السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الملف الاسود لإنتهاكات حقوق الإنسان في شرق السودان الحلقة الاولي بقلم محمد الزين، لندن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/18/2005 9:34 ص

الملف الاسود لإنتهاكات حقوق الإنسان في شرق السودان

من المسئول عن الجرائم ضد الانسانية التي أرتكبت ضد أبناء البجا والرشايدة؟

هل يعلم النائب الاول ما تخططته الحكومة من حرب قبلية في الشرق مثلما فعلت في الغرب؟

الحلقة الاولي

محمد الزين، محامى و باحث في العلاقات الدولية بجامعة لندن

[email protected]

نحاول في هذا المقال فتح ملف إنتهاكات حقوق الانسان في شرق السودان وياتي ذلك للتصعيد العسكري الحكومي بالدبابات والمدفعية الثقيلة والقصف الجوي بطائرات الانتينوف ضد المدنيين العزل من الاطفال والنساء والشيوخ في ما تبقي من قري في شرق السودان والبالغ عدد السكان حوالي 000و400و3 لاخر إحصائيات سكانية في عام 2000م.

خاصة أن الأقليم يضم قبائل اصول عربية وغير عربية قبائل مثل :البجا، الرشايدة، نظارة الشكرية، النوبيون، البوادرة، اللحويين، الضبانية، المسلمة، كنانة، الكواهلة، فروع دار بكر ،أولاد بكر، الفلاتة، البرنو، الهوسا، والبرقو، وبالرغم من الروابط الوثيقة والعلاقات الأزلية التى تربط ما بين كل القبائل التى تقطن الاقليم حتي اصبح هنالك تقارب ثقافى، إجتماعى، إقتصادى، بل ونسب ومصاهرة بينهم.

مخطط الصراع القبلي في شرق السودان

بالرغم من هذا التسامح والتعايش السلمي بين هذه القبائل إلا أن قادة حكم الانقاذ ظلوا يخططون بليل ما سيفسد هذا الجو الودي من السلام والتسامح والاخاء بين ابناء شرق السودان. حيث يبدأ السيناريو بالتفرقة بين القبائل والاتصال والتنسيق بالنظار وإدخالهم طمعا أو قسرا في عضوية حزب المؤتمر الوطني، ومن ناحية أخري تأجيج النعرات العنصرية والعرقية البغيضة بالاكراميات والرشاوي بالمال والمناصب ثم بالسلاح، وينتهي السيناريو بالاتهام التالي:

أن مشكلة شرق السودان ليست من أجل المشاركة في السلطة والثروة ومسائل سياسية أخري متعلقة بالتهميش التنموي والثقافي، وإنما هي مشاكل عرقية داخلية تغرسها دولة أرتيريا المجاورة، وهي تستهدف الاسلام والعروبة في الاقليم.

وهكذا تنسج الحكومة الاباطيل والافاعيل ، وسوف تتدخل المنظمات الانسانية ومجلس الامن لوقف الحرب التي راح ضحيتها اكثر من خمسين الف من ابناء الشرق وتصرح الحكومة بان القتلي لا يتجاوز العدد 500 واغلبهم من الشرطة والجيش!!!!!

فهل يعلم العقيد الدكتور جون قرنق النائب الاول للفريق عمر البشير ما تخططه الحكومة من حرب ضد الانسانية في شرق السودان، أما أنه مشغول هذه الايام بمنزله الجديد ومكاتبه الفاخرة المكيفه في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، واطفال ونساء الشرق يفترشون الارض ويلتحفون السماء في درجة حرارة تتجاوز 50 درجة بدون ماء أو طعام سوي بقايا الطيور التي تسقط من السماء بمشيئة من الله بعد أن أعياءها التعب والعطش.

التفكير في زمن التبرير لانتهاكات حقوق الانسان، من المسئول عن الجهل والتزيف؟

في يوليو من عام 1988 م، كنت وزمرة من أهل القانون أمثال العلامة البروفسير علي فضل الله عميد كلية القانون الاسبق بجامعة الخرطوم، والقانوني الضليع الخلوق الدكتور صديق عبد الباقي الاستاذ السابق بالكلية، والدبلوماسي اللامع العبيد محمد العبيد من الخارجية السودانية في عهدها الذهبي، وشخصي الضعيف، كنا في ضيافة المعهد الدولي لحقوق الانسان في مدينة إستراسبورغ بفرنسا للمشاركة في دورة القانون الدولي الانساني التي ينظمها المعهد، وكانت المشاركة لغالبية دول العالم من المهتمين بالدفاع عن حقوق الانسان، وخلال هذه الدورة الناجحة، ولاول مرة في تاريخ المعهد قدمنا معرض تعريفي عن السودان وأوضاع حقوق الانسان من خلال التراث السوداني، وأتمني أن يكون ما قدمناه من مراجع قانونية تشمل موسوعة القوانيين السودانية وبعض المجلات القضائية وهدايا فلكورية موجودة الان بمكتبة المعهد. حيث علمت بعد ذلك أن الباب أصبح مفتوح لاجيال تالية من ابناء السودان لنيل معرفة المبادئ الاولية واسس الدفاع وحماية وتعزيز حقوق الانسان.

وقد علمت أيضا أن بعض الذين نالوا دورات تدريبية في المعهد من القانونيين السودانيين بعضهم يعمل في الحكومة وأخرون خارجها، فالسؤال للذين نالوا عدة دورات في المعهد وهم مازالوا يعملون في القوات النظامية: ماذا قدمتم لاهللكم من حماية لحقوقهم التي تنتهكها الحكومة التي تعملون فيها حتي هذا اللحظة؟ وأخص أكثر الذين يعملون في الشرطة و الامن، ألم تسمعوا أن مذبحة بورتسودان والتي كانت مسؤلية وزارة الداخلية والامن؟!!!!

لا أود ذكر الاسماء في مقالي هذا ولكن بل تأكيد رسالتي واضحة لهم وسوف تصللهم بواسطة من سيقرأ مقالي هذا، أومن خلال التقارير الامنية التي ستكون في مكاتبهم من هذا الاسبوع؟

فقط أقول لهؤلاء حسابوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وإمرأة دخلت النار بسبب قطة.

المحكمة الجنائية الدولية وذكريا ت عام 1991م

أيضا ونحمد الله علي مشاركتي السابقة في دورة المعهد الدولي للدراسات العليا في العلوم الجنائية، في مدينة سيراكوزا بايطاليا في يونيو 1991م وقد قدمت فيها بحث بعنوان:

القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م وحقوق الانسان ( دراسة مقارنة)،

وكان هذا أول بحث يكتب وينقد هذا القانون الذي صدر في مارس 1991م في ظل حكومة الانقاذ ( أي أنني كتبت البحث خلال الثلاثة أشهر الاولي من إصداره)، والجميع يعلم بأنها فترة من أحلك الليالي الصاخبة باصوات الشرفاء وصراخهم من الالام التعذيب وبعضهم من لقي ربه وهو لاعن من إدعوا بأنهم أتوا ليربطوا قيم السماء بالارض ولكنهم ربطوا الذين يطالبون بالحريات من أرجلهم علي مراوح التعذيب والطيارة قامت (أحدي وسائل التعذيب التي تفنن في إستخدامها جماعة الجبهة الاسلامية القومية).

كان ملخص الدراسة أن القانون الجنائي مفارق للشريعة الاسلامية والمواثيق والاتفاقيات الدولية والاقليمية لحقوق الإنسان، يعني بالدارجة السودانية (قانون لحم رأس) يقنن خنق الحريات بعبارات رنانة، بها فزلكات ونصوص تكرس دولة الحزب، ونلت بعد عودتي للخرطوم ضرب وتعذيب من عناصر الامن وإقامة بالواحة أو بيت الاشباح المشهور.

وخلال هذه الدورة قمنا بتطبيق فكرة أو مقترح المحكمة الجنائية الدولية وفي صورة أخري محكمة جنائية عربية وكان للبروفسير المصري الاصل الأمريكي الجنسية الدكتور محمود شريف بسيوني الفضل بعد الله في الرؤية المستقبلية للمسئولية الجنائية وعدم إفلات مرتكبي الجرائم ضد الانسانية من العقاب، مهما كان شخصية أو وضعية مرتكب هذه الجرائم.

لا شك أن هناك سودانيين أخرين إطلعوا علي ما ناقشناه وما كتبناه، وكانت بعدنا لقاءات ودورات شارك فيها نفر كريم، وهم علي علم بما صار اليه الحال من إنتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في دارفور، والمطالبة الدولية لمحاكمتهم، وهم أيضا علي علم تام ينفي الجهل بالمحاولات المتكررة من مرتكبي هذه الجرائم من الإفلات من المحاكمات والعقاب، ولهؤلاء وأولئك أقول:

الحق أبلج، ولا تنسوا يوم الحساب الاكبر حيث لا ينفع مال ولا بنون الا من آت الله بقلب سليم، وستسألون لماذا لم تقولوا كذا وكذا ، هل ستجيبون بإنكم تخشون من أمن النظام أم ماستفقدون من وظائف و إمتيازات؟ أم أن الله أحق أن تخشوه !!

المناطق التي أرتكبت فيها جرائم ضد الانسانية في شرق السودان

أرتكب نظام الانقاذ خلال السنوات السابقة من عمره العديد من إنتهاكات لحقوق الانسان في شرق السودان وفي مناطق متعددة ومن أهمها والتي أرتكبت فيها جرائم ضد الانسانية:

· مذبحة قاوي بمحافظة طوكر جنوب البحرالاحمر.

· القصف الجوي علي المدنيين في قرى علي ساحل جنوب البحر الاحمر: أرهيت، قاوى، الحسناب، مرافيت،عقيتاى،عقيق، كسرة عقيق، عيتربة، عدارت، همبوكاييب، قرورة ، عدوبنا.

· قرى بمحافظة همشكوريب بولاية كسلا: تلكوك، تهداى، يدروت، ميكيت، قرقر، بلاستف، اوقمايت، مامان المسجد، مامان شرمت، قدماييب، ربسم، توقان.

· انتهاكات حقوق الانسان في مناطق قبيلة الرشايدة (الزنيمات، الباعصه، البراطيخ).

· وأخيرا وليس أخر مذبحة بورتسودان.

وفي الحلقة الثانية سوف نستعرض التفاصيل لهذه المذابح الوحشية، وأدعوا هنا جميع أبناء شرق السودان من مختلف القبائل والمناطق أن يكتبوا لي أو ينشروا ما شاهدوه او سمعوه من إنتهاكات لحقوق الانسان، مهما كان حجم المعلومة أو فترتها الزمنية، منذ يونيو 1989 وحتي الان.

ولكي نوثق للتاريخ هذه المجازر ونقدم الجناة للمحاكمات العادلة، علينا أن نعمل جميعا بمختلف الاتجاهات السياسية .. المقيمين بداخل السودان وخارجه، قانونيين وغيرهم، من أجل كتابة ملف متكامل لإنتهاكات حقوق الانسان في شرق السودان.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير

محمد الزين، لندن

18 يوليو 2005م



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved