السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

نقاط استرشادية لاهلي المسيرية والدينكا نقوك بقلم الطيب الزين-السويد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/20/2005 6:51 ص

نقاط استرشادية لاهلي المسيرية والدينكا نقوك
كما هو معلوم ، أن منطقة ابيي تعتبر واحدة من نقاط التلاقي الحضاري والتداخل
الاثني والثقافي والاجتماعي، بين كل مكونات المنطقة، خاصة بين قبيلتي المسيرية
باعتبارها فرع من فروع قبائل جهينة العربية القادمة من الجزيرة العربية،التي
اناخت رواحلها في غرب ووسط السودان، وقبيلة الدينكا نقوك التي هي الاخرى فرع من
فروع قبيلة الدينكا واسعة الانتشار في الجنوب، والتي ظلت تعيش في المنطقة في
وئام وسلام مئات السنين رغم ما اعترى المنطقة من حروب ونزاعات قبلية، سواء بين
الدينكا فيما بينهم، او فيما بين القبائل العربية من جهة، او بين العرب
والدينكا من جهة اخرى، ودائما ما يتم احتواء تلك الحروب والنزاعات في اطار
العادات والتقاليد والعرفي الاهلي الذي تحقق في المنطقة، الامر الذي هيأ لهاتين
القبيلتين مناخاً فريداً من العلاقات الاجتماعية لم تعرفه بقية مناطق السودان
الاخرى، جاء نتيجة للعلاقات الانسانية بين العرب والدينكا، ولتمتع المنطقة
وابناءها بالاستقلالية والحرية فيما مضى،الامرالذي منح شيوخ وعمد ونظار المنطقة
هامشاً ومتسعاً للتفكير والحوارالهادي، للحد الذي مكنهم من معالجة وحلحلة كل
الازمات التي نشأت في الماضي، بسبب ضغط الحاجة، نتيجة لقلة الماء الصالح
للانسان والحيوان والمراعي التي تستوعب حاجة تلك الثروة الهائلة المقدرة بعشرات
الملايين من قطعان الماشية،مما يضطر المسيرية وغيرهم من القبائل التي تمتهن
الرعي عموما، والابقارعلى وجه التحديد، للتوغل في موسم الصيف الى داخل الجنوب
وهناك تحدث بعض الاحتكاكات والمناوشات بين الرعاة الذين اغلبهم من فئات الشباب،
لكن سرعان ما يتدخل عقلاء وزعماء العشائر من الطرفين لفض النزاعات وحسم
الخلافات في مهدها، بهذه الوتيرة والنسق عاش المسيرية والدينكا مدة طويلة عامرة
بالامن والاستقرار،وقد حدث قدرا كبيرا من التمازج والتزواج بين المسيرية
والدينكا، اذ أن نسبة كبيرة من العرب المسيرية والحوازمة وبني حميد ،امهاتهم من
الدينكا والنوبة ووصل امر التداخل الاثني والثقافي بانسان المنطقة، وهنا اعني
المنطقة الممتدة من ابيي حتى ملكال، الى درجة يكاد يصعب على المرء ان يفرق بين
العرب، والدينكا اوالنوبة، وبذلك تعتبر المنطقة عموما، وابيي على وجه الخصوص
درة التلاقي والتلاقح والتمازج الاولى في السودان، اذ على صدرها الحنون التقت
الثقافات والحضارات والملل وظلت تتفاعل بايجابية الى الحد الذي جعلها مضرب
للمثل لحالة التعايش الاهلي السلمي، وصيغة نموذجية لثقافة تقبل الاخر، ولعل هذا
هوحال ابيي وحال المنطقة عموما،والذي يماثل الى حد كبير، حالة التشابه بين
الاقاليم الثلاثة، اي مثلث التهميش، والذي يشمل الاقليم الجنوبي وكردفان
ودارفور، اذ ان نمط الحياة وسبل كسب العيش في هذه الاقاليم تكاد تكون واحدة
وهي الرعي والزراعة وقليلا من التجارة، كما ان هذه الاقاليم ظلت تعاني التهميش
المنظم من قبل زمرة المركز في الخرطوم، وهنا اقصد الجلابة تلك الفئة
الانتهازية، فئة التجار والسياسيين،الذين هم الوجه الاخر للعملة المزيفة في
السودان،الذين اعطوا صورة سيئة للانسان الجلابي الذي لا يهتم بغيره، رغم أن
اهلنا يقابلوهم بالاحترام والتقديران جاءوا تجاراً، ويؤيدونهم ان كانوا زعماء
احزاب، لكنهم مع ذلك لا يفكرون سوى بمصالحهم الذاتية الضيقة والكسب الرخيص على
حساب البسطاء، وهذا حالهم سواء في التجارة اوالسياسة، ولعل الكثير من ابناء
الاقاليم المذكورة، قد لمسوا ذلك في كثير من مفردات الحياة اليومية، ان فئة
الجلابة تنطلق من فهم انتهازي استغلالي بحت للاخرين، اذ يحاولون قدر الامكان
أن يستأثروا بكل شيء بدءاً من السلطة وانتهاءاً ببيع الشطة والملح والتنباك،
وهذه الثقافة هي التي ملئت صدورابناء الهامش بالتذمر والغبن ،ثقافة الجلابة،
ثقافة نرجسية تسعى للعيش على حساب الاخرين وتستخدم في ذلك كل ما جادت به
قريحتهم ومخيلتهم المريضة للامساك بسدة القرار وسلطان المال، تاركة ابناء
الاقاليم الاخرى الهيام على وجوههم في بيداء السياسة السودانية، ليتراءى لهم
سراب الخديعة والوعود الكاذبة ماءاً، ولذلك ظلوا يسعون وراءه خمسون عاما،ليرووا
ظمئهم بجرعة ماء، ناهيك عن شق قنوات مياه توفر حاجة الزرع والضرع، الامر الذي
اقعدهم واقعد البلاد، بل وادخلها في اتون صراعات سياسية وحروب اهلية طاحنة
استنزفت كل الموارد والطاقات، وحولت السودان المعول عليه سلة للغذاء العربي
والافريقي، الى سلة الاستجداء العالمي، يتلقى المساعدات شرقا وغربا وجنوبا،
بسبب الظلم الذي خطط له دهاقنة الجلابة، تحت عباءة الوطنية والاسلام، فباسم
الوطنية والاسلام تم قمع ومحاصرة كل اصوات الشرفاء التي تنادي بالعدل
والمساواة، اذ ظلوا ويوصمون كل من رفع صوته منادياً بالتنمية والتطور والتحديث،
بانه عنصري واقليمي، وفي احسن الاحوال بعثي او شيوعي ، او كافر،ظلوا يحاصرون
ابناء مثلث الهامش بهذه المقولات الجاهزة التي لا تكلفهم شيء سوى اللغلغة
البلهاء الخالية من الضمير وروح الوطنية، وهم باسم الوطن والدين، يختطفون
الديمقراطية وينتهكون سيادة حكم القانون واحترام حقوق الانسان، والعدالة
والمساواة، التي تثمر الاستقرار والامن والسلام المستدام الذي طالما حلم به كل
ابناء السودان الشرفاء واصحاب الضميرولاسيما اهلنا في مناطق التماس، الذين
دفعوا الكثير من حاضرهم ومستقبلهم بسبب اخطاء ارتكبتها هذه الاقلية الانتهازية
المولعة بحب السلطة والمال، التي تنسب نفسها زوراً وبهتاناً للعروبة ،هذه
الحفنة التي اجادت السرقة والاستجداء في دول الخليج باسم العروبة والاسلام، أن
هذه الزمرة بممارساتها السيئة خلال الفترة الماضية قد وجهت ضربة ماحقة للعروبة
والاسلام في السودان بافراغها للاستقلال من مضامنيه الاساسية، فاهلنا الذين
عاشوا مع الدينكا والنوبة والفور وغيرهم من القبائل في غرب وجنوب السودان
استطاعوا بعلاقاتهم الانسانية السمحة ان يكسبوا احترام وتقدير كل تلك القبائل،
وقد ساهم ذلك في نشر اللغة والثقافة العربية في هذه الاوساط، لكن للآسف بعد
مايسمى بسنوات الحكم الوطني حدث العكس، اذ بدأ ابناء تلك القبائل يتحدثون
اليوم، بنفس فيه الكراهية والبغض للعروبة واهلها، سببه ليس هم اهلنا البسطاء
وانما هؤلاء الذين ظلموا وطغوا باسم العروبة والاسلام، ما كنا سنسمع هذه
الاصوات لولا تقصير الدولة في القيام بواجبها المنوط بها منذ الاستقلال في
توفير الامن وبيئة الاستقرار، من تعليم وصحة وطرق ومصانع وشركات ومياه ومراعي
للثروة الحيوانية التي لعبت وما زالت تلعب دوراً كبيراً في دعم الخزينة الوطنية
بالعملات الصعبة،هذا بجانب الثروة النفطية المكتشفة في كردفان والجنوب ودارفور،
ورغم الدور الكبير التي ظلت تلعبه هذه الاقاليم سواء من خلال خدمة ابناءها في
الجيش والشرطة، الذين يتم استيعاب اغلبهم كجنود وعمال في المهن الهامشية،وكل
ذلك لم ياتي من فراغ وانما هوعمل مخطط له من قبل جماعات الظل في مؤسسة الجلابة
التي تنسج خيوط التآمر بشكل متقن، برغم اللافتات السياسية المختلفة الا انهم
بالنتيجة يخدمون مصالح بعضهم البعض، وكل ذلك للحيلولة، دون تطور وتقدم الاقاليم
الثلاثة لانه اذا استيقظ ابناء هذه الاقاليم سيتقدمون الصفوف لنيل حقوقهم ولعب
الدور المنوط بهم، وهذا ما ظلت كل الاحزاب السودانية او بالاحرى الدكاكين
السياسية التي يقودها هؤلاء السماسرة ، تمارسه طيلة سنوات الاستقلال الماضية،
مما دفع ابناء الجنوب وابناء النوبة ودارفورعندما شعروا بهذه المخططات الخفية،
لقيادة حركات ثورية مسلحة قاتلت بشراسة حتى كتب لها النصر الذي سيكون خيرا
وفائدة لكل ابناء السودان، الامرالذي جعلهم يخطبون ود الحركة وزعيمها جون قرنق
ابن الهامش الذي يجلس الان في القصرالجمهوري عينك يا تاجر، بعد ان انتزع هذا
الحق،الذي ظل حكراً على مجموعات اثنية بعينها، تنتمي لاقيلم معين، هنيئاً لك،
فانت الرجل المناسب في المكان والوقت المناسب. ان هؤلاء الناس لا يتورعون
مطلقاً عن فعل اي شيء لوضع العقبات والعراقيل امام ابناء مثلث الهامش، لكن
بانتصار ابناء الجنوب اليوم، وغدا دارفور وبعدهم الشرق، وكردفان الصابرة التي
ظلت تتوسم وتتوقع الخير ممن جاءوا الى السلطة باسم الوطن ان تنال حقهاالمشروع
في التنمية والتطوير، وردا للدورالرائع والمشرف لابناءها الذين كانوا ابكار في
الثورة المهدية التي حررت السودان من الهيمنة الاجنبية، وكذلك لموقعها
الاسترتيجي المطل على كل اقاليم السودان، اذ تعتبر السودان المصغر، لكن
الانانية والانتهازية التي تحكم سلوك تلك الاقلية المجرمة حالت دون ذلك، بل وصل
بهم الجحود والظلم،1 تذويب لاوية غرب كردفان،2 تغييب ابناء المسيرية من
المفاوضات التي ناقشت قضية هامة مثل قضية ابيي التي تعتبر منطقة حيوية
واسترايجية ليس بسبب النفط وانما بسبب أن اهلنا العرب يرعون الماشية التي تحتاج
لمسارات ومراعي لا تتوفر في المناطق الاخرى في مواسم الصيف.3 عدم تعيين ابناء
المنطقة في شركات البترول العاملة في المنطقة. 4 عدم تعويض اصحاب الاراضي التي
اخذتها الدولة للاستثمار النفطي. 5 عدم استيعاب الخريجين من ابناء المنطقة في
المؤسسات الاستراتيجية، مثل الكلية الحربية والاجهزة الامنية او حتى في مؤسسات
الخدمة المدنية ومن ابرزها وزارة النفط ومؤسساتها سواء على مستوى الاقليم او
العاصمة. 6 عدم الاهتمام بامر التنمية في المنطقة اذ حتى الان لم يخطر ببال
النظام ان يربط المنطقة بطريق مسفلت ولو بطول متر واحد، او شق قناة مياه من
النيل. 7 عدم استيعاب اولئك الذين وظفوهم النظام فيما مضى في حملات الدفاع
الشعبي عندما كان يعتبر قتال الجنوبيين عملاً جاهدياً يدخل صاحبه جنات الفردوس
قاتلاً او مقتولاً. 8 اعتقال عدد من ابناء المنطقة دون وجه حق. لكل هذه الاسباب
شعرت كردفان عموما وولاية غرب كردفان بالظلم والتهميش، الذي كان نتيجته الاتي:
قيام ثورة ابناء المنطقة باسم شهامة التي قادها الشهيد موسى على حمدين. والان
هناك شهامة الثانية التي يقودها المناضلون من ابناء المنطقة لرفع الظلم الذي
تعانيه كردفان عامة والمنطقة على وجه الخصوص.
اذا اتفقنا على أن هذه هي الصورة الحقيقية للواقع على الارض، مضافاً اليها
الازمة الاخيرة الناشئة عن تقرير اللجنة المكلفة برسم حدود اقليم بحر الغزال،
اولاً انا اضم صوتي لكل الاصوات المطالبة بالعدل والانصاف في رسم الحدود بين
بحر الغزال وكردفان، كما اسجل تحفظي على تقرير اللجنة، واحمل مسؤولية ذلك
للنظام الذي غيب كل ابناء الاقليم وبخاصة ابناء المنطقة من خلال المفهوم
المضلل الذي يقسم السودان الى شمال_ جنوب، اذ بذلك اختزل كل من كردفان ودارفور
والاقليم الاوسط والشرق في مسمى الشمال، في وقت يطبق هذا النظام الفيدرالية في
السودان والتي من ابرز مرتكزاتها اعطاء كل اقليم او مقاطعة او بلدية او قومية
حقها ، فلناخذ مثلا الفيدرالية المطبقة في سويسرا هذه الدولة الديمقراطية، ذات
اربع قوميات، تتألف من 24 دولة اتحادية عضوة فيها. لها اربع مجموعات لغوية، وهي
بحسب قوتها والمتكلمين بها الالمانية، الفرنسية، الايطالية ثم الرومانشية التي
هي مزيج من اللاتينية الكلاسيكية والالمانية، يتكلم بها حوالي خمسين الف
سويسري، يعيشون في منطقة جبلية صغيرة على الحدود النمساوية ومع ذلك فهي لغة
رسمية في سويسرا الى جانب اللغات الثلاثة الاخرى، وان العملات الورقية تصدر
باللغات الاربع. وكل هذه القوميات متساوية امام القانون السويسري ولها نفس
الحقوق والواجبات،اذن اين نحن في السودان من هذه التجارب الانسانية التي تعطي
كل انسان وقومية ومقاطعة حقها في السلطة والمشاركة، ونظام الانقاذ يغيب كل
ابناء السودان عن قضية يتوقف عليها حاضرهم ومستقبلهم، واولى مخاطر هذا الاتفاق
هو قضية ابيي،لذلك اناشد اهلي المسيرية والدينكا نقوك، لاسيما المثقفين منهم
ان يحكموا العقل.
وبغض النظر عن مخططات النظام والقوى الاجنبية، اتمنى عليهم ان يكون مدخلهم لحل
هذه المعضلة من خلال الانطلاق من القناعة بأن منطقة ابيي منطقة تعايش تاريخي
بين المسيرية والدينكا وغيرهما من قبائل التماس التي كان من ابرز صورها
وتجلياتها حالة التفاعل والتعاون بين الناظر بابو نمر والسلطان دينج مجوك، وعمد
وشيوخ الطرفين التي اثمرت واقعاً مرناً أتاح للطرفين حرية الحركة والعمل
والتجارة والمرعى في مواسم الزراعة والحصاد. حينما نستحضر تلك القيم الانسانية
الراسخة في ذاكرة وعقول ونفوس اهلنا نقول ليس مهما ان تتبع ابيي لكردفان او بحر
الغزال في اطار الوحدة الوطنية، والسودان الجديد، الذي لا مكان للفقر والجوع
فيه.
ومن الحقائق التي لا تقبل الجدال هي ان علاقة الدينكا والمسيرية علاقة لا
يؤثر فيها تبعية ابيي لكردفان او بحر الغزال، والمسيرية والدينكا نقوك سيذهبون
معاً اينما ذهبت ابيي.
لذلك اناشد زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق ان ينظر لهذه القضية بعين
العدل والانصاف، حتى لا يشعر ابناء المسيرية الذين وقفوا الى جانب الحركة آبان
نضالها في الغابة والاحراش بالاحباط، وبالتالي يوجهوا اسلحتهم في الاتجاه
الخطأ، ولعل الدكتور جون قرنق وابناء الجنوب يعرفون ان ابناء المسيرية يعشقون
الموت المشرف كما يعشقون حياة العزة والكرامة. لهذا ارى ان تتاح لهم الفرصة ان
يتقدموا الصفوف في هذه المرحلة لانهم اصحاب قضية. ومشاركتهم حتما ستكون ذات
فائدة عظيمة سواء لجهة كسب الحركة لانصار في المنطقة، أو اعترافا من الحركة
وردا للجميل لبعض ابناءالمنطقة الذين كانوا ومازالوا اعضاء في الحركة الشعبية
لتحريرالسودان.
كما اني اناشد باشراكهم لان اشراكهم يساهم ايضا في رسم خريطة ووضع ترتيبات
مستقبلية مكتوبة يتفق عليها ابناء المنطقة مع قيادة الحركة تضمن لاهلنا حقوقهم
التاريخية في المنطقة، وتوفر لهم هامشا للاختيار بالبقاء في الشمال او الذهاب
الى الجنوب في حال انفصال الجنوب لا قدر الله بعد الاستفتاء المزمع اجرائه
بعد سته سنوات. وانا لو خيرت من الان لاخترت الذهاب مع الجنوب في حال انفصاله,
لان اهلنا لم يحصلوا من المركز طيلة سنوات الاستقلال على شيء، ظلوا مهمشين من
السلطة والثروة، بل زج بالبسطاء منهم في معارك هي غير معاركهم ولعل حرب
الجنوب خير شاهد على ذلك. وسيكون حالهم اسوء مما كان اذا فضلوا البقاء في
الشمال في حال انفصال الجنوب، وسيتم استخدامهم لتخريب الاستقرار في الجنوب، لان
الزمرة الحاكمة في المركز لا تضمر الا الشر والخراب لابناء مثلث الهامش. لكل
هذه الاسباب وغيرها اناشد ابناء المسيرية وبخاصة المثقفين منهم ان لا يقعوا في
الشرك مرة ثانية لان للشيطان مصالح وخطط شريرة ولعل اللبيب بالاشارة يفهم.
لذا فتحوا عيونكم وانظروا للمستقبل بعقل مفتوح وامل كبير. كما عليكم ان لا
تنتظروا احد ان ياتكم بحل بل عليكم انتم بالبحث عن مخارج حقيقية لهذه
الازمةوغيرها من ازمات المستقبل المتوقعة، وتجاوزكم لهذه الازمة سيعطيكم ثقة
ومنعة، في مواجهة اسئلة المستقبل الخطيرة، كما اناشد المثقفين من الطرفين ان
يحكموا العقل ويرنوا ببصيرة للمستقبل،وأن يعتبروا منطقة ابيي منطقة محايدة،
ومنطقة تعايش بين القبيلتين وحتما ان الدكتور جون قرنق له تطلعات كبيرة بتحويل
السودان الى بلد عملاق سياسيا واقتصاديا في المنطقة والعالم، لذا دعونا ننظر
للمستقبل بامل وتفاؤل وان نمنح الاجيال الحالية والقادمة سانحة ان يتحرروا من
الجهل والتخلف وكل هذا لن يتاتي بلغة الانفعال والحروب، وانما ياتي بالعقل
والحوار وتغليب مصلحة الجماعة على الافراد، فدعوتي لكم يا اهلي ان تتحلوا
بالعقلانية والصبر فالسودان واسع وخيره وافر، وسيسع الجميع شمالا وجنوبا وشرقا
وغربا، والمسيرية والدينكا نقوك سيذهبون معاً حيثما ذهبت ابيي لان العلاقة
بينهما فوق اللاعيب السياسة والغام الجغرافيا، فمعاً سنقهر الفقر والجوع
والعطش والتخلف وثقافة الموت والعدم ولنا لقاء اخر على ارض المليون ميل مربع،
التي ستسعكم وتسع احلامكم ،كما انها قادرة ان تسع شعب الصين ان صفت الضمائر.
الطيب الزين
السويد

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved