في يوم 24.ابريل. 2001 كانت جامعة ام درمان الاهلية مكانا لواحد من
اهم الاحداث في تاريخ الجامعات فقد نجح مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية
وعمادة شؤن الطلاب وقيادات التنظيمات السياسية الطلابية في التوقيع علي ميثاق
شرف لنبذ العنف بين الطلاب هذا الحدث يمكن اعتباره نموزجآ يعتذى به في
الممارسات السياسية ورسالة لاطراف النزاع في ذلك الوقت لهذا وجد تغطية اعلامية
كثيفة وكان لهذا الحدث بالغ الاثرعلي ايقاف سلسلة الصراعات بين الطلاب
الاسلامين (شعبي و وطني) بعد احداث 6.رمضان والاسلامين والشيوعين(حق) بعد
اغتيال الطالب(وداعة اللة محمد علي )رابعة لغة عربية.
كما ترتب علي ذلك الحدث استقرار اكاديمي ومنافسة شريفة علي مقاعد تجمع الروابط
والاسر الاكاديمية وتطور الخطاب السياسي ونمؤ ثقافة العمل الخدمي وبروز ادب
رفيع في التعامل مع الاخر, كل حضور ذلك اليوم تفاعل باعجاب شديد مع تلك اللفتة
البارعة التي خطاها طلاب الجامعةالاهلية
الميثاق ينص علي احترام حرية ممارسة النشاط السياسي وعلي احترام الاخر
والالتزام باللوائح والدساتير و جعل الحوار وسيلة حسم لكل الخلافات واتاحة فرص
متساوية لجميع التنظيمات والروابط الطلابية مع الالتزام بالسلوك القويم ويهدف
الميثاق الي ضرورة ترقية الخطاب السياسي والثقافي ويرفض مظاهر استعراض القوة
والتحرش بالاخرين ويدعو مع ذلك الي احترام العقائد الدينية وكل تلك المعاني
السامية وقع علية ممثلين التنظيمات السياسية بالجامعة فبحكم وجودي في الجامعة
الاهلية في تلك الفترة لاحظت بما لايدع مجال للشك بان هذه الممارسه الراقية
للعمل العام في الجامعة لن تكون فى اى من الايام عرضة لاى نقض من التنظيمات
السياسية بل كل الاحزاب حريصة فى المحافظة علي وجودها السياسي من خلال تعامله
بالحوار لان الحصار الاجتماعى هو مصير كل من يلوح بالعنف وفي يوم 15/6/2005م
برز الوجة الحقيقي للاحزاب التي اقدمت علي ذلك الهجوم البربري العنيف وكانت
خسارتة مليارات الدينارات يتحمل الطلاب المسؤلية كاملة لما قامو بة من دمار
لمواردهم.
لقد حاولت فى هذا المقال ابراز صورتين الاولى تشكل الممارسه للعمل العام بعد
التوقيع على ميثاق الشرف والثانيه خرق الميثاق .نجد ثمة شبه كبير بين ما ترتب
على الاتفاق الموقع بين الحكومه والحركه من توادود وتبادل للعبارات المهذبه
المغلفه بالحذر وما حدث بين الاحزاب الديمقراطيه وغيره بالجامعه الاهليه ولكن
كل مانتمناه ان لا يفضى اتفاق السلام الشامل الى ما وصل اليه الطلاب من نقض
لاول تجربه سياسيه طلابية.
فعلى طريقة الكبار صمد ميثاق شرف الجامعه الاهليه على اربع سنوات فى وقت كنا
نامل فيه ان يحظى الميثاق على تطبيق مستدام وان يكون نموزجا يعتذى به فى عدم
الاخلال بالمواثيق والعهود ولكنه اصبح رقم جديد يضاف لسلسة هزائم السياسيه
بالسودان.
لعل ما اذكره جيد ا فى ذلك اليوم الكلمه القويه التى القاها بروفسير محمد احمد
خليفه مدير الجامعه الاهليه بعد استعراض سريع لاحداث بالجامعه وتاثيره على
مسيرة الجامعه الاكاديميه والاجتماعية وربطها بعودة الاتحاد ولكن قال ان
الضمان الوحيد لعودة الاتحاد هو توقيع الطلاب على ميثاق الشرف لهذا احدث
الميثاق استقرار اكاديمى وتوحيد لتقويم كل الكليات ولكن سقط الميثاق امام اول
محك سياسى.
بعدما ما كنا نامل ان تستفيد من الدرس الوطنى الذى احدثته الجامعة الاهلية كل
الجامعات والاحزاب السياسيه فى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ السودان ودخولنا
لمرحلة جديدة ,مرحلة السلام والتحول والديقراطى ,نامل ان يكون نقض ميثاق شرف
الجامعه الاهلية اخر اخفاقتنا السياسيه لهذا لابدا من تكوين لجنة تحقيق رادعة
تطال كل من يشتبه فيهم من كبار وصغار استنادا على الماده 12 من ميثاق الشرف
(ان استقرار الجامعة هو مسؤلية الجميع وكل من يحاول تعكير ذلك الاستقرار يعرض
نفسه لعقوبات لائحة سلوك الطلاب
يجب علينا ان نتعامل بصورة حضارية فى التعبير ولابدا الطلاب ان يفهموا بان
ممتلكات الجامعة ملك للاجيال والحفاظ عليه مسؤليه مشتركة حتى لاتترتب على مثل
هذه الاحدلث زياده فى الرسوم الدراسيه وتعطيل للدراسة وغيرها.