السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لا ينبغي أن يطلب دارفور شيئا من ال دي مابيور بقلم منعم سليمان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/21/2005 11:59 م

لا نتظر دارفور من ال دي مابيور

الحلقة الاخيرة : نقاش و إصلاح

مع تطمناتهم الكثيرة لبعض العقلاء في قيادة الحركتين على حرمة الدم الدارفوري ، وانهم سوف لن ينزلقون في حروب داخلية الا ان الذي حدث في الاول والثاني من شهر مايو كانت مؤسفة وبالغة الحرج . ومع تقدم الثورة ال ىالامام تتوسع افق الاهداف . واعتقد انها ستتكرر.

فالحركتان يبدو على بعضهما الارتباك والافتقار إلى العقل الجمعي المشترك في التصريح بمواقف المؤسسة الواحدة ، وتظهر عدم تنظيم داخلي لا تتفق ومظاهر الزهو والتأنق التي ألف البعض التمظهر بها ،وفي حالة عدمه او طريقة تدلي الحبال من أعناقهم تقول أن أحدهم قد تكبد عناء كبيرا في ربطها.وان قلنا نقص تجربة تتم !! إلا انه مع هذا و تباعد المواقف بينهما يسمع العالم أصوات أزيز انشققات في صفوفها ، وانقلاب على بعضها.وتواصل المهزلة صيرورتها إلى مرحلة الصدام المسلح بين فصائل منها قبل الجلوس إلى طاولة التفاوض في الجولة الحاسمة المنتظر في 1العاشر من جوليه 2005م ، لم يتم الصدام على خلفية خلاف سياسي او فكري لكنه تم على أساس لا منطقية.

أبناء الإقليم الناشطين بالدول الحرة أصيبوا بالصدمة من الأخبار التي صار بها الركبان ، وأنباء محزنة عن أخطاء إدارية واردة من الميدان الحربي. لاح لبعض سكان الإقليم بوادر انقشاع الأمل عن سماء الحركات المسلحة (الدارفورية) فبادروا من بادر إلى منظمة الدكتور دي مابيور بإعلاناتهم و أجندتهم الغير معلنة عن دارفور قبل بلوغه الخرطوم.

يبرر بعض المحللين في الثورة السودانية في الغرب تلك الأزمات الميدانية إلى عمل مخطط له من قبل أجهزة المخابرات التي يدرها مجموعة التلمود في نظام الجنرال الراقص ،كل البينات التي ظهرت تثبت صحة التحليل . كما أن نتائج التحقيق الأولية عن فوضى الانشقاقات المتكررة والتحركات المسلحة العكسية أثبتت أن للأيادي الخفية في نظام الخرطوم دور مؤثر.

إلا أن الإيمان بفكرة الميل المطلق إلى اتهام مخابرات العدو وإلقاء نتائج فشلك عليها مسائل لا تروق العامة فهي تنبئ عن ضعفك بقدر يثير الشفقة على المؤسسة محط آمال الملايين . فعدوك بالضرورة يتربص بك الدوائر . فمتى تركت جراحك مكشوفة فإنها عرضة للبكتيريا ، كذا يعلمنا الأطباء المحافظة على أجسامنا الحسية وتعكس تلك على أجسامنا المعنوية ليس من المنطق لوم البكتيريا الميكروبات على فساد جراحنا وهي مكشوفة.

الحقيقة الظاهرة عن تلك الأزمات هي أن الثورة السودانية اليوم في حاجة إلى مؤسسات قوية تحملها ، وهي في ضرورة إلى أجهزة حماية داخلية صلبة القوائم ، ولا تكون تلك لو أن اغلب ممثلي بعض تلك الحركات والمؤثرين جدا أنصاف متعاصرين ضعيفين مهنيا. وهم يجدون عنت في تفهم حركة التثوير التي هم جزء منها ، وعجز في قراءة مدى الرؤية في الحركة .فبعض منهم بدأ يعشق أصواته ويعشق المظاهر كأنما الرحلة قد انتهت .. وأخطار الثورات أبدا تأتى من داخلها فتبدا بأكل أبناءها .

لو أن أحد استنصح في أتون هذه المرحلة التي بدا الناس في الإقليم تدريجيا يفقدون الأمل مع إخماد بريق الحركات المسلحة لا تكون نصيحته أكثر من استحسان الاهتمام-حتى إشعار آخر - بالاجتهاد في طلبية رغبات شعب الإقليم وذلك فانه ليس من المفيد أن تنتظر الثوار من الناس حتى يصلوا إلي مرحلة فقدان الثقة في زعامة الحركات لقضاياهم. ساعتئذ لا يلام عليهم التوجه نحو البحث عن مانديلا منقذ ، ومشروع تساؤلات اليائسين عن متى سيأتي صلاح الدين ؟ وهي مرحلة من التحديات العظيمة في حاجة إلى التقدير والاعتبار

الحزم الست التالية أفكار تحاول نقاش ووضع مشروع إصلاحي وقد يجد كل ثائر حدود له فاصلة بين الصداقة والعداوة :

1- قلت يوما أن الحرب مع مؤسسة الجلابة الاستعمارية لم تبدأ بعد ، وقال البعض ومنهم توقد لسان : إنها بدأت. واحمد لسان الفتى المهذب كما يلقبه البعض في المؤسسة الأهلية يرأس المجموعة التي تتحاور في نيجيريا ، وهي مجموعة تدرك مرمى النظر جيدا ، أن جوهر القضية ليست صراع محلي قريب البعد محدود الأثر ربحه خسائر.

كل يمكن أن يكون ثائرا ومحاربا لكن التأهيل الأكاديمي شرط وجوب لمنظري الثورة ومفكريها ومحاوريها. دولة الديمقراطية و القانون المنتظرة تقودها كوكبة سياسي المستقبل من ذو التأهيل المهني والكفاءة الإدارية العالية وذلك لتعويض عن الإخفاقات التي صاحبة مؤسسات الدولة منذ ميلادها.

2- بإمكانك أن تعلن حركة مسلحة سياسية وقت ما تنشق عن رفاقك لكنك في حاجة إلى إبقائها حية تعيش ، فالمجموعات التي تتقاتل يبدو عليها أنها تعجز إدراك هدف قتالها ، و إلا فما دام الهدف موحد مشترك في فهمها فمطلوب من الثوار مراجعة بقاء القصاصات المسلحة إلى منظمة ام مقترح على غرار منظمة التحرير الفلسطينية سابقة الاقتراح . وحكمة توزيع الأدوار في المؤسسة المرجوة يجب أن تكون واردة ، يؤخذ بعين الاعتبار مشروع الغرابة في نيويورك.

4- حركة جيش التحرير كان يمكن أن تكون مدرسة عسكرية فريدة الوجود لما أظهرتها من فنون في القتال أذهلت الأعداء . يؤهل أفرادها الفاضلين في المستقبل أن يديروا الكليات العسكرية التي تخيم السامة عليها الآن بوادي سيدنا وجبيت وجبال الأولياء إلى جبال مرة ، لكن إصرار بعض أفرادها على أن تكون لها دور سياسي بقدر حجم جيشها القبائلي أمر غير موفق ، فهي تبدو فقيرة جدا إلى الكوادر السياسية و الثقافية . وهي في حالة إلى إعادة تنظيم جزري . فالعشوائية التي باتت من سلوكها تظهر في انفلاتاتها الإعلامية المتضاربة ، و انزلاقاتها العسكرية وقد يتسائل الكثير عن جدوى قتالها حين يفتح النار في بحر أشهر في داخلها.

5- حركة من اجل العدل والمساواة تصلح لان تكون مدرسة ثورة عسكرية وسياسية وذلك استنادا على ثقافتها الفكرية المتطورة في تلك المجالات . في الثورة تبرز الحاجة ماسة إلى المنطق السياسي والانضباط العسكري ، بيد أنها لا تزال تعيش عثرة في تنظيمها العسكري ، وتعتمد مليشية اثنية الطابع إلى هذا الزمن.

و مع أن العجوز الظاهرة الترابي نفسه يعلن انسلخ أبناءه السابقين عن أفكارهم الأيدلوجية فيما يؤكد تمسكه هو بفكره ونهجه وهي دليل براءة ، ومع أن الناس في الإقليم ما عادوا يحسون أهمية أن يكون المرء جزء من حزب المؤتمر الشعبي كفر وردة ، ومع أن مؤتمرها العام يرأسه رجل شيوعي المذهب حر التوجهات ، إلا أن حركة العدل والمساواة تتأثرن كثيرا بتلك التهمة في مراحلها ، وتشكل لها ضعف في تحركاتها. والانتماء إلى أي أيديولوجية ليست معرة او مصدر إحساس الحركة بقشعريرة تغطي أوصالها كلما يذكر شرط إعاقة.

الثورات الناجحة هي التي تخرج من لب العدو آخذة معها دليل يبرر لها أن تعيش حارقة مضيئة . و أيما ثورة لم تعايش عدوها عن قرب في القر والحر إلا وكانت عاجزة في مسيرتها. والرجل الصادق مع شعبه هو الذي لا يندم على ماضيه . وتقول الحرية أن لا أحد له الحق بتنصيب نفسه قاضيا لمحاسبة الناس على ماضيهم فالناس أحرارا ولدوا و أحرارا يعيشون حتى الموت.

6- أؤمن أيضا أن مرحلة في الثورة تكون غاية في الخطورة والأهمية وتتشابك فيها علاقات الثوار بين السؤ والحسن هي أكثر المراحل التي تتطلب توفر فضيلة الصبر والتأني وسعة الصدر والتعقل.

فالثورة تعرّف بأنها ليست ملك لأحد : فرد ام هيئة ام جماعة ، بل هي حالة من الوعي الفاضل تنتاب شعب أو جزء منه في مرحلة من مراحل تطوره فينطلق النصف بمبادرة مسلحة . لئن ذهب التفسير إلى هنا ففيه مبعث الأمل والطمأنينة. لكنها أي الثورة في كل مرحلة هي في حاجة إلى ترميم نصفها المتآكل مع الزمن وإجراء إصلاحات بناءة وكبيرة كما يتطلبه التطور والمفاجآت نقطة أولى.

و الثانية. إن إنجازات الثورة السودانية اليوم لم تشارف العظمة بعد لكنها في عمر يطمئن لها أرواح شهداها الصادقين أن الأجيال اللاحقة ستصل بها إلى مبتغاها النهائي إلى حيث فجر جديد ، فيناموا بسلام.

لما جاء بمتن النص ، ليس مطالب من ال ديابيور تقديم ما قد لا يستطيعون تقديمه لدارفور فقد تكون زائدة عليه بحضور المعاصرين من أبناء الإقليم بحجمه وحجم منظمته .أمر منطقي اعتبار لوحات الاستقبال لأل دي مابيور كترحيب و إعجاب فحسب .

سيتفهم الكثير أن خواتيم ما نصل إليه في هذا النص لا يعني التضارب مطلقا بين إستراتيجية الأهداف السياسية المشتركة وال دي مابيرو في تصورهم لمستقبل السودان المعاصر ،وبين موقفنا الرافض مبدأ لسياسية الاستعمار بالشراكة بين مؤسسة جيش التحرير الشعبي ومؤسسة الجلابة الشماليين ،فمن الممكن على أي إنسان من أبناء الإقليم اختيار أحد طريقين لهما ثالث في هذه المرحلة .

الطريق الأول : البقاء ضمن سلك التبعية المواظبة للجلابة الشماليين مع النماذج السابقة بالتباين و اؤلائك يسمحون بحمل مصطلح (فلاقنية الجلابة ) يعرفون به أبدا وسط الناس وهو مصطلح من أدبيا الحكم في دارفور ، ويعني خدم السلطان من (العبيد) ، ومفرده (فلقناي).

الثاني : البحث عن موضع جديد (للتفلقن) او (الفلقنة ) ذاتها ولكن عند مؤسسة ال ديمابيور السياسية المشاركة لتكون المعادلة بين الشمال والجنوب متساوية المقدار عبيدهم من الغرابة كلاهما.

و أما الطريق الثالث فمؤمن حتى الثمالة بان هناك من يظل يسلك طريق معتنقي أفكار الثورة الفاضلة والذين يودون أن يكونوا عنصرا مهما ضمن عناصر صناعة المجد في السوداني المعاصر فطوبى لهم بثورة حتى النصر وهو الطريق إلى الفجر الجديد .

انهت

منعم سليمان



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved