السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

فـي ذكـرى 19 يـولـيو ضرورة الحوار الشيوعي الشيوعي: الآن وليس غداً بقلم خالد اصلاحي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/25/2005 9:30 ص

بسم الله الرحمن الرحيم


فـي ذكـرى 19 يـولـيو
ضرورة الحوار الشيوعي الشيوعي: الآن وليس غداً

تقـديم:
تستفحل المشكلة وتتعمق كلما كان الحوار حولها ضعيف او معدوم وكلما كان هذا الحوار لا يستشرف آفاق الحلول. ومعلوم ان التراكمات الكمية (سلبية كانت ام ايجابية) تؤدي لتحول كيفي يهمنا هنا الأفق المنهجي المادي التاريخي لقضية الثورة والثورة المضادة فاستيلاء الثورة المضادة على مسار التاريخ وتراكماتها هي التي تفرز الثورة (النقيض) والثورة حين تسير دون وعي علمي تتراكم اخطاء الثوار ويحدث التحول النوعي بان تنعزل شعارات الثورة وتسود انماط من مصالح انانية قديمة لفئات جديدة صعدت سلم القيادة الثورية (المفهوم) فمثلاً هيمنة العمال ذوي الياقات البيضاء على النظام السوفياتي فاحالوه لنظام بيروقراطي جامد تجاه قضايا العدالة والمساواة بين الفئات الاجتماعية داخل هذه الطبقة وبين الفلاحين والعمال ذوي الياقات الزرقاء ففي الوقت الذي كانت فيه الفئات الفلاحين في تنظيمات شكلية جماعية كان محتواها البرجوازي الصغير المعادي للفكرة الجماعية بهذا الأسلوب والذي لو اعطى حق التعبير والدفاع عن ارائه لاقترح موديلات تنظيمه بديله تساعد في الحفاظ على توازن القوى لصالح الهدف الاستراتيجي وهو السير في طريق الشيوعية. وحين انعدمت الديمقراطية كاسلوب سلمي لمساعدة حلحلة التناقضات الحتمية ادى التراكم الكمي لانعدام الديمقراطية للسير في اتجاه الثورة المضادة. ولأن التاريخ لا يعرف العودة للوراء كالشمس تماماً والتي حلت تناقض مسارها من خلال حركتين حول محيطها (وهو ما يصنع السنين) وحول نفسها (وهو ما يحدث تعاقب الليل والنهار) فظل مساراً مكرراً لدرجة العادية ولكن المجتمع يتعدل مساره ايضاً في مئات والآف السنين او في ايام معدودات وفق قوة فكر وارادة الطليعة. ان الطليعة نفسها ظاهرة تحمل كل تشوهات مراحل نموها قبل ان تصبح طليعة. وقوانين التطور لا نستطيع اكثر من ان نسرّع من عملها او نبطئ وحالتي التسريع او الابطاء ايضاً مرتبطتان بالجدل فان لم تكن العملية قائمة على البحث الدقيق وغير المنحاز للفرد المفكر او المحدد الاجتماعي والقيمي الموروث فان حدود التسريع والابطاء يتم الحكم لها او عليها من خلال المخرجات او المنجزات. لقد اسهم عدد ضئيل من الزملاء انجازاً رائعاً عن حين تصددوا بحزم لمنع التيار اليميني من الانزلاق في طريق التصفية ونجحوا في ان يتراجع جهاز الحزب – ولو الى حين فطبع البرجوازية الصغيرة التذبذب – والطبع يقاوم التطبع. فاذا كان امداد الوعي بالمعرفة العلمية متدني او متناقض فان الوعي يعود لمخزونه القديم من المعارف والتجارب فاما ان يعيد انتاجها بشكل محافظ يؤدي به الى الرجعية والارتداد او الجمود وهذا أس الارتداد. ودور الطليعة (الحزب) هو اعادة ترتيب المعرفة المنهجية والمدرسية فاتجاه رص صفوف المجتمع لتحقيق العدالة والمساواة كاتجاه مسئول نحو الحرية الشيوعية (الحزب الثوري) اي تسريع وتائر التغيير للخروج من علاقات الانتاج الرأسمالى لعلاقات الانتاج الشيوعي. ولحظة الثورة هي اللحظة التي يتم فيها اقتلاع اخر اشكال الاستغلال وليس بداياتها المملؤة بتشوهات الماضي وتذبذب الحاضر وغيب المستقبل. وهي تكون عندما تنضج الظروف الموضوعية لذلك. قبل ذلك فان التراكمات الاصلاحية هي التي تدعمها الطليعة من خلال حراستها باشكال تنظيمية راقية تنفي عنها ان تكون رصيداً لقوى الثورة المضادة وتحافظ عليها للسير في طريق الثورة الاجتماعية الناضجة والتي تؤدى الى تغيير علاقات الانتاج لصالح اوسع الفئات الاجتماعية.

كيف تم استلاب انتفاضة 19 يوليو المسلحة لتكون معلماً بارزاً في مسار الثورة المضادة ؟؟.
رغماً عن مرور اكثر من ثلاثة عقود على الانتفاضة وتسويد الالاف من الصفحات الا ان النظرة لتلك الانتفاضة كحلقة مفقودة في التواصل الحزبي لازالت غائبة. كان الحدث كالزلزال او السونامي (لتقريب الصورة لاذهان المعاصرين لهذا الحدث العنيف) في ساعات ما بعد الظهر ووقت القيلولة كانت سلطة البرجوازية الصغيرة التي تمثل اليسار وهي مجموعة هاشم العطا. أخذت هذه المجموعة العسكرية كل سلطة وصلاحيات الحزب واختزلت هيئاته لأنها حقيقة لم تجد تلك الهيئات واخذت السكرتير العام في حدقات عيونها ووضعته تحت حمايتها منذ ان اخذته عنوه واقتداراً من معسكرات الشجرة والباقير واخفته في موقع نفوذها داخل مباني الحرس الجمهوري في قلب القصر الجمهوري. وقد شجع العسكريين على احتلال موقع التيار اليساري نتيجة المؤتمر التداولى الذي سبق الاحداث بعده باشهر. هذا الحدث المعلم في ممارسة الديمقراطية الحزبية حيث ادار المكتب السياسي حواراً مفتوحاً بين تيار الوسطية الماركسية بقيادة عبدالخالق محجوب والتيار اليميني بقيادة معاوية سورج واحمد سليمان ومحمد احمد سليمان واستخدم التيار اليميني تحالف يسار اليمين الذي استولى على السلطة في 25 مايو كبؤرة اسناد للثورة المضادة داخل الحزب. من يقرأ ورقة عبدالخالق وورقة التيار اليميني يكتشف الفرق بين قوى الثورة والثورة المضادة فورقة الثورة المضادة تعني برغية عناصر الانتلجنسيا وصغار الأفندية في المشاركة المهنية في السلطة على حساب المشاركة السياسية (وهي استخدام جهاز الدولة لتعميق الوعي السياسيى من خلال تفعيل وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية من خلال الاعتماد على الذات ومعاداة الامبريالية). ورغماً عما قيل من اساليب الديوانيين في جهاز الحزب – وبالطبع لأنهم ضعيفي الفكر الشيوعي الملتزم جانب الديمقراطية كما اتضح لاحقاً – فان ممارسة التأثير على اختيار المناديب للمؤتمر كانت سالبة – ولكن الواضح ان التيار اليميني كان قد انزلق نحو هاوية تصفية الحزب فهل كانت مايو اصلاً عملاً من اعمال الثورة المضادة المتسربلة بالثورية وفق ما قال عبدالخالق محجوب حول الناصرية منذ اندلاعها!! اذ انها كمشروع لدى الامبريالية تكون مهمتها اضعاف وحدة القوى الشيوعية وابعاد الوعي العلمي بعيداً عن الشيوعية كفكر ناضج الثورية والبديل. وبالتالي فان خطوات الاصلاح الاستلابي للفعل الثوري الكامل تصبح بديلاً له. والمحصلة النهائية هى ان المؤتمر التداولى في حين انه اخرج واضعف اليمين داخل الحزب بمقولة عبدالخالق المشهورة في ختام المؤتمر ((انهم يستغلنوكم اليوم لسرقة شعارات الجماهير وغداً يلفظونكم لفظ النواه)) (لمن شاهدوا عبدالخالق في ذلك اليوم وهو يمثل رمي النوى من الفم بيده يدركون قوة الوعي الثوري لدى هذا القائد والشيوعي الفذ). قد سبقه في القرن العاشر الميلادي الامام الماوردي في القول ان من لم ير برأيه ما لم ير بعينه فلا رأي له. اين اعضاء اللجنة المركزية الذين انتظموا خلف ورقة الادعاء بالثورية وتحويل مسار ثورة مايو واين ثورة مايو نفسها الم تتجه في مسارها اليميني حتى بلغت ذروة الرجعية في قوانين سبتمبر؟؟ وماذا اصاب هؤلاء الاعضاء من انحراف مادي ومعنوي حتى اليوم هذا الصراع الذي سبق الانتفاضة المسلحة هو الذي جعل العسكريين وهم الجسم الأكثر قدرة على الحسم بان يتخيلوا ان الموضوع في بساطة تحديد ساعة صفر والانقضاض على السلطة في عملية اقتحام تشبه أي اقتحام لموقع معادي باستخدام قوة المباغتة ويبدو ان الرومانسية الثورية لهؤلاء النفر الأبطال انهم حالما يستولون على السلطة يفرضون على الجهاز المدني للحزب وحركة النقابات ان تستولى بدورها على المجتمع تماماً كما فعل على عبداللطيف وطلبة الكلية الحربية الذين ساروا في مظاهرة عسكرية سنة 1924م معتقدين انهم بموكبهم المهيب المشحون بالمشاعر الوطنية يدفعون المواطنين في اتجاه التمرد على الحكومة الاستعمارية هو نفس موقف عبدالفضيل الماظ (للأسف فان عصام طه في سرده الممتع لظاهرة الجيش في السياسةاكتفى بالحكاية دون النقد الذاتي للأسلوب الفوقي للمشاركة السياسية للجيش في السياسة وبالضرورة ادانة اسلوب الانقلاب) لأنه يعزل شريحة اجتماعية واحدة عن باقي الشرائح المنظمة وحالما مال الميزان الاجتماعي ولم تجد القوى الأخرى مساحة الحرية الضرورية لها لتجد ذاتها المبدعة والاجتماعية مع الأخرين تنظر بشكك لنوايا الآخرين وتمتنع فتنعزل الفئات صاحبة الارادة الثورية رومانسياً وينفتح الطريق لإنفاذ اجندة الثورة المضادة وهي الأمبريالية (مصالح السوق العالمي الذي تهيمن عليه المصالح الإحتكارية) هذه القوى لا يهمها جنس او دين او اخلاق يهمها ان توفر ظروف من القهر الوطني ليصبح السوق الوطني رهين لها اما لنهب خيراته وموارده المادية والبشرية او ان تبيعه كمنطقة نفوذ لأي سوق وطني اخر (مثلاً البترول في السودان المستفيد الأول منه الصين ولكن على الصين ان تقر بان السودان منطقة نفوذ sphere of influence للغرب ولذا فانها لا تشترك في اللعبة السياسية داخل السودان رغماً عن نفوذها الاقتصادي وهذه تقاليد وقواعد الصراع الطبقي الدولي). ويزدحم الخاطر بالامثلة ولكننا نعود للنقطة الجوهرية وهي ان فقدان الحوار بين التيارات الرئيسية داخل الحزب افرز خطاً يسارياً رومانسياً تمثل في العسكريين الذين انجزوا انتفاضة 19 يوليو ولم يشاورا القيادة المدنية السياسية الوسطية وان كان ممثلها عبدالخالق محجوب في قبضتهم وتحت حمايتهم مما شكل عنصر ضعف ذاتي عطل امكانيات عبدالخالق والذي ان كان قد اختفى في مكان يسمح له بالوصول للكوادر القيادية لاشترك بفعالية اكبر ولكن لقناعته بانه معزول عن الاتصالات السياسية منذ أمد فانه احال الأمر للزميل نقد وطلب من الانقلابين ان يبحثوا عنه ليقوم بالاتصالات وكتابة البيانات والخطب (الادارة السياسية واذا اتفقنا بان العمل العسكري تحمل مسئوليته العسكريين وفاجئوا به الشعب السوداني جميعه فانه ليس كل قائد يمكنه ان يتأقلم بالسرعة الكافية مع المفاجآت السياسية وخاصة مثل الانقلاب العسكري ولذا فان العسكرين اطاحوا بنظرائهم وانفسهم في نفس الوقت ولأن البطولة هي المهر الذي ومض في حياة الشيوعية السودانية فان خطأ العسكريين قد غسلوه بدمائهم وللأسف سقطت معهم القيادة الشيوعية الأكثر وعياً المتمثلة في عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق فاليمين استقل الرومانسية الثورية للعسكرين ليصفي – بقوات مجلوبه من الخارج والسفارات – ما فشلت قوى الثورة المضادة في انجازه وهو نقل الحزب الشيوعي برمته نحو اليمين وتفريغه من محتواه الشيوعي. ان على الزميل نقد ان يبدأ حواراً الان مع الشيوعيين حول ما حدث في يوليو لا من باب توثيق الأحداث فهذا يهم المدارس الاكاديمية والصحافة التوثيقية ولكن باب تعميق المفاهيم الشيوعية حول التيارات ومواقف الفئات الاجتماعية واساليب الانحراف يميناً او يساراً وهو العائد لتوه من حالة بيات شتوي رأت ان اختفاء اعضاء من الحزب تحافظ على الوجود العضوي – رد فعل لحمامات الدم في 19 يوليو) ولكن محاولة الخروج من تلك الأزمة – بهذا البطء السلحفائي جعل التذبذب الفكري – سمة وطبع البرجوازية الصغيرة – يقعد بالاتجاه – نحو الاحتياج الفكري الشيوعي للديمقراطية والعدالة والمساواة بين اعضاء الحزب اولاً احتياجاً اكثر الحاحاً لتمتين الذاتي والمكتسب بقوة النقد والنقد الذاتي في التربية الشيوعية التي تفرز نقيضها وعياً طبيعياً مضاد للامبريالية. وعلينا الآن ان ننتقل للاجابة على السؤال اذا كان عبدالخالق محجوب ومكتبه السياسي قد اختاروا المؤتمر التداولى للحوار الشيوعي الشيوعي هل كانت هذه الوسيلة بنتيجتها حواراً مع اناس قد حزموا امرهم وبالتالي كانت مهرجاناً خطابياً وداعياً فهل يمكن ان تكون المؤتمرات التداولية اقراراً منهجياً بان قضايا الحوار الشيوعي الشيوعي اذا فتحنا لها مسارات ديمقراطية تؤكد على المسئولية التقصيرية لعضو الحزب تجاه تأطير المعرفة شيوعياً وتأصيلها بنفي السلبيات ودفع الايجابيات لنهاياتها التي تؤدي بها لتراكم كمي منطقي. من هنا نبدأ هذا الحوار المسئول ونمد يدنا لمختلف التيارات داخل الحزب وخارجه وكل من يقول انه شيوعي لنبدأ حواراً حول مناهج واساليب جديدة لإنفاذ فكرة انسانية قديمة هي العدل والمساواه في اتجاه الحرية الشيوعية – ارقى اشكال الحرية – حرية اقامة علاقات انتاج شيوعية بديلاً لعلاقات الاستغلال الرأسمالى.


اشكاليات انطلاق الحوار الشيوعي الشيوعي:
تواجه اشكاليات الحوار الشيوعي الشيوعي مشكلة جوهرية هي هيمنة جهاز المتفرغين الذي لم يتعود على الحوار بل اعتاد على ان يملي سلبياته وايجابياته وفي نفس الوقت يعطي نفسه مساحة تجعله فوق القانون والمحاسبة ويفرز تناقضاً يثير الشفقة والإشمئزاز في نفس الوقت فمن تخطاه الزمن وتحجر ولم يبدع ولن يبدع وصار يراعي مصالح ذاتية- مثلاً التفرغ كوسيلة لكسب العيش – يصير ديوانياً تماماً مثل صغار الأفندية الذين لا يأبهون للإبداع والكفاءة مادامت مرتباتهم مستمرة. ويثبت ذلك ان الجهاز – ذهب مع مفكره محمد ابراهيم نقد في وجهة نظره منادياً بنظرية جديدة وحزب جديد وحين تراجع رجع معه بل واثناء ذلك عادى هذا الجهاز كل تيار مخالف له وبذل كل جهد ممكن في اتجاه عرقلة الحوار وهذا فرض على التيارات الأخرى ان تواصل الحوار من منابر الصحف اليومية ومواقع الانترنت. فاذا واصل هذا الجهاز الفاشل اسلوب الهيمنة وهو جهاز تم لملمته على عجل وبلا مقاييس وفي ظروف وعرة خلال ايام الردة السوداء. وفوق هذا وذاك لم يتم فحص ادوار كادره القائد والذي لا يخلو وحتى اليوم من بؤر الثورة المضادة المدفوعة الأجر من الأجهزة الأمنية في روسيا السيوفياتية واروبا الشرقية.هل كان هذا عمل منظم ام انها علاقات فردية ؟؟. انها نفس الطريقة التي تجند بها السفارات الغربية مخبرين يساعدون الاقسام السياسية (وهذا ليس عمالة اوخيانة او تشكيك في الذمة الوطنية). ان فحص هذا الجهاز المغلق وتبادله لكروت العضوية (السيرة الذاتية الموثقة بشهود عدول) من الشيوعيين اولاد الدفعة واولاد الحارة وزملاء العمل وبشفافية وامام الشعب هي صمام الأمان لقيادة شريفة ومنتمية للفكرة الشيوعية. دون ان يقوم هذا الجهاز بكشف حسابه امام اعضاء الحزب والشعب فان السلوك السياسي المبني على الضعف الذاتي في النظرية والممارسة يتم النظر اليها ليس كأخطاء بشرية متراكمة بل عملاً مقصوداً بواسطة الأجهزة المحلية والدولية التي ترعى تدمير القلعة من الداخل وذلك بان تكون لها القدرة على عزل الشيوعيين الأقحاح وابعادهم عن الوحدة فكلما توحد الشيوعيين وصارت ارادتهم في المعركة ضد الامبريالية متحدة فان عمر الامبريالية سيقصر نسبياً وفق مستويات توازن القوى. فالشخص النزيهة الذي يعتنق قكرة يعلم انها لا تتطور الا بمدى انتمائها للمعرفة العلمية ثم يغلق كافة ابواب الحوار امام تبادل وانسياب المعارف بين القيادة والقاعدة وبين الحزب والمؤسسات العلمية وبالتالي بين الحزب كوسيط امين في نقل المعارف العلمية للشعب – فانه لا يستطيع ان يمنع الشيوعيين اولاً من البحث عن توصيل معارفهم للشعب عبر مواعين جديدة وهذا ما حدث بالضبط حيث خرج كافة الشيوعيين الأقحاح بعيداً عن هيمنة الجهل المركب والمشبوه بانه ليس جهل شيوعيين ضعفي الفكرة والممارسة بل عملاء لقوى الثورة المضادة او على احسن الفروض صاروا رصيداً لها. ويكفي ان الطريقة التي خرج بها السيد نقد من الاختفاء حيث انهى اختفاءه اثر زيارة من قيادة جهاز الأمن ورغماً على انه لم يمض اكثر من ثلاثة اسابيع على الخطاب الداخلي للجنة المركزية (ان وجدت) والذي قرر ان يخرج المختفين في وقت مناسب تحدده اللجنة المركزية هل صار صلاح غوش ومحمد عطا (مدير ونائب مدير جهاز الأمن الوطني) اعضاء في اللجنة المركزية ولذا جاءوا يبلغون الزعيم بان وقت الخروج قد حان!! كيف يقضي احد المختفين شهر العسل في القاهرة وهو مختفي. والشجاعة في السياسة (ونقول السياسة لأنه لا يخصنا السلوك الشخصي والحريات الشخصية اذا كنا نعرف القواعد الاجتماعية المبنية على الحقوق الفردية للإنسان وقد كان من آفات مظاهر التفسخ لدى جهاز المتفرغين استعدائه للجمهور الأمي على زميل يختلف معه بان ينشر بعض ممارسته الشخصية (وللأسف التي يشترك فيها كافة اعضاء الجهاز نفسه) والتي لا يقبلها نسق القيم لدى جمهور الأميين والريفيين الذين يشكلون اغلبية شعبنا (وهم في الغالب ينفذون بصرامة القول اذا بليتم فاستتروا)) ولكن الجهاز يجعل ما كان يمارسه جماعياً لحاله من التشهير للفرد المتمرد متفرغاً او غير متفرغ. وتسجيل نقاط بالعزل الاجتماعي لإستمرار حالة الجمود والترهل لفئات الأفندية ومستوى الخواء الفكري والجدب الروحي الذي يعانون منه. ان مواصفات القيادة السياسية هي مدى الإلمام والمعرفة السياسية وحد ادنى من القبول الاجتماعي لا يعزل الطليعة السياسية عن الفئات الاجتماعية التي يمثلها اي تلك التي تنظر اليه كقائد وبالتالي يكون سلوكه الشخصي جزء من حالة محتوى القدرة القيادية لديه. انها صعوبة اخرى يضعها هذا الجهاز انه صار بيروقراطياً متزمتاً وينصر اخوته ظالماً او مظلوماً يكفي ان احدهم قدم نقداً (وهو اعتراف قضائي يصلح لإدانته بجرائم مثل الإغتصاب وفي نفس الوقت كان يتطلب ان يتم مساعدته بعد اعترافه ذاك بان ينقل لمستشفى الأمراض النفسية) ولم يحدث أي شئ فهو لازال يتلقى مرتبه كمتفرغ في الحزب الشيوعي. الم نقل انه دون ان يسمح هذا الجهاز بان يتم تنقيته من امراض الجهل والضعف ومن حلقات الثورة المضادة فان الحوار الشيوعي الشيوعي لن ينطلق وبالتالي تتفاقم ازمة القيادة في المجتمع.
ورغماً عن هذا الضعف المزمن في جهاز الحزب لكن تمكن الشيوعين من تخطيه بالاندماج مع الشرائح والفئات الاجتماعية التي يمثلونها او هم فيها اعضاء بحكم مهنهم واعمالهم. ولكن يظل هناك احتياج لجهاز شيوعي (متطوع) يمثل مختلف التيارات وينقل كافة التجارب ويمثل حالة الانتقال في مستويات النضال الاجتماعي محلياً واقليمياً ودولياً.

خالد اصلاحي
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved