أبيي و مجلس شوري المسيرية

بقلم مدينق ودا منيل

لاشك للمتتبعين هذه الأيام بتصعيد المتواتر بشأن منطقة أبيي , أن برتكول السلام الخاص بمنطقة أبيي قد نص على أن تقوم مفوضية أبيي بتحديد حدود منطقة أبيي, وأن تتكون اللجنه المناط بها العمل من (15 ) عشر شخصاً( 5 ) من المسيرية و (5) من دينكا نقوك و (5) ممثلين للمجتمع الدولي . كما نص الإتفاق في حال تعذر الإتفاق بين طرفين المسيرية و دينكا نقوك بشأن حدود أبيي فأن للجنة الدولية الحق أن تقدم مقترحاً ملزماً للأطراف.
قامت اللجنة الدولية بتسليم نسخة من ما توصلت إليه بشأن حدود منطقة أبيي الجغرافية إلى رئاسة الجمهورية للنظر فيه و لإتخاذ قرار نهائي بشأن التقرير ,بدون مقدمات والكل مترغب لما ستخرج به رئاسة الجمهورية بخصوص التقرير، فوجئ الجميع بهيجان من قبل بعض أبناء المسيرية , حيث دعوا الى تسير مظاهرات في كل من بابنوسة و المجلد و جميع مدن المسيرية في غرب كردفان متظلمين من اللجنة الدولية و متهمينا بأنها إنحازت لصالح الدينكا , هذا من وجه نظري تصرف عادي , لكن ما لفت نظري.. بل مما يعتبر أمر خطير للغاية يستحق الوقوف دون مرور الكرام , تصريحات الرئيس البشير للإخوة إعضاء مجلس شورى المسيرية, بعد مقابلته لههم في بيت الضيافة ....أمن الرئيس البشير على موقف أبناء المسيرية متعللاً بأن اللجنة قد تجاوز صلاحياتها بمعنى أنه شخصياً لا يعترف بما توصلت إليه اللجنة مؤكداً و مسانداً لرأي أبناء المسيرية . هل سيكرر التاريخ نفسه ؟ أتفاق أديس أبابا عام 1972 نص بخصوص منطقة أبيي بأن يجرى إستفتاح لأبناء دينكا نقوك إما لبقائهم في كردفان أو الإنضمام إلى بحرالغزال و لكن للأسف الشديد وكعادة زعماء الشمال ظل الرئيس جعفر نميري يجرجر أقدامه في الموضوع و بالضغط من أبناء المسيرية أن لا تجرى إستفتاء بالرغم من أن جعفر النميري شخصيا مشهود له بمواقفه و قراراته الشجاعة الا أنه أنحنى أمام الرياح العاتية من أبناء المسيرية اللذين تعتمد عليهم حكومات الخرطوم للحماية من ثورات الجنوب بحجة أنهم الفرسان القاديرين دائماً للجم شوكة التمرد و لكن للأسف الشديد لن يستمع النميري ألى نداءات أبناء دينكا نقوك إلى أن قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان . تشير كل البينات في الوقت الراهن بأن أبناء المسيرية قد أنتزعوا ما أرادوه من الرئيس البشير, بل الأعجب في الأمر كيف يمكن أن تأخذ تصريح الرئيس البشير وهو عضو في مجلس الرئاسة. كيف يدلو الرئيس البشير بهذا الرأي الخطير دون الرجوع ألى نائبيه الدكتور جون قرنق و الأستاذ علي عثمان طه.. هل يعني ذلك بأن الرئيس البشير قد خرق الأتفاق في مهده , أنه أمر خطير للغاية قد تطيح بأمال الشعب السودان من عشقهم السلام المنشود و العيش في وئام.. هل بدأ فصل نقض العهود قبل أن تجف المداد الذي كتب به الأتفاق. مايدعوا للدهشة محاولة إبتزاز من قبل بعض أبناء المسيرية , حيث طلبوا رأيا صريحا من الدكتور جون قرنق بشأن ما تضمنه التقرير، يعني التأثير على رأي مؤسسة الرئاسة قبل الجلوس للبت في التقرير:::: يعني يا جون قرنق أذا أردت مشروع سودان الجديد فليكون أبيي المهر مقابل السودان الجديد أنه إبتزاز لا مبرر له , كل ذلك لا يهمني كثيراً أين أبناء دينكا نقوك فى كل ذلك ..لقد أغلق جميع الأبوب أمامهم بأنتزع المسيرية أنحياز المشير البشير و إبتزاز لدكتور جون قرنق يعني الأمر محسوم من قبل المسيرية والرئيس البشير..عندما سئل دكتور جون قرنق في مؤتمره الصحفي قبل أيام قال أن أمر تقرير أبيي على طاولة مؤسسة الرئاسة . كان حديث قرنق حديث لرجل دولة يمثل كافة أبناء السودان لأن قرنق في موقف قيادي والأمانة الوطنية تتطلب من شخص في مقامه أن يفعل ذلك ...المدهش كيف سمح الرئيس البشير لنفسه أن تجعل نفس رئيساً للشمال و يدافع عن مصالح أهل الشمال فقط أليس البشير نفسه الذي أدى القسم بحكم أنه رئيساً لعموم السودان أين أنت الأن من تاريخ 9/7/2005 عندما إستبشرنا بعهد جديد كما قلت بنفسك ...أن السودان في خطر حقيقي من سينقذ البلاد من هذا الهمجية ... رئيس للشمال ..... ما أريد أن أقول لأخواني من دينكا نقوك أجعلوا أمركم لله و طالبوا أن تحال ملف أبيي ألى جهة محايدة مثل أمم المتحدة لأن الرئيس البشير قد كشر أنيابه قاسماً بأنه جاء للسطة لحماية مصالح أهل الشمال لذلك ليس لديكم رئيس يدافع عن مصالحكم غير المجتمع الدولي المتماثلة في الأمم المتحدة (محكمة العدل الدولية)... دكتور قرنق لا أظنه سينزل إلى الحضيض لأنه زعيم قومي وينظر لمشاكل السودان من منظور قومي .

[email protected]

[email protected]