السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

شكراً أمي بقلم : ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/15/2005 2:03 م

شكراً أمي

بقلم : ضياء الدين بلال

[email protected]

قبل ان تطأ قدماه مطار الخرطوم .. كان واضحاً أن الدكتور جون قرنق وعبر إعداد فني متقدم يريد إعادة رسم صورته ، على بعدين.. بعد تتحول عنده الصورة من رمزية الحرب بكل ما تحمل من قسوة وبكل ما أضيف اليها من أنياب ودماء كدعاية مضادة لشخصيته .. وبعد يؤسس لنموذج جديد في السياسة السودانية ، يتخذ من هذه الجدة مقومات تنافسية تقدمه على القيادات الموجودة !!

الملصقات والصور .. والعبارات القصيرة التي تختزل مضامين إنسانية (شكراً امي) مع صورة امرأة في الخمسينات ممزقة الثياب تخيط طاقية من السعف.. وصورة أخرى يظهر فيها دكتور جون وهو يحمل صبياً صغيراً ذا ملامح محايدة يحمله على كتفيه وقرنق يرتدي لبسة رياضية .. وبعض المقولات ذات الجرس الاعلامي تقترب في نموذجها من مقولات القائد الشيوعي ما وتسي تونغ وتبدو الرسالة الاعلامية لهذه الملصقات والصور ذات هدف مزدوج.. معد ومرتب بدقة متناهية.. رسائل موجهة للشمال غرضها التطمين والإستقطاب، منها صورة طفل شمالي على حمار .. ورسائل موجهة نحو مجموعات إثنية محددة تعتقد الحركة الشعبية انها تمثل رصيدها الثوري والانتخابي معاً ..

وهذه الرسائل تعبر عنها صور قرنق وعلي عبد اللطيف وثورة المرأة (شكراً أمي)..!!

يبدو أن جون قرنق وهو يصنع صورته الاعلامية الجديدة ينتهج اساليب امريكية في صناعة الصور الذهنية والانطباعات وضّح معالمها بتفصيل مبدع محمد حسنين هيكل في كتابه (آفاق الثمانينات) وفي «خريف الغضب».. التي إعتبر فيها هيكل (الصورة) هي المحدد الحاسم في ترقية السياسيين والعصف بهم كذلك وقدم قراءات تحليلية من واقع الانتخابات الامريكية .. كيف إستطاع منافس أن يقضي على خصمه بضربة تلفازية حاسمة.. وظهرت اهمية (الصورة) المتحركة والثابتة عندما إشتعلت المنافسة بين بيل كلينتون وبوب دول.. بيل يراهن على شبابه ووسامته .. ودول على خبرته وتجربته .. !!

قرنق وهو يرقص في القصر الجمهوري .. وتنطلق منه النكات بسهولة ويسر .. وهو يهدي كوفي عنان بقرتين ويشكر القرنتية بنيفاشا.. ويرسل تحاياه لصديقه الجزار بالحاج يوسف.. ويزور الفريق القومي السوداني بمعسكره بالقاهرة، وتلتقط له الصور وهو يلعب بالكرة رغم انه صرح من قبل بأنها ليست من هواياته فهو يهوي تسلق الجبال والرماية.. قرنق من قبل وبشرق السودان بهمشكوريب رقص وهو يرتدي الجلباب والعمة والسديري وفي يده عصا بيجاوية .. ولكن السؤال المهم - هل يكفي ذلك وحده لجعل قرنق يحتفظ بمكاسبه الجماهيرية .. ام ستشغله الدولة ومراسمها، وإستقبال هذا وتوديع ذلك .. وترتيب اوضاعه الداخلية من يجلس على المقاعد ومن سيظل واقفاً .. من يمسك قرون البقرة ومن يحلب ضرعها.. وكيف سيوزع (اللبن) ؟!! .. هل على قدر الاناء الممدود .. ام على قدر الصياح ؟!!..

نعم (شكراً أمي) على وصولك الساحة الخضراء .. وشكراً دكتور جون إذا نجحت في أن تحافظ علي رجائها اخضر.. فهذه «الساحة» ارتوت من الهتافات .. ولكنها لم تثمر بعد !!

التلفزيون .. كيف يدافع عن نفسه ؟!!

إنتقادات عديدة واجهتها تغطية تلفزيون السودان لإستقبال قرنق بالمطار ، ونقل مراسم تدشين الفترة الانتقالية .. والانتقادات جمعت بين ملاحظات على الجانب الفني وإتهام بضعف الوعي السياسي والاحساس بما تتطلبه المرحلة من تغيير نوعي في الخطاب يسمح بقبول وإستيعاب اكثر من صوت واحد داخل الجهاز القومي!!

مكتب العلاقات العامة بالتلفزيون حاول أن يدافع ويرد على تلك الانتقادات.. وهي محاولات متكررة إنتهجت إسلوب التصدي لأغلب النقد الموجهة للتلفزيون.. فهنالك من يرى ان التلفزيون لم يغادر مع الانقاذ محطة ما قبل دستور 98 .. فهو لا يزال في مستهل التسعينات ينتظر عودتها .. !!

وهنالك اصوات توجد أعذاراً لضعف البرامج حيث ترى أن إدارة التلفزيون شغلها إعداد البني التقنية للجهاز والمقومات التأسيسية من مبانٍ وإستديوهات عن تطوير البرامج وتجويدها وإستغلال هوامش الحرية التي سمحت بها الانقاذ نفسها..!! التلفزيون اذا اراد أن يدافع عن نفسه، عليه الدفاع عبر تجويد برامجه وتأهيلها حتى تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها دون الحاجة لبيانات توضيحية أو معارك صحفية .. فلا يمكن أن تغني ثم تذهب لمقاعد الجمهور لتصفق لنفسك !!

أمريكا .. كراهية وإحترام

ü رفضت المحكمة العليا الامريكية النظر في الاستئناف الذي تقدمت به الصحافية بالنيويورك تايمز السيدة جوديت ميلر في الحكم الصادر في حقها من محكمة دنيا قضى بسجنها اذا لم تكشف عن مصادرها التي سربت لها معلومة أن زوجة المستر جوزيف ولسون الدبلوماسي المتقاعد تعمل عميلة سرية لوكالة المخابرات الامريكية (CIA) .. فزوجها جوزيف ولسون نفى المعلومة التي قالها الرئيس بوش في خطاب الاتحاد لتبرير الحرب على العراق حيث ذكر عدم صحة أن العراق إستورد مواد نووية من دولة النيجر.. ملر اعلنت انها لن تكشف مصادرها حتى ولو اودى بها ذلك الى السجن .. مجلة التايمز التي شاركت في نشر المعلومة اذعنت للضغوط التي مورست عليها وكشفت عن مصادرها .. !!

الطريف والمدهش في الامر أن التحقيق موضوع القضية لم ينشر فقد حوسبت به وهو لا يزال في ادراج التحرير ولم يعبر للمطابع .. !!

وللسيدة الامريكية إهتمام خاص بالسودان وبشخصية الدكتور حسن عبد الله الترابي وشبهت تجربته بتجربة حزب الله في لبنان .. ولعبت دوراً كبيراً في تأليب «الرأي العام» الامريكي على حكومة الانقاذ !!

يمكنك الآن أن تحدد عزيزى القاريء هل تصفق للصحافية جوديت ميلر لأنها حافظت على سرية مصادرها كما تدعو الاعراف الصحفية ويؤكد عليها القانون ودفعت ثمن ذلك من حريتها الشخصية .. ام تنظر اليها بعين إحتقار لانها جعلت من قلمها سلاحاً يستخدم لتصفية حسابات غير نظيفة .. وهكذا امريكا هي مثل السيدة جوديت ميلر يحبها البعض بالأذين الأيمن ويبغضونها بالأيسر !!

حرب التفسيرات

التصريحات الصحفية المتقابلة في تفسير الوضع الرئاسي القائم.. هل هو مجلس رئاسي مثلث متساوي الاضلاع والتراتبية فيه امر شكلي .. ام هي جمهورية رئاسية التراتبية فيها رئيس ونائباه تتم وفق تراتب رأسي على الصلاحيات والمهام؟!!

الحركة الشعبية وعبر تصريحات عديدة تصف ما هو قائم على انه مؤسسة الرئاسة.. والمؤتمر الوطني يصفه برئاسة الجمهورية .. محمد علي المرضي رئيس اللجنة الاولى بمفوضية الدستور قال لصحيفة (الحياة) انه لا يوجد مجلس رئاسي كجسم ثابت تصدر منه القرارات .. وأن النظام الرئاسي الذي تم إعتماده في الدستور الانتقالي يركز السلطات التنفيذية في منصب رئيس الجمهورية!!

حرب التفسيرات اذا إشتعلت «بالكبانية» بعد تحرك القطار لن تطفئها صرامة الجنرال لازاراس سيمبويا ولا إبتسامة الانسة هيلدا جونسون .. !!

مصل ضد الانقسام

كان من المتوقع وصول وفد المقدمة من قيادات التجمع الديمقراطي الى مطار الخرطوم اليوم ، برئاسة نائب رئيس التجمع الفريق متقاعد عبد الرحمن سعيد والاستاذ فاروق أبو عيسي والدكتور الشفيع خضر والاستاذ التجاني الطيب والسيد التوم هجو وآخرين.. وهي خطوة عملية لدراسة ارضية الملعب السياسي في الفترة الانتقالية وإختبار لما أتاحه الدستور من حريات إن كانت هي حريات حقيقية من السهل تحديد معالمها ام هي حريات صابونية يصعب الامساك بها .. ام هي حريات مطاطية - في ظل تقلبات الطقس السياسي - قابلة للتمدد والانكماش ؟!!

الجغرافية السياسية التي قسمت المعارضين لمعارضة خارجية وداخلية.. والتي كانت في البداية تأتي كتوزيع ادوار.. هل يمكن أن يتعمق هذا الاختلاف الجغرافي ويتحول لصراعات داخل الاحزاب وبين أحزاب التجمع سكرتارية الداخل وقيادة الخارج.. مثل ما حدث في حزب الامة بعد عودة جيبوتي وكان من أسباب إنقسامه ..وأدى من قبل لإنشقاق (حركة حق) بين وراق والخاتم (حق الداخل وحق الخارج)!!

حمى الانقسامات والانشقاقات التي أصابت الجسد السياسي السوداني تهدد كل شيء .. ولا توجد امصال وقائية يمكن أن يحقن بها المعارضون قبل ركوبهم الطائرة التي توصلهم الى قاعة كبار الزوار !!

ابتسامة العافية

لم تصمد شوارع الخرطوم وطرقها لأول إختبار حقيقي لجدوى ما انفق عليها من مال.. إذ سرعان ما غرقت في (شبر مويه) مطرة متوسطة في معدلها وفي زمنها أصابت انجازات الدكتور المتعافي بضرر بالغ وهددت إبتسامته الراسخة!!



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved