السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الجدار العازل ومبررات الوجود بقلم الاستاذ / عزيز ناصر الثمثمى _ صنعاء

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/16/2005 10:35 م

بسم الله الرحمن الرحيم

الجدار العازل ومبررات الوجود شرعت إسرائيل في منتصف عام 2002 ببناء المرحلة الأولى من الجدار العازل في الضفة الغربية، والذي يلتهم بحسب قرار الحكومة الإسرائيلية ما مجموعه 56% من مساحة الضفة الغربية، ويبقي 44% منها مقطعة الأوصال والأجزاء. كما سيعزل مدينة القدس عن الفلسطينيين. ويؤكد تقرير أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 680 ألف فلسطيني في الضفة الغربية سيتأثرون سلبا بالجدار العازل. ووفقا لتقديرات البنك الدولي فإن الأراضي الفلسطينية المستقطعة لصالح الجدار تنتج نحو 45% من الإنتاج الزراعي الفلسطيني، هذا إضافة إلى حجبه ما نسبته 3% من مياه الآبار عن مستهلكيها من الفلسطينيين. ومنذ البداية أبدى الفلسطينيون قلقهم تجاه الجدار وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقفه إلى أن تم إيصال القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتشير التوقعات إلى أن المحكمة لا يمكن أن تصدر قرارا بشرعية الجدار. وقالت المستشارة القانونية مونيك شميليه جيندرو "إن وجود الجدار سيحول دون إقامة دولة فلسطينية ذات مقومات للبقاء ولن يمكن من إقرار السلام بين الدولتين". وكانت إسرائيل قد تذرعت بالأمن كسبب لبناء الجدار فقد نقلت صحيفة إسرائيلية تصريحات لرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي آفي ديختر، بأنه رغم انخفاض عمليات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في المناطق التي أقيم فيها الجدار العازل فإن المقاومة تطور أساليبها لتتماشى مع واقع الجدار. وقد سجلت الشهور الأخيرة نشاطا فلسطينيا وعربيا مميزا ساعيا لدحض الحجج الإسرائيلية لبناء الجدار، ومحاولات كثيرة علّها توقف بناء الجدار أو تغير مساره ليُبنى على الخط الأخضر، إلا أن مراقبين يرون أن تل أبيب استطاعت أن تجر العرب إلى نزاع جانبي نائية بهم عن السبب الرئيسي للصراع وهو الاحتلال. فهل يعد بناء الجدار تجسيدا لمفهوم الفصل العنصري؟ وهل سيحد بناء الجدار من عمليات المقاومة الفلسطينية؟ هل يُعد بناؤه دليلا على يأس إسرائيل من الحد من عمليات المقاومة؟ وهل سيجلب لها بناؤه الأمن؟ هل يعد لجوء العرب إلى محكمة العدل الدولية صاحبة القرارات غير الملزمة هروبا عربيا وتسليما بالأمر الواقع؟وهل سيكتفي العرب بذلك؟ وما دور الشعوب العربية؟ هل سيبقي الجدار أملا في السلام؟

لم تكن فكرة الجدار العازل الإسرائيلية هي فكرة حديثة تمخض عنها عقل شارون من أجل أمن الإسرائيليين وإنما هي فكرة مترسخة في الوجدان الصهيوني ففي الأربعينيات، اقترح فلاديمير جابوتنسكي زعيم ما يسمى "الصهيونية المراجعة" والتي يعبر عن أفكارها حاليا حزب الليكود بزعامة شارون إقامة ما سماه بالحائط الحديدي وكان جابوتنسكي ينطلق من رؤية مفادها أن أية تجربة استيطانية استعمارية لا بد أن تواجه بمقاومة السكان الأصليين .

!


فلا يوجد شعب تنازل طواعية عن أرضه لشعب آخر، وأن حل هذه الإشكالية هو أن يقيم حرب عام 1967، وقيام "إسرائيل" بضم غزة والضفة الغربية، وهي مناطق مكتظة بالسكان، ظهر ما يسمى بالمشكلة السكانية (الديموجرافية)، حيث يرى بعض الصهاينة أنه بحلول عام 2010 سيزيد عدد السكان العرب الذين يعيشون في كل فلسطين المحتلة عن السكان اليهود. ومن ثم ظهر ما يسمى "الصهيونية الديموجرافية" ويدعو أصحاب هذا الاتجاه الصهيوني إلى الانسحاب من الضفة الغربية وغزة، مع الاحتفاظ بمواقع عسكرية إسرائيلية تضمن عزل الفلسطينيين عن بقية العالم العربي. وتجدر الإشارة إلى أن فكرة الجدار العازل بين الضفة الغربية وأراضي فلسطين المحتلة عام 1948 كانت في الأصل فكرة عمالية صهيونية وكان أول من طرحها بنحاس سابير عقب حرب 1967، حيث اقترح إنشاء حدود قابلة للدفاع عنها من طرف واحد والخروج من بقية المناطق وبناء المستوطنون الصهاينة حائطا حديديا حول أنفسهم ويستمرون في البطش بالسكان الأصليين إلى أن يسلموا بأنه لا مفر من التنازل واقتسام الأرض مع الكتلة البشرية الوافدة. وهذه هي الفكرة نفسها التي عبر عنها شارون بعد ذلك بعدة عقود، عندما قال "إن ما لا يؤخذ بالقوة يؤخذ بمزيد من القوة.


هذه هي سياسة إسرائيل المعلنة أما سياسة العرب فما زالت كما هي الشجب والتنديد واللجوء إلى محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة استجداء للدول الغربية ، والمشكلة أننا لم نستفد من أخطائنا ولا نقرأ التاريخ فمتى كانت قرارات الأمم المتحدة ملزمة لإسرائيل ، ومتى اتخذ قرار واحد في مجلس الأمن ضد إسرائيل في وجود الفيتو الأمريكي ؟

كلا يا صديقي ليس لجوء العرب لمحكمة العدل الدولية هروبا وتسليما بالواقع وإنما هو ذر للرماد في العيون ، عيون الشعوب العربية المغلوبة على أمرها والمتحرقة للتغيير .



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved