السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دخان كثيف وألغام في طريق السلام !!! بقلم سليمان محمد إبراهيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/11/2005 1:19 م

دخان كثيف وألغام في طريق السلام !!!
الوطن مجموعة من الألحان والنغمات.. الوطن صوت المؤذن .. أجراس الكنائس .. خروج الناس إلى العمل .. اندفاع التلاميذ نحو المدارس. الوطن صخب الآلات في المصانع .. دوران الساقية بإصرار في المزارع والحقول رغم الجفاف وعيشة الكفاف. ولكن عندما تشذ إحدى هذه النغمات يصبح الوطن خانقاً … طاردا لا يسع إلا لحكومة فاسدة تسجن وتشنق … تقيد الحريات وتطالب بالديات … تعلن الطوارئ في المدن والمعسكرات والملاجئ… تعربد وتزنى وباسم الأديان تفتى… تحمل السلاح في الليل وفى الصباح… لأنها أدمنت تدخين البانقو ورقص التانقو… ولا تنام إلا وفى يدها طبنجة … ثم تتلذذ بصوت الرصاص وصراخ الضحايا.
بوصول الدكتور جون قرنق إلى الخرطوم وأدائه اليمين الدستورية في 9\7\2005 كنائب أول لرئيس الجمهورية تكون الخطوة الأولى نحو السلام الشامل والعادل في السودان قد اكتملت وهى بكل المقاييس خطوة جريئة نحو ترسيخ مبادئ الحرية والعدلة والتسامح والمساواة في السودان الذي عانى ولأكثر من عقدين من الزمن من حرب ضروس راح ضحيتها الملايين من أبناء الوطن الواحد وخلفت وراءها مزيدا من الفقر والدمار والتخلف وان اختلفنا في أسبابها إلا انه يمكن إجمالها في أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وللأسف فإنها مازالت موجودة وتطل برأسها وبإلحاح من حين إلى آخر والآن السودان يعانى الأمر نفسه في دار فور والشرق رغم المفاوضات الجارية الآن في العاصمة النيجيرية أبوجا بين ثوار دار فور والحكومة السودانية والتي تمخضت حتى الآن عن التوقيع على اعلان المبادئ وكما ذكرنا فان وقف الاقتتال والدمار في جنوب السودان هي خطوة أولى فقط نحو السلام الشامل والعادل في البلاد وليست نهاية المطاف ( والنوم في العسل) لأن الشريكين الآن ( المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) دخلوا في سباق شرس من أجل التعبئة والاستقطاب السياسي في داخل السودان وخارجه وقد بدأ فعلا ومباشرة بعد التوقيع النهائي على اتفاق نيفاشا لاحلال السلام في السودان ثم تطور واشتد بعد الانتهاء من صياغة دستور الحكم الانتقالي فقد شرع المؤتمر الوطني في استقطاب الكوادر السياسية (لجاهزة ) من مختلف الأحزاب والتنظيمات المعارضة مما أدى الى مزيد من الضعف والتفكك وكثرت ( الأجنحة) في بنيان هذه الأحزاب وما حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والشيوعي إلا ودليلا واضحا على ذلك وهذا بدوره يؤدى إلى وجود مناخ يخيم عليه الضباب وتنافس غير متكافئ للعمل السياسي في الفترة الانتقالية والتمهيد للانتخابات ناهيك عن القوانين الاستثنائية ومراقبة أنشطة الأحزاب والتنظيمات المعارضة .
إن تجاهل القوى السياسية الأخرى وتكريس مبدأ الثنائية في تقسيم السلطة والثروة إنما ينذر بمستقبل مظلم شديد القتامة وما نخشاه هو الانزلاق في المنحدر وقديما قال الشاعر :
أرى تحت الرماد وميض نار
وأخشى أن يكون لها ضرام
فالمؤتمر الوطني يسعى وبكل السبل عملا بمبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) إلي تهميش واضعاف القوى السياسية الأخرى بعد الشراكة التي تمت مع الحركة الشعبية واستئثار الأخيرة بجنوب السودان ونصف عائدات النفط وفى الوقت نفسه يسعى أي المؤتمر الوطني وبمكر لا يحسد عليه إلي جرجرة الحركة الشعبية ألي هذا المنحدر والذي يمثل في رأينا بداية النهاية بداية التفكك بانفصال الجنوب والحكم الزاتى على الأقل في دار فور ونهاية السودان كدولة وكيان موحد.
إن الواجب يحتم علينا أن نحذر من مغبة السير في هذا الطريق وأن نرفض الثنائيات المدمرة وعلينا كشعوب وقبائل أحزاب وتنظيمات سياسية ومدنية التضامن والعمل على الحفاظ على وحدة السودان وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة والتسامح واحترام الأديان والأعراق والثقافات وإلا سيأتي يوم وسنبكى كلنا دموعاً و دماً .


إن التغيير سنة من سنن الحياة واحتياجات البشر كذلك تتغير مع تغير الزمن والعولمة قادمة شئنا أم أبينا والحرية والديمقراطية كالأكجسين لا يمكن الاستغناء عنه وهى أيضا حقوق لا تتجزأ ولا تقبل البيع بالتقسيط في دكاكين الحكومات القمعية . وعلى هذا الأساس وبالنية الصادقة في إنهاء الظلم وبدء التنمية في دار فور يجب القضاء ونهائيا على مليشيات الشر المسماة بالجنجويد وإنهاء الخلايا السرطانية المدمرة للجسد الدارفورى أمثال قريش والتجمع العربي!!! حتى يعود الناس إلى قراهم وأراضيهم وممارسة حياتهم الطبيعية في أمان وذي زمان !!. يقول الله سبحانه وتعالى : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) والمقصود بالتعارف في الآية الكريمة ( والله أعلم ) التعايش والتسامح والاحترام والمحبة , إن هذا بيان واضح وصريح من الله سبحانه وتعالى لعلنا نعى!!!.
واليوم أمام النائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور جون قرنق فرصة تاريخية للسفر إلى أبوجا مترئسا وفد الحكومة السودانية للتفاوض مع وفدى حركة تحرير السودان برئاسة عبد الواحد محمد نور المحامى والعدل والمساواة برئاسة الدكتور خليل إبراهيم وما عدا ذلك فهو ضياع للزمن الثمين وتشتيت للقضية الملحة ومع عامل الثقة المتوافرة بين الدكتور قرنق وقادة الحركات الأمر الذي سيؤدى إلى تقريب وجهات النظر وبدء مفاوضات تحفها الدعوات ورغبات المقهورين في القرى والمعسكرات من أجل السلام والتنمية والوئام في دار فور مع الأخذ في الاعتبار إدمان المؤتمر الوطني لزراعة الألغام واطلاق قنابل الدخان بكثافة لحجب الحقائق وتشتيت الأذهان .
وللحديث بقية…
سليمان محمد إبراهيم
طبيب بشرى من أبناء دار فور
لقاهرة في 10\7\2005
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved