السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حوار حول التطرف الإسلامي بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/23/2005 10:24 م

أبو بكر القاضي ــــ حوار حول التطرف الإسلامي
حتى الأمس القريب قبيل اكراه سيد القمني على التراجع والبراءة من افكاره كنا نقول بالصوت العالي ان ظلام الدنيا لا يستطيع ان يطفئ شمعة واحدة وقد عشنا دهرا لنرى عجبا! وفي العراق الجريح بسيوف أهله باسم السنة المطهرة تم اغتيال السفير المصري ايهاب الشريف باسم «الاسلام» بحجة انه رسول دولة الكفر والردة‚ وفي بريطانيا جرت الطامة الكبرى الثالثة بعد احداث نيويورك ومدريد وقد تم ترويع المدنيين الأبرياء باسم الاسلام‚ دين الرحمة والعدل‚ وقد أحسنت الحكومة البريطانية التصرف وردة الفعل حين ميزت بين الاسلام وبين تصرفات المتطرفين الاسلاميين وقد تنفس العرب الصعداء في بريطانيا عندما تبين ان القنابل البشرية التي تفجرت وأودت بحياة اكثر من خمسين شخصا كانوا من اصول باكستانية ‚‚ نعم ‚‚ مسلمون ‚‚ ولكنهم ليسوا عربا ‚‚ انهم الجيل الثاني من مسلمي اوروبا ‚‚ من مواليد بريطانيا! وضحت تماما استراتيجية الارهابيين انهم يستهدفون الشباب صغار السن يستغلون فيهم اندفاع وتهور الشباب مع قلة المعرفة بالاسلام ومقاصده كنت وما زلت من المؤمين بأن تجديد الاسلام سوف يأتينا من الجيل الثاني من المسلمين في الغرب الذين تعلموا اللغة العربية من والديهم وتفتحت عيونهم على الحضارة الغربية من المهد‚ ودرسوها وعاشوها على الطبيعة‚ كنت اعتقد ان هؤلاء بإمكانهم البناء على أفكار غارودي ومحمد اركون لتقديم حلول «إسلامية غربية» لمشاكل المسلمين المقيمين في اوروبا‚ وتقديم حلول اسلامية لمشاكل كل اوروبا من منظور المسلم الاوروبي - ابن البيئة الاوروبية وليس من منظور الانسان الشرق اوسطي‚ لن يغير من رأي هذا ابدا كون الشباب الذين قاموا بتفجيرات لندن كانوا من الجيل الثاني من مسلمي اوروبا‚ وذلك لأنهم أيفاع ‚‚ صغار مغسولو الدماغ ‚‚ تصرفوا (بعواطفهم) وبتوجيهات من عقيله اقصائية لا تمت الى الالفية الثالثة بصلة وهذه العقلية هي التي نريد ان نناقشها في هذا المقال والمقالات القادمة بإذن الله‚ ان السلفية الجهادية تحارب الحضارة الغربية ثم السلطان العربي بصورة عامة وتكفره وقد وقفت مع صدام حسين عميل اميركا في الاحتواء المزدوج بحجة اخف الضررين عندما جاء الانجلو ساكسون عام 2003 لخلع صدام حسين من السلطة ‚‚ وفي مصر وجهت سيفها ضد الكاتب والمفكر سيد القمني‚ وهو شخصية جدلية ‚‚ ولكنه انسان مسالم ‚‚ يستخدم القلم وليس السيف ‚‚ فهل من الاسلام في شيء اكراه العلماء والمفكرين عن التنازل عن افكارهم والله سبحانه يقول «لا اكراه في الدين»؟!‚ ميثاق شرف للدفاع عن حرية الضمير التحية لكتاب «إيلاف» صالح ابراهيم الطريقي‚ كمال غبريال‚ شاكر النابلسي‚ كاظم حبيب‚ سامي البحيري‚ كمال النجار‚ طارق حمو‚ أحمد أبو مطر‚ د‚ إحسان الطرابلسي‚ عادل حزين‚ التحية لهذه القائمة من الكتاب النبلاء الذين تصدوا للزود عن حرية التعبير وتناولوا (القهر) الفكري الذي تعرض له الكاتب سيد القمني فقد أعلن الكاتب سيد القمني عن توقفه عن الكتابة والحديث لوسائل الاعلام والنشر في الصحف والمشاركة في الندوات و«براءته» من كل ما سبق له نشره من كتب ومقالات وبحوث بعد ان تلقى تهديدات جدية من «القاعدة» بقتله اذا لم يقدم على هذه الخطوة!! ان ما تعرض له الكاتب القمني يتوجب خروج المظاهرات وإقامة الندوات والمهرجانات دفاعا عن حرية الضمير والتفكير‚ الامر يحتاج الى تفعيل كل مؤسسات المجتمع المدني لأن المسألة ضد الحرية‚ هل للإرهاب جذور في الحضارة الإسلامية؟ قتل الاعداء على طريقة (عليّ وعلى أعدائي) يعتبر في هذه الألفية الثالثة (علامة تجارية اسلامية)‚ لقد اتقن هذه الظاهرة المقاومة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية تحت مسمى العمليات الاستشهادية التي تسميها اسرائيل العمليات الانتحارية عندما قام شباب قاعدة الجهاد في 11 سبتمبر 2001 باستخدام هذه العلامة التجارية باستخدام الطائرات بركابها وطواقمها ووقودها كحطب اشتعال لضرب الابراج في نيويورك سارعت اسرائيل لخلط الاوراق والربط التام بين العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية وبين احداث 11/9/2001‚ عندما وقعت تفجيرات لندن كان الرأي الفني من اول وهلة ان هناك (بصمات اسلامية) بمعنى ان المسألة تشبه العلامة التجارية الاسلامية لم تجد السلطات الامنية مشقة كبيرة لمعرفة مرتكبي المتفجرات خلال 72 ساعة‚ وذلك لأن الشخص الذي ينفذ التفجيرات لا يخطر اهله‚ وبالتالي فإن اهله يبلغون عنه باعتباره واحدا من المفقودين‚ ومن ثم يعطون صورته الشخصية للسلطات الامنية‚ بل تستطيع هذه السلطات ان تحصل على عينة الحامض النووي DNA من شعر رأسه بغرفته للتعرف على شخصيته من ضمن القتلى باختصار لن تعجز السلطات الامنية ان تتعرف على هوية المجرمين والتعرف على أدوات الجريمة‚ ما اريد ان اصل اليه هو تقرير الحقيقة المرة والمؤسفة وهي ان الارهاب عن طريق التفجيرات بطريقة (عليّ وعلي أعدائي) الذي مارسه الاسلاميون في 11/9/2001‚ وفي مدريد وفي العراق‚ واخيرا في لندن هذا الارهاب قد ارتبط بالمسلمين والجهاد الاسلامي لذلك يجب تبرئة القرآن والاسلام من هذا العمل الهمجي الذي يستهدف المدنيين الابرياء العزل‚ ويأخذهم بجريرة غيرهم‚ هل نحن أمام ظاهرة صراع الحضارات؟ الحقيقة الموضوعية تقول ان التطرف ليس ظاهرة اسلامية محضة وانما يوجد متطرفون في كل الحضارات في الحضارة الغربية المسيحية‚ وفي اسرائيل وفي الهند والشرق الاقصى ‚‚ الخ‚ ومعلوم علميا وغريريا ان التطرف في اي حضارة يولد التطرف لدى الطرف الآخر بقانون الفعل ورد الفعل يكون العالم في خطر عندما تؤول القيادة للمتطرفين او عندما يسود المشروع الفكري للمتطرفين لأن النتيجة الطبيعية لهذه الحالة هي صدام الحضارات لقد كان السيد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني واعيا جدا عندما ميز بين التطرف الاسلامي والذي يجسده الآن مشروع السلفية الجهادية وبين الاسلام المعتدل‚ كان بلير متوازنا رغم بشاعة الجرائم التي اصبحت تتوالى على لندن وقد ذهب الى تشخيص المرض نفسه‚ وليس اعراضه‚ السيد بلير ندد بما سماه (ايديولوجيا الشر) لدى تنظيم القاعدة رافضا بصورة حاسمة فكرة (صراع الحضارات) حيث قال بالحرف «ما نحن في مواجهته هو ايديولوجيا الشر الامر ليس صراع حضارات فكل الناس المتحضرين من مسلمين وسواهم يشعرون بالاضطراب حيال هذه الايديولوجيا ان المعركة ضد القاعدة نضال عالمي ومعركة افكار وقلوب وعقول داخل الاسلام اكثر من خارجه انها المعركة التي ينبغي الانتصار فيها ليس فقط ضد وسائلهم بل ضد آرائهم ليس فقط ضد اعمالهم الوحشية بل ضد فكرهم الوحشي‚ ليس فقط ضد ما يقومون به‚ بل ضد ما يفكرون فيه‚ لقد نفى السيد بلير تماما ان تكون المسألة «صراع حضارات»‚ ومع ذلك نلاحظ ان السيد بلير استخدم عبارة «ايديولوجيا الشر» وهي عبارة لها ايحاءات دينية مسيحية مرتبطة بالاصولية المسيحية في اميركا (ومحور الشر) التي تقابلها في عالمنا الاسلامي عبارة (الشيطان الاكبر) التي هي من افرازات وأدبيات الثورة الايرانية‚ لقد خفف الاصلاحيون في ايران بقيادة خاتمي حدة الصراع والعداء نحو الغرب المسيحي عندما طرح مشروع حوار الحضارات‚ ويخشى الغرب من انتهاء عهد الحوار بالهزيمة (المؤقتة) لمشروع الاصلاح في ايران على اثر وصول جيل الثورة الايرانية الى كراسي الحكم في ايران‚ بكل اسف ان الظلام يتمدد على حساب الاستنارة في عالمنا العربي الاسلامي يبدو ان سفينتنا مختطفة‚ وربانها يتلقى الاوامر من التطرف الاسلامي! ان هذا الوضع يضفي بكل اسف مصداقية على افكار هنتغون وفوكوياما والتي تؤكد في مجملها على انه وبعد سقوط الايديولوجية الشيوعية اصبح الاسلام هو العدو الذي يهدد الغرب‚ ائمة لندن يقولون: إنهم مجرمون وليسوا شهداء اجتمع لفيف من ائمة لندن في مسجد ريجنتس بارك وصاغوا بيانا تلاه باسمهم الامام محمد شهيد رضا في مسجد ليشتر المركز نددوا فيه بتفجيرات لندن ورفضوا اطلاق صفة «شهيد» على منفذيها وقالوا في بيانهم: نعتبر هذه الاعمال بأنها اجرامية بالعمق ودنيئة وتتعارض كليا مع الاسلام نحن مقتنعون كليا ان عمليات القتل هذه غير مبررة على الاطلاق في الاسلام ولا يمكن اعتبار منفذيها شهداء‚ وتجدر الاشارة الى ان اجتماع الائمة كان بدعوة من المجلس الاسلامي في بريطانيا وهو الاتحاد الرئيسي للمنظمات الاسلامية في بريطانيا ان بيان ائمة مساجد لندن قد قدم غرضه وهو التنديد‚ وتجريد العمليات من الشرعية الاسلامية ووضعها في خانة الاجرام‚ سوف نتناول بإذن الله في مقال الاربعاء القادم افكار التطرف الاسلامي‚ ونحاور هذه الافكار بالتي هي احسن ‚‚ لأن الحوار هو الحل العلمي الجذري وليست الاجراءات الامنية القمعية‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved