السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

البــــــــجا ومســـــــتجدات الســـاحة الســـــياسية .البـــــــــجا ثوابتهم واتفــاقية الميرغني ــ طه... بقلم د.ابومحــــــمد ابوامـــــنة-طــبيب اطــفال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/18/2005 10:37 م

البــــــــجا ومســـــــتجدات الســـاحة الســـــياسية
البـــــــــجا ثوابتهم واتفــاقية الميرغني ــ طه

بقلم د.ابومحــــــمد ابوامـــــنة
طــبيب اطــفال


الظروف الجديدة
بعد توقيع اتفاقتي السلام طرأت ظروف جديدة علي الساحة السياسية لابد من مواكبتها والتكيف معها .فالدول الغربية وامريكا تسعي لفرض سلام دون الدخول في مناقشات حول مسببات الازمة السودانية لاسباب معروفة منها الحروب الطويلة التي لم تؤد الي نتيجة, ووجود البترول بكميات كبيرة, .ووضع السودان الاستراتيجي في القارة الافريقية, وامكانية تحول السودان الي سلة لغذاء العالم لتوفر الماء والارض والطقس المناسب, ومرور خط انابيب البترول الامريكي المزمع انشائه من السعودية عبره, والعلاقات الحميمة بين النظام والولايات المتحدة, وظهور الصين كمنافس للدول الغربية في الساحة الافريقية ومحاولتها كسب مواقع جديدة في تلك القارة علي حساب هذه الدول وامريكا, مهددة بذلك المصالح التقليدية لها. فكان الضغط المتواصل من جا نب هذه الدول للتوقيع علي اتفاقيتي السلام..وكذلك فرضت الاتفاقية الاخيرة بين التجمع الوطني والسلطة دون التعرض لاسباب الازمة السودانية. ولميثاق التجمع ذاته الذي ارتبطت به كل القوي المعارضة. ان الاحداث تتسارع بشكل مذهل, لابد من مواكبته

فجأة تحول السودان من دولة راعية للارهاب الي دولة صديقة متعاونة. تغدق عليها الاموال. وقرارت مؤ تمر اوسلو للدول المانحة معروفة للجميع اذ تقرر منح السودان 4,5 مليار دولار. هذا المبلغ الضخم الذي لم يكن يتوقعه احد.

قوات حفظ السلام
حسب قرارت مجلس الامن ستكون هناك قوات تابعة له لفرض السلام المنشود بكامل عتادها في مواقع المواجهات ويحق لها استخدام القوة لو اقتضت الظروف ذلك. ودون شك سيمارس ضغط علي الدول المجاورة لترفع يدها عن مساعدة الجماعات المعارضة والتي.ربما يسمونها ارها بية او علي احسن الفروض بجماعات معيقة للسلام.
هذه المستجدات تفرض علينا مواكبة ما قد طرا علي الساحة السياسية من تغييرات وان نكون علي استعداد تام مسبقا لمسايرتها. واكيد ان فرص العمل الميداني ستشح ان لم تنعدم تماما في المستقبل..
فلنفكر فيما يجب عمله الان قبل ان تضيع الفرص.

ـ التحالفات الاستراتيجية

التحالف مع القوي السيلسية الاخري ضرورة تفرضها الظروف لانجاز عمل معين محدد, فيوقع علي ميثاق يحدد الاهداف المعينة وترتبط به كل الاطراف, وتعمل بجدية علي تنفيذه. بعد تحقيق الهدف ينتهي التحالف وتذهب كل جهة في طريقها الخاص. ينطبق هذا علي التجمع الوطني, الذي وقعت كل احزاب المعارضة علي ميثاقة والهدف كان اسقاط النظام الديكتاتوري. وبناء سودان جديد ديموقراطي تحترم فيه حقوق الاتسان. هذه الاهداف لم تتحقق عسكريا. الا ان هذا لايعني قط انه بمجرد التوقيع علي الاتفاقيتين ان تطلعات شعبنا نحو وضع افضل قد انتهت. فشعبنا حقق المعجزات بالطرق السلمية وعلي راسها تحقيق الاستقلال, واسقاط النظامين الدكتاتوريين. الامل في اسقاط الدكتاتورية لا زال موجودا. فلنجد تحت هذه المستجدات وبالتعاون مع كل القوي الخيرية مخرجا لتحقيق تلك تلك التطلعات.

لقد كانت قيادة المؤتمر مدركة لدورها التاريخي عندما وقعت علي الميثاق والتزمت بمبادئ التجمع وخاضت المعارك الجبارة في الشرق وحققت الانتصارات الباهرة.وحررت الاراضي في شرق السودان والتي لا زالت تحتفظ بها.

ثوابت البجا
بعد التوقيع علي اتفاقية الميرغني ـ طه وبعد دراسة تفاصيلها بدقة يجب ان نتخذ موقفا محددا اذاها ونحدد كيفية التعاون مع القوي الاخري داخل التجمع تحت هذه المستجدات, مع الاخذ في الاعتبار بان الحركة الشعبية ـ حليفنا التاريخي ـ لا زالت محافظة بموقعها داخل التجمع . الذي لاشك بانه سيتعرض لهزة عنيفية بداخله بعد التوقيع علي الاتفاقية. فهل يستمر تعاوننا معه؟

العمل داخل وعاء التجمع ضرورة تفرضها الظروف الراهنة, و يحتاج الي كياسة ومرونة واخذ ورد. ان الهجوم علي التجمع او الخروج منه لن يخدم قضيتنا, فلنواصل النضال معا مادام الهدف وهو ازالة النظام الديكتاتوري وهزيمة قوي الشر ما زال قائما.

يجب ان ننظر لاحزاب التجمع كحلفاء لا كاعداء, ويجب اقناعهم بان المؤتمر هو خير من يدافع عن قضايا المنطقة. نحن في الفترة القادمة.. فترة الانتخابات وما بعدها نحتاج لحلفاء اقوياء لدحر نظام الجبهة وكنسه من الساحة السياسية الي الابد , .يجب ان نحذر المندسين وغواصات النظام التي تسعي جادة لعزلنا والفتك بنا.

الا ان هناك ثوابت تاريخية لايمكن التنازل عنها وعلي راسها اشراك القومية البجاوية في السلطة المركزية اي في مجلس الدولة ومجلس الوزراء, وفي الخدمة المدنية في الوزارات المركزية بنسبة تعادل كثافتها السكانية, وان يحكم البجا انفسهم بانفسهم تحت مظلة حكم فيدرالي حقيقي, وسيطرتهم التامة علي موارد الاقليم المادية وعلي راسها دخل الميناء وذهب ارياب.

ان كثيرين من ابناء الشمالية تعاونوا معنا باخلاص قي الماضي علي سبيل المثال في تاسيس مؤتمر البجا عام 58 وتكوين نقابة عمال الشحن والتفريغ..واتحاد المزارعين بالقاش تحت قيادة المناضلين الجسورين علي حسين المليك ــ اسكنه المولي فسيح جناته ـــ ورفيق دربه سيد نايلاي اطال الله عمره.

عندما اعتقلت السلطات الاستعمارية هذين البطلين نهض الوطني الغيور المرحوم احمد خير المحامي ـ وهو شايقي بشلوخه ـ وتطوع للدفاع عنهما. وكان حينها مجرد الذهاب من مدني الي اروما في حد ذاته مشكلة كبيرة ومرهقة للغاية لعدم توفر المواصلات في تلك الازمنة. والطرق السيئة, وكذلك مواجهة المستعمر في قضية هي في المقام الاول هي قضية سياسية. فذهب هذا الشايقي متكبدا الصعوبات ليواجه المستعمرين ويدافع بجرآة عن ابطالنا. انه كفاح جيل سجله التاريخ. ولن ينسي الجيل اللاول من قيادات المؤتمر ذلك الدور الفعال الذي لعبته القوي الديموقراطية بمساندتها في تاسيس المؤتمر و الوقوف بجانبه طوال مدة كفاحه

فليس كل شمالي هو بالتالي عدو للبجا. ان الطبقات المقهورة في المجتمع السوداني هي حليف طبيعي لنا. يجب ان نميز بين الذين يمتصون الدماء وبين الذين تمتص دماؤهم. بين المستغلين والمستغلين. بين الغبش وبين الطبقات الرأسمالية الطفيلية

واخيرا
ان الظروف السياسية الراهنة تفرض علينا عقد لقاء موسع تشترك فيه قيادات واعية, شجاعة, مقدامة, ذات امتياز فكري, ورؤي ثاقية, ذات ثقل جماهيري, وذات تاريخ ابيض ناصع, خبرت السجون وخبرتها السجون, ..قيادات تعرف كيف تتعامل مع احداث الساعة بذكاء وحنكة,..قيادات, تسعي لتقوية التنظيم, وتحشد كل الكفآت البجاوية حوله.. قيادة تسعي لتقوية التحالفات الاستراتيجية, وتحترم العقود,..وتستقطب الدعم الاقليمي والدولي, وتجد التقدير والاحترام, وتدري كيف تسخر وسائل الاعلام الحديثة من اجل خدمة القضية البجاوية,...لقاء يناقش كل ما قد طرا علي الساحة السياسية بعد التوقيع علي اتفاقيتي السلام, وظروف العمل في فترة ما بعد الحرب,وامكانية تصعيد المقاومة الداخلية. وامكانية اجراء تحالفات جديدة, . والانتخابات المـقبلة ..وكيف نخوضها.
فلنناقش هذه الآراء ولنضع استراتيجية واضحة تنير لنا الطريق. ويلتزم بها الجميع.

نواصل فأ بقوا معنا


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved