لا يخفي علي أحد الدور الذي لعبه المسجد في صدر الاسلام الاول ، فبالاضافة الي كونه مكان للتعبد والتواصل الروحي مع الله فهو أيضا المنبر الذي خاطب به الاسلام أفئدة المسلمين ، وتعتبر باحة المسجد أرضا حراما ولا يجوز فيها البصق أو لعب للصبيان كما دلت الاحاديث النبوية الصحيحة ، وتعاظم دور المسجد وعرف بأنه روضة الامان عندما فتح الرسول ( ص ) مكة المكرمة عندما خاطب أهل مكة ( بأنه من دخل المسجد الحرام فهو آمن ) ، وفي عهد الرسول ( ص ) ومن بعده الخلفاء الراشدين كانت امور الدولة الاسلامية تناقش في المسجد أمام الملأ وتعقد رأية الجيوش المتحركة الي الفتوحات المختلفة ، وأول من بدل رسالة المساجد وحولها الي منابر للأهداف السياسية هم بني أمية ، وفي عهدهم درج الخطباء علي الدعوة لهم بطول الحياة والسلطان عند كل صلاة ، ومزق الحجاج بن يوسف حرمة المسجد الحرام عندما حاصر عبد الله بن الزبير في مكة ، وتعلل الحجاج وقتها بحجة باطلة وهي أن الرسول توعد بعض مشركي مكة بالقتل حتي ولو ( تعلقوا بأستار الكعبة ) ، وقد أتكأ الحجاج علي هذه الرواية وهو يقذف المسجد الحرام بالمنجنيق والنفط وغاب عليه أن هند بنت عتبة والدة الخليفة الاموي معاوية بن أبي سفيان كانت من بين هولاء ( العتقاء ) والذين صفح عنهم الرسول ( ص ) فيما بعد بعد اعتذارهم ودخولهم الاسلام ، وقد مارس الامويين الارهاب في المساجد فخطبة الحجاج الشهيرة ووعيده لأهل العراق بأنه سوف يحزمهم حزم السلم ويضربهم ضرب غرائب الابل قيلت في مسجد الكوفة ، وخطب زياد بن أبيه في هذا المسجد أيضا ووعد الناس بأنه سوف يأخذ الناس ( بالظنة ) والمقيم بالظاعن والمخطئ بالبرئ والسقيم بالصحيح في اشارة واضحة الي تعديه علي الرعية والنيل من كرامتهم .
وفي عصرنا الحالي تحولت المساجد الي منابر الي الاحزاب السياسية وشملتها سياسة العنف والاقصاء ، وبلغ هذه السياسة مداها عندما فقدت المساجد صفة الامان وتحولت الي أرض معركة تصفي فيها الحسابات بين أصحاب الفرق المذهبية ، ففي حي البياع ببغداد كان هناك أماما سنيا يؤم الناس في صلاة الفجر ، وفي الركعة الثانية تأخر الامام في الرفع من السجود لفترة طويلة وقام المأموم بالتبليغ نيابة عن الامام والذي اختفي من المحراب بصورة مفاجئة وعرف المصلين أن الامام قد تعرض لعملية اختطاف قذرة نفذها مجهولون مستغلين وضعية الناس في السجود ، وأصبحت المساجد في باكستان والعراق كرة للصراع المذهبي الحاد بين لاعبي السياسة ومروجي الفتن ، فبدلا من زرع قيم الطمأنينة والمحبة أصبحت مكانا للدعوي الي الكراهية والتحريض ونبذ الاخر وتكفيره ، فاصبحت استهداف المساجد سواء كانت سنية أو شيعية عملا روتينيا ولا غرابة تشوبه ، ووجدت السيارات المفخخة والقنابل المسمارية طريقها الي باحة المساجد فتطايرت الاشلاء وأختلطت الدماء بورق المصاحف ولم يعد الناس آمنين وهم يؤدون شعيرة الصلاة في الجماعة والعاقل هو من لزم بيته وترك الصلاة في المسجد ، بل ان بعض المساجد أغلق بابه في وجه المصلين في بغداد كدلالة علي الاحتجاج .
وهذه الصورة القاتمة لرسالة المساجد قد أنتقلت الي السودان بعد مجئ الانقاذ والتي قامت باحالة الكثير من الائمة الي الصالح العام واستبدالهم بأخرين موالين للجبهة الاسلامية ، ولم يكن مقياس اختيار الائمة الجدد هو الورع و حفظ القرأن والالمام بالسير والاحاديث النبوية ولكن المعيار الجديد كان هو الولاء المطلق لنظام الانقاذ ، فتحولت المساجد الي الي منابر سيئة للدعاية السياسية وتم توحيد خطب الجمعة لتتواءم مع نبرة المشروع الحضاري الجديد ، وعلي طريقة بني أمية كان شر الدعاء مركزا علي خصوم الانقاذ ابتداء من الحركة الشعبية ونهاية بالدعوة بالويل والثبور علي رموز التجمع الوطني الديمقراطي ، وتعدي شر الدعاء حدود القطر فنالت كل من امريكا وروسيا واسرائيل حظها من هذه الدعوات المتعثرة ، واشهر المساجد التي لعبت دورا هاما في الحياة السياسية في مقتبل التسعينات هي مسجد الجامعة وخطيبه المرحوم محمد أحمد حاج النور ومسجد شمبات وخطيبه د.الحبر يوسف نورالدائم ومسجد أنصار السنة المحمدية بالثورة الحارة الاولي وخطيبه أبو زيد محمد حمزة وذلك بالاضافة الي مسجد السيد/ عبدالرحمن المهدي بحي بود نوباوي في أمدرمان ، وفي مسجد جامعة الخرطوم كان المرحوم حاج نور يعرض الطلاب علي الاستشهاد في الجنوب كما كان منبر هذا المسجد يستضيف عددا من الاسلاميين العرب مثل راشد الغنوشي ، وفي أغلب الاحيان يقوم محمد طه محمد بالتعقيب علي كلام الخطيب ويؤكد علي كلامه بخصوص الدعوة الي نبذ الحياة والمضي في طريق الشهادة ، وكان أغلب مسؤولي النظام يؤدون صلاة الجمعة في مسجد الجامعة والذين كان من بينهم محمد الامين خليفة وابراهيم شمس والطيب سيخة وغيرهم من أقطاب النظام ، وداخل داخليات البركس كان هناك مسجد يتناوب علي منبره السلفيين والاتجاه الاسلامي وفق اتفاق تم بعد عراك عنيف بين الاتجاه الاسلامي وتنظيم السلفيين عام 1986 ، وفي تلك المعركة تم أستخدام السيخ والسلاسل كأدوات للقتال ، وقد شارك في ذلك النزاع الشيخ محمد الصديق الشهير ( بأبو ضفيرة ) صاحب المعجزة الحسابية للرقم 13 وزعيم جماعة المسلمين حيث قام الاسلامي بتقييده علي سارية المسجد وتم تعذيبه وضربه وكان ينطق عند كل ضربة بمقولة ( أحد .. أحد .. أحد ) تأسيا بالصحابة بسلوك الصحابة في العهد الاول من الاسلام عندما كان يتم تعذيبهم من قبل مشركي قريش ، وسط هذا الجو المشحون بالكراهية لاح في أفق جامعة الخرطوم مسجد آخر وهو مسجد مستشفي العيون ، فهروبا من خطب حاج النور الطويلة في مسجد الجامعة وخطب السلفيين المكررة في مسجد البركس أرتأ بعض الطلاب اداء صلاة الجمعة في مسجد مستشفي العيون والمجاور لداخليات البركس حيث يقصر الامام عادة الخطبة ، وكان يتم التهكم علي الذين يؤدون الصلاة في هذا المسجد بمقولة ( مسجد العيون غداء مضمون ) في اشارة طريفة الي مزايا الذين يؤدون صلاة الجمعة في هذا المسجد وهي تمكنهم من تناول وجبة الغداء باكرا قبل مجئ العائدين من صلاة مسجد الجامعة ، وبالقرب من كلية التربية جامعة الخرطوم برز هناك ما يعرف بالمسجد الديمقراطي حيث كان الخطيب يقوم بالدعاء من أجل عودة الديمقراطية والحريات العامة ، ونما الي مسامع الاجهزة الامنية خبر هذا المسجد فأوعزت الي الدولة بتغيير الخطيب الحر بآخر موال للسلطة ، وفي مسجد شمبات كسب الدكتور حبر يوسف نور الدائم بعض النجومية وهو يتصدي لظاهرة الصالح العام والفصل التعسفي التي قامت بها الانقاذ ، ووصلت به الجراءة الي الدفاع عن شهداء ضباط حركة 28 رمضان كما أنه استنكر سياسة التعذيب التي كانت تمارسها أجهزة الانقلابيين حيث ذكرهم بالحديث النبوي الشريف ( ان امراة دخلت النار لأنها حبست قطة حيث أبت أن تطعمها ولم تترك لها مجالا لتقتات من خشاش الارض ) ، وواجه دكتور الحبر أزمة كبيرة مع أجهزة الدكتور علي نافع القمعية والذي كان يترأس جهاز الامن أنذاك وتم التحقيق معه في مباني الامن وطلب منه التوقف عن هذه الخطب والتي تؤدي في خاتمة المطاف الي تأجيج المشاعر العدائية ضد الحاكم المسلم ، كما نهته الاجهزة الامنية عن الدعوة الي الفتنة فكف الشيخ الحبر عن خطبه السياسية وقد قامت الدولة بالغاء برنامج ديني دعوي كان يقدمه في الاذاعة السودانية أثناء الفترة الصباحية . فأنتهي أمر الحبر كداعية للحرية وانضم في الاخير الي جوقة المؤتمر الوطني كنائب معين من قبل النظام لأضفاء جو التعدد والشرعية علي مسخ المجلس الوطني ، واجه الامام أحمد بن حنبل فتنة خلق القرآن عشرون عاما من غير أن يمل مقاومة أعتي خلفاء بني العباس ، وفضل الامام أبو حنيفة النعمان من ورعه السجن علي تولي ادارة القضاء في عهد الدولة العباسية ، ولكن اين الثري من الثريا فقد عشنا عهدا تتغير فيه الجلود والمبادئ وفقا للطلب وكل صاحب دعوة يصدح بالحق تجده بعد أيام يتواري عن حقيقة دعواه القديمة وينكرها وقد قالها سيد الخطباء سيدنا علي ابن أبي طالب عندما طلب منه الخوارج الاعتراف بالكفر فقال ( اتريدون مني ان اشهد علي نفسي بالكفر حتي أنال رضاكم لقد ضللت اذا وما أنا من المهتدين ) .
وبقي لنا مسجد الشيخ ابو زيد محمد حمزة بالثورة الحارة الاولي أمدرمان ، و كان الشيخ يؤم المصلين في صلاة الجمعة ويكثر من ذم البدع والمستحدثات في الدين ، ولكن كما يقول صاحب ( ألف ليلة وليلة ) أن دوام الحال من المحال فسرعان ما هبت ريح لم تكن في الحسبان وهي عداء النظام الشديد لدول الخليج الداعمة لهذا التيار وبالذات المملكة العربية السعودية ، والسبب في ذلك موقف النظام من حرب الخليج والذي كان مؤيدا بوقاحة للغزو العراقي للكويت في عام 90 من القرن الماضي ، والضربة الثانية لتنظيم أنصار السنة هو تحول النظام الروحي الي ناحية طهران الشيعية وتوطيد عري التواصل مع النظام الملالي في ايران ، ونتيجة لهذه السياسة الجديدة استقوي نظام الجبهة الاسلامية بالدولة الايرانية واستثمر عدائها لأهل السنة في في التنكيل بأنصار السنة في السودان علي اساس انهم تيار مدعوم من دول الخليج التي تكن للدولة الايرانية العداء منذ ايام الشاه ، فأصبحت جماعة أنصار السنة محل شبهة وريبة من قبل نظام الجبهة ، فبدأت الدولة في نزع المساجد من قبضتها والحاقها بوزارة الشئون الدينية والاوقاف ، وتحول المركز الاسلامي الافريقي ( جامعة افريقيا العالمية ) حاليا الي ما يشبه ( الوقف الايراني ) بعد انتهاج سياسة التقارب الروحي مع الدولة الايرانية ، وتم توزيع كتاب ( ثم أهتديت ) مجانا في المكتبات وهو منسوب الي أحد غلاة الشيعة وهو محمد مصطفي السماوي التونسي الاصل والذي أعلن انسلاخه عن المذهب السني وتشيع في الاخير ، وراجت كتب مثل الجمهورية الاسلامية لاية الله الخميني والدكتور منتظري وعلي اكبر شريعتي وغيرهم من مفكري الثورة الايرانية ، والطامة الكبري التي لحقت بتنظيم أنصار السنة وتمت بمباركة من النظام هي اعتداء الخليفي الليبي الاصل علي المصلين في يوم الجمعة في مسجد الثورة الحارة الاولي ، ولم يكن أبو زيد محمد حمزة موجودا ساعة وقوع الحادث وهذا نادرا ما يحدث ، والخليفي هو أحد الافغان العرب الذين دخلوا الي السودان في معية اسامة بن لادن ولقد قام باستغلال المشاعر المعادية التي يحملها النظام علي جماعة أنصار السنة وفكر في طريقة مبتكرة يستطيع من خلالها محو هذه الحركة من الوجود ، وبن لادن كان يري ضرورة التخلص من هذه الحركة لأنها من بقايا ( آل سعود ) كما يعتقد ، فأقدم الخليفي علي فعلته وقام بامطار المصلين بطلقات الكلاشنكوف وقد ساعده في هذه الجريمة النكرة ثلاثة من السودانيين ، كانت الجريمة في اشد البشاعة بحق وحقيقة ودخيلة في نفس الوقت علي قيم الشعب السوداني المتسامح ، أريقت الدماء وأزهقت الانفس ولكن السودانيين بشهامتهم المعروفة كانوا أكبر من ظن الارهابيين وسدنة النظام الذين غطوا علي هذه الجريمة البشعة ، هرع اخي الاكبر الي مستشفي امدرمان قسم الحوادث عارضا التبرع بفصيلته النادرة من الدم وفوجئ بالاطباء يقولون له ( أن هذه الفصيلة لم تعد نادرة ) فكل من كان يحملها ذهب الي مكان الحادث عارضا المساعدة ، حصيلة القتلي اربعة وعشرين والجرحي ربما يصل عددهم الي مائة ، وجدت هذه الجريمة استنكارا واسعا من كل القوي السياسية ما عدا النظام الحاكم ، استنكرها السيد /الصادق المهدي والذي ذهب الي جماعة أنصار السنة وعزاهم بنفسه في القتلي ، ومن الناحية الامنية بدأت مطاردة غريبة بين منفذي الجريمة والشرطة السودانية ، انتهت المطاردة بقتل بعض الجناة واعتقال الخليفي قرب مقر اسامة بن لادن في حي الرياض بالخرطوم ، أصيب الخليفي بعيار ناري في صدره وأدخل مستشفي الخرطوم قسم العناية المركزة وكان يهذئ بكلمات مثل (( لن تنفعك الخيانة يا عبد الرحيم حسين ) في اشارة الي دور هذا الرجل وعلمه المسبق بهذه العملية ، قامت الاجهزة الامنية بنقل الخليفي الي مستشفي الشرطة وفرضت عليه حراسة مشددة وتمت احاطته بأطباء امنيين حتي لا ينتشر خبر المؤامرة ، حوكم الخليفي تحت بسرية تامة وتم اعدامه شنقا في سجن كوبر عام 94 ، ووصي قبل أن يموت بدفنه في مقابر المسلمين وأن يصلي عليه ، وفي مفارقة أخري كانت آخر أمنية له هي ساندوتش ( شاورما ) التهمه قبل أن يموت ، ولا زال سر عملية الخليفي مجهولا حتي هذه اللحظة ولكن دم المصلين الذين ماتوا تفرق بين يدي الخليفي وتنظيم القاعدة و وزارة الداخلية السودانية ، وأعقب ذلك الحادث البشع عملية مسجد الجرافة في منطقة ود البخيت بشمال أمدرمان ، فقد اقدم مهوسون علي اطلاق النار علي المصلين اثناء تاديتهم لصلاة التروايح في رمضان ، وقد مات في هذه الحادثة الاليمة عدد من الناس وتم اعتقال بعض المجرمين وقتل بعضهم وأتضح أنهم كانوا من منسوبي الدفاع الشعبي حيث حارب بعضهم الحركة الشعبية في جنوب السودان ، والسلاح الذي استخدم في الجريمة كان سلاح حكومي ويحمل نمرة القوات المسلحة في اشارة الي ظاهرة انفلات السلاح بين أيدي هذه المليشيات الاجرامية .
وعندما تم بناء مسجد الخرطوم في الساحة الموازية لفندق هيلتون أستغربنا لذلك حيث أن المنطقة غير مأهولة بالسكان وبناء هذا مسجد كبير بهذا المكان يعتبر اسرافا لأن مسجدي النيلين والملك فاروق لا يبعدان كثيرا عن هذا المكان ، واضف لذلك أن هذا المكان يعتبر متنفسا للأسر السودانية فيصبح من الصعب اهتضام هذا الحق وخاصة ان وزارة الاوقاف اصبحت لا تتردد في انتزاع أي أرض تدر لها المال وقد قامت قبل ذلك بمصادرة محلات الصاغة المواجهة للمسجد الكبير بالخرطوم من اصحابها وهدت المكان وحولته الي مجمع الذهب الحالي ، وعرفنا لاحقا ان حزب المؤتمر الوطني يعاني أزمة في مسجد الجامعة الذي أصبح يسيطر عليه تنظيم الترابي ، ولذلك خطرت لهم فكرة بناء هذا الجامع في خطوة عدت تمدد لحزب المؤتمر الوطني في ميادين الخرطوم ، هذا هو مسجد حزب المؤتمر الوطني الجديد والذي يقصده ساستهم من كل مكان ، ولقد تابعت خلال الاسبوع الماضي خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ /عبد الجليل النذير الكاروري أحد اقطاب حزب المؤتمر الوطني ، وكانت الخطبة اشبه بالندوة السياسية وأقحم الشيخ نفسه في مغالطات يصعب اثباتها ، ومما ذكره أن أهل الشمال استحقوا الحكم لأنهم دعاة للفضيلة والاخلاق !! وربما لا يعلم الشيخ شيئا عن مذبحة ضباط 28 رمضان والتي زهقت فيها أرواح ابناء الشمال انفسهم ، وربما لا يدري شيئا عن ما يجري في دارفور من اغتصاب ونهب وقتل للناس ، ان الذي مكن أهل الشمال من الحكم هو الدبابة وممارسة القهر والقمع وليس لانهم دعاة للفضيلة والأخلاق كما يعتقد الشيخ الكاروري ، وراي الشيخ الكاروري امكانية قيام وحدة اصولية بين قبيلة الدينكا و حزب المؤتمر الوطني وذلك لأن الدينكا يقرون مبدأ تعدد الزوجات ويدفعون مهرا غاليا للفتاة البكر حيث يصل مهرها الي 200 بقرة حلوب !! انه أمر مثير للضحك والخجل ان لم أقل التعجب وهذه وحدة جديدة علي أهل السودان ومن الاجدر دراستها علي أرض الواقع فلعل الغلو في مهور الابكار وتعدد الزوجات سوف يحل اشكالات عجز السياسيون عن ايجاد حل لها خلال خمسين عاما من عمر هذا الصراع .