السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

صفحات من دفتر الاحزان بقلم د.عمر الباشا طه

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/1/2005 5:16 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
[email protected] د.عمر الباشا طه
انين الدهشه:

اليوم هو اول يوم لي منذ ازمنه بعيده اسرح فيه في دنيا احلام عابره خلدت في دفتر الذاكره و الاحزان ذاكره مشبعه بدعاشات رزاز مطر الوعد و الفرح تذكرت وجهك الوضاح ...تذكرت دفء عينيك ووهج الحنان الكامن في التماعمها بالشوق و الود و الالفه!!!! يا لهفي الي الفرح المختبيء بين اهداب تلك الرموش الباسقات كالطلع النضيد !! وهي كانت السعاده الا لفته حانيه من هاتيك الاخيله البديعه او وهجه من تلك الوجنات الاسيله الناعمه ؟!! لكم اود ان اظل ابدا حالما في تلك المساحات و الفضاءات الغنيه بالالفه و الفرحه و المتباهيه رونقا وبهاء !!!!.

يوم تشاؤلي:

صحوت اليوم وطيوف الزمن تتداخل في وهدات التخايل و الصور الرماديه تتراقص علي جدران ذاكرتي ..تتداعي الصور المهتزه بفعل الصحو و النسيان تترسم خطي من سبقها في دروب ذاكرتي العميقه ذات المتاهات العجائبيه التي لاتنتهي-ذاكره التعب و الارتخاء و اللانسيان و ذاكره تناقض الافراح و الاتراح , الان اكتمل صحوي فأخذت ورده من خاصره الفجر و اودعتها بين احضان الدفء و رونق الاحزان الاصيله الماجده....وصليت ركعتين.

ارتجاعات:

الوعد حين القاك ان اكون شارفا اتوسد حلم لقياك الجليل و النبيل.... الوعد الذي طال انتظاره في ضحكات الاطفال و في تغريد العصافير و الحمائم و في الاماسي السرمديه وعدك وعد الفرح الابدي وحلم منضود وعشم ممدود وطريق مفقود متي نجده في هذه المتاهه الاوديسيه؟ انت ايثاكا 1 الاطفال الجوعي وانت ايثاكا المرضي والفقراء و انت ايثاكا الواحه لمن تاهوا في صحراء الزمن وستظلين الحلم و الخلاص لكل المحرومين .. املا وحلما يضيء في العتمه و الديجور..دمت لي.

طعم الاشياء وزهره البنفسج:

لست ادري هل كانت الايام اغروده دهور سابقه تتهادي في البعد تكرر اشرطه ازمنه خلت ام اننا قد عشنا ايامنا مرات عديده سابقه!!! كنت احس بانني اكرر ذات المواقف و الاحزان اجترها اجترارا و احياها تكرارا و مرارا!؟ كانت الايام نغمات حزينه تتكرر في شريط الاحزان الدوامي ... و لكن معك صارت الاشياء تتخذ بعدا ووقعا متفردا !!! احس معك دوما بأريج الدهشه و اجيج البغته و المفاجأة!!!احس معك بلذه التعرف علي الاشياء من جديد... و أحيا معك متعه الانبهار..معك ياورده البنفسج تصدح كل العصافير بالحان الحب و تغرد بسوناته السعاده المتنقله عبر الازمنه الانيق... معك يا ورده البنفسج احب ان اسبح في بحيره المشاعر و الدفء – عيناك الالفه و العشق وطعم الحياه .

انسكاب:

وتظل مشاعري تتدفق كتيار ابدي في نهر الزمن... يتناثر رذاذ التيار تحت اشعه الشمس الصحوه فيعكس الوانا من تلالؤ الغبطه الورديه فينساب نغما حلوا و ترحل ايام .. تحل ايام.. تتبدل الاماكن دوما تورق اشجار و تنت ازهار ... تتداخل النسيمات الزكيه و تتلالاء علي النهر النجيمات الوفيه تجدد عهودها مع التيار علي صفحه النهر وهو نهر كنهر درينا الشاهد (روايه: جسر علي نهر درينا)2... وتظل مشاعري منسكبه مع النهر تشهد معه كل الفيافي و العصور و الازمنه في رحله فينيقيه لاتنتهي والنهر يسألني سؤال ليس له اجابه: متي كانت البدايه ؟؟؟؟.

كآبه في زمن الشرود:

اليوم جللتني الكآبه .. حلت علي ضيفا ثقيلا منذ الصباحات الفاجعه..أعتورني الحزن كرفيق درب قديم لدود.. اللحظات كانت عذابات عمري الذي مضي – ورغم ان القمر الفضي كان بدرا كامل الاستداره امس الا أن افتقادي اليكصبغ القمر بلون الحزن الداكن ووشحه بقليل من السواد... احسست به يبكي اياما كنا نلتقي تحت ظلاله نتبادل ألالفه و تغمرنا مشاعر نبيله مقدسه تكفي الكون كله كي يعيش في سلام دائم وحب...يوم كنا نتناجي و تغرد الاحلام الزاهيه في في ربيع فضاءات قلوبنا البكر التي لم تعرف الاحزان اليها سبيلا حينها .. فجأه حطت علي نافذتي ثلاثه عصافير زاهيه الالوان وابتدرتني بالتغريد و الصدح –اصواتها كانت ملائكيه عطرت فضاءات غرفتي بالحانها الشجيه و بعد قليل كانت جوقه من العصافير الملونه قد حلت علي نافذتي صادحه بمختلف الالحان –انتعشت روحي وتراجعت الكآبه فنهضت قائما من سريري منتشيا فطارت لآسفي العصافير فعزيت نفسي بأنها مؤكد الان تغرد وتطرب روح آخر في مهمه نبيله اخري.

حاشيه:

1-ايثاكا هي مدينه اغريقيه قديميه وهي حلم الخلاص و العوده والنجاه لملكها التائه اوديسوس الذي حكمت عليه آلهه الاغريق بمشقه السفر و العذاب عقب نهايه حرب طرواده وخوض الاهوال و البحار و الحروبات قبل عودته الي مقر ملكه و ذلك في ملحمتي الالياذه و الاوديسا للشاعر الاغريقي هوميروس.

2- جسر علي نهر درينا روايه شهيره للكاتب ا لبوسني ابراهيموفتش وتحكي عن فظائع التطهير العرقي وويلات الحرب علي مسلمي البوسنه و الروايه شجب لكل الابادات العنصريه و الدينيه العرقيه(genocide) في العالم.

د.عمر الباشا طه



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved