السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

شاعرية شاعر شعرية نص بقلم مصعب الرمادي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/10/2005 9:27 ص

مصعب
الرمادي:
شاعرية شاعر شعرية نص

إن الحياة سلسلة
من التحرر من سطوة
الآخرين ….
إن الحياة قصيرة .
... مصعب الرمادي
الإيماءة … الإشارة … التلويحه … و البوح المتجلي و الثورة المخبوءة و
الرفض و الجرئه المشادة علي أساس من التكوين الثقافي و البيئي و الاجتماعي …
المحدقة إمعاناً في السياسي والاجتماعي و العاطفي يشئ من الرفض … و الواقفة
علي الخط المناوئ لكل ما هو غير بجميل … والجمال المشروع علي فضاءات رحيبة لا
تؤمن بالحدود أياً كانت و بأي تسمية سميت …. و أضواء الحرية التي تنوس بين
مفردات النص لتضئ ذلك الصمت المنطوي علي الإفصاح المؤسس علي القيمة التي لا
تعرف و لا تعترف بالرمادية و انكسارات ((البين بين)) و التموقع في مأساة ((خير
الأمور)) .
شيئاً من كل هذا يحرضك علي الانتباه والوقوف دهشة لتري من هو الطارق و
من هو الآتي المتموثل في زمجة عاصفة لا ككل العواصف لتري من هو ذلك الغاضب
الحليم .
لقد وقفنا كثيراً غلي أرصف المعاد و المكرور حتى تلبسنا ذلك الإحساس
بأن الشعر في حالة سَكرة ِ موت … و إن حواء … الشعر سوف لن تنجب في بلادنا غير
تلك العناقيد الأخيرة …. عاطف خيري _ الصادق الرضي _ و الأصمعي _ و نجلاء عثمان
_ و فاروق تاج السر …. الخ. كعناقيد خريف العمر لها … و إن هذا هو أوان الرواية
/*/ القصة و إن الشعراء غادروا من متردم بعد أن أدركوا أن هذا الشعر يُهدي
للتي هي للجحيم فلاذوا فراراً صوب المحكي و المقصوص و المسرود … .
لكن من بين العتمات برق لنا ضوء … باهر قوي … لفنا بالانشداه و الجهره …
ومن بين الصمت جهر صوت المغايرة و الاختلاف … الضوء لمصعب و الصوت (الجهور)
أيضاً لمصعب .
ففي عام 1999م صدرت مجموعة شعرية صغيرة الحجم متواضعة لا تعد الإحدى و
ستين صفحة لشعراء ((مقهورين)) ترهقهم فترة النشر في بلادي كان من بينهم مصعب
الرمادي و الآخرين هما (فائز البشير البدوي /*/عبد الله طه اللبي) و كانت تلك
المجموعة تسمي أصوات لجماعة بذات الاسم و إن لم تخني الذاكرة كان مؤسسها هو
المبدع مصعب الرمادي … و كان ((ثلاثتهم)) أصوات قوية تنبئ بميلاد مواهب جديرة
بالإحاطة و الاحتضان إلا إن الملفت حقاً كان صوت مصعب فكان بحق الأكثر بهرة و
الأقوى صوتاً.
حبي إليكَ إذا نفذ
[ عودُُ ُ من الكبريت مشتعل ُُ بقاع البحر و السطح السماء ]
أوقن أنك لن تستطيع إحتوائى
و أعلم إني لن استطيع الكتابة إليك
و لكن خلاصة كل حديثي الطويل إليك
ألف ٌ …. حاء ٌ… باءٌ … كافٌ
أحبك يا سيدي …
هذه شهادة حبي إليك.

إن النص عند الرمادي هو اشتعال و حريق و فناء…. و هو كون بذاته و عرش و مملكة
فيها … المفردة (الفصيحة) هي السيدة الأولي و ما عداها لا شئ و الرمادي له
القدرة الذاتية علي خلق كل ذلك الصخب تلك القدرة التي ربما لا تقل عن قدرة
السياب أو عن الصبور أو حجازي … فهو يعرف كيف يوظف المفردة لتبهر و لتخلق كل
ذلك الجمال … فتجده مثلاً ( فضة الصمت /*/ذهب الكلام
…. و هو الشروع البليغ لافتقادك عنك
دون اكتشافك بأن الرحيل بداية حلم
و إن الرحيل هلاك
هو : بحث الخليقة عند بدائها و سير الحقيقة عن سرها فتح النوافذ في كل شئ
و فتح مضاد.
حيث نجده يمتاز الإمساك بخيوط النص بحذق و مهارة دون أن يترهل … أو دونها
اندفاع غير مضبوط و تداعي غير متزن … فهنالك تدفق و انسياح إلا أنه بمقدره
فائقة علي الضبط و التحكم … حيث أننا نجد في شعر الرمادي السيل ((المفرداتى))
… متوافقاً و متوازياً مع الشعرية في نصوصه … (القصيدة/*/الشعر) فيأتي النص
مرناً …. مطاوعاً …. لرغائب الشعرية … منذ نما معها منسجماً مع عمق المفردة
التي دوماً نجدها تتمدد رأسياً محاورةً العمق … لتثير الأسئلة و لتبحث عنها.
فالقصيدة عنده ليست صراخ وعلٍ جريح كما يقولون … إنما هي … إنبجاسة هالة ضوء
علي ظلمة الورق و قول شئ كان عليه أن يقال بالكيفية التي تطل علي سطح الورقة
عند الرمادي … فالمفصوح عنه … بالطريقة التي بنبقي أن يخرج بها إلي السطح وهو
دأب القصيدة عند الرمادي … وهو ما يحقق الشاعرية و التوافق في نصه … دون ارتباك
… أو تمدد أُفقي تتلاشي في فضاءاته و تتبدد متعة النص و لذته .
إنها الآن تُحكم إغلاق حقيبتها
مثلما تُحكم إخفاء حقيقتها
مثل ما يتعرف صمت الغريب عليها
إن سراً دفيناً سيزلل فرائصها ذات يوم
سيتركونها قاب قوسين من الحكم
فيصحوا مُصادراً أمام الجميع
تطارده غيرة العازل
و تمضغه الأعين الناهشة
مهمة القصيدة عن الرمادي هي أن تبوح و تفصح عن كل ما هو كامن بالنفس من
إحتباسات بعنف و جرئه …. لتكون المفردة في القصيدة هي فوهة ذلك الجحيم الرابض
ليس فقط في دخيلة الشاعر وحدة إنما في دواخل النفس البشرية كلها لذا تأتي
القصيدة دوماً في شكل صورة بصرية متحالفة مع الرؤيا الفكرية و مواراة النفس
(عاطفية/*/وجدانية) مع محاولة يائسة لاستلال سكين الفوستالجيا المنغرسة أبداً
في جوف القصيدة عمه …. و هذا ما يجعل القصيدة هي عبارة عن احتفاء بالوجود و
مناجاة حزينة لشئ يهمس بعيداً كلما توغلت القصيدة في عمق الرؤيا …. و ألحت في
الالتماسات الخفية .
دثريه أيتها النائبات
و إملائي جبة الوجد فيه
باشتهاء الردى / و حنين التراب
علي قمر و شمس يتفرق الدم بين القبائل
تشخب في حدود الحكاية
و لا تنام في الدخيلة عيون قريش
((لثويبة)) ما تشتهيه من ثريد و قطن و تمر يثربي

إن قصيدة الرمادي ما يميزها عن غيرها هو إنها تقوم باقتراح مسارات جديدة علي
مستوي الأداة و التكون و قيام العلائق بين المفردة و أختها لتتخذ شكلاً
بنائياً نصيصاً فريداً … وهذه هي الشعرية التي تنطلق من قاعدة : عن الشاعر
يمتاز بشعرية ناضجة تقبع خلف شاعريته تجعله مسيطراً علي القصيدة ماسكاً بخيوط
ملاعبتها مانعاً لها من التورط في أحوال التدفق و الإنسياح غير المفيد و التمدد
المفضي إلي بعثرة الفكرة و تشتتها لتصبح القصيدة عبارة عن نص فارغ و تراصات
لمفردات جوفاء .
و في ذلك يقول الكاتب العراقي / حاتم الصعكر:
 …. إذا كانت الشاعرية كقدرة علي التنظيم تخض نفسها وراء
أسماء كالموهبة والمهارة الذ1تية و القدرة الذاتية و الملكة و الإستعداد … فإن
الشعرية كمظهر لقوانين ذاتيه نصية تثير مشكلات الأداء و اتخاذ هيئة أو بنية
نصية 
الرمادي صوت شعري قوي متميز و لد هكذا … شاعرٌ عميق الفكرة جامح
الخيال …. يعرف فوق كل ذلك كيف يتعامل مع المفردة و الحالة الشاعرية التي
عليها فهو بذلك شاعر بقامة عبد الصبور و حجازي و أمل في مصر و السياب و
البياتي بأرض الرافدين و أودنيس في لبنان … غير أنه بطعم مختلف … ونكهة خاصة ……
يا سيد الخلق / كيف تكشف السير ة / أبوابنا / أبواب بيتك / كيف تنهض
أمة كاملة / في قلب رجل واحد ….
رجلٌ واجدٌ مشرق في ضياء الحقيقة
مشرف في
الكــــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــال.

[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved