعية في السودان وفي أقاليمنا المختلفة مرده إلي التعصب الأعمى وعدم فهمنا للحوار الفكرى النافذ الذى يتخطى الشكليات، الأيديولوجيات، التوجهات الفكرية أو الأطر التنظيمية سواء في الأحزاب أو الحركات النضالية. الحوار الواعى بظروف المرحلة هو الذى ينقلنا خطوة إلي الأمام نحو بناء وطن يسع الجميع ويحفظ حقوقنا ويصن كرامتنا كأمة وشعب وأقاليم وقبائل، وأذا ما أردنا أن ننصف بعضنا يجب علينا أن نكن منصفين في أنفسنا ونقم الحجة والدليل علي مبررات أفعالنا التى سوف تشكل واقعنا الحالى والمستقلبى. وفي مقابل الحوار الفكرى يأتى الحوار اللافكرى، الذى لا يستند إلي أسس فكرية، مادية أو أخلاقية، مما يجعله جدال وسفسطة قولية خالية المضمون والمعنى ولا يقدم تصور لفهم حقيقة الأشكال ويستشرق أبعاد الحلول. ذلك العجز الفكرى يؤدى إلي ما يسمى بالأفلاس الفكرى، إنغلاق أبواب التفكير، مما يقود بدوره إلي المكابرة بالآراء والركون إلي التطرف الفكرى والعنف اللفظى الذى لا يرقى لفهم أو فطنة القارئ. فالحوار الذى دار بيننا أبناء الهامش حول اللغة العربية كان حوار إيجابى من جانبى مدافعاً عن اللغة العربية بصورة فكرية تستند إلي واقع عملى معاش، في المقابل كان المحاورون يستندون إلي موروث متراكم من الغبن يعمى أبصارهم إلي حقيقة واقعية وعملية اللغة العربية هل هى تصلح أو لا تصلح كلغة للتخاطب يفهمها عامة الشعب؟ ذلك السؤال يتهرب منه الجميع وحتى اليوم، ولكن حسبى أن القارئ يقرأ من بين سطور الرأى والرأى الأخر ليستبين الحقيقة الغائبة.
قضية أخلاق المجتمع السودانى قضية شائكة ويوجد بها الكثير من المسكوت عنه ترفعاً عن الترهات، وإستغلالها في الكسب السياسى الرخيص يفتح الباب علي مصراعية إلي فضح المجتمع السودانى وذلك يعنى ترك الجوانب الغالبة والمشرقة في حياة الشعب السودانى والأخذ بالجانب المتنحى السلبى وجعله الصفة الغالبة مما يضر بتماسك النسيج الأخلاقى السودانى. ذلك الأتجاه يجعلنى أقف بشدة ضد دعاة الأعلام اللأخلاقى السلبى في دارفور والذى يفبرك الأكاذيب التى تدعى أن الجرائم اللاأخلاقية هى هدف مقصود لذاته لأذلال الشعب الدافورى والنيل من إرادته، تلك تجارة رخيصة وسلعة متعفنة بائرة يجب أن لا ندع مجال لرواجها وفي نفس الوقت أيضاً يجب معاقبة الطفيليين الذين يستغلون الأجواء القذرة لظروف الحرب للنيل من كرامة المواطن وشرفة. وبالتالى إقصاء أو إعادة صياغة الخطاب الأعلامى الجائر ومحاكمة المجموعات الطفيلية يوفر الضمانة لحماية أو إعادة النسيج الأخلاقى والأجتماعى الممزق. الدعوة إلي صياغة الخطاب الأعلامى الجائر هى الطريق الوحيد إلي إعادة صورة دارفور المشرفة ونصرتها الحقيقية ضد الزيف اللاأخلاقى ويظل سؤالى الذى نوجهه إلي الجميع كيف يمكن توازن الخطاب تحت ظروف الحرب؟ أو ماذا يرى القارئ من بدائل أو أتجاهات يمكنها أن تقود إلي رؤية متوازنة بين ظروف الحرب وشرف وكرامة الأمة الدارفورية؟.
الذين يجابهون هذا الباطل والزيف اللاأخلاقى، أيضاً، يعتبرون هدف لأصحاب هذه النفوس المريضة، شخصى الضعيف مثال حى أمامكم، بالأمس حينما عجز المتحاورون معى لجأوا إلي إسلوب لاأخلاقى في الحوار، نقتبس الأتى من مقال الأستاذة سارة عيسى (فقد أخبرني أحد الاخوان في الولايات المتحدة أن بريمة في لقاء مع وفد حكومي قام بمقاطعة الزائر الحكومي وأدعي أن عبد الواحد محمد نور من أكلي لحوم البشر وقد قام بأكل ذكور القتلي من القبائل العربية فحدث هرج ومرج وأحتج الحاضرون فقام المسؤول الحكومي بمنعه من الكلام وقال له بالحرف ( أنا الوحيد الذي يحق له الكلام في هذه الندوة ) وبعد الندوة قام الحاضرون بمطاردة بريمة وطلبوا منه اثباتا حسيا لهذه الرواية الا أنه هرب منهم الي أن ظهر اخيرا علي المواقع الالكترونية وهو ينفث حقده وسمومه علي الجميع) أنتهى الأقتباس. أنظر ماذا قالت القانونية والطبيبة النفسية: حدثها إحد الأخوان (شخص مجهول)، وفد حكومى زائر (وفد مجهول)، الندوة في أى وقت وفي أى زمان (ندوة مجهولة)، هل هناك غير هذا الشهود (مجهول). ذلك الأسلوب يعنى قمة الأفلاس الفكرى في الحوار ويؤكد في نفس الوقت ما تخفية تلك النفوس المريضة والمتاجرة تجارة سياسية رخيصة بالأعراض، وأقل للقراء الكرام أبشروا هذه هى بوادر نصر قضية دارفور بالحق المبين بدأت تنكشف في حيف أصحاب الأعلام اللاأخلاقى الجائر. وأنظر إلي العنف اللفظى في الحوار في مقال مصطفى محمد أبكر أبوالجاز قائلاً: (فإذا ذهب بك التبرير أن تستشفع بمقال الرجل القانونى الذى وصفته بالرجل الفاضل ليثرى لنا بحوداث إجرامية من هذا القبيل نشرتها مجلة الأحكام القضائية منذ الخمسينات وينسبها لأهل دارفور، فأنت وهو إلى الجحيم) أنتهى، فإى أنسان كهذا يرجى منه في الدفاع عن قضية، وهناك الكثير من المقالات التى ترد بهذا الأسلوب المستهجن في الحوار.
أنظروا أيضاً دور المتداخلين المنحازين حينما رجحت كفة الحق في الحوار وبدأت الصورة الحقيقة تتجلى وينكشف الزيف. الدكتور عبدالمجاد محمد عبدالماجد، هذا المناضل النمر الورقى مثالاً لهؤلاء المنحازون، والذى من المفترض يمثل قمة الهرم الثقافى في الحوار ماذا قال (واقول ليك يا بريمة انت كترت اكتر من اللازم)، والذى نفسى بيده ما كنت لأتصور أن يخرج حديث مثل هذا من أنسان يحمل درجة الدكتوراه، الفهم قسمة ونصيب. حينما نظرت زوجتى إلي هذه الجملة ماذا قالت (أسمع يا بريمة دا وصل حكاية بطالة من الأفلاس، أنا خايفه يكون منتظرك جوار الباب) وهى لا تدرى أنه دكتور وكان ردى لها (أهدئى يا أم عاصم، هذه النمور الورقية لا تقتل ذبابة)، وكأنى أرى بأم عينى عندما يقرأ هذه الجملة يتطاير الزبد من فمه كالثور الأسبانى الهائج غضباً في حلبة المصارعة، وأنى أدعوك يا دكتور أن تلجم زمام هياجك الطفولى وبطولاتك الورقية وتبتدر أسلوب أمثل للحوار يخرجنا من المأزق اللاأخلاقى في التجارة بقضية دارفور العادلة. فإن المتاجرين بأعراض وشرف الأمة والذين يناصرونهم ملة واحدة، تريد أن تقتات علي موائد الأخرين بالتجنى اللاأخلاقى الرزيل ولكى تطول عمد الحرب فيموت البسطاء وتهتك الأعراض ويجف الزرع وينضب الضرع، وفي وسط تلك البيئة الغجرية يجدون مبررات كبسهم اللاأخلاقى الرخيص. وأرجو أن يعرف القراء لمن يقرأون وأن لا ينبهروا بالألقاب البراقة والديكورات المزيفة، ففى عهد التابعين الكرام كان في علم الحديث وسائل للتحقق من رواة الحديث ومعرفة معادن الرجال حتى ظهرت مقولات فلان لا يعتد به وفلان حاطب ليل وغيرها، حتى نعرفوا أصحاب الزيف والحيف الأخلاقى.
إذن السؤال الذى ينتظر منا الأجابة جميعاً كيف نطور الحوار لنسمو فوق الترهات والمهاترات الشخصية؟ وكيف يمكننا أن نُفهم مثل هؤلاء الدكاترة والقانونيين المتخلفين في فن الحوار ليعرفوا قيمة الحوار؟ وكيف نفهم النقد بأنه وسيلة إيجابية لكشف الحقائق وليس وسيلة للنيل من قضية المتحاور أو شخصة؟ قضية دارفور، وكل قضايا أقاليمنا، قضايا عادلة يجب أن نقف معها بقوة الحق الأبلج وليس بالزيف والباطل، وذلك دور الشرفاء من أبناء الأقاليم المهمشة، ويجب أن نعلم أن الزبد سوف يذهب جفاءاً وأن الحق دوماً يطلوه صدأ زائل، فلنحاول جميعاً إجلاء معدن دارفور الأسلامى الأصيل من الصدأ اللاأخلاقى والمتاجرة السياسية الرخيصة، وتلك هى جحتى التى أواجه بها أصحاب النفوس المريضية ومهوسيى الأعلام اللاأخلاقى، فإن أصبت فذاك من الله وإن أخطأت فذلك منى والشيطان والعتبى لدارفور وأهلها حتى يرضوا.

ودمتم

بريمة محمد أدم
واشنطن دى سى، الولايات المتحدة
17 يونيو2005

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved