السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ايها الثوار اتركوا الجبال والوديان وداهموا عاصمة الحناكيش ووجهوا رسالة قوية لشعوب العالم بقلم مبارك ابراهيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/28/2005 11:53 م

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الثوار اتركوا الجبال والوديان وداهموا عاصمة الحناكيش ووجهوا رسالة قوية لشعوب العالم

حان الوقت لتغيير إستراتيجية تبادل التهم والشتائم العقيمة ودوران حول المدن المترهلة بالفساد

تسليما بالبديهيات الثورية وبقدرة الثورة علي التجدد والتكيف مع المستجدات والمتغيرات الدولية وتقلبات الطبيعة والمناخ هل نستطيع أن نقول بان هنالك ثمة عوامل ومتغيرات وظروف موضوعية محلية ودولية تملي علينا وبالقوة وإلحاح أن نعيد النظر في نمط تفكيرنا وأسلوب تعاملنا مع الذين اجبرونا أن نتحاور معهم بلغة السلاح لاسترداد حقوقنا المسلوبة بالإكراه وبالحد السيف؟!

أيها الثوار في حركتي التحرير والعدل والمساواة ألا تعتقدون بأنه حان الوقت لبحث عن تكيتك معين أو إستراتجية معينة ذو مفعول سحري يحل بجدارة مكان إستراتيجية( تبادل الاتهامات والشتائم العقيمة) التي أعاقت زحف الثوري العارم صوب المدن الكبيرة المتضخمة بالفساد والسفاحين والمجرمين وقتلي الأطفال والنساء ونابشي القبور ومدمني الكذب والنفاق والتملق وشراء الذمم ؟! أيها الثوار الإبطال واخص بالذكر القيادة السياسية التاريخية دعونا نقف لحظة صمت ونتساءل جميعا : ما الفائدة المرجوة من إستراتيجية الدوران في الجبال والوديان وتخوم المدن وتتبع اثر الأسد وهو مرمى حجر ينعم بالراحة ورغد العيش والرفاهية ثم يزمجر في وجوهنا ويقول لنا أيها المغفلين قاتل بعضكم البعض إلي الأبد أنا هنا مرتاح في ظلال حي المنشية ...وغدا تجدوني في الرياض والقاهرة ومانيلا وكولا بور ولا تستغربوا من ذهاب صلاح قوش إلي واشنطن لتقديم ولاء الانبطاح والتملق والتوبة للبيت الأبيض ..هكذا نحن بالفطرة عباقرة في التكيف مع متغيرات الدولية ونستطيع أن نستشرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ...هكذا يزمجر الأسد ويقول أيها الدار فورين المغفلين نحن عباقرة بالفطرة في إثارة الفتنة بينكم كما فتّنا بالأمس القريب حركتي العدل والمساواة والتحرير وزرعنا بينكم بذرة التوجس والخوف والكراهية وعدم الثقة إلي يوم القيامة وهذا مكسب كبير لنا وللحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالفهلوة والشيطنة وهذا شيء عظيم ..أليس كذلك أيها المغفلين؟!

هكذا نحن نهرول علي أطراف المدن وهم يتباهون بعبقريتهم في قراءة المستجدات وفهم مزاج المجتمع الدولي الذي كان بالأمس القريب متعاطفا معنا ولا سيما العم السام المتقلب المزاج والمواقف في تعامله مع النظام الحاكم...يبدو أن تجار الدين فهم مزاج العم سام وغمزوا لزعيم الحركة الشعبية أن يتحرك بأسلوبه الخاص في أكل راس عمنا السام مستثمرا اتفاقية السلام الذي تم إبرامه مؤخرا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان .

نحن هنا نعانق الجبال والوديان ونقاتل بعضنا البعض لأسباب تافهة وربما بدون أسباب حبا لاستعراض العضلات وربما ليس بإرادتنا ويا ليّت نتبادل اللكمات فيما بيننا بإيعاز إرادتنا ولكن ولآسف بإيعاز من شيطان أو دجال ملعون يتمنى إضعاف قوة وحدتنا في المستقبل تمهيدا لأضعاف قوتنا التفاوضية في وقت لاحق..هكذا نحن دائما مغلفين نرسم البهجة والفرحة قلوب الطغاة والمجرمين ونمكنهم البقاء في سدة الحكم إلي الأبد وهذا عيب كبير يسجله التاريخ لنا وللأجيال القادمة.

إلي متى سنظل نلوك إستراتجية تبادل اتهامات خرق وقف أطلاق النار ونمكن المجرمين والسفاحين ومصاصي دماء الأطفال ودمني نبش القبور من التقاط أنفاسهم التي تبعثرت في الأيام الأولي من الثورة بقوة اللكمات المتصارعة المتقنة ....إلي متي سنظل نمكنهم من ترتيب أوراقهم التي تبعثرت بقوة منطق السلاح...إلي متى سنظل نمكنهم من شراء ذمم ضعاف النفوس والانتهازيين وضحايا إحساس بالدونية من أبناء دار فور ...إلي متي سنظل نوفر كهم الحجج لتأليب شعب دار فور ضد حركة تحرير السودان التي تنادي بفكرة فصل الدين عن الدولة وبذلك قدمت لا تقدر بثمن للتجار الدين والدجالين والمنافقين لتحريض الشعب السوداني عامة وأبناء دار فور بصفة خاصة ضد هذه الحركة البطلة التي لقنت الطغاة دروسا في فنون القتال ورسمت البسمة في أفواه المسحوقين والمظلومين علي امتداد هذا الوطن الكبير.

أيها الثوار الإبطال علينا أن نعي جيدا بان الوقت كالسيف إن لم نقطعه بالسرعة سوف يقطعنا وكما يجب علينا أن نعي جيدا بان سيناريو تبادل التهم والشتائم لا يجدي نفعا بل يدفع الحقراء لمزيد من الغطرسة والابتزاز بل يساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم يوما بعد يوم ويشجعهم علي التمادي في نفس الاتجاه وهذا بدوره ينعكس علينا سلبا من كل النواحي ويقلل من رصيدنا الشعبي العارم الذي نتمتع به لذلك وبناءا علي هذه الاستنتاجات البسيطة يجب علينا أن نتحرك جميعا في اتجاه بلورة خطط وبدائل أخري فعالة في الأداء الثوري نحو الأفضل والأحسن وفي هذا السياق علينا مبدئيا أن نتفق جميعا بفكرة إيجاد تقنيات أخرى تمكنا من الارتقاء إلي مستوى التحديات الكبيرة التي تتربص بنا وخاصة التحديات الجبهة الداخلية التي تكتنفها الغموض وتتنفس في القلوب ويغلفها مصافحات المجاملة والبسمة الصفراء .

أيها الثوار الإبطال دعونا نترك الجبال والوديان والقرى المحروقة المسكونة بالأشباح والآبار المدفونة ونتجه صوب المدن الكبيرة وبالتحديد العاصمة ومن هناك نستطيع أن نوجه رسالة قوية لشعب السوداني والمجتمع الدولي المتقلب المزاج والمواقف وللحزب المؤتمر الحاكم ومن معه من الشركاء الذين بدا مواقفهم ولغتهم وشعاراتهم تتبدل بعد أن مكناهم من الوصول إلي ما هم عليه الآن وهذا دلّ أنما يدل علي نكران الجميل وفي هذا الصدد نحن لا نريد نتسرع في إطلاق أحكام جزافا ولكن قرأتنا لمعطيات الواقع المعاش يدفعنا في اتجاه إيجاد تفسير منطقي لبعض الحركات البهلوانية المريبة التي يقومون بها إلي هنا وهناك عابرين البحار والمحيطات بالوكالة وبإيعاز من المتورطين الذين لا يدخرون جهدا في الاستعانة بالجن والعفاريت والشياطين وناكري الجميل وغيرهم وهم كثر ولكن مهما كان خبرتهم في الحياة السياسية نحن أبناء دار فور أذكياء بالفطرة وبوسعنا فهم ما يجول في خاطرهم وبوسعنا أيضا أن نستوعبهم قبل أن يطيروا وهذا كرم من عند لله علينا ونحن نحمده ونشكره سرا وعلنا إلي يوم القيامة وحسبنا بالله ونعم الوكيل.

والله سيناريو الزحف صوب المدن الكبيرة المترهلة بالفساد هو الترياق والبديل السحري المتاح في الوقت الراهن الذي يجبر الجبارة والإمبراطوريات الظالمة لنزول من تلك الأبراج العاجية العالية التي منها تنطلق الشياطين والعفاريت صوب دار فور وتقتل الأطفال وتحرق القرى وتدفن مصادر الحياة وتغصب الفتيات القاصرات المسلمات في إمبراطورية تزعم بأنها حريصة علي سمعة الإسلام وفي نفس الوقت تسلط الشياطين لتنهش في أعراض الناس وبعد هذا يقولون نحن مسلمون ..

هيا أيها الثوار دعونا نزحف ونداهم العاصمة ونحسم لعبة المماطلة والمناورة وإثارة الفتن ..والله معانقة الوديان والجبال لا يجدي نفعا بل يعد إهدارا سافرا لقيمة الوقت ويعد تمكينا للمجرمين وتعزيزا لفرص بقاءهم في سدة الحكم إلي ما لا نهاية وكما يجب أن تعلموا بان العاصمة خالية من الرجال لان الذين يسكنون في الفلل والفنادق هم بالفطرة يميلون لنظرية الفرار ...والله زمجرة طلقة واحدة يطيروا إلي ماليزيا واندوسيا ومصر وسوريا وقطر علما بأنهم امنوا حياتهم من الزمان وهم علي أهبة الفرار في أي وقت ممكن والفرار ليس عيبا في أدبيات مذهب ( الرقة والنعومة ) بل يعد فضيلة وشهامة ورجولة وفق معايير إمبراطورية الحناكيش !

مبارك ابراهيم

[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved