السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسالة الى التجمع: شهادة وفاة الاسلام السياسي في السودان بقلم د/ عمر المؤيد/ أديس أبابا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/31/2005 1:27 ص

رسالة الى التجمع: شهادة وفاة الاسلام السياسي في السودان :

تستمر المفاوضات خلال هذه الأيام مابين سلطة الجبهة الاسلامية المنحلة وبين التجمع الوطني الديمقراطي, ويبدو أن الخلاف بين الطرفين مازال يراوح محله حول نسبة مشاركة التجمع في السلطة. وستسعى السلطة جاهدة لتكون هذه النسبة الاربعة عشرية محتوية على التجمع بالاضافة الى جميع التيارات السياسية الشمالية, من ألأحزاب التي شكلت ماعرف يوما بحكومة البرنامج الوطني , بل وقد تسعى الى أكثر من ذلك بأن تضيف الى هؤلاء أيضا الأجنحة السياسية للحركات المسلحة في الشرق والغرب في حالة الوصول الى اتفاق معهم.

وما يعنينا هنا هو موقف الاخوة في التجمع الوطني الديمقراطي وخاصة الحزب الاتحادي, بيد أن تقييم موقف التجمع دون عمل تقييم موضوعي وشامل لموقف الجبهة الاسلاماوية بحيث يأخذ هذا التقييم لموقف الجبهة في الاعتبار الحقائق الموضوعة على الأرض يعد عملا ناقصا وغير منطقي.

على الصعيد الخارجي, فان طغمة الجبهة تعاني أشد المعاناة من ضغط كبير وعاتي لن تستطيع بأي حال من الأحوال الوقوف أمامه, فالكونغرس الأمريكي بدأ خطوات جادة لفرض عقوبات على البلاد في حال عدم تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب دارفور الى المحكمة الخاصة في لاهاي , والمدعي العام لمحكمة الجزاء الدولي يمضي قدما في تحقيقاته مسنودا بدعم أممي كبير عبر عنه المبعوث الخاص للأمين العام السيد يان برونك خلال زياته الأخيرة للخرطوم. كل هذا اضافة الى أن الحكومة التي سيتم تشكيلها خلال الأيام القليلة القادمة لن ترضى بأي حال من الأحوال أن تدخل نفسها في حرج مع الولايات المتحدة أو حتى مع المجتمع الدولي من أجل حفنة من الناس هم على أقل تقدير لا يستأهلون أن تبدأ الحكومة عملها باختلاق أزمة مع المجتمع الدولي من أجلهم .

لقد كان هدفا زيارة كوندوليزا رايس الأخيرة الى الخرطوم واضحين للغاية لكل من يخبر أوضاع السودان ويقرأ واقعه السياسي, زارت رايس النائب الأول الدكتور قرنق في مكتبه ومن ثم انطلقت الى دارفور لزيارة معسكرات اللاجئين هناك. ان هذين الهدفان هما المحورين الذي ارتكزت عليه لقاءات رايس الأخرى مع باقي أفراد النظام بدءا من البشير ونهاية بالسيد عثمان يوسف كبر الذي سأله أحمد البلال الطيب في برنامج في الواجهة عن لماذا لم تكن كوندوليزا رايس منتبهة اليك في البداية ثم انتبهت اليك بعد المضي في كلامك الى الأمام؟؟ فأجاب السيد بالحرف (أنا ما معلم) ثم استطرد في الاجابة....., والحقيقة هي أن اجابات عثمان يوسف كبر لم تكن لتجذب انتباه كوندوليزا رايس لأنها لم تأت لتستمع اليه. لقد أتت رايس لتزور حليفها الدكتور قرنق ومن ثم لتفقد أوضاع لاجئي دارفور من باب تطمين العالم على أن الولايات المتحدة تهتم بحقوق الانسان.

أما داخليا فلقد كلفت سنوات حكم الجبهة الشعب غاليا جدا, مجموعة من القيادات التي لا تعرف المنطق ولا تعي خطورة أن تستعدي شعبك عليك بتصرفات أقل مايقال عنها ان غير مبررة. وقد ظهر منذ بداياتهم الأولى أنهم يفتقدون الى برنامج سياسي واضح

وكنتيجة لذلك فالنظام الآن يعلم علم اليقين أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة, فهو فاقد السند الشعبي بالمطلق ولأأدل على ذلك من حالة التأفف والاحتقان الداخلي التي يعانيها الشارع السوداني بسبب سوء الادارة والفساد والتسيب وضعف السيطرة وهجرة الكفاءات والمحسوبية والغلاء المخيم وانتشار الأمراض وانحلال عقد الأمن شرقا وغربا

لقد عطلت الولايات المتحدة مشروع قرار كان سيصدر من الكونغرس ويسمى بقانون سلام السودان, على أساسه كان حاملي السلاح في الجنوب سيتلقون دعما مقدرا من قبل الحكومة الاميريكية وستفرض على أساسه أيضا عقوبات صارمة على الخرطوم. أما اتفاق القاهرة فقد تم توقيعه بشهادة الحكومة المصرية لتكون راعية له بين التجمع الوطني الديمقراطي ونظام الكيزان.

والسؤال المطروح الآن : هل يمكن للنظام أن يتغابى ويحاول نسف كل الاتفاقيات والعودة الى نقطة الصفر؟؟

والجواب بالتأكيد لا ,فالنظام أما خيارين لاثالث لهما, خيارين أحلاهما مر, اما أن يفكك نفسه بنفسه , وبالتالي سيكون مثل المتوفي دماغيا حيث لا الام ولا أوجاع حادة سيعاني منها . وأما العودة الى الوراء والنكوص على الاتفاقيات فهو انتحار مع سبق الاصرار والترصد. ولذلك فمن الأفضل أن يفكك نفسه بنفسه. وهذا فعلا ما بدا ملحوظا

لقد ولى زمان حكم الجبهة الى غير رجعة . ذلك الزمان الذي بدأ يوم أن فكر قادتها في ما تعارفوا عليه بالمسارعة الى الله, فدبروا أمرهم بليل واستولوا على السلطة ولو أنهم صبروا لكان خيرا لهم ولكنه حب الدنيا وضيق الأفق

الانقاذ قطار ماشي الداير يركب . يركب , والما عاوز الانقاذ لن تنتظر.

الزارعنا غير الله اللي يجي يقلعنا.

لن نذل ولن نهان ..........

ثوابت الانقاذ........

لاتنازل عن الشريعة.........

فوز بالاجماع السكوتي,,,,,,

كانت هذه نماذج مما ألف السودانيون في الداخل سماعه يوميا من سدنة النظام واركانه, طوال ما يربو على العقد من الزمان. شعارات جوفاء خاوية ان دلت فانما تدل بادئ الأمر على فقر في المضمون واحادية في التفكير وتكبر وتجبر وغرور كحال فرعون يوم أن خدع قومه بقوله لا أريكم الا ما أرى ولا أهديكم الا سبيل الرشاد.

والآن وبعد مرور ستة عشر عاما , أما من عاقل فيهم يسأل نفسه ما هي النتيجة بعد النظر الى هذه الشعارات أعلاه, ان نظرة موضوعية تظهر الآتي:

توقف قطار الانقاذ نهائيا واضطرت هي أن تنتظر الناس بعد أن كانت تتبجح وتتكبر وتراوغ وتغامر بمصير شعب وأمة , اما الزارعنا غير الله الليجي يقلعنا , فلم تكن هناك حاجة أبدا الى أن يأتي أحد لاقتلاعهم , فقد اقتلع القوم أنفسهم بأنفسهم وأكلوا أباهم وبدت بينهم العداوة والبغضاء أبدا. والحمد لله أن هؤلاء القوم بوطنيهم وشعبيهم لم يجدوا ما يواري سوءاتهم , وأصبح كلا الجناحين يكشفان فضائح بعضهما ووالله لو صدقوا الله لصدقهم الله ولكنهم كذبوا وغدروا وأفسدوا وان ربك لبمرصاد.

ان عقلاء تيار الجبهة الاسلاماوية يعلمون علم اليقين أنهم لن تقوم لهم قائمة في القريب العاجل باذن الله تعالى. ويعلمون أنهم الخاسرون الكبار في أول اتخابات حرة وديمقراطية سواء الآن أو بعد أربع سنوات, ولذلك فانهم يحاولون الآن جهد أيمانهم للخروج بأقل الخسائر الممكنة, وحتى هذا يبدو بعيد المنال منهم فالفشل الذي حققوه خلال ستة عشر عاما كان قياسيا يصعب على تنظيم آخر تحقيقه في مثل هذه الفترة, لقد كان فشلهم نسيج وحده.

لايجب على الاخوة في التجمع وعلى الاطلاق النظر في نسب المشاركة في حالة أنها كانت نسب غير مقدرة, بحيث تجعل التجمع في الحكومة القادمة متفرجا لا مشاركا. بل اذا اقتضى الأمر فان البقاء في صفوف المعارضة وذلك لخلق معارضة قوية ذات شعبية ومصداقية قد يكون أمرا جيدا.ان هناك عددا من المسلمات والثوابت التي يجب على قيادة التجمع التشبث بها دون سواها , مثل توسيع مساحة الحريات , اشاعة المناخ الديمقراطي, وسيادة القانون, احترام الحريات والحقوق الشخصية. لقد بدأ التجمع بداية ممتازة وكانت مشاركات مولانا الاستاذ الفاضل الوقور علي محمود حسنين في لجنة الدستور من مثيرة للاعجاب ومن أروع مايكون, ولتكتمل الصورة فلابد من وقفة قوية تحفظ حق التجمع ومن خلفه من أبناء الشعب , فاما مشاركة مباشرة في الحكومة والسلطة واما معارضة قوية يحسب لها ألف حساب.

د/ عمر المؤيد/ أديس أبابا

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved