السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اريتريا..........هذا.العملاق الحاضر رغم دسائس الجيران وخذلان الأصدقاء بقلم أبو نمو وادي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/31/2005 4:44 ص

أبو نمو وادي [email protected]

مخطئ من يظن أن أهمية الدول وفعاليتها تقاس بمساحاتها الشاسعة أو بكثرة سكانها أو بالشعارات التي يطرحها قادتها ولكن كثير من الأهمية تكمن بالدرجة الأولى لما تقدمها هذه الدول لشعوبها من الأمن والأمان وتوفير أسباب الحياة الكريمة و الرفاهية والرخاء وذلك بتسخير إمكانيات هذه الشعوب في البناء والتعمير وليس العكس، ومن ثم بناء علاقاتها الدولية بالحفاظ على مصالحها المرتبطة بمصالح الشعوب الأخرى أكثر من ارتباطها بمصالح الأنظمة التي ترتبط بهذه الشعوب، وخاصة تلك الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، والا لما كان دول مثل سويسرا وبلجيكا والكويت والأمارات العربية المتحدة وقطر شأن و أهمية. السودان دولة بحجم القارة من حيث المساحة والموارد الطبيعية و من اوائل دول القارة الافريقية التى نالت استقلالها منذ اكثر من خمسين سنة، تعاقبت على حكمها انظمة وطنية ديمقراطية وعسكرية دكتاتورية طوال فترة الاستقلال، القاسم المشترك بينها ان معظم النخب الحاكمة فى هذه الأنظمة تنتمي إلى الوسط وشمال القطر، نظرتهم لهذا القطر الشاسع لا تتعدى المساحة الممتدة على ضفاف النيل من دنقلا حتى كوستى، اما بقية الهوامش فهى اقطاعيات تابعة لهذا الكيان بالامر الواقع، يرسل اليها صفوة ابناءهم للارتزاق والتدرب على الخدمة المدنية ومن ثم يتم نقلهم إلى المركز لإدارة دولاب الحكم فى السودان المختزل فى مجرى النيل الشمالى والوسط. جاء نظام الانقاذ وعمق نفس النظرة الاحادية الضيقة ولكن بإضافة عناصر جديدة للمزيد من التحكم والانفراد بالحكم مثل استغلال الدين وتكريس القبلية والعرقية واخضاع حكم البلاد لمجموعات اغلبها اتت من منطقة جغرافية واحدة في الشمال واستبعدت هذه المجموعات من الحكم حتى القيادات والبيوتات التاريخية التي كانت تحكم السودان فى السابق وهى محسوبة بالطبع للوسط والشمال، وبذلك جلبت على نفسها عداوات الهامش والقيادات التاريخية التقليدية فى الوسط، ، والنتيجة النهائية ان لحقت هذه القيادات بالمعارضات المسلحة الممثلة فى الحركة الشعبية وثوار دار فور وثوار الشرق، مكونين بذلك جبهة عريضة للمعارضة تمثلت فى التجمع الوطنى الديمقراطى السودانى متخذاً من العاصمة الاريترية مقرا له كما هو معلوم للجميع. حكومة الانقاذ لم تعاد فقط اهل الهامش والقيادات التقليدية وبل عادت ايضا دول الجوار منذ مجيئها الى السلطة بانتهاج سياسة تصدير الثورة ونشر الاسلام فيها. دولة اريتريا رغم حداثتها تنبهت مبكرا الى ان النظام السودانى الجديد ليس فقط لا يمثل الشعب السودانى وبل يضمر السوء لها بأعتبارها دولة " نصرانية " ذات اغلبية مسلمة (حسب تقدير حكومة الانقاذ )، وبالتالى لا بد من تغير النظام فيها لصالح مجموعات اسلامية متطرفة تكون بمثابة مخلب القط لتنفيذ سياسات نظام الانقاذ فى القرن الافريقى. ومن الجانب الآخر بنى الاريتريون منذ البداية استراتيجيتهم على محوريين اساسيين وهما سياسة استقلال القرار السياسى المبنى على المصالح العليا للبلاد واعتماد بناء علاقات الجوار مع شعوب المنطقة اكثر من اعتمادها على علاقات مع الانظمة الدكتاتورية التى لا تمثل شعوب هذه البلاد. سياسة استقلال القرار السياسى جلب للحكومة الاريترية الفتية مبكرا عداوة النظام الاثيوبى الذى صعب عليه نسيان الروح الاستعمارية السابقة و صعب عليه أيضا سياسة التعامل بالمثل واستقلال القرار الاريترى، وفكر النظام الاثيوبى جديا فى اعادة الامور الى سابق عهدها وارجاع اريتريا الى احضان المستعمرة السابقة (اثيوبيا ) ولتحقيق ذلك اختلق النظام الاثيوبى تلك الحرب الضروس ضد اريتريا قبل سنوات كما يذكرها الجميع ولكن فاجأه استبسال وضراوة الشعب الاريترى فى الدفاع عن نفسها ودحر جيوش النظام الاثيوبى وافشال مخطط اعادة الاستعمار الى اريتريا مرة اخرى.

وفى حالة السودان، لم يعجب بالطبع نظام الانقاذ مساندة الحكومة الارتيرية لخيارات الشعب السودانى المتمثلة فى رفض نظام الانقاذ وبل مناهضته عسكريا واصبح يكيل للحكومة الاريترية التهم الباطلة مثل حشد الحشود العسكرية فى الحدود الشرقية تمهيدا لغزو السودان او تقديم المساندة العسكرية المباشرة للحركة الشعبية فى الحدود الشرقية فى السابق والى ثوار جبهة الشرق الآن، بل توسعت التهم حتى مساندة اريتريا العسكرية لثوار دار فور فى غرب السودان. آخر التهديدات الجوفاء للحكومة الاريترية جاءت قبل ايام على لسان ابن بطوطة السودان (مصطفى عثمان – وزير خارجية السودان السابق ) عندما هدد اريتريا بتجنيد عشرة آلاف من "المرتزقة" واكتساحها و إسقاط النظام فيها.

اذا كانت اريتريا عانت وتعانى حتى الآن من مكايدات حكومة الإنقاذ ليس لسبب وجيه غير الموقف المشرف التي وقفتها لصالح الشعب السودانى الممثل فى المعارضة السودانية بكل الوان طيفها بدءً بالحركة الشعبية والحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الأمة والحزب الشيوعي وأخيرا الحركات المسلحة فى دار فور والشرق، اذن ما هى مواقف هذه الاحزاب والحركات المسلحة تجاه الجارة الوفية، اريتريا ؟

لا يمكن أن تجعل هذه الأحزاب من دولة اريتريا ك (برميل قمامة ) تضع فيها كل مشاكلها السابقة مع حكومة الإنقاذ وتعود إلى السودان عندما تعقد اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية وتنسى مساندة الدولة التي جازفت بعلاقات حسن الجوار مع نظام الإنقاذ من اجل سواد عيون الشعب السوداني الذي تمثله هذه الأحزاب والحركات المسلحة. نقول هذا لان هنالك أمثلة سابقة وأخرى ماثلة الآن لحركات وقعت اتفاقات بعد طول منازلة مع نظام الإنقاذ و زحفت إلى الداخل وعقدت شراكة مع النظام، وأحزاب التجمع تزحف الآن إلى داخل السودان لإنهاء قطيعة السنين مقابل ثمن بخس يمثل فتات شراكة نظام الإنقاذ والحركة الشعبية. أما في السابق فقد يذكر الجميع خروج السيد الصادق المهدي إلى اسمرا بعمليته المشهورة (تهتدون) وعندما قرر العودة طواعية (ترجعون ) – والتسمية من خاصتنا -، رجع إلى السودان وحتى الآن لم يتطرق إلى إصلاح علاقات اريتريا مع نظام الإنقاذ.

إذا كانت هذه هي تجربة الأحزاب السودانية المعارضة والحركة الشعبية مع الحكومة الارتيرية حتى الآن فان الأمل معقود على الحركات المسلحة في الغرب والشرق لاستصحاب العلاقات السودانية الارتيرية في اى اتفاق يتم إبرامه مستقبلا بين هذه الحركات وحكومة الإنقاذ. ويبشر بذلك تلك الوقفة القوية المساندة للحكومة الارتيرية من قبل الحركات المسلحة في دار فور في مفاوضات ابوجا الأخيرة عندما أصرت هذه الحركات على ضرورة وجود الوفد الاريتري كمراقب في المفاوضات لأول مرة رغم معارضة الحكومة السودانية، وتبقى كذلك حكمة القيادة الاريترية في الأذهان عندما أبرقت مهنئا كل من رئيس نظام الإنقاذ البشير والدكتور جون قرنق وعلى عثمان محمد طه في مناسبة تنصيب الدكتور قرنق نائبا أولا للبشير في 9 يوليو الماضي، تلك البرقية التي اسكتت البشير ونائبه السابق حتى هذه اللحظة وترك الأمر لابن بطوطة سودان الإنقاذ للتغريد خارج السرب في صوت نشاز لا يطرب احد.

أبو نمو وادي

الرياض – السعودية

__________________________________________________

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved