السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

التعاضد بين شعوب منطقة جبال النوبة ( جنوب كردفان ) بقلم م/ محمود جودات

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/18/2005 9:49 ص

التعاضد بين شعوب منطقة جبال النوبة ( جنوب كردفان )

نعم مثلما كانت منطقة جبال النوبة هي الأرض الخضرة التي نبت فيها سنابل السلام
وهي البقعة التي شاع منها نور مستقبل السودان الجديد بإذن الله تعالى لقد كان
نفر طيب من أبنائها الخلص وكان أول من تم الاتصال به من قبل حكومة السودان وممن
سموا أنفسهم آنذاك لجنة السلام بكادفلي وعلى قمة الهرم الشهيد القائد يوسف كوه
مكي ورفاقه الأجلاء وذلك عبر خطابات ووساطات ومن هنا بدأ الذين زرعوا بذرة
السلام في تحري العملية السلمية وظلوا يرعوه حتى أصبح حقيقة وواقع على الرغم من
خوف المتوجسين من صدقية الحكومة في تحقيق السلام لما ألت أيها الأمور من
الممارسات السيئة التي قامت بها الحكومة في المنطقة أو لنقل أنها كانت تساعد
على حدوث مثل تلك الممارسات التي أدت إلى فقدان الثقة بين المواطنين في المنطقة
إلا أن الأمل معقود في أبناء الوطن الأوفياء من تلك المنطقة التي تعتبر وهي قلب
الوطن النابض هي سودان مصغر بتداخلاتها الاثنية وثرية بالأرث الثقافي المتنوع
من الفنون الشعبية وهي عمق الأمن القومي السوداني إذ بها بدأ السلام منذ توقيع
أول اتفاقية لوقف اطلاق النار في 2002م بزاعمة دانفورث وأدواته **وعن الوضع
الاقتصادي والثروة نحن علينا بالظاهر لقد سمعنا الكثير عن توافر المعادن
النفيسة في باطنها وبين صخورها مثل الذهب واليورانيوم وغيرها ولكنا نشهد بأنها
غنية بالنفط وهي مخزن القومي الثروة الحيوانية وتزخر بالأراضي الزراعية الخصبة
والمناخ المتنوع طوال شهور السنة يقطن فيها مواطنوها شعب النوبة وعدد كبير من
المواطنين السودانين من أنحائه المختلفة وكانوا قبل اندلاع الشرارة الأولى عام
1985م التي اشعلت نيران الحرب جرا حادثة القردود وسكان المنطقة من النوبة
وجميع القبائل العربية والإفريقية في تعايش سلمي بقدر كبير وتزاوج وتصاهر بين
العديد من القبائل ونعرف أن هناك العدد من قبائل البقارة يتحدثون لغة النوبة أو
على أقل تقدير يفهمونها جيداً وكذا قبائل الفلاتة ويشترك الجميع في في منطقة
جبال النوبة في الموارد الطبيعية دون حصر أو احتكار لمصلحة أي طرف مصادر المياه
وحتى الدلو والرمبيك وتشترك البهائم في التبريب لشرب الماء والكلأ في الرعي
والزراعة وكذا بقية شئون الحياة وأهم مواطني المنطقة هم النوبة والبقارة وجميع
الطوئف العربية وكل الفريقان أغنياء البقارة أغنياء بمواشيهم الكثيرة المتنوعة
والنوبة أعنياء بأرضيهم الزراعية ومواشيهم أيضاً , وهذا من ناحية الحياة العامة
ولكن أن الحروب والمشاكل البسيطة تواجدت في المنطقة منذ عام 1964م وذلك بين
المسيرية والدينكا وكان اسبابها في الغالب الرعي والمواشي حيث أن كل الفريقين
يملكون عدد كبير من الابقار وفي موسم الصيف يسير العرب البقارة من مواقعهم
المتمركزة في شمال جبال النوبة ويتجهون نحو الجنوب طلباً لموارد المياه
والمراعي الخضرة حيث يلتقي مع الدينكا في منطقة بحر أبيض ومن هنا تبدأ المشاكل.
نعم نريد أن يتفكر أبناء المنطقة في مصلحة بلدهم لقد كانوا في الماضي جهلة
متخلفين ينظر إليهم بأنهم أبناء مناطق متخلفة وكان الواحد منهم يقصد السفر نحو
الشمال ويترك خلفه الحلال وكل ما يملك وقد يكون في ذلك غضب الوالدبن بسبب أنهم
( الوالدبن ) لا يعروفن شيء عن العلم أو العلوم ولكن هناك من يكون له أخوة كثر
وبذلك تتاح له الفرصة للذهاب إلى الشمال من أجل العلم لقد عانى أبناء المنطقة
الأمرين من التخلف والجهل من جرا التهميش المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة
على دفة الحكم في الخرطوم ولقد كان ذلك التخلف سبب في أن استغله الانتهازين
لأغراض سياسية أو كسب و ولاءات حزبية ضيقة بعيدة عن مصلح الإنسان في تلك
المنطقة وعاش إنسان المنطقة ظروف الحرب المفتعلة بجميع تطورها وكان الإنسان هو
آلياتها توجهه أصابع الأنظمة الخبيثة في كل ناحية لها فيه مصلحة فخسر الإنسان
الكثير دون أن يجني من كل ذلك شيء علاوة على أن الحرب ألقيت بظلالها على البنية
الاقتصادية للمنطقة فقد كانت المنطقة تحتوي على أكثر من خمس وثمانون في مئة من
روؤس المواشي جمال وابقار واغنام وضان حيث كان ذلك المخزون الأساسي
والاستراتيجي للحوم في السودان وكذلك يصدر منها كميات كبيرة لدعم الاقتصاد
الوطني ذلك بجانب القطن والسمسم في جبال النوبة والفول السوداني في كردفان
والمحاصيل الزراعية التي كانت تزرع في مساحات كبيرة بالمنطقة ولقد دمرت الحرب
الإنسان والاقتصاد والتعليم الأساسي الذي هو بالكاد لا يعدو أن يكون في كثير من
الأحيان مدارس في الهواء الطلق تقام تلك المدرسة في القرى النائية تحت ظل الشجر
هي عبارة عن ميدان للعب ليلا الجريري والمردوم والكرنك أو النقارة والكلبنبق أو
ميدان الصراع والمدواس وغيرها من الالعاب الفلكلورية الصيفية وفي الصباح تعلق
الواح خشبية أو قطع من صفيح مسطح على جذع أي شجرة حول المعلب لتكون تلك الشجرة
هي الفصل الدراسي لعدد من التلاميذ فيجلس الصبية ( الطلاب ) على الأرض ويأتي
المعلم التي قد يكون شخص متطوع لخدمة أهله أو معين من قبل الحكومة براتب قد
يطول أنتظاره وقد لا يأتي الراتب أبداً وفي بعض الأحيان يحمل المعلم معه أدوات
الزرع لأنه بعد نهاية الحصة يتوجه إلى زراعته حيث يعمل على جمع قوته ولكن حتى
هذه المدارس البسيطة وروادها لم تنجو من دمار الحرب .
أن كل الشهداء من الطرفين الذين دفعوا أرواحهم من أجل الوطن وقضوا في أحراش
الجنوب وعلي سفوح جبال النوبة والديان تروي دمائهم قصة هذا السودان الجديد لقد
فقد الناس أعزائهم ودفنت أحلامهم تحت التراب, ومع كل هذا لم تقف الحياة عند حد
بل استمرت على الرغم من الموت والفقد العزيز لأبنائنا من جميع السودان ومن وسط
ذلك الركان استطاع عدد من الناس أن يطلوا على العالم من الجديد لقد ظهر عدد
كبير من أبناء المنطقة متعلمين وعلى مستويات رفيعة من العلم في بلاد المهجر
وداخل الوطن وهولاء يمكن أن يكون لهم الدور الريادي في أرساء دعائم السلام
الدائم في المنطقة وبه فقط ينعم السودان بالوحدة المرجوة .
عليهم الاستفادة من معطيات السلام والعمل على ترقية الفكر الإنساني ونشر فكر
وثقافة السودان الجديد بين الناس ونأمل أن يكون هولاء المتعلمين والمثقفين
الذين كانوا هم مخاض تلك الظروف المأساوية التي عطلت كل طاقات الشعب السوداني
ونالت منه بما فيه الكفاية في جميع الضروب ولم يتبقى له غير ذلك الوطن القديم
المعطل فعلى ابناء المنطقة أن يكونوا أكثر نضوجاً وتفهم لقضايا منطقتهم وأن
يكون التشاور الجاد الموضوعي والايجابي هو سبيلهم نحو البناء وتعمير النفوس قبل
تعمير الأرض وأن يعمل جميع الأطراف على تأسيس حرية الحياة لجميع الشعوب
المتواجدة بالمنطقة في ظل تعايش سلمي معافى من جميع الفكر العنصري وأنواع
التمايز العرقي أو الديني بين المواطنين وذلك يلزم جميع أبناء المنطقة أن يقوم
هولاء المتعلمين والمثقفين بتنوير أهاليهم وتعليمهم اسس التعايش السلمي وأن
يعرف كل الناس بأن لا فرق بين عربي و عجمي إلا بالتقوى أو كما قال الله سبحانه
وتعالى:
( ومن اياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات
للعالمين ,, الأية سورة الروم ) وكذلك سد جميع الثغرات التي تنفذ منها الاهواء
البشرية الشريرة ممن شأنها زرع الفتن بين الناس كما نأمل من القياديين والساسة
العمل معاً من أجل بناء جسور الثقة بين أهالي المنطقة وتوجيه الناس نحو السلم
والسلام ونبذ الخلافات والاحتراب القبلي وألا يتركوا الأنتهازيين من مرضى
التسلط أن يجعلوا منطقتهم ميدان للعراك السياسي لمصلحة السلطات المركزية في
الخرطوم وعلى سبيل الفائدة وملاحقة الزمن واجب أن يعي الناس أهمية تكوين فرق
عمل مشتركة بين جميع أبناء المنطقة وفي جميع التخصصات والمناشط الاقتصادية
والثقافية الرياضية.
وعلى الحكومة أن تساير الخطى نحو بناء دولة السودان الواحد بكافة مكوناته
المتنوعة العرقية والدينية والثقافية وأن تتعامل بشفافية مع القضايا الجوهرية
التي تهم الإنسان السوداني وتمليكه الحقائق بأمانة وتجرد.
كان من أكثر المشاكل التي تواجه الناس في المناطق جبال النوبة هي مشكلتي
الزراعة والرعي وهما اسباب المناوشات والتحرش بين مختلف القبائل في مناطق
الاحتكاك الرعي والزراعة فلابد من وجود حلول جذرية لهتان المشكلتان .
الزراعة فهي حرفة المواطنين المستقرين من النوبة في جميع مناطق الجبال فهي توفر
للنوبة والبقارة معاً لقمة العيش الوفيرة حيث يزرع النوبة الذرة بأنواعها
المختلفة والفول السوداني والسمس والقطن,
بالنسبة للنوبة هم سكان مستقرون في بلدات حول جبالهم ولهم فيها جباريك أي زراعة
لبعض المحاصيل السريعة من الذرة الحلوة والتي تسمى لبن الشاة وبعض وبعض أنواع
الذرة السريعة النضوج والعيش ريف والتبش والقرع والبطيخ وغيره من المزروعات
التي لا يستغرق مدة نضوجها منذ أن تزرع حتى يأتي أكلها أكثر من شهرين ولكل فرد
منهم مرزعة تبعد عن بلدته أو قريته مسافة من خمسة كيلوا إلى عشرة كيلو يزرع
فيها بعض المحاصيل المهمة اقتصادياً السمسم والقطن واللوبيا بأنواعها وأنواع من
الذرة مثل الكلم والذرة الحمرة والصفرة والبيضاء.
أما عرب البقارة فهم ملاك ماشية ضخمة ويسكنون بشكل غير مستقر في مناطق متفرق من
شمال جبال النوبة وتقريباً على طول الشريط بين شمال كردفان وجنوب كردفان ذلك
مكان إقامتهم طيلة موسم الخريف حيث الأمطار الغزيرة توفر المياه والكلأ
وتجبرهم الظروف البيئية للترحال والتنقل من مكانهم في فصل الصيف ففي أوائل موسم
الصيف يتجمع البقارة على شلك مجموعات وخشم بيوت ويسيروا نحو الجنوب بحثاً عن
المياه والمراعي حيث تتوافر في مناطق جبال النوبة عيون المياه العذبة وكذلك
الأبار التي تحفر في بطون الخيران والوديان المنخفضة ومن أجل ذلك يستأنس
البقارة الحياة في مناطق جبال النوبة لبعض الوقت وأن النوبة لم يتضايقوا من ذلك
لعلمهم بأ، البقارة سيارة وفي أثناء ذلك يتقاسم النوبة مع اخوانهم البقارة
المياه والكلأ في ذات الوقت والظرف أن النوبة ما يزالوا يجمعون محاصيلهم
الزراعية وعلى البقارة أن يكونوا أكثر حرصاً وألا يتركوا ماشيتهم تتلف مزروعات
النوبة وغالباً ما تحدث مشاكل من هذا النوع ولكن سرعان ما يتدخل العقلاء ويتم
تسوية الأمور واحياناً يحدث اشتبكات بين الشباب فيحدث القتل مما يأجج مشاعر
الناس في المنطقة وتصبح المنطق على فوهة بركان لذلك نقترح أن أن تقوم وزارة
الزراعة او الثروة الحيوانية لحل مشكلة الرعي المتنقل في السودان وخصوصاً في
جنوب كردفان وولايات دار فور بعيداً عن مزارع المزاطنين منعا للمشاكل
والاحتكاكات القبلية ويتم أيجاد سبل توطين البقارة في بلدات أو مدن مع توفر
المياه الكافية لمواشيهم وكذا أراض زراعية تكفي حاجة المواشي من البرسيم أو
الاعشاب .
نريد أن يكون القلم بلسم يداوي جراج الماضي وفي ذاته مشرطاً يشرح مواضع الألم
ليخرج الشظايا والرصاص والماضي ساعة قد عاشها إنسان طويت أزمانها ولا تنسى
أحداثها مادام حي فالحياة قصيرة يجب أن يعيش الناس ايامها معا في سعادة وأمان
بدلا من إهدارها في سفك الدماء ولابد أن تواصل الأمل بعودة الفرح بعد الحزن.
المرء يفنى وتفنى توابعه والدنيا تبقى بما فيها طيباً وخبيث .

م/ محمود جودات [email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved