السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عمر إحساس لـ«الشرق الأوسط»: لم اعتزل زهدا في الفن وإنما احتجاجا على قلة احترام الفنان أغنيته التي يرددها أينما جال حاوره أميرة عبد الرحمن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/12/2005 10:36 م

أميرة عبد الرحمن
اعتاد الجمهور السوداني سماع «عمر إحساس» يشدو أغنيته الشهيرة «يعيشوا سوا» أينما قدم حفلاته الغنائية، وهي أغنية تدعو، كما توحي كلماتها، جميع أهل دارفور على اختلاف انتماءاتهم القبلية والعرقية للتوحد ونبذ الفرقة والانقسام. بالفعل هي من الغريب أن يتغنى الفنانون حباً وحنيناً وفخراً بالمنطقة التي انحدروا منها والتي ترجع أصولهم إليها، وهذا تماماَ ما دأب على فعله الفنان «عمر احساس». غير أن ما يميز شجو هذا الفنان المرهف بمنطقته دارفور هو ما تتعرض له المنطقة في الآونة الأخيرة من أحداث جسام جعلت أجهزة الإعلام والتقارير الصحفية تصفها بأنها الكارثة الإنسانية الأكبر على مستوى العالم.عمر إحساس يعد غناؤه لدارفور الآن بمثابة قضية وواجب وطني يحمله على عاتقه أينما حل.
كان لـ«الشرق الأوسط» مقابلة معه في إطار مشاركته في ملتقى دارفور الذي قام بتنظيمه مركز دارفور لحقوق الإنسان والتنمية بـ«بيت الأصدقاء» بوسط لندن. حيث تحدث إلينا عن الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الفن في التعبير عن قضايا المجتمع بل والمساهمة الفاعلة أيضاً في رأب الصراعات والوصول للسلام المنشود. فتح لنا أيضاَ قلبه وحدثنا عن بداية علاقته بالفن وقصة اعتزاله الغناء.
* كيف وجدت طريقك للفن؟ ـ ساعدتني الظروف في الدخول للفن. منذ وقت مبكر ظهرت اهتماماتي الفنية. كنت أتمنى أن أكون عازف «نقارة» (من الآلات الإيقاعية السودانية التقليدية) وهو نموذج الفنان في البلد «دارفور»، وقد كان هذا النموذج هو مثلي الأعلى لأني لم أر فنانين آخرين غيره. جاءت مناسبة مدرسية، وغنيت وسط زملائي وأساتذتي ويبدو أن غنائي قد أعجبهم ومنذ ذلك الوقت كلما ذهبت لاحتفال أو مناسبة كانوا يطلبون مني المشاركة. والدي عارض انتهاجي لهذا المسلك بالطبع لأسباب اجتماعية ـ غياب النموذج الفني وكان هناك غياب للاتصال بالخرطوم ـ وكنت أريد دراسة الموسيقى، ولكن لظرف عائلي لم أتمكن - والدي رفض حتى فكرة سفري للخرطوم ـ ولكني سافرت والتحقت بقسم الدراسات الاضافية بالمسرح العالي للموسيقى والمسرح، كانت هناك دائما معاناة ابن الاقاليم الذي يأتي للعاصمة لأول مرة مثل الاحتياجات والثقافة المختلفة وغيرها، ولكن في أول زيارة لي للخرطوم تمت اجازة صوتي من قبل لجنة اجازة الأصوات بالاذاعة السودانية. وهناك أتيح لي الانفتاح على الكثير من ثقافات السودان وكان هناك ثراء هائل من الأنغام والعلاقات، فقد كان المجتمع كله حولي ومتاح لي للتعرف عليه.
* لماذا اعتزلت الغناء؟
ـ في عام 2000 اقتادني أفراد من الأمن، في احدى «الخيام الترفيهية» في ليلة رمضانية، من وسط جمهوري ومنعت من الغناء بشكل غير حضاري. وقد رأيت أن هذا تصرف لا يليق باحترام الفنان أمام جمهوره ورفضت الأمر تماماً وطرحته للرأي العام فخاطبت اتحاد الفنانين وجهات أخرى. ثم قررت الاعتزال، ليس زهداً في الفن اعتزلت وانما كنوع من الاحتجاج لما حدث لي ويحدث لجميع للفنانين من اجتياحات وإهانات.
* كيف تمت دعوتك للمشاركة في هذا الملتقى؟
ـ جاءتني الدعوة وكنت موجوداً في سويسرا والحقيقة سعدت جداً بتلك الدعوة، وسعدت أكثر لأن أهلي من السودان وعلى الأخص أهل دارفور يسعون لاستصحاب الفن في حديثهم عن القضايا السياسية، وهذا ما حدث في هذه المناسبة، فهم قد أكدوا دور الفن في توصيل الأفكار عن القضية. أنا سعيد جداً بالمشاركة وأتمنى أن تحقق المناسبة أهدافها.
* ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في قضية مثل أزمة دارفور؟
ـ الفن يحمل ذات المعنيين: الفن من أجل الفن والفن من أجل المجتمع. منذ عام 1991 تحدثت عن التنمية المفقودة في دارفور عبر أغنياتي وكنت دائماً أخشى من تفجر الصراع القبلي بين القبائل لأنه إذا ما لم تتواءم المنطقة ويترابط النسيج الاجتماعي لا يمكن تحقيق مكتسبات وأنا قد ناديت بذلك في وقت مبكر مثلاً كما تدل أغنية «دارفور بلدنا». سبقنا الأحداث في الحديث عن دارفور قبل أن يتحدث عنها الناس وهذا ما ذكرته الصحف والاعلام، إذ انني تحدثت عن دارفور منذ 1991 وهذا سببه التراخي والإهمال. فضلاً عن أنني كنت دائماً أغني وألحن مستعملاً الإيقاعات الموسيقية العديدة التي تزخر بها المنطقة في محاولة لأن أعكس ثقافة إنسان دارفور التي لم تكن معروفة. فبدأت أغني أغنيات تعرف بقبائل المنطقة من خلال فنونها. ودارفور منطقة غنية بشعوبها وثقافتها نسبة لتعدد القبائل ووجودها في موقع استراتيجي وهذا خلق ثراء ثقافيا في المنطقة. الآن وبعد أن أخذت المشكلة شكلا أكبر، يتعاظم أيضاً دوري كإنسان سوداني وكأحد أبناء دارفور. لقد قمت بجولات في منطقة دارفور شملت المعسكرات في محاولة لتخفيف الواقع الذي يعيشه اللاجئون. وحاولت من خلال أغنياتي أن أعرف الإنسان السوداني بقضية دارفور وخاصة بالضرر الواقع على إنسانها من جراء الصراع الدائر.
* نظرة المجتمع الدولي لدارفور؟ ـ لست بسعيد بأن السودان صار الآن معروفاً ومشهوراً عبر قضية دارفور، وهو تعريف غير مشرف ـ هي أحداث مفجعة وقعت فاسترعت انتباه العالم وجعلت الاهتمام الدولي والاعلامي يتكثف بهذه المنطقة، كل هذا يحدث في غياب تام لدور الاعلام المحلى السوداني. نعم، لقد خدم هذا التصعيد الأمر بأن عمل على تثبيت الأحداث الحالية وحال دون تفاقمها. ولكن لا بد من ترشيد هذا الأمر، أي أن التصعيد يجب أن يكون مدروساً بحيث يقود الناس للسلام المنشود. أقول ذلك وفي ذهني مشكلة جنوب السودان والتي استمرت لمدة 50 سنة، أزمة دارفور لا تحتمل أن تكون عالقة حتى يوم الغد. لا بد أن نضع حداً لفقدان الأمن وضبابية المستقبل وحالة القنوط واليأس التي تجتاح انسان دارفور.
* لماذا يقال عنك إنك فنان للسلام؟
ـ أنا أرى نفسي فنانا وسعيد كوني فنانا ـ هذا يعني أنني أحمل أحاسيس خاصة تنطلق من دوافع إنسانية، فتجد نفسك مع الإنسانية أينما وجدت. الفن هو قبيلتي، وهو القبيلة التي ينتمي لها كل فناني العالم، حيث تجمعنا أهداف إنسانية واحدة وفي ذلك نتجاوز الحدود والمسافات. وأنا من موقعي كفنان، أدعو للسلم كما ينبغي أن يكون دور الفن. فالفن هو رسالة تحمل السلام. أثناء حرب الجنوب كونت فرقة «رسل السلام» عام 1989، وجبنا بها جميع أنحاء السودان. دائما يدعونني لكل المناسبات التي تتغنى للسلام، من ذلك على سبيل المثال مهرجان الأوبرا 2004 تحت شعار دارفور سلام. ومن ضمن ما قيل إن الجميع يتحدثون ويغنون للجهاد في السودان ولكن «عمر احساس» يغني للسلام. ولم أتوقف عند الغناء بل قمت بعدة أنشطة اجتماعية، فقد كنت عضواً ضمن لجنة شكلت للعودة الطوعية 1992 لنازحي دارفور الموجودين في الخرطوم. فضلاً عن أنني رئيس رابطة ابناء ولاية جنوب دارفور بالعاصمة ـ ومن أهدافها لم شمل انسان دارفور بالعاصمة، لأنه ليست هناك روابط تجمعهم إلا ما هو تقليدي في اطار القبيلة. في هذا الاطار تعاملت مع منظمات المجتمع المدني وأرسلنا مواد اغاثة لمعسكرات النازحين وغيرها. كلمة أخيرة: رغم أن أصولي تنحدر من إقليم درافور إلا أن لغتي القومية هي لغة فن، فأنا أغني لأهداف قومية، ومشكلة دارفور وحلها هدف قومي لكل السودانيين في الداخل والخارج.




للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved