السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مغزى الفيتو الألماني ضد المساعدات قبل معالجة ملف دارفور بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/6/2005 9:20 ص

بكر القاضي ــــ مغزى الفيتو الألماني ضد المساعدات قبل معالجة ملف دارفور
الراصد لتصرفات الانقاذ يجد أنها أصبحت تستعر من ماضيها ومن قاموسها الفكري وشعاراتها السياسية مثل «المشروع الحضاري» «ثورة الانقاذ» و «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع» «أميركا وروسيا قد دنا عذابهما» و «لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأميركان» لقد مسحت بالاستيكة كل هذه الشعارات بعد ان عجزت عن تحقيقها أو عندما أرادت ان تغير جلدها بعد 12/12/1999 بعد المفاصلة بين طرفي الانقاذ والتحول إلى «وطني/ شعبي» أما المشروع الحضاري فقط شطبه أهل الانقاذ برفع اليد عنه الذي سيؤدي بمرور الزمن إلى النسيان والمحو من الذاكرة والتقادم المسقط والدليل الفعلي على ترك هذا الشعار هو قلع اللوحات واللافتات الحديدية المثبتة على الأرض بالخرسانة المتينة التي هي أكثر ثباتا من عمارات وزارة الداخلية التي أدت لاستقالة الوزير, لقد تنازلت الحكومة السودانية عن المشروع الحضاري الذي ارتبط بالشيخ حسن الترابي كناية عن فتح صفحة جديدة وأملا في التقرب من الأميركان وقد انتهزت الحكومة السودانية فرصة ذهاب كلينتون الذي أرسل الصواريخ تجاه الخرطوم في 20/8/1998 لضرب مصنع الشفاء وحاولت الانقاذ التقرب من ادارة بوش وفتح صفحة جديدة بتقديم ملفات الاسلاميين,, كل هذه الحركات الانتهازية لم تقنع أميركا بجدية أهل الانقاذ الذين باعوا وأسقطوا وتنازلوا عن كل شعاراتهم دون ان يرفع اسمهم من قائمة الداعمين للارهاب آخر العنقود في التنازلات هو عن اسم «ثورة الانقاذ»! في يوم 30 يونيو 2005 نعت الحكومة للشعب السوداني وللعالم «ثورة الانقاذ» أول مظاهر النص ان هذا اليوم «30 يونيو» لم يكن عطلة وإنما كان يوم عمل عاديا أرسلت الحكومة الباصات للموظفين للحضور للساحة الخضراء وأمرتهم بأن يعودوا لمواقع العمل بعد سماع خطاب الرئيس, القصة في ظاهرها ان الحكومة تريد اجبار الناس للحضور إلى الساحة الخضراء لسماع خطبة غسيل الدماغ,, ولتذكير الناس بزمن المظاهرات المليونية المسألة ليست كذلك,, المسألة هي ان الحكومة قررت شطب «ثورة الانقاذ» من ذاكرة الشعب والاحتفال فقط بذكرى 9/7/2005,, لماذا؟ لقد أكلت الحكومة الطعم من حيث تدري أو لا تدري إن ذكرى يوم 9 يوليو في النهاية هي صناعة «علي عثمان محمد طه»,, في حين ان ذكرى 30/6 هي من صناعة الشيخ الترابي الذي عرف بـ «أبو الانقاذ» كما ارتبط هذا الاسم بالفريق البشير حتى ان كتاب «الشبكة العنكبوتية» يتحدثون عن الذكرى الــ 16 لانقلاب الترابي/ البشير أما علي عثمان فيريد ان يتراجع عن اسم «ثورة الانقاذ» لسببين: الأول كما سبق القول أنه يريد ان يمحو من الذاكرة كل الماضي المرتبط برموز آخرين- الترابي والبشير- ليصنع مرجعية 9 يوليو باعتباره صانع السلام والثاني: هو استسلام بالفشل في تحقيق الانقاذ لأنه استسلم لمطالب قرنق المسنودة بالدعم الأميركي وقانون محاسبة السودان وانذار مجلس الأمن بانهاء ملف السلام في أو قبل 31/12/2004,, وفي عام 2005 أدرك العالم كله فشل الانقاذ في ادارة شؤون السودان مما أجبر مجلس الأمن الدولي على فرض الوصاية الدولية على السودان وإذا كان يوم 30/6/2005 قد شهد دفن شعار الانقاذ فقد شهد هذا اليوم خروج الدكتور حسن الترابي شيخ الانقاذ من سجن الانقاذ, خرج مظفرا لدخول مرحلة التحول الديمقراطي وقد استطاع ان يغسل يديه من انقلاب الانقاذ بدليل أنه كان في استقباله الإمام السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء الذي قامت ضده ثورة الانقاذ, التاريخ يعيد نفسه,, شركاء في التحول الديمقراطي بدلا من شراكة انقلاب الانقاذ! كان حلم د, الترابي ان يدخل في شراكة سياسية مع حزب الأمة جناح الصادق وقد تفضل السياسي العريق أحمد سليمان المحامي بتقديم شهادة للعصر حين أفاد بأنه نقل للسيد الصادق المهدي رسالة سياسية من د, الترابي بعد مذكرة الجيش الشهيرة عام 1982 يدعو فيها السيد الصادق بمشاركته في انقلاب الانقاذ لقطع الطريق على اتفاق الميرغني/ قرنق «16/11/1988» الذي وجد التأييد اللازم من الجمعية التأسسية والذي إذا تم تنفيذه سوف يؤسس لشراكة حقيقية بين الحركة الشعبية بقيادة د, قرنق والحزب الاتحادي بقيادة الميرغني وهو الأمر الذي يهدد حزب الأمة كما يهدد الجبهة القومية الاسلامية الدكتور قرنق طموحاته عالية,, عينه على كرسي رئاسة الوزراء حيث يجلس السيد الصادق, في حين ان الحزب الاتحادي ينافس الجبهة القومية التي أخذت مقاعد العاصمة وهي كانت في الماضي دوائر اتحادية فإذا أفلح الاتحادي في تحقيق السلام عبر اتفاق الميرغني/ قرنق فإنه كان سيكتسح دوائر العاصمة على حساب الجبهة القومية الاسلامية, الآن تم تقسيم السودان إلى معسكرين معسكر القصر,, ومحوره الدكتور قرنق, ويتطلع علي عثمان محمد طه إلى إبرام شراكة سياسية حقيقية مع الدكتور قرنق باعتبار حركته الأقوى في الساحة إلا ان قرنق يرفض ذلك حيث يقتصر الشراكة على «شراكة تنفيذ» الالتزامات بموجب اتفاقية السلام خلال الفترة الانتقالية وبصورة خاصة قبل الانتخابات البرلمانية بعد أربع سنوات, الشراكة السياسية التي يريدها علي عثمان عمر البشر ليس طرفا فيها, أما المعسكر الآخر فهو «التحالف الوطني» المكون من حزب الأمة - الإمام الصادق- والحزب الشيعي - الترابي- وبقية الأحزاب الاشتراكية مازال الحزب الشيوعي في حيرة هل يشارك في قطار التجمع لتقاسم حصة القسمة الضيزى المطروحة لكل الأحزاب الشمالية لتتصارع عليها أم يتوالى مع معسكر الإمام والشيخ؟ لقد امتنع التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة الميرغني عن اصدار شهادة وفاته حيث تحول أركانه إلى معسكر القصر (الحركة والحزب الاتحادي) ماذا يريد التجمع ان يقول؟ هل هو حكومة أم معارضة؟ ان كان التجمع يريد ان يوهم الشعب السوداني بمبررات وجوده فهذه ستكون أضحوكة جديدة لقد فشل التجمع في قلع النظام من الجذور واختار ان يكون شريكا للنظام الذي تخلى عنه آخر عنوان له وهو اسم «الانقاذ» لفشله في منتصف الطريق إلى حين داخل القصر الجمهوري ومجلس الوزراء نعلم ان التجمع يعز عليه جدا ان يترك مواقع المعارضة في أسمرا لحركات دارفور والشرق وحزب المؤتمر الشعبي لأن المعارضة لها بريق,, فالمعارض ناقد,, وعينه بصيرة,, أما الحاكم في ظل صحافة حرة فهو تحت المجهر ومطلوب منه صنع المعجزات, المغزى الفيتو الألماني ضد المساعدات لحكومة السودان وربطها بحل قضية دارفور: الرسالة الألمانية موجهة للحكومة السودانية الجديدة بدستورها الانتقالي ونائبها الأول المرتقب الدكتور جون قرنق ومفادها ان حلول مشاكل السودان لا تتجزأ أما الرسالة في حرفيتها فقد صدرت عن سكرتيرة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية كيرستين مولر قبيل انعقاد قمة مجموعة الثماني أنه يجب عدم منح مساعدات مالية للسودان بسبب الوضع المأساوي لحقوق الانسان في دارفور,, وعلى مجموعة الدول الثماني ان توجه إلى السودان رسالة سياسية واضحة بضرورة وقف المعارك في دارفور وايجاد حل سياسي للصراع ثم أكملت تصريحاتها بحديث الوجع بالنسبة للحكومة السودانية عندما طالبتها بالتعاون مع محكمة الجزاء الدولية في لاهاى التي أحال إليها مجلس الأمن ملف مجرمي الحرب في دارفور خاصة في ضوء تصريحات المدعي العام للمحكمة الذي صرح أمام مجلس الأمن بما معناه أنه وبعد دراسة ملف القضية تبين له ان هناك فظائع ارتكبت في دارفور وان هناك أدلة ضد متهمين بعينهم, أعود إلى مغزى التصريحات الألمانية فأقول إنها موجهة للحكومة القادرة بكامل هيئتها وأنها انذار صريح للحكومة السودانية بأنها لن تنال جزرة المجتمع الدولي إلا ذا قامت بحل مشكلة دارفور وذلك دون المساس بعصا المحكمة الجنائية للأمانة ,وللتاريخ فقد أبدت الحكومة السودانية مرونة كبيرة على جبهة أبوجا بأهمية الوصول إلى اتفاق وبأسرع وقت إلا ان الحكومة السودانية قد وقعت في شر أعمالها أعني ان مفاوضات أبوجا قد تفسرت بسبب الشروخات التي عملتها الحكومة بدولاراتها لشق صفوف حركات التمرد, لقد أدرك الدكتور قرنق التلازم الذي لا يقبل الانفصام بين مسار مفاوضات أبوجا وملف دارفور عموما وملف الشرق مع ملف السلام الشامل في السودان لذلك أعلن أنه سوف يتوجه إلى دارفور عاجلا وفور أدائه للقسم كنائب أول, إنني من هذا المقام أطالب الحكومة بأن تطلق يد الدكتور قرنق ودون أي «غيرة» ليقوم بتوظيف زخم السلام في الجنوب والمناطق الثلاث ليحقق السلام في دارفور والشرق وليقوم بتحسين علاقات السودان باريتريا وأوغندا والولايات المتحدة بل والأمم التحدة, ان المشاركة الدبلوماسية الكبيرة في احتفالات تنصيب د, قرنق بمشاركة أميركا وكوفي عنان ورؤساء بعض دول الجوار هي دعم للدكتور قرنق وتعزيز للسلام الشامل في السودان شكرا للسيد كوفي عنان الذي أعطى ملف دارفور كل عنايته ومازال يحذر من مذابح جديدة في دارفور ويذكر العالم بمآسي رواندا عام 1994 إننا نطالب بنت عمنا كوندوليزا رايس بزيارة دارفور ومواساة نساء دارفور في الفظائع التي تعرضت لها بإدارة مجرمي الحرب في دارفور الذين تبحث عنهم المحكمة الدولية بلاهاي لإقامة العدالة, نشكر البابا بنيديكت السادس عشر على دعوته لقادة الدول الثماني لمكافحة الفقر في افريقيا, الشكر للمتظاهرين في أدنبرة ضد الفقر, الشكر للفنانين والموسيقيين في طوكيو الذين تبرعوا لانقاذ افريقيا من أسباب الفقر عندنا في السودان الحرب الأهلية فمتى نحول كل سونكي إلى «مسطرينا»؟!

For more news click here
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved