السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

السيدة /رايز وقصة اعتداء الجنجويد علي مرافقتها الصحفية بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/22/2005 12:01 ص


تعتبر السيدة /رايس وزيرة الخارجية الامريكية مثالاً للمراة الناجحة في الولايات المتحدة ودلالة ايضا علي المكانة التي حظيت بها المراة في هذا المجتمع الحر ، لم تكن السيدة رايز في يومٍ من الايام تحلم بهذا المجد الذي تعيش فيه الان ، كان همها في الطفولة هو الالتحاق بالكنيسة والمشاركة في التراتيل الدينية عن طريق العزف علي ألة البيانو ، ولكن مشيئة الله أخذتها بعيدا الي جامعة ستانفورد حيث تعمقت في بحر العلاقات الامريكية السوفيتية ابان الحرب الباردة ، وبعد توليها منصب مستشارة الامن القومي في ادارة البيت الابيض الجمهورية راهن كل المحللون ما عدا الرئيس جورج بوش الابن بأنها سوف تفشل في المهمة العسيرة و التي كانت حكرا علي الرجال في كل الادارات التي سبقتها ، وتسارعت عجلة الاحداث وأطل علي الولايات المتحدة شبح الارهاب بعد تدمير برجي مركز التجارة العالمي بواسطة الطائرات الانتحارية ، وقتها كان بوش في زيارة الي احدي الولايات حيث كان يلقي خطابا امام بعض التلاميذ عندما حدث الاصطدام الدموي ، واستطاعت الخارجية الامريكية ان تنقذ البلاد من الفوضي حيث قطع كولن باول زيارته الي امريكا االجنوبية وألقي خطابا في غاية الاهمية ووصف الهجوم بأنه اعتداء علي قيم الحرية والديمقراطية ، وقد اعطت أحداث الحادي عشر من سبتمبر السيدة /رايز الفرصة لتظهر مقدرتها الفائقة في التعامل مع الازمات التي تحيط بأمن الولايات المتحدة ، وهي صاحبة مقولة ( علي دول العالم ان تختار بين أمريكا أو الارهاب ) والتي درج الرئيس بوش علي ذكرها في الخطابات الحماسية التي وجهها للشعب الامريكي وهو يقود فريق الحرب ضد الارهاب ،هذه المقولة التي بثت الرعب في قلوب طغاة العالم وجعلتهم يركعون لرغبات الولايات المتحدة ، و لا تعرف السيدة/رايز اللون الرمادي فالامور عندها اما ابيض او أسود فهي صريحة وواضحة في تصريحاتها السياسية ، فهي تعطي الحلول في شكل اوامر ويساعدها في ذلك قوة شخصيتها وسرعة حركتها النشطة وهي تهم بالاسراع في القدوم أو المغادرة ، وفبل ان تزور السودان في جولتها الحالية اكدت السيدة /رايز أنها تريد من السودان أفعالا وليس أقوالا ولم تنسي وهي تصافح المشير البشير ان تذكره بضرورة وضع حد لسياسة العنف الجنسي ضد المرأة في دارفور ، وعندما ألتقت نائب الرئيس السوداني الدكتور جون قرنق أعترفت أمام الصحفيين ان قرنق يقول الحقيقة في ازمة دارفور ولكنها تريد منها افعالا علي أرض الواقع ، وربما لا تعلم السيدة/رايز أن النائب الثاني علي عثمان طه قد استبق الاحداث وأختطف ملف الازمة قاطعا الطريق علي الدكتور جون قرنق خوفا من انكشاف دوره الاصيل في هذا الصراع ، والخرطوم عاصمة الثقافة العربية اظهرت للزائرة القوية مفاتن الحفاوة العربية والاستقبال الطيب ، وقد غطي حدث صغير قصدته أجهزة الامن السودانية علي كل مرامي ومقاصد الزيارة الهامة ، وانتهت الزيارة بمطالبة رايز للحكومة السودانية بالاعتذار الرسمي عن التجاوزات التي قام بها بعض افراد جهاز الامن السوداني ضد الوفد الصحفي المرافق لها في هذه الزيارة ، واعتذر الوزير ( الطيب ) مصطفي عثمان اسماعيل بناء علي رغبة الوزيرة ولكن السيدة/ رايز تجاهلت الاعتذار و أسرعت الخطي وهي تغادر الخرطوم متجهة الي الفاشر لزيارة مخيمات النازحين هناك ، و هذه المرة لم تعطي السيدة / رايز الحكومة السودانية أي وعود جديدة بقرب عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ناهيك عن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علي السودان والتي تمثل أهم المطالب الملحة بالنسبة للنظام السوداني ، وسلوك جهاز الامن السوداني اكد للسيدة/ رايز الفظاظة والقسوة التي تتعامل بها هذه الاجهزة المنفلتة مع الجميع حتي ولو كان المعنيين هم ضيوفا مؤقتين علي البلاد كحالتها ، وعندما كانت رايز مشغولة باجراء المباحثات مع المشير البشير كانت الاجهزة الامنية السودانية تمسك بتلابيب أحد مرافقيها وتدفعه نحو الحائط ليصطدم به ويسقط علي الارض ، وفي زاوية أخري كان فريق أخر يقوم بتفتيش حاجيات صحفية اجنبية مرافقة للوفد الزائر كما قاموا بمصادرة الكاميرا التي كانت بحوزتها وقاموا باتلاف الفلم ، حدتث هذه المعركة الكبيرة والسيدة رايز تفصلها فقط البوابة عن موقع الحدث ، وقد ألقت هذه الحادثة بظلالها علي حدث الزيارة وغطت علي باقي التداعيات ، ونشأ نوع من التضارب في تناول هذه الحادثة من قبل المسؤولين السودانيين ، فأحد مستشاري المشير البشير واسمه محجوب فضل ذكر لقناة العربية ان الحادث سببه دخول صحفية اجنبية غرفة الاجتماعات التي كانت تدور فيها المباحثات بين السيدة/رايز والمشير البشير وقد اصرت هذه الصحفية علي التقاط الصور فقام حراس السيدة رايز باخراجها من القاعة بالقوة فصرخت بشكل هستيري رافضة الخروج من المكان ، وهذه الرواية غير صحيحة وللاسف أنها صدرت من الذين يسمون أنفسهم مستشارين للرئيس البشير وذلك لأن اعتذار مصطفي عثمان للسيدة/رايز يدلل علي ان الخطأ والتجاوز قام به الامن السوداني ، فاذا كان الذي قام بهذا العمل هم حراس السيدة/رايز فلماذا يعتذر الوزير مصطفي اسماعيل عن تجاوزات قام بها غيره من الناس ؟؟ والمسؤولين الاميركيين يحترمون اجهزة الاعلام والصحفيين ويفتحون ابواب الابيض للجميع ولم نسمع في أي يوم من الايام قيام حراس الرئيس بوش برمي الصحفيين علي الارض وطردهم الي الشارع ، ولا يعلم الامن السوداني ان المخابرات الامريكية كانت ترسل لزعيمهم صلاح عبد الله قوش طائرة رئاسية خاصة تكفيه وعثاء السفر وهو يشد الرحال الي ولاية فرجينيا ، وكان عليهم أن يقدروا هذه اللفتة الكريمة من الادارة الامريكية ويعاملوا مرافقي هذه السيدة وفقا للاصول المتبعة ، والان غادرت السيدة رايز الخرطوم الي الفاشر حيث ينتظرها هناك زعماء الحرب امثال يوسف كبر والحاج عطا المنان وغيرهم من الاوباش الذين تصدروا اجهزة الاعلام العالمية كمسؤولين من المستوي الاول عن هذه الجرائم ، ولا تحتاج السيدة /رايس لتسمع منهم لتقول رأيها في هذه الازمة ، فقد أكد مسؤول يرافقها في هذه الجولة أن الامن استبب في دارفور ليس بسبب الخطوات الامنية التي اتخذتها الحكومة ولكن بسبب خلو المنطقة من السكان !! وذكرتني هذه الواقعة قصة موت الجنرال الدكتاتور فرانكو حاكم اسبانيا عندما حضره الموت فقد طلب منه القسيس ان يعفو من خصومه الكثر قبل ان يغادر الحياة ، فهمس الجنرال فرانكو في اذن القسيس ( صدقني لا احتاج الي ذلك فقد نلت منهم جميعا )

وهذه ليست المرة الاولي التي تعامل فيها الحكومة السودانية المسؤولين الدوليين بكل الفظاظة وبسلوك لا ينم عن اخلاق السودانيين المتوارثة في هذا المضمار ، فقد لقي كوفئ عنان نفس هذه المعاملة حيث ترك أمر استقباله لمائة من النساء التائهات اللائي استقبلنه في المطار بعبارات الشتم والتنديد بالقرار 1593 ، هولاء النسوة المرتشيات كن يحملن الجولات الرقمية وهن يتنقلن بين صالات القدوم ويتفحصن في وجوه القادمين بحثا عن الزائر الاممي ، كان الجو ماطرا وبدأت علي ملامح المسؤول الدولي امارات التعب بسبب الرحلة الطويلة ولكنه تباغت بهذا الاستقبال الحار واستلم وهو تحت هذه الظروف مذكرة المائة امرأة وشعر بحسه الدبلوماسي ان النظام لا يرحب بزيارته ، فلم يتأخر كثيرا في الخرطوم وقطع الجدول الزمني للزيارة وسافر الي دارفور ثم انتقل بعدها الي رمبيك حيث استقبله أهلنا هناك بحفاوة الرجل الافريقي الذي يعطي من غير أن ينتظر الثمن ، فذبح له الدكتور جون قرنق ثورين من البقر وتم توزيع لحمهما علي الفقراء والمساكين .

وزيارات المسؤولين الاميركيين الي السودان لها العديد من المعاني البعيدة ولا اعتقد ان وزير خارجيتنا مصطفي عثمان اسماعيل قادر علي قراءة البعد الواسع لهذه الزيارات ، فهو في حاجة الي محلل نظم ليرصد له بيانات الغرافيك التي يحملها في جيب بدلته باستمرار ليتباهي أمام الخلق بأنه حقق حلم الانقاذ بعودة العلاقات الطيبة مع دول العالم ، لقد زار جورج بوش الاب السودان في 1971 بعد تخلص النميري من رفاقه الشيوعيين ونجح في تحويل اتجاه السودان الي ناحية القطب الغربي الذي تتربع علي زعامته الولايات المتحدة ، وقد زار جورج الاب السودان في عام 1985 عندما كان مساعدا لوزير الخارجية الامريكي للشئون الافريقية ، وكان غرض الزيارة الرسمي هو تفقد المتضررين من المجاعة وتوفير الغوث اللازم لهولاء المحتاجين ، ولكن باطن الزيارة كان يحمل مضمونا مختلفا حيث كانت تهدف الي ضرورة التخلص من شريكه الدكتور حسن الترابي والذي زاد من الام الناس ومآسيهم عندما بدا في بتر اطراف السودانيين في ما عرف وقتها بمحاكم العدالة الناجزة ، وقد تأخر النميري في اجراء هذه الخطوة وأتخذها بعد فوات الاوان وجعل الجبهة الاسلامية تخرج من السجون وهي تمتطي حصان الثوار عوضا عن محاسبتها كتيار شارك النميري في جرائم النميري ضد الشعب السوداني ، هذه هي حقيقة هذه الزيارات المتباعدة من حيث المدة الزمنية فيا تري من القادم الجديد الي حكم السودان الذي ترضي به الادارة الامريكية ؟؟ فهل يا تري سوف يوافق النظام السوداني علي تطبيق فدرالية كاملة في الغرب والشرق شبيه بالتي حددتها اتفاقية نيفاشا ؟؟ والادارة الامريكية الان قد ضمنت وصول أحد اضلاع مثلث السودان الجديد الي الحكم وهو الدكتور جون قرنق فيا تري متي يأتي ضلع الغرب والشرق ليكتمل رسم هذا المثلث ، والثمن مقابل ذلك هو اعفاء مسؤولي النظام عن المثول امام محكمة الجنايات الدولية ، وليعلم الناس الان أن الدبابات التي اعتلاها عبد الرحيم حسين وابراهيم شمس الدين في ليلة التاسع والعشرون من يونيو أورثت السودان هذا التمزق والانحلال ، وعلي رجال الانقاذ الاعتراف بهذه الحقيقة ، كنا بالامس نعاني من أزمة جنوب السودان ولكن اصبح لدينا الان المتسع من الازمات في الشرق والغرب ، كانت علاقاتنا متازمة مع مصر ولكنها الان متأزمة بين اطياف النسيج الاجتماعي في السودان ، كانت هناك صحافة حرة تجرجر المسؤولين وتجبرهم علي الاستقالة ، والان عندنا مقص الرقيب الصحفي والذي طوره الطيب مصطفي ليكون الكترونيا ليقطع به رؤوس المقالات التي هاجرت عن أرض الوطن ، كتب حسين خوجلي في صحيفة ألوان أيام العهد الديمقراطي وهم يذم الصادق المهدي :

(( سيدي الرئيس نحن لا نريد منك جيشا قويا لتغزو العالم ولكن نريد منك جيشا يحفظ فقط عرض نساء المسيرية من الاغتصاب ))

وأنا أكتب بالمثل :

سيدي المشير البشير

اولا اهنئيك باللقب العسكري الجديد وترقيتك الي رتبة مشير ، ولا انكر عليك أنك وصلت الي هذه الرتبة بعد التخلص من زملائك في القوات المسلحة والتنكيل بهم ، وان المقص والنجوم والقطيفة الحمراء التي تحمل هذه النياشين علي كتفك العريض هي دلالة علي الدماء التي ارقتها من اجل الوصول الي السلطة

أخي الرئيس

أنا لا أحسدك علي الرتبة الكبيرة لأن رتبة ( المهيب ) لم تعفي رفيق دربك صدام من الجلوس داخل أقفاص العدالة العراقية ، وهذه الرتبة حسب معرفتي الضئيلة بمصطلحاتكم العسكرية نالها ثلاثة اشخاص في العالم أنت رابعهم وهم نابليون بونابرت واللورد منتجمري و الجنرال ( مارشال ) الذي هزم اليابان والمانيا وايطاليا وبني أوروبا الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية ، ولا ادري ما هي الانجازات التي قمت بها في حياتك السياسية الطويلة ولكن ما اراه هو الدمار .. الدمار في كل النواحي وتمزق لجسد الوطن الواحد وتوزيعه كاشلاء يصعب جمعها علي قمم الجبال ، نحتاج يا سيدي الرئيس لمعجزة النبي ابراهيم عليه السلام لجمع هذه الاشلاء المتناثرة ، وأنا أعلم ان عهد المعجزات قد انتهي ولم يتبقي الا الضمير والحياء

ولا أطلب منك يا سيدي الرئيس الوزارة فأنا اعلم الطريق اليها عن طريق قرض الشعر ونظم القوافي التي تمجدكم ، ولا أطلب المال .. ,انا اعلم انكم تغدقون به علي كل من يهتف لكم ..سير سير يا بشير ..

اريد يا سيدي ان ترحموا من في الارض حتي يرحمكم من في السماء

لا نريد منك جيشا كبيرا ولكن نريد منك ضميرا حيا لا يقف متفرجا امام تعرض الدارفوريات للاغتصاب

لا نريد منك ان تطلق الرصاصة علي ذئاب الجنجويد لانك بذلك توجه فوهة البندقية الي صدرك الممتلئ بالاوسمة والنياشين

نريد فقط صحوة الضمير

واعتذر لك اذا طلبت منك الكثير

لقد قالها عمر بن الخطاب ( أخطأ عمر وأصابت امراة )

أم أن الزهو والكبر أنستاك مفردات المشروع الحضاري ولم يتبقي لكم الا مفردات نيفاشا التي برعت في وصف حالة تقسيم الثروة والمال ولم تبرع في وصف حالة الماساة الانسانية التي يمر بها أهل السودان

سارة عيسي

[email protected]

__________________________________________________

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved