السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

وداعا دولة الجلابة مرحبا الدولة السودانية بقلم عثمان على جامع-محامى وناشط فى مجال حقوق الانسان بالولايات المتحدة الأمريكية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/2/2005 12:16 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
وداعا دولة الجلابة مرحبا الدولة السودانية
يظل الوضع الحالى من التاريخ السودانى من أخصب المراحل فى تشكيل وبناء الهوية السودانية، حيث تجسد ولأول مرة الأعتراف بالتعدد الاثنى العرقى والثقافى وحق القوميات بالاحتفاظ بكيانتها وتراثها الثقافى،بل بناء أجيالها وذلك بالتدريس بلقاتها المحلية . وتجربة التدريس بلغة البداويت فى الشرق أكدت درجات الاستوعاب العالى لدى التلامذة ويجب تعميم هذه الفكرة فى كل السودان .
أما دولة مؤتمر الخريجين والتى أصبحت فيما بعد دولة الجلابة حتى قبل اجازة الدستور المنبثق من - اتفاقية السلام - قد شارفت على الانقراض . وعلى كل المهمشين أن يؤدوا صلاة الجنازة على وداع الدولة العنصرية التى حكمن السودان منذ استقلاله وانتهت فى ظل دولة المشروع الحضارى المشئوم .
الثورة الدارفورية وأثرها فى القضاء على دولة النخبة :
قد فوجىء النظام الحالى بقيام الثورة الدارفورية لنها كانت منهكة فى مشروع اتفق بينها والحركة الشعبية بعد ضغط من المجتمع الدولى ، فلم تكن جادة فى عملية السلام ولكنه كان بمثابة تكتيك للمخارجة من الضغوطات الدولية . وتوقيع اتفاق هش يمكن نقضه كاتفاقية أديس ابابا فى عام 1972 واتفاقية الخرطوم للسلام . ولكن الثوار فى دارفور ظهروا فى زمان غير متوقع ليساندوا اخوتهم فى النضال من نيل حقوقهم كاملة مطالبين بالعدالة الاجتماعية والتنمية وتقسيم الثروة والسلطة فى السودان بصفة عامة وبدارفور بصورة خاصة . فما كان من النظام الا ان سمى الثوار بقطاع الطرق وعصابات النهب المسلح لتللتغطية على مطالب الثوار السياسية الواضحة ز ودوليا نجح النظام من اقناع بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية ، بأن الثوار هم الجناح المتشدد من الحركة الاسلامية ال1ى يسعى لقيام دولة أصولية بالسودان . وحينها صدقت الادارة الامريكية الحكومة لعلاقاتها فى حملة مكافحة الارهاب ، ولكن قد اتضح لها فيما بعد بأن الاستاذ عبد الواحد محمد نور ينتمى لخلفية سياسية ماركسية سابقا ومن الذين ناضلوا ابان فترة عمله كمحامى بمدينة زالنجى على ارساء قيم الديمقراطية ، والمطالبة باستعادة القيم والحقوق المسلوبة من قبل المركز ويتميز بتاريخ سياسى ناصع وتواضع جم واخلاق نادر ما توجد فى انصاف المثقفين المثقفين من أهل الهامش الذين اتصفوا بالدونية وانقطعوا عن مجتمعاتهم وارتموا فى أحضان دولة الجلابة المشئوم . وأن الأستاذ منى أركو مناوى ذو تاريخ نضالى كبير ويشهد له أقرانه أثناء فترة دراسته بالفاشر الثانوية بأنه ذو طبع هادى ويكره الفوقية التى تمارس من قبل المستعمرين الجدد الذين ظنوا أن السودان حكرا لهم . أما الاستاذ أحمد ابراهيم دريج والدكتور شريف حرير من الذين وضعوا الأسس الحديثة للحكم عبر خلاصة تجاربهم الفكرية التى أنتجت التحالف الفدرالى ز فدريج قد الذى أفنى جل عمره من أجل انسان دارفور والهامش وترك منزله الفاخر فى حى الكافورى ، والذى أنفق فيه أكثر من 2 مليون دولار وثروته الهائلة التى جمعها اثناء عمله فى دول الخليج ليتم مصادرتها منه . ظل ينادى بقضايا الهامش والمهمشين ولايحق له أن يسكن فى الأحياء الفاخرة من العاصمة المثلثة وجميع هذه الاحياء تم بناءها من المال العام ليسكن بها أعضاء الطبقة الحاكمة ؛ ولكن هذه البيوت سوف تعود الى أصحابها فى القريب العاجل .أما الدكتور شريف حرير بن قرية فوراوية القاحلة الواقعة فى أقاصى السودان لم تكن عقليته كعقلية المثقفين الذين تتقطع بهم الصلات بقضايا أهلهم ومجتمعاتهم عندما يتم احتواءهم ضمن اطار دولة الجلابة سواء كان ذلك بالوظيفة او او المصاهرة . حيث كان اكادميا بارعا شهد له الجميع عندما كان استاذا بجامعة الخرطوم ومناضلا جسورا ومقاتلا فذا عندما كان يقود قوات التحالف الفدرالى وشهدت له أرض المعارك عند تحرير مدينة همشكوريب. أما الدكتور خليل ابراهيم قد كان ضحية لكذب ونفاق النخبة الذين يخدعون أبناء الهامش بأنهم أبناء أولياء صالحين وما وجودهم بالسلطة الا انعكاس لترسيخ دولة الاسلام فى السودان وذلك اما ببرامح الصحوة الاسلامية أو الجمهورية الاسلامية او المشروع الاسلامى الحضارى . ليتم انشقال الناس بالدين وينصرفوا لبناء دولتهم العنصرية . فالدكتور خليل ابراهيم يتميز بامكانات فكرية عالية أثمرت هذية المهمشين (الكتاب الأسود) الذى أفضح بالحسابات والأرقام كيف حكم الأمويين والعباسين والهاشميين السودان منذ الاستقلال .
وعندما أيقنت الادارة الأمريكية بعد تفحص كل هذه المعلومات حبنها قيمت الوضع بأن الثورة الدارفورية هى ثورة شاملة تعالج كل مشاكل السودان ، لأن اهل دارفور هم فى كل ركن من أركان السودان ، فهم عمال المشاريع فى الوسط ( الجنقو) وهم بائعى الترمس والغسالين - فمهما كانت مؤهلاتهم لا مكان لكم من تولى المناصب الدستورية العليا دون رضى مؤسسة الجلابة شأنهم شأن بقية أهل الهامش.
وأخيرا اتضحت معالم الأشياء لدى ادارة الرئيس جورج بوش ، ولكن الادارة لم تتحرك بالصورة المطلوبة لايقاف عملية التطهير العرقى والابادة الجماعية وكان عدد الضحايا فى ارتفاع جنونى ، ولولا تحرك منظمة وروابط واتحادات والمؤسسات الدارفورية فى الجامعات ووسائل الاعلام وحتى دخولهم الكونقرس لتوضيح الحقيفة للرأى العام الأمريكى أن هناك ابادة مستمرة بالسودان ومن هنا أود أن أشكر عضو النواب لولاية نيوجرسى الأمريكية العم دونالد بن زعيم الأغلبية السوداء وعضو مجلس الشيوخ السيناتور جون كورزاين واللذين تجمعنابهم علاقات شخصية - عندما أعلنوا من داخل الكونقرس بأن هناك ابادة مستمرة لشعب دارفور وعلى الحكومة الامريكية أن تتحرك لانقاذ أهل دارفور ؛ حينها كانت الاستجابة كبيرة من المجتمع الامريكى حيث كانت قوافل الاغاثة تتوالى بصورة فاقت التوقعات لأخوانهم فى الانسانية من المسلمين فى الوقت الذى تخازلت فبه منظمات اسلامية كمنظمة المؤتمر الاسلامى وشخصيات دينية كالشيخ القرضاوى الذين اختاروا أن يقفوا مع اخوة العروبة عاملين بمبدأ أنصر أخاك ظالم أو مظلوما . حتى وصل الأمر من الثخافة عندما فتحت حملة التبرعات فى الأمم المتحدة وحينها كنت موجودا هناك حيث تبرعت دولة خليجية بمبلغ 65 ألف دولار حينها تحدثت بلهجة غاضبة مع مندوب تلك الدولة فى الامم المتحدة بأن هذا المبلغ لايكفى لقضاء اسبوع فقط لخليجى ثرى لقضاء شهوة عابرة فى فندق بلازا بنيويورك فكيف يصل بكم الأمر من السخرية ةالاستخفاف بأهلنا بدارفور فنحن لانحتاج لهذا المبلغ الوضيع يكفينا أن تمد يد العون لأخوتنا فى الأنسانية من اليهود والمسيحيين والملاحدة كما تسمونهم . فكانت التبرعات سخية من الدول التى تفعم معنى الانسانية ، حيث تيرعت اليابان فقط بمبلغ 73 مليون دولار والولايات المتحدة بمبلغ 150 مليون دولار وكانت التبرعات كبيرة من بعض الدول .
ان جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقى التى ظللنا نعيشها حتى كتابة هذه السطور من الجرائم الخطيرة ضد الانسانية ومن أكبر الجرائم التى ارتكبت فى دارفور جرائم الاغتصاب والمراد منها الاهانة والاستفزاز لأن الذين قاموا يهذه الجريمة من داخل القصر الجمهورى ؛ قصدوا بذلك الانتقام لأحداث تاريخية حدثت منذ المهدية لذويهم ، ولكنهم نسوا أو تناسوا بأن الممالك الزنجية التى حكمت دارفور هى أكثر الممالك التى حاربن المهدية بكل شراسة ولم تنضم دارفور الى السودان الا عامك 1917 (أولاد البحر) يعرفون هذه المعلومات جيدا ، ولكنهم تعمدوا هذا التخطيط ليتم ضرب القبائل الأفريقية والعربية التى كانت تعيش فى اسجام تام مع بعضها البعض .
ونخاص ان هذه الجريمة التى التى ارتكبت بقرار جمهورى وباجتماع ضم على عثمان طه ونافع على نافع وصلاح قوش ومجذوب الخليفة باستقلال التمرد والقضاء على العنصر الزنجى واهانته للأسباب الآتية :-
1/ ظلت القبائل فى دارفور تقاتل مع بعضها البعض فى السنوات الماضية عرب وزرقة عرب وعرب زرقة وزرقة ولم تحدث جريمة اغتصاب البتة . مما يوحى بأن هذه الجريمة قصد منها الانتقام من أهل دارفور حيث كان المخطط أن يقوم الجنجويد باعمال اغتصاب وكرد فعل أن تقوم الحركات المسلحة باغتصاب معاكس ولكن لم يحدث ذلك ونقدر الوعى الكبير لقادة الحركات المسلحة الذين تفهموا الموقف ورفضوا المخطط والانصياع لهذه الخطط الجهنمية . وكن بمكانهم أخذ الآلاف من نساء القبائل العربية فى كلبس والفاشر وكتم وحينها يقف أعداء دارفور شامتين وبذلك يكونوا قد اقتصوا لآلهم فى آخر حكومة شمالية تحكم السودان . ونسوا أننا قادمون الى الخرطوم اما بقوة السلاح أو المفاوضات وحينها لكل حدث حديث .
2/ ان أواصر التوال بين القبائل العربية والأفريقية فى دارفور كبيرة ونقاط الالتقاء شاسعة ولكن عامل الخبث من مؤسسة الرئاسة جعلت الهوة عميقة فى الأجيال القادمة ، لأن موسى هلال الذى نفذ مخططات الجلابة هو من المحاميد وجدته زغاوية فهو نتاج للانصهار وفى نظر أسياده كلنا عبيد . فلم تشفع له بياض بشرته وحينها يكونوا قد حققوا مقولتهم المشهورة - ( أكتل العبد بالعبد)
سأتناول فى مقال لاحق المخرج من هذه الأزمة وضرورة التفاف المهمشين حول شخصية جون قرنق ليكون رئيس السودان القادم فى أول انتخابات حقيقية منذ الاستقلال
ولنا عودة
عثمان على جامع
محامى وناشط فى مجال حقوق الانسان بالولايات المتحدة الأمريكية
تلفون 7183858877
جوال 6463219557
فاكس 7185011348


للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved